ويصدقه من سمعه من رطب ويابس وله أجر من صلى معه
وروى النسائي (646) عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ، وَالْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ بِمَدِّ صَوْتِهِ ، وَيُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى مَعَهُ .
ما صحة هذا الحديث؟
رد: ويصدقه من سمعه من رطب ويابس وله أجر من صلى معه
أعله ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (8/185)، فقال:
، وهذا هكذا رواه قَتَادَة من رواية معاذ بْن هِشَام، عن أَبِيهِ عَنْهُ، فَقَالَ عن أَبِي إِسْحَاق، عن البراء، ...
وأسقط بين أَبِي إِسْحَاق والبراء اثنين، فإن أصحاب أَبِي إِسْحَاق رووه عن أَبِي إِسْحَاق، عن طلحة بْن مصرف، عن عبد الرَّحْمَن بْن عوسجة، عن البراء". اهـ.
وهذا إسناد رجاله ررجال الشيخين عدا عبد الرحمن بن عوسجة وثقه النسائي وغيره.
قلتُ: له شواهد منها ما خرج ابن أبي شيبة في مصنفه [3834]، فقال:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ رِقَّةً فَقَالَ: " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْأُوَلِ فَازْدَحَمَ النَّاسُ عَلَيْهِ ". اهـ.
وخرج عبد الرزاق في مصنفه [2450]، فقال: عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالا: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاةَ الْعِشَاءِ، ثُمَّ قَالَ: فذكره.
وقال شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند [١٨٥٠٦] : "صحيح دون قوله: "وله مثل أجر من صلى معه". اهـ.
قلتُ: وأيضا دون قوله: "والمؤذن يُغْفَرُ لَهُ بِمَدِّ صَوْتِهِ ، وَيُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ وَيَابِسٍ". اهـ.
فقد اعتمد على شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما فيما خرجه أحمد في مسنده [6166]، فقال:
حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وتوبع فيما خرجه ابن عدي في الكامل، فقال:
حدثنا أبو عروبة، حدثنا أيوب بن محمد، حدثنا معمر، حدثنا عبد الله بن بشر، عن الأعمش عن مجاهد، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فذكره.
وتوبع فيما خرجه ابن مخلد في المنتقى من حديثه [228]، فقال:
ثنا أحمد بن الحجاج بن الصلت، قال: نا منذر بن عمار، قال: نا معمر [ابن زائدة]، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وخالفهم حفص بن غياث فيما خرجه الطبراني وغيره في المعجم الأوسط [121]، من طريق:
حَفْص بْن غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فذكره.
قلتُ: قد مر بأنه من حديث أبي صالح مرسلا.
وخالفه الطنافسي وعمرو بن عبد الغفار فيما قاله الدارقطني في العلل [1544]، عن الأعمش، عن مجاهد، عن أبي هريرة، مرفوعا.
وخولفوا في رفعه فيما خرجه السراج في مسنده [74]، فقال:
حدثنا محمد بن عقيل ثنا حفص بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن طهمان عن سليمان الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر أنه قال: فذكره موقوفا.
وتوبع فيما خرجه السراج [1 : 47]، فقال: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: فذكره موقوفا.
وخولفا فيما خرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [2363]، فقَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " الْمُؤَذِّنُ يَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ سَمِعَهُ ". اهـ.
قلتُ: وهذا هو الأشبه مقطوع من كلام مجاهد.
وخرج أبو داود الطيالسي في مسنده [2665]، فقال:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ شُعْبَةُ: وَكَانَ يُؤَذِّنُ عَلَى أَطْوَلِ مَنَارَةٍ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى وَأَنَا أَطُوفُ مَعَهُ، يَعْنِي حَوْلَ الْبَيْتِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ سَمِعْتُهُ مِنْ فِيهِ: " الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَشَاهِدُ الصَّلاةِ يُكْتَبُ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حَسَنَةً، وَيُكَفَّرُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُمَا ". اهـ.
قلتُ: في الإسناد أبو يحيى وهو سمعان الأسلمي "ليس به بأس"، كذا قال النسائي، وموسى بن أبي عثمان "مقبول"، كذا قال الحافظ ابن حجر.
وتوبع فيما خرجه عبد الرزاق في مصنفه [1863]، فقال: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ أُنَيْسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، بنحوهه مرفوعا.
وهذا وهم كما نص أبو زرعة والدارقطني، وتوبع فيما خرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [2361]، فقَالَ:
نَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ أَبُو هُبَيْرَةَ، عَنْ شَيْخٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به مرفوعا.
وتوبع فيما خرجه الفاكهي في فوائده [190]، فقال:
[ثنا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ،] حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، نا وُهَيْبٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به مرفوعا.
قلتُ: خولف فيما قاله الدارقطني في العلل (8/344)، فقال:
وخالفه زائدة فرواه عن منصور، عن يحيى بن عباد، عن رجل من أهل المدينة يقال له: عطاء، عن أبي هريرة موقوفا.
وكذلك رواه فضيل بن عياض، وجرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن يحيى بن عباد، عن عطاء، قال: حدثني رجل من أهل المدينة، عن أبي هريرة موقوفا. اهـ.
ثم رجح الدارقطني الموقوف، قلتُ: ذكر البخاري في ترجمة عطاء المدني هذا عن منصور بأنه ليس ابن أبي رباح ولا ابن يسار.
مع علة الاضطراب هذه، فلا يصح وقفا ولا رفعا.
وخرج عبد الرزاق وغيره في مصنفه [1864]، فقال:
عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره مرسلا.
وخرج أبو الشيخ في العطمة [1162]، من طريق:
ابن أبي زائدة، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال:
" أَذَّنَ يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَجَابَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ وَجَبَلٍ وَأَهْلُ الأَرْضِ وَأَهْلُ السَّمَاءِ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ ". اهـ.
وعطاء هو ابن السائب اختلط.
والله أعلم.
رد: ويصدقه من سمعه من رطب ويابس وله أجر من صلى معه
رد: ويصدقه من سمعه من رطب ويابس وله أجر من صلى معه
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس
جزاكم الله خيرا.
وجزاك الله خيرا.
رد: ويصدقه من سمعه من رطب ويابس وله أجر من صلى معه