السلام عليكم
هل يجوز الأخذ بهذه الرواية؟
خلقت الملائكة من نور العرش.
عرض للطباعة
السلام عليكم
هل يجوز الأخذ بهذه الرواية؟
خلقت الملائكة من نور العرش.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الرواية الثابتة: خلقت الملائكة من نور.
ولم يُذكر فيها العرش.
السؤال
ماهية النور الذي خلقت منه الملائكة
الجواب
في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم. فالله تعالى وحده هو العالم بحقيقة النور الذي خلق منه الملائكة، ولم نقف على بيان لهذا النور في قول لأهل العلم، وحقيقة النور معلومة لا تحتاج إلى بيان.الاسلام سؤال وجواب
قال الشيخ عبدالله الجبرين
قد ذكر الله تعالى خلق الجن في القرآن, قال تعال وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ
وقال: وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ
فالجان خلقوا من نار، وهكذا أيضا خلق إبليس من النار؛ كما ذكر الله ذلك عنه باعترافه,
فقال تعالى عن إبليس: خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ
فدل على أن إبليس والشياطين خلقوا أيضا من النار, كما خلق الجان من النار،
أما الملائكة فخلقوا من النور, النور هو الضياء اللامع يضيء ما حوله بإضاءته وسطوعه واستنارته ..
نعم، بارك الله فيكم أجمعين.
جاء عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه قال: خلقت الملائكة من نور الذراعين والصدر.
وقد صحة نسبة القول إليه وكان رأي البعض أن يكون في حكم الرفع لأن الصحابة منزهين عن أن يلبسوا على الناس عقائدهم بأن يعلموا الناس ما ليس في شرعنا.
الا يؤخذ بهذا في الاعتقاد بشأن الملائكة؟
الاقتصار على حديث النبي صلى الله عليه وسلم أولى.
خرج البيهقي في الأسماء والصفات [744]، من طريق: يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ حَدَّثَهُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَيُّ الْخَلْقِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: الْمَلائِكَةُ. قَالَ: مِنْ مَاذَا خُلِقَتْ؟ قَالَ: مِنْ نُورِ الذِّرَاعَيْنِ وَالصَّدْرِ. قَالَ فَبَسَطَ ذِرَاعَيْنِ، فَقَالَ: كُونُوا أَلْفَيْ أَلْفَيْنِ.
قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ: فَقُلْتُ لابْنِ جُرَيْجٍ: مَا أَلْفَا أَلْفَيْنِ؟ قَالَ: مَا لا تُحْصَى كَثْرَتُهُ". اهـ.
ثم قال البيهقي: َذَا مَوْقُوفٌ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَرَاوِيهِ رَجُلٌ غَيْرُ مُسَمًّى، فَهُوَ مُنْقَطِعٌ.
وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ رَوَاهُ، عَنُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
فَإِنْ صَحَّ ذَلِكَ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وَقَدْ كَانَ يَنْظُرُ فِي كُتُبِ الأَوَائِلِ، فَمَا لا يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِمَّا رَآهُ فِيمَا وَقَعَ بِيَدِهِ مِنْ تِلْكَ الْكُتُبِ.
ثُمَّ لا يُنْكَرُ أَنْ يَكُونَ الصَّدْرُ وَالذِّرَاعَانِ مِنْ أَسْمَاءِ بَعْضِ الْمَخْلُوقَاتِ ، وَقَدْ وُجِدَ فِي النُّجُومِ مَا سُمِّيَ ذِرَاعَيْنِ.
وَفِي الْحَدِيثِ الثَّابِتِ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " خُلِقَتِ الْمَلائِكَةُ مِنْ نُورٍ ". هَكَذَا مُطْلَقًا". اهـ.
وخرج عبد الله بن أحمد في السنة [1078]، فقال: حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:
" لَيْسَ شَيْءٌ أَكْثَرَ مِنَ الْمَلائِكَةِ، إِنَّ اللَّهَ عز وجل خَلَقَ الْمَلائِكَةَ مِنْ نُورٍ "، فَذَكَرَهُ وَأَشَارَ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ، قَالَ: وَأَشَارَ أَبُو خَالِدٍ إِلَى صَدْرِهِ، فَيَقُولُ: " كُنْ أَلْفَ أَلْفٍ أَلْفَيْنِ فَيَكُونُونَ". اهـ.
وخرج أبو الشيخ في العظمة [316]، من طريق: سَعِيدِ بْنِ بَزِيعٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:
" خَلَقَ اللَّهُ عز وجل الْمَلائِكَةَ مِنْ نُورٍ، وَيَنْفُخُ فِي ذَلِكَ، ثُمَّ يَقُولُ: لِيَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ، أَلْفَانِ، فَإِنَّ مِنَ الْمَلائِكَةِ خَلْقًا أَصْغَرُ مِنَ الذُّبَابِ ". اهـ.
جمعت لكم بعض المقتطفات تسهل فهم الحديث
نور الذراعين والصدر : أي من نور الحجاب الذي هو بين الله وبين خلقه -فخلقت الملائكة من نور الحجاب الذي أمام صدر الله عزوجل وأمام ذراعيه- خلقت الملائكة من هذا النور المخلوق
********
والحجاب الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم: (حجابه النور) مخلوق، وقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم، مع نفيه رؤية الله بقوله: (نور أنَّى أراه) .
ولو كان هذا الحجاب هو النور الذي هو صفته سبحانه، لكان النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه.
روى مسلم (178) عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ: نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ
وروى أيضا (178) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتَ لِأَبِي ذرٍّ، لَوْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَسَأَلْتُهُ ؟
فَقَالَ: عَنْ أيِّ شيْءٍ كُنْتَ تَسْأَلُهُ؟ قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُهُ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟
قَالَ أَبُو ذَرٍّ: قَدْ سَأَلْتُ، فَقَالَ: رَأَيْتُ نُورًا
وهذا النور هو نور الحجاب.
قال ابن القيم رحمه الله:
" وفي صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ قال: (نور أنى أراه) .
فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: معناه كان ثَمَّ نور، أو : حال دون رؤيته نور ؛ فأنى أراه؟!
قال: ويدل عليه أن في بعض ألفاظ الصحيح : هل رأيت ربك؟ فقال: رأيت نورا .
************
قال الشيخ عيدالله الجبرين سئل النبي صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ فقال: نُورٌ أَنَّى أراه؟! أي: كيف أراه؟ وهو احتجب بهذه الأنوار؟ نور أنى أراه وفي رواية: رأيت نورا فخلق الملائكة من هذا النور
***********
أخرج أبو الشيخ في كتاب العظمة من طريق أبان عن أنس
قال أتت يهود خيبر إلى النبي ﷺ فقالوا يا أبا القاسم
خلق الله الملائكة من نور الحجاب وآدم من حمأ مسنون وإبليس من لهب النار والسماء من دخان والأرض من زبد الماء فأخبرنا عن ربك فلم يجبهم فأتاه جبريل بهذه السورة ]﴿ قل هو الله أحد ﴾ سورة المعوذتين لكن هذا فيه أبان بن أبي عياش
في رأيي الشخصي أنه روى هذه الرواية - أي من نور الذراعين والصدر- في ضوء قول الرسول: لا تصدقوهم ولا تكذبوهم والله تعالى اعلم.
بارك الله فيكم.
من المعلوم أنَّ علماء الحديث اصطلحوا على أنَّ الصحابي إذا تكلم بكلام ليس للرأي فيه مجال كأن يكون أمرًا غيبيًا أو ثوابًا مخصوصًا أو عقابًا معينًا وغيره من صور الموقوفات التي تأخذ حكم الرفع، وهذا الذي اصطلح عليه علماء الحديث بالمرفوع حكمًا؛ لكن اشترط العلماء على أن الصحابي الذي يأخذ حديثه حكم الرفع ألَّا يكون أخذ عن كتب أهل الكتاب، وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما معروف الأخذ عن أهل الكتاب بل أدمن النظر في كتبهم، فحديثه في الأمور الغيبة كما هو الحال هنا - على فرض صحته- لا يأخذ حكم الرفع.
يلاحظ أن أبا أسامة تفرد بذكر الصدر والذراعين وخالفه ابن إسحاق وأبو خالد بن حيان خالفا أبا أسامة في لفظة: "الصدر والذراعين"، فلم يذكراها في الحديث. بل رواه البزار عن الجوهري عن أبي أسامة، بدون هذه اللفظة، فهل استنكرها البزار أو الجوهري؟
واكتفى أبو خالد عن سريج بالإشارة إلى صدره، ولكن هذا من صنيع سريج.
وأما متابعة ابن جريج فضعيفة لا تصح مع كونه مدلسا وقد عنعن فقد رواه عن رجل مبهم.
وهل يقال أيضا لفظة: "نور الذراعين والصدر"، مخالفة لحديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
وقد أشار البيهقي أن الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مذكور فيه بأن الملائكة من نور هكذا مطلقا يعني دون إضافة شيء للنور.
ونحو ما قاله البيهقي قاله ابن فورك، فقال:
"قد رَوَاهُ أُسَامَة وَلم يقل فِيهِ ذِرَاعَيْهِ وصدره بل قَالَ من نور الذراعين والصدر مُطلقًا غير مُضَاف
فَإِن كَانَ ذَلِك لم يُنكر أَن يكون صَدرا وذراعين لبَعض خلقه
وَلم يُنكر أَيْضا أَن يكون الصَّدْر والذارعان من أَسمَاء بعض مخلوقاته وَقد وجدوا فِي النُّجُوم مَا يُسمى بذراعين وَلَيْسَ بمستنكر أَن يُسمى بِهَذَا الإسم غَيره من الْخلق فَيكون مَا خلق من الْمَلَائِكَة خلق من ذَلِك".
وإن كنا بقول الزيادة التي وردت في رواية عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما الموقوفة عليه أتى بها من كتب أهل الكتاب، فهل هي زيادة مقبولة؟
وَقَالَ الألباني فِي الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة المجلد الأول 197/5: "وَأما مَا رَوَاهُ عبد الله بن أَحْمد فِي السّنة ص"151" عَن عِكْرِمَة قَالَ: "خلقت الْمَلَائِكَة من نور الْعِزَّة، وَخلق إِبْلِيس من نَار الْعِزَّة" وَعَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: "خَلَقَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ مِنْ نُورِ الذراعين والصدر". قلت -أَي الألباني-: فَهَذَا كُله من الْإسْرَائِيلِي ات الَّتِي لَا يجوز الْأَخْذ بهَا، لأنها لم ترد عَن الصَّادِق المصدوق صلى الله عَلَيْهِ وَسلم". انتهى.
يلاحظ في رواية ابن جريج أن أعظم المخلوقات هم الملائكة.
أليس أعظم المخلوقات وأولها هو العرش؟!
وفي رواية ابن إسحاق زيادة غريبة: "فَإِنَّ مِنَ الْمَلائِكَةِ خَلْقًا أَصْغَرُ مِنَ الذُّبَابِ ".
وأما ما روي في أنهم من نور الحجاب.
خرجه أبو الشيخ في العظمة [86]، فقال: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ ضِرَارٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
أَتَتْ يَهُودُ خَيْبَرَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله علي وسلم فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ خَلَقَ اللَّهُ عز وجل الْمَلائِكَةَ مِنْ نُورِ الْحِجَابِ، وَآدَمَ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ، وَإِبْلِيسَ مِنْ لَهَبِ النَّارِ، وَالسَّمَاءَ مِنْ دُخَانٍ، وَالأَرْضَ مِنْ زَبَدِ الْمَاءِ ... إلخ". اهـ، وذكر حديثا طويلا.
وخرجه المستغفري في فضائل القرآن [1078]، من طريق: عبد الواسع العجال الخوارزمي، قال: حدثنا محمد بن النضرة، حدثنا يحيى بن عبد الله الحراني، عن ضرار، عن أبان، عن أنس، قال: فذكر نحوه.
قلتُ: إسناده تالف، فيه أبان وهو ابن أبي عياش متروك الحديث، وضرار بن عمرو الملطي منكر الحديث، ويحيى بن عبد الله البابلتي ضعيف.
وروي بإسناد أصلح من هذا ليس فيه هذا.
والله أعلم.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا اخى الفاضل عبد الرحمن هاشم بيومي
من كتاب الجامع لعلوم الامام احمد-العقيدة
باب: إثبات الذراعين والصدر]
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا أبو أسامة، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو -رضي اللَّه عنه-
قال: خلق اللَّه عَزَّ وَجَلَّ الملائكة من نور الذراعين والصدر ."السنة" لعبد اللَّه 2/ 475. رواه الدارمي في "نقضه على المريسي" ص 376 (192)، وأبو الشيخ في "العظمة" (153)، وابن منده في "الرد على الجهمية" (78)، وأبو يعلى في "إبطال التأويلات" 1/ 221، ورواه البيهقي في "الأسماء والصفات" 2/ 178 (744) من طريق ابن جريج،
عن رجل، عن عروة بن الزبير أنه سأل عبد اللَّه بن عمرو:
أي الخلق أعظم؟ قال: الملائكة. قال: من ماذا خلقت؟ قال: من. . الحديث بتمامه.
قال البيهقي:
هذا موقوف على عبد اللَّه بن عمرو، وراويه رجل غير مسمى، فهو منقطع،
وقد بلغني أن ابن عيينة رواه عن هشام بن عروة عن أبهي عن عبد اللَّه بن عمرو،
فإن صح ذلك فعبد اللَّه بن عمرو وقد كان ينظر في كتب الأوائل،
فما لا يرفعه إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يحتمل أن يكون مما رآه فيما وقع بيده من تلك الكتب،
ثم لا ينكر أن يكون الصدر والذراعان من أسماء بعض مخلوقاته،
وقد وجد في النجوم ما سمى ذراعين،
وفي الحديث الثابت عن عروة عن عائشة قالت:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "خلق الملائكة من نور" هكذا مطلقًا. اهـ.
الجواب
قلت:
هذا تأويل من البيهقي رحمه اللَّه، وإنقاص من قدر أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
قال الدارمي في "نقضه على المريسي":
قلتَ:
وقال بعضهم:
من شعر الذراعين والصدر.
فيقال لهذا المعارض:
إذا كان هذا الحديث عندك من المنكرات التي تترك من أجله جل الروايات
فلِمَ فسرته كأنك تثبته؟
فقلتَ:
تأويله عندنا محتمل على ما يقال في أسماء النجوم الذي يسمى منها الذراع والجبهة.
الجواب
= ويحكك أيها المعارض؛
استنكرت الحديث،
وتفسيرك أنكر منه،
أخلق اللَّه الملائكة من نور النجوم وشعرها التي تسمى الذراع والجبهة؟ !
أم للنجوم شعور فيخلق منها الملائكة؟ !
لقد أغربت بهذا التفسير على جميع المفسرين،
وأندرت وكدت أن تقلب العربية ظهرها لبطنها إن جازت عنك هذِه المستحيلات:
إن اللَّه خلق الملائكة من شعور النجوم التي تسمى ذراعًا! !
وقال القاضي أبو يعلى:
غير ممتنع حمل الخبر على ظاهره في إثبات الذراعين والصدر إذ ليس في ذلك ما يُحيل صفاته،
ولا يخرجها عما تستحقه،
لأنا لا نُثبت ذراعين وصدرًا هي جوارح وأبعاض،
بل نُثبت ذلك صفة كما أثبتنا اليدين والوجه والعين والسمع والبصر، ...
فإن قيل:
عبد اللَّه بن عمرو لم يرفعه إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-
وإنما هو موقوف عليه فلا يلزم الأخذ به.
قيل:
إثبات الصفات لا يؤخذ إلا توقيفًا؛
لأن لا مجال للعقل والقياس فيها،
فإذا رُوي عن بعض الصحابة فيه قول علم أنهم قالوه توقيفًا.
فإن قيل:
فقد قيل إن عبد اللَّه بن عمرو أصاب وسقين يوم اليرموك، وكان فيها من كتب الأوائل
مثل "دانيال" وغيره،
فكانوا يقولون له إذا حدثهم: حدثنا ما سمعت من رسول اللِّه -صلى اللَّه عليه وسلم-
ولا تحدثنا من وسقيك يوم اليرموك.
فيحتمل أن يكون هذا القول من جملة تلك الكتب فلا يجب قبوله،
وكذلك كان وهب بن منبه
يقول: إنما ضل من ضل بالتأويل، ويرون في كتب "دانيال" أنه لما علا إلى السماء السابعة فانتهوا إلى العرش رأى شخصًا ذا وفرة
فتأول أهل التشبيه على أن ذلك ربهم وإنما ذلك إبراهيم.
قيل:
هذا غلط لوجهين:
أحدهما أنه لا يجوز أن يظن به ذلك؛ لأن فيه إلباس في شرعنا،
وهو أنه يروي لهم ما يظنوه شرعًا لنا، ويكون شرعًا لغيرنا،
ويجب أن نُنزه الصحابة عن ذلك.
والثاني: إن شرعنا وشرع غيرنا سواء في الصفات؛
لأن صفاته لا تختلف باختلاف الشرائع. =
فإن قيل:
يحتمل أن يكون ذلك صدرًا وذراعين لبعض خلقه؛ لأنه ذكر الذراعين والصدر مطلقًا، وقد وجد في النجو ما يسمى ذراعين وصدرًا،
وتكون الفائدة في ذلك التنبيه على ما في قدرته من المخلوقات وإنشاء المخترعات.
قيل: هذا غلط؛
لأنه ذكر الذراعين والصدر بالألف واللام،
والألف واللام يدخلان للعهد أو للجنس،
وليس يمكن حمله على الجنس؛
لأنه يقتضي كل ذراع وكل صدر،
وليس هاهنا معهود من الخلق يشار إليه،
فلم يبق إلا أن يحمل عليه سبحانه؛ لأنه أعرف المعارف،
يبين صحة هذا أنه لما أراد تخصيص بعض الملائكة بفضيلة أو حكم عرَّفه باسمه نحو قوله
تعالى {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ}
وقوله تعالى {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ}
ونحو ذلك؛
ولأن حمله على بعض خلقه يسقط فائدة التخصيص بالملائكة،
فلما خصَّ الملائكة بالذكر علم أنه قصد تشريفهم،
وإذا حُمل على بعض خلقه لم يكن لهم مزية. اهـ.
رواه ابن منده في "الرد على الجهمية"
كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد - العقيدة
[أحمد بن حنبل]
**********
هنا ارجع الى ما جمعته فى المشاكة السابقةلماذا قلنا ذلكاقتباس:
من نور الذراعين والصدر : أي من نور الحجاب الذي هو بين الله وبين خلقه -فخلقت الملائكة من نور الحجاب الذي أمام صدر الله عزوجل وأمام ذراعيه- خلقت الملائكة من هذا النور المخلوق
الجواب-
لأن الله ليس متولدا من شئ ولا يتولد منه شئ
قال جل وعلا - قل هو الله احد- الله الصمد - لم يلد ولم يولد - ولم يكن له كفوا احد
فالنور الذى خلقت منه الملائكة ليس هو النور الذى هو صفة لله
وانما النور الذى خلقت منه الملائكة نور مخلوق وهو نور الحجاب الذى يحول بين الله وبين خلقة
في صحيح مسلم عن أبي موسى عن النبى صلى الله عليه وسلم
قال: حِجَابُهُ النُّورُ، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: النَّارُ،
لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ
قال الشيخ "ابن عثيمين" : " يعني لو كشف هذا الحجاب ـ والحجب أيضًا من نور ، لكنها نور دون نور البارئ عز وجل.لو كشف الله هذا النور لأحرقت سبحات وجهه أي بهاؤه وعظمته ونوره ، ما انتهى إليه بصره من خلقه ، وبصره ينتهي إلى كل شيء -انتهى من "شرح رياض الصالحين" (3/ 347).
فالملائكة خلقت من النور الذى هو دون نور البارى جل وعلا
اما من يعتقد ان الملائكة خلقت من نور البارى نفسه فقد ابعد النجعة بل هو نفس اعتقاد النصارى ان الاهوت حلَّ فى الناسوت
يقولون ان القرآن الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - ينص على ذلك واستدلوا بقوله : ﴿ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ﴾ [النساء: 171].
ويقولون: وهذا يوافق قولنا: إن المسيح لاهوت وناسوت؛ إذ قد شهد القرآن أنه إنسان مثلنا بالناسوت الذي أخذ من مريم، وكلمة الله وروحه المتحدة فيه، وحاشا أن تكون كلمة الله وروحه الخالقة مثلنا نحن المخلوقين، فأشار بهذا إلى اللاهوت الذي هو كلمة الله الخالقة؛ نقلاً عن الجواب الصحيح لابن تيمية (2/279)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :" وهكذا عند أهل الكتاب أنه تجسد من مريم ومن روح القدس ، لكن ضلالهم حيث يظنون أن روح القدس حياة الله ، وأنه إله يخلق ويرزق ويعبد . وليس في شيء من الكتب الإلهية ولا في كلام الأنبياء أن الله سمى صفته القائمة به روح القدس ، ولا سمى كلامه ولا شيئا من صفاته ابنا، وهذا أحد ما يثبت به ضلال النصارى ، وأنهم حرفوا كلام الأنبياء وتأولوه على غير ما أرادت الأنبياء .فإن أصل تثليثهم مبني على ما في أحد الأناجيل من أن المسيح عليه السلام قال لهم : " عمدوا الناس باسم الآب والابن وروح القدس " .فيقال لهم : هذا إذا كان قد قاله المسيح ، فليس في لغة المسيح ولا لغة أحد من الأنبياء ، أنهم يسمون صفة الله القائمة به ، ولا كلمته ، ولا حياته : لا ابنا ، ولا روح قدس ، ولا يسمون كلمته ابنا ، ولا يسمونه نفسه ابنا ولا روح قدس ...وإذا كان كذلك ، كان في هذا ما يبين أنه ليس المراد بالابن كلمة الله القديمة الأزلية ، التي يقولون إنها تولدت من الله عندهم ، مع كونها أزلية ، ولا بروح القدس حياة الله ، بل المراد بالابن ناسوت المسيح ، وبروح القدس ما أنزل عليه من الوحي ، والملك الذي نزل به ، فيكون قد أمرهم بالإيمان بالله وبرسوله ، وبما أنزله على رسوله ، والملك الذي نزل به ، وبهذا أمرت الأنبياء كلهم " انتهى من " الجواب الصحيح " (2 / 152 – 153) .
وقال شيخ الاسلام
وإنما خُصَّ عيسى عليه السلام باسم الكلمة ؛ لأنه لم يخلق على الوجه المعتاد الذي خلق عليه غيره ، بل خرج عن العادة ، فخلق بأمر الله التكويني له : ( كن ) ، وهذا هو الكلمة المذكورة ، ولم يخلق من لقاح الذكر للأنثى ، كما هي سنة الله المعروفة في خلق البشر .وكون عيسى عليه السلام كلمة من الله ، وروحا منه ، كما تدل عليه نصوص الوحي المبين ، لا يوجب أن يكون جزءا من الله تعالى ، قد خرج منه ، وانفصل عن ذاته ، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا ، بل المراد بذلك أنه من عنده سبحانه وتعالى ، كما قال تعالى ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ) الجاثـية/13 وقوله تعالى ( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ) النحل/53 ، وقوله تعالى : ( مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) النساء/79 ، وقال تعالى في شأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرَةً ) البينة/1-2 فهذه الأشياء كلها من الله ، وهي مخلوقة .وقوله عن المسيح وروح منه خص المسيح بذلك لأنه نفخ في أمه من الروح ؛ فحبلت به من ذلك النفخ ، وذلك غير روحه التي يشاركه فيها سائر البشر ، فامتاز بأنها حبلت به من نفخ الروح فلهذا سمي روحا منه . [ انظر : دقائق التفسير : 1/324 ] .
هذا بحث جيد أنقله هنا للاستفادة -وطبعا انقله بعد حذف ما لا فائدة فيه
أثر عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: (خلق الله عز وجل الملائكة من نور الذراعين والصدر)، وادعى البعض أنه موضوع، وأن الإجماع منعقد على خلافه؛ مع أن الكلام في هذه الصفة؛ كالكلام في غيرها من الصفات؛
تمر كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل،
ومن غير تكييف ولا تمثيل؛
"فنعوذ بالله من معرة الجهل والأوهام، ونستجير به من مزلة الأقدام".
قال أبو يعلى: "اعلم أن الكلام في هذا الخبر في فصلين:
أحدهما: في إثبات الذراعين والصدر،
والثاني: في خلق الملائكة من نوره؛
أما الفصل الأول: فإنه غير ممتنع حمل الخبر على ظاهره في إثبات الذراعين والصدر؛
إذ ليس في ذلك ما يحيل صفاته، ولا يخرجها عما تستحقه؛ لأنا لا نثبت ذراعين وصدرا ًهي جوارح وأبعاض؛ بل نثبت ذلك صفة؛ كما أثبتنا اليدين والوجه والعين والسمع والبصر، وإن لم نعقل معناه؛ فإن قيل: عبدالله بن عمرو لم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو موقوف عليه؛ فلا يلزم الأخذ به. قيل: إثبات الصفات لا يؤخذ إلا توقيفاً؛ لأنه لا مجال للعقل والقياس فيها،
فإذا روي عن بعض الصحابة فيه قول؛ عُلم أنهم قالوه توقيفاً؛ فإن قيل: فقد قيل إن عبدالله بن عمرو أصاب وسقين يوم اليرموك، وكان فيها من كتب الأوائل؛ فكانوا يقولون له إذا حدثهم: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تحدثنا من وسقيك يوم اليرموك؛ فيحتمل أن يكون هذا القول من جملة تلك الكتب؛ فلا يجب قبوله.
قيل: هذا غلط لوجوه: أحدهما: أنه لا يجوز أن يُظن به ذلك؛ لأن فيه إلباس في شرعنا، وهو أنه يروي لهم ما يظنوه شرعاً لنا، ويكون شرعاً لغيرنا، ويجب أن ننزه الصحابة عن ذلك،
والثاني: إن شرعنا وشرع غيرنا سواء في الصفات؛ لأن صفاته لا تختلف باختلاف الشرائع.
فإن قيل: يُحتمل أن يكون ذلك صدراً وذراعين لبعض خلقه؛
لأنه ذكر الذراعين والصدر مطلقاً،
وقد وجد في النجوم ما يسمى ذراعين وصدراً، وتكون الفائدة في ذلك التنبيه على ما في قدرته من المخلوقين وإنشاء المخترعات؛
قيل: هذا غلط؛
لأنه ذكر الذراعين والصدر بالألف واللام، والألف واللام يدخلان للعهد أو للجنس، وليس يمكن حمله على الجنس؛
لأنه يقتضي كل ذراع وكل صدر،
وليس هاهنا معهود من الخلق يشار إليه؛ فلم يبق إلا أن يحمل عليه سبحانه؛
لأنه أعرف المعارف؛
يبين صحة هذا: أنه لما أراد تخصيص بعض الملائكة بفضيلة أو حكم؛ عرفَّه باسمه؛
نحو قوله تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ}، وقوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ}، ونحو ذلك، ولأن حمله على بعض خلقه يسقط فائدة التخصيص بالملائكة؛ فلما خص الملائكة بالذكر؛ عُلم أنه قصد تشريفهم،
وإذا حُمل على بعض خلقه؛ لم يكن لهم مزية"اهـ (بتصرف من إبطال التأويلات 1/221-223)
قال السجزي: "الأئمة الذين رووها غير منكرين لشيء منها؛ بل أوردوها في السنن، وبينوا أن اعتقادها سنة وحق؛ بل واجب وفرض؛ لا يخلو أمرهم من أن يكونوا مخطئين في فعلهم، أو مصيبين في رأيهم؛ فإن أصابوا؛ فاتباعهم على الصواب هدى، وإن أخطأوا - بزعم المخالف - وهم الأئمة المقبولون المرضيون بالاتفاق؛ فالمخالفون أقرب إلى الخطأ، وأبعد من الصواب منهم؛ فيجب أن لا يُصغى إليهم، ولا يُعول على تمويههم"اهـ (بتصرف من الرد على من أنكر الحرف والصوت ص 291-292)كما أن صفات الله عز وجل؛ لا تثبت إلا بدليل سمعي - قال الآجري في الشريعة (ص 291):
"أهل الحق يصفون الله عز وجل بما وصف به نفسه عز وجل, وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم, وبما وصفه به الصحابة رضي الله عنهم, وهذا مذهب العلماء ممن اتبع، ولم يبتدع" - كذلك لا تُنفى إلا بدليل شرعي؛ فأين الدليل من كتاب الله، أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو من أقاويل الصحابة رضوان الله عليهم؛ على نفي هذه الصفة؟الصحابة رضوان الله عليهم "فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وعقل وأمر استدرك به علم واستنبط به، وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من رأينا عند أنفسنا"؛ فمن الممتنع أن يكون فيهم من يتكلم بما هو كفر، أو ضلال؛ بل كل مسلم يعتقد: أنهم أئمة العلم والهدي، وأنهم أعلم بما يجوز وما لا يجوز على الله عز وجل، وأنهم لا يتكلمون في مسائل الاعتقاد إلا بدليل؛ فهم أورع وأخشى لله تعالى ؛ من أن يخوضوا في ذات الله تعالى بغير علم، أو أن يصفوه بما لا يثبت، أو بما لا يليق به سبحانه وتعالى.قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : "من المحال أن يكون خير أمته وأفضل قرونها؛ قصروا في هذا الباب؛ زائدين فيه، أو ناقصين عنه؛ ثم من المحال أن تكون القرون الفاضلة - القرن الذي بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم - كانوا غير عالمين وغير قائلين في هذا الباب بالحق المبين؛ لأن ضد ذلك: إما عدم العلم والقول، وإما اعتقاد نقيض الحق وقول خلاف الصدق، وكلاهما ممتنع؛ أما الأول: فلأن من في قلبه أدنى حياة وطلب للعلم، أو نهمة في العبادة؛ يكون البحث عن هذا الباب والسؤال عنه ومعرفة الحق فيه أكبر مقاصده وأعظم مطالبه، وليست النفوس الصحيحة إلى شيء أشوق منها إلى معرفة هذا الأمر؛ فكيف يتصور مع قيام هذا المقتضي - الذي هو من أقوى المقتضيات - أن يتخلف عنه مقتضاه في أولئك السادة في مجموع عصورهم؛ هذا لا يكاد يقع في أبلد الخلق، وأشدهم إعراضاً عن الله، وأعظمهم إكباباً على طلب الدنيا، والغفلة عن ذكر الله، فكيف يقع من أولئك؟! وإما كونهم كانوا معتقدين فيه غير الحق أو قائليه، فهذا لا يعتقده مسلم، ولا عاقل عرف حال القوم. ولا يجوز أيضاً أن يكون الخالفون أعلم من السالفين؛ كما يقوله بعض الأغبياء ممن لم يقدر قدر السلف؛ بل ولا عرف الله ورسوله والمؤمنين به حقيقة المعرفة المأمور بها؛ من أن طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلموأحكم"اهـ (بتصرف من الحموية ص 182-187)قال بعضهم : ((فيه تدليس هشام عن أبيه))؛ ثم قال: ((وهذا الأثر منكر؛ لأن النصوص الصريحة بخلافه؛ ثم هو دخول في الكيفية، والكلام فيها مخالف لصريح مذهب السلف؛ بل هذا الكلام أقرب إلى الفكر البرهمي منه إلى غيره؛ كما هو معلوم في ديانة البراهمة)). الجواب : أولاً: الإسناد صحيح إلى عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وتدليس هشام بن عروة مقبول؛ لأنه من الطبقة الأولى؛ كما ذكر العلائي في جامع التحصيل (ص 113)، وابن حجر في تعريف أهل التقديس (ص 46)
ثانياً: قوله ((دخول في الكيفية))! و((فكر برهمي))! و((ديانة البراهمة))! ما الذي تركه من مقالات الجهمية الغلاة في حق السلف ومذهب السلف؛ بعد هذا؟ ثم إلى من يتوجه هذا النقد؟ إلى الإمام عبدالله؛ أم إلى الإمام أحمد؛ أم إلى باقي رجال الإسناد، ومنهم الراوي الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما؟! فإن قيل: إن روايتهم له لا تدل على قبوله واعتقاده.
فالجواب: هذا الاحتمال مع وروده، إلا أنه يبعد في مثل هذه المصنفات المفردة في تقرير عقيدة السلف،
والرد على مخالفيهم من المبتدعة، وعلى رأسهم الجهمية نفاة الصفات.
والأقرب منه أنهم رووه على جهة القبول له، والاحتجاج به،
وقد صح الإسناد إلى قائله؛
. وهذا الأثر رواه أبو الشيخ في العظمة (2/733) وابن منده في الرد على الجهمية (ص 92)،
وقال الهيثمي في المجمع (8/134): رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
ورواه البيهقي في الأسماء والصفات (2/77) من طريق ابن جريج عن رجل عن عروة بن الزبير؛ أنه سأل عبدالله بن عمرو بن العاص؛ أي الخلق أعظم؟ قال: (الملائكة)؛ قال: من ماذا خلقت؟ قال: (من نور الذراعين والصدر ..) إلخ.
قال البيهقي: ((هذا موقوف على عبدالله بن عمرو؛ راويه رجل غير مسمى؛ فهو منقطع،
وقد بلغني أن ابن عيينة؛ رواه عن هشام بن عروة؛ عن أبيه؛ عن عبدالله بن عمرو؛
فإن صح ذلك؛ فعبدالله بن عمرو قد كان ينظر في كتب الأوائل؛
فما لا يرفعه إلى النبي عليه السلام يحتمل أن يكون مما رآه فيما وقع بيده من تلك الكتب؛
ثم لا ينكر أن يكون الصدر والذراعان من أسماء بعض مخلوقاته،
وقد وجد في النجوم ما سُمي ذراعين.
وفي الحديث الثابت عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خلقت الملائكة من نور)؛
هكذا مطلقاً)).
: وإسناد رواية البيهقي؛ لو صح؛ فإن في المتن فائدة،
وهي أن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما؛
ذكر هذا الكلام في معرض الجواب لمن سأله، وهو عروة بن الزبير،
وهذا يدل على اعتقاده وقبوله لذلك؛
. وأما تعليل البيهقي للأثر ؛البيهقي لم يجزم ببطلان الأثر؛ مع ضعف إسناده عنده، ولم يجزم بأنه من حديث بني إسرائيل، وإنما أورده على الاحتمال؛ فقال: ((يحتمل أن يكون مما رآه فيما وقع بيده من تلك الكتب))؛
ثم اشتغل بتأويله كعادته؛ تبعاً لمذهبه في ذلك"اهـوقال أبو عبدالله عادل آل حمدان"عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما؛ قال: (خلق الله عز وجل الملائكة من نور الذراعين والصدر). رواه عبدالله بن الإمام أحمد عن أبيه في كتابه السنة (1062) و(1173)، ومن طريقه ابن منده في الرد على الجهمية (78)، والقاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (214)، وأبو الشيخ في العظمة (315)، وهو بهذا اللفظ صحيح الإسناد؛ رواه بعض أهل السنة محتجين به في كتب (السنة)، و(الرد على الجهمية)، ولم يتعقبه أحد منهم بشيء من الطعن، والرد، ومن ذلك: قول ابن المحب رحمه الله في الصفات (ق/230/ب) (باب ما ذكر في الساعد، والذراع، والباع، والصدر). وقد رد بعضهم هذا الأثر؛ بأن الصحابي عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما؛ كان يحدث عن أهل الكتاب، ولعل هذا منها؛ فلا يجوز اعتقاده، ولا القول به.فيقال:القول بأن عبدالله حدث بهذا الأثر عن أهل الكتاب قد يصح، وقد لا يصح .فإن لم يتلقه عن أهل الكتاب فله حكم الرفع؛ لأنه لا مجال فيه للرأي.قال القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (1/222): (فإن قيل: عبدالله بن عمرو لم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو موقوف عليه؛ فلا يلزم الأخذ به؛ قيل: إثبات الصفات لا يؤخذ إلا توقيفاً؛ لأنه لا مجال للعقل والقياس فيه؛ فإذا روي عن بعض الصحابة فيه قول؛ عُلم أنهم قالوه توقيفاً).وإن كان مما تلقاه عبدالله بن عمرو؛ من كتب أهل الكتاب؛ فيقال:أ*-عبدالله من الصحابة رضي الله عنهم، ولا يخفى مكانتهم في العلم والدين؛ فكيف يُظن به أنه ينقل عن بني إسرائيل ما لا تجوز روايته في ذات الله تعالى، ويسكت عن بيان بطلانه! هذا لا يفعله من هو أدنى منزلة في العلم من هذا الصحابي الجليل الذي أخذ العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أصحابه رضي الله عنهم؛ فيجب إحسان الظن به.قال القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (1/222) وهو يتكلم عن هذه الشبهة: (لا يجوز أن يظن به ذلك؛ لأن فيه إلباساً في شرعنا، وهو أنه يروي لهم ما يظنوه شرعاً لغيرنا، ويكون شرعاً لغيرنا، ويجب أن ننزه الصحابة عن ذلك).وانظر كذلك إلى دفاع الدارمي رحمه الله في كتابه النقض على بشر المريسي ص (366)
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما؛ فيمن اتهمه بأنه يروي من كتب بني إسرائيل ولا يميز بينها، وبين أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.وها نحن نرى الأئمة يحدثون به في مصنفاتهم في السنة والاعتقاد من غير نكير، وانظر أثراً قاله كعب الأحبار؛ رواه عنه أئمة الإسلام، ولم ينكروه؛
فقال ابن القيم رحمه الله:
(وهب أن المعطل يكذب كعباً، ويرميه بالتجسيم؛ فكيف حدث به عنه هؤلاء الأعلام مثبتين له غير منكرين؟!) مختصر الصواعق (3/1075)قد أذن النبي صلى الله عليه وسلم بالتحديث عن أهل الكتاب؛ فقال: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج). رواه البخاري(3461)؛ فعبدالله رضي الله عنه؛ كان له علم بأخبار بني إسرائيل؛ فكان رضي الله عنه يحدث عنهم بما لا يخالف شرعنا.شرعنا وشرع من قبلنا في الصفات سواء؛ لأن صفات الله لا تختلف باختلاف الشرائع؛ فما ثبت في التوراة والإنجيل من صفات الله تعالى؛ فهو بلا شك ثابت عندنا؛ فإن هذا من باب الإخبار عن الله تعالى، ولا يتبدل ولا يتغير من شرع إلى شرع؛ انظر إبطال التأويلات (1/222).أنه ثبت في شرعنا ما يصدق هذا الأثر.فقد روي الطيالسي (1303)، والحميدي (883)، وأحمد (3/473)، و(4/136)، وابن منده في الرد على الجهمية (55)، والحاكم (1/24-25) و(4/181) من طريقين: عن أبي الأحوص، عن أبيه؛ قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث إلى أن قال: (وساعد الله أشد من ساعدك ..)؛ قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وقال ابن المحب في الصفات (ق/230/ب): هذا حديث صحيح الإسناد .وروي الترمذي (2577) وعبدالله في السنة (1171)، وابن منده في الرد على الجهمية (79)، والحاكم (4/595)؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعاً بذراع الجبار، وإن ضرسه مثل أحد). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث الأعمش. وقال الحاكم: حسن صحيح، ووافقه الذهبي.[منقول بتصرف ]
وهذا بحث آخر من كتاب الدفاع عن كتاب السنة للامام عبدالله ابن الامام احمد ابن حنبل لعبدالله ابن فهد الخليفى
الخبر الثالث : خبر نور الذراعين والصدر
ليعلم أن الجهمي لا فرق عنده بين اليدين والوجه والساق الواردة في النصوص الثابتة وخبر الذراعين والصدر فكان الواجب عليه تحريف هذا الخبر على عادته بدلاً من إنكارهوأما من ليس جهمياً فلا ينبغي أن ترتعد فرائسه لإرهاب الجهمية
وهذا الخبر خبر ( خلق الملائكة من نور الذراعين والصدر ) يؤكد نسبة الكتاب للإمام عبد الله بن أحمد لأن ابن مندة روى هذا الخبر من طريقه وكذا رواه غلام الخلال في جزء السنة وأثبت هذه الصفة
قال غلام الخلال 22- حدثنا أحمد حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام حدثنا أبو أسامة هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال :خلق الله عز وجل الملائكة من نور الذراعين والصدرعلق سعود العثمان تعليقاً سيئاً مفاده أن زيادة (الذراعين والصدر) منكرة لأن البزار روى هذا الخبر من إبراهيم بن سعيد عن أبي أسامة بدون هذه الزيادة.
والجواب على هذا أن يقال: أن هذه الزيادة رواها عن أبي أسامة إضافة إلى عبد الرحمن الإمام أحمد ابن حنبل جبل الحفظ فكيف تكون شاذة.
قال عبد الله بن أحمد في السنة 987 - حدثني أبي ، نا أبو أسامة ، نا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : «خلق الله عز وجل الملائكة من نور الذراعين والصدر».
ورواه من طريق عبد الله ابن مندة في الرد على الجهمية (84) ، وقد رأى سعود هذه الرواية ولم يشر إلى متابعة أحمد لعبد الرحمن وهذا تدليس منه والسبب في ذلك أنه استنكر المتن فتكلف التدليس.
ثم حاول سعود الزعم أن هذه الزيادة زادها بعض الرواةواحتج بما روى عبد الله بن أحمد في السنة 1085 - حدثني سريج بن يونس ، نا سليمان بن حيان أبو خالد الأحمر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : « ليس شيء أكثر من الملائكة ، إن الله عز وجل خلق الملائكة من نورفذكره وأشار سريج بن يونس بيده إلى صدره ، قال : وأشار أبو خالد إلى صدره ، فيقول : كن ألف ألف ألفين فيكونون.
وهذه الرواية حجة عليه فكل ما فيها أنه روى بالإشارة الحسية المفهمة ما رواه غيره لفظاً ، وأبو خالد الأحمر صدوق يخطيء فلو فرضنا أنه خالف أبا أسامة فالقول قول أبي أسامة.
ثم أخذ يشير إلى أنها إسرائيلية بل صرح بذلك وقل (وسياقه يوحي بذلك) ولا أدري أين دل السياق على ذلك
والجواب على هذا من وجوه:أولها : هذا الخبر أورده عبد الله بن أحمد في كتاب السنة وابن مندة في الرد على الجهمية وبوب عليه غلام الخلال وذكره ابن المحب في الصفات وبوب عليه وما أعلم أحداً من أهل العلم أنكره قبل البيهقي الأشعري فهو متلقى بالقبول
ثانيها : قد أوردت أنت نفسك عن وكيع ما روى الدارمي في رده على المريسي (2/728) : كَتَبَ إِلَيَّ عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ أَنَّ وَكِيعًا سُئل عَنْ حَدِيثِ عبد الله ابْن عَمْرٍو: "الْجَنَّةُ مَطْوِيَّةٌ مُعَلَّقَةٌ بِقُرُونِ الشَّمْس" فَقَالَ وَكِيع: هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ، قَدْ رُوِيَ فَهُوَ يُرْوَى، فَإِنْ سَأَلُوا عَنْ تَفْسِيرِهِ لَمْ نُفَسِّرْ لَهُمْ، وَنَتَّهِمُ مَنْ يُنكره وينازع فِيهِ، والْجَهْمِيَّةُ تُنْكِرُهُ.
فهذا وكيع سلم لأثر موقوف روي عن عبد الله بن عمرو بل واتهم من ينكره ، ولم يقل إسرائيلية مما يدل على أن هذا ليس مسلكاً سلفياً.
ثالثها : أننا لو زعمنا أن الصحابة كانوا يحدثون عن بني إسرائيل جازمين بما نقلوا عنهم ولم يعلموا صدق ذلك ، لكنا قد اتهمناهم بتضليل الأمة، نبه على هذا المعنى القاضي أبو يعلىحيث قال في إبطال التأويلات (1/221) : "قيل: عبد الله بن عمرو لم يرفعه إلى النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما هو موقوف عليه فلا يلزم الأخذ بهقيل: إثبات الصفات لا يؤخذ إلا توقيفا لأن لا مجال للعقل والقياس فيها، فإذا روي عن بعض الصحابة فيه قول علم أنهم قالوه توقيفافإن قيل: فقد قيل إن عبد الله بن عمرو وسقين يوم اليرموك، وكان فيها من كتب الأوائل مثل دانيال وغيره، فكانوا يقولون له إذا حدثهم: حَدَّثَنَا ما سمعت من رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا تحدثنا من وسقيك يوم اليرموك، فيحتمل أن يكون هَذَا القول من جملة تِلْكَ الكتب فلا يجب قبولهوكذلك كان وهب بن منبه يَقُول: إنما ضل من ضل بالتأويل، ويرون فِي كتب دانيال أنه لما علا إلى السماء السابعة فانتهوا إلى العرش رأى شخصا ذا وفرة فتأول أهل التشبيه عَلَى أن ذَلِكَ ربهم وإنما ذَلِكَ إبراهيمقيل: هَذَا غلط لوجوه: أحدهما أنه لا يجوز أن يظن به ذَلِكَ لأن فيه إلباس فِي شرعنا، وهو أنه يروي لهم ما يظنوه شرعا لنا، ويكون شرعا لغيرنا، ويجب أن ننزه الصحابة".
رابعاً : قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية (3/268) : "وهذا الأثر وإن كان في رواية كعب فيحتمل أن يكون من علوم أهل الكتاب ويحتمل أن يكون مما تلقاه عن الصحابة ورواية أهل الكتاب التي ليس عندنا شاهد هو لا دافعها لا يصدقها ولا يكذبها فهؤلاء الأئمة المذكورة في إسناده هم من أجل الأئمة وقد حدثوا به هم وغيرهم ولم ينكروا ما فيه من قوله ((من ثقل الجبار فوقهن))، فلو كان هذا القول منكرًا في دين الإسلام عندهم لم يحدثوا به على هذا الوجه" . ا.هـ
ومثل هذا يقال في أثر عبد الله بن عمرو الذي رواه من الأئمة الإمام أحمد وابنه عبد الله وعروة وابنه هشام وقبل هؤلاء الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو
فإن قيل : كيف خلقت من نور الذراعين ونور الله غير مخلوق
فيقال : هذا كقوله تعالى : ( وأشرقت الأرض بنور ربها ) فالنور المخلوق في الدنيا من آثار النور غير المخلوق كما في الحديث يقول الله عز وجل للجنة ( أنت رحمتي) وهي مخلوقة وهذا من أثار رحمته غير المخلوقة
http://alkulify.blogspot.com/2016/05/blog-post_8.html
يقول: ما كان شرع لغيرنا فهو شرع لنا وصفات الله لا تتغير باختلاف الشرائع.
أليست شرعتهم محرفة؟
اذا أثر؛ خلقت الملائكة من نور الذراعين والصدر
لا يعتد به في شيء؟
على الرغم من الآراء التي تحاول قبوله
الحمد لله القائل في محكم كتابه
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ
آل عمران 79
توطئة لما أود آن أقوله نصحاً لله ولرسوله وللمسلمين
فهذا الشاهد في قوله تعالى ولكن كونوا ربانيين أصل أصيل في دين الله تعالى
أن نربي الناس على صغار الأمور قبل كبارها حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله وهو وجه من معاني الشاهد .
فلا ينبغي لرجل آتاه الله علماً فيلقي به يمنة ويسرة علي قوارع الطرقات لا يأبه بدرجة السائل
في العلم ودرجة المتلقي والسامع والمبتغى من طرح السؤال .
وبعد
سأل الأخ ضياء بدأ ذي بدء وأجاب عليه الاستاذ محمد طه .
عندها ينتهي الأمر والسلام عليكم لا أن نأخذ من سؤاله أسئلة ثم نأخد في تخطيئ هذا وتصحيح ذاك
بلا علم راسخ ولا كتاب منير بخاصة أن سؤاله من أشرف مسائل العلم
ومنه يرى أعقد الاختلاف والعداء بين المسلمين .
هؤلاء العظماء من الأئمة وفي مقدمتهم ابن عمر كان لهم هذا
دين يدينون الله به وعلم راسخ أعطاهم الله إياة وإحاطة وأمانة وتقى وخشية منحهم الله إياها .
وأقوال الذين يلقون على الناس خلاف ما عليه الصحابة ومن تبعهم بإحسان في أن الله خلق الملائكة من نور الصدر والذراعين
أقوال نشأت من فقه أسميه الخوف من الفتنة فأخذوا بأعناق أدلة الى وجة ما أنزل بها من سلطان وبلا قول سابق من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان .
أسوق معنى قول أحد الذين يسمونه مؤسس الجماعة وما هو بالمؤسس
نعلم الناس عقيدة التأويل ثم بعد تمكنه في العقيدة وقد أمنا عليه من الفتنه نبدأ بتعليمة عقيدة أهل السنة . انتهى .
تسأله فهل في قولك حق من قوله تعالى
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا
المائدة 48
وانظر بما يقوله بعد شروده ودخوله في فقه الخوف من الفتنه .
نقول تخاف من الفتنة وتحرص على هداية الناس للتي هي أقوم ولكن لا تدخل في الدين ما ليس منه .
ولأن الأشاعرة وغيرهم ممن خرجوا عن بعض ما عليه صحابة رسول الله ملأوا الدنيا قديماً وحديثاً بهذ الخوف ومن دخولهم في أبواب علم مالهم به إحاطة نبقى في هذا الخوف وفي ردود وصدود تحت دعوى الحذر والحيطة والخوف .
تالله إن هذا لهو البلاء المبين .
وبعض علماء النصارى يعلمون الحق في مسألة خلق الملائكة وأنها خلقت من نور الذراعين والصدر بقدرة ومشيئة تليق بعزه الله وعظيم قدرته بما درسوه بأناة في أقوال من له اعتبار بين علماء المسلمين .
ولذلك غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذاباً أليماً .
وأعجب من هذا مؤمن يدرس قضايا الإيمان ومسائله والخلاف والإختلاف فيه
ولا تجده يصلى لله في الثلث الأخير من الليل ركعات يسأل الله فيها ربه أن يريه الحق في هذه المسألة وغيرها من المسائل ويقول كما علمنا رسول الله
من حديث عائشة رضي الله عنها قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل
اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون
اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم . انتهى .
والمسألة قد حققت عند من قال الله فيهم
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ
7 النساء
وظهر أمر الله وما مازال البعض هم لهذا كارهون .
نربي الناس على أساس متين في الأسماء والصفات بخاصة ثم خذهم قليلاً قليلاً رويداً رويداً
الى شريف المسائل ثم أشرفها ومعها وبها نربي فيه محبة الله وتعظيمه والخوف منه وخشيته والرجاء بما أعده الله للمؤمنين لا أن نربي الناس على أصول وقواعد ومناهج الشبكة الدولية في إلقاء العلم وتلقيه وفيهم ما فيهم من المنافقين والجهلة والمتعالمين وما أكثرهم .
سأكتفي بهذا القدر عسى الله أن يجعل هذا للحق انتصاراً ولإخوة لي في الدين اعتباراً .
الحمد لله رب العالمين ،،،
على رسلك ياخي.
جاهل مثلي عندما قرأ الحديث لأول مرة فهمت من سياق الحديث أن الله تعالى خلق الملائكة من نور الذراعين والصدر الذي هو نوره أي صفته، أي نوره حل فيهم. حتى قرأت بعض تأويلات التي كانت أقرب لصرف اللفظ عن ظاهره مثل التي ذكرها الأستاذ محمد عبداللطيف أن المقصود من نور الذراعين والصدر أي؛ نور الحجاب الذي أمام الذراعين والصدر.
بحثت وبحثت حتى وجدت ما قاله الشيخ الألباني رحمه الله كلام مناسب.
قال أنه من الإسرائيليات التي لم ترد عن النبي.
....
....
المعذرة على تكرار المقال وإعادة تحريره
غفر الله لي ولكم
هذا الخبر أورده عبد الله بن أحمد في كتاب السنة وابن مندة في الرد على الجهمية وبوب عليه غلام الخلال وذكره ابن المحب في الصفات وبوب عليه وما أعلم أحداً من أهل العلم أنكره قبل البيهقي الأشعري فهو متلقى بالقبول
والعجب كل العجب استدلال بعض الاخوة الافاضل بكلام البيهقى وان تعجب فعجب قولهم يتركون ما تلقته الامة بالقبول ويذهبون الى كلام البيهقىما اوردناه يشفى قلوب قوم مؤمنين ويذهب ما يتوهم مثل ما توهمته النصارى من اعتقاد الحلولاقتباس:
فهمت من سياق الحديث أن الله تعالى خلق الملائكة من نور الذراعين والصدر الذي هو نوره أي صفته، أي نوره حل فيهم
فهذا وكيع سلم لأثر موقوف روي عن عبد الله بن عمرو بل واتهم من ينكره ، ولم يقل إسرائيليةمما يدل على أن هذا ليس مسلكاً سلفياً.اقتباس:
بحثت و بحثت حتى وجدت ما قاله الشيخ الألباني رحمه الله كلام مناسب.
قال أنه من الإسرائيليات التي لم ترد عن النبي.
هل هو مناسب لك او لما قاله السلفاقتباس:
بحثت وبحثت حتى وجدت ما قاله الشيخ الألباني رحمه الله كلام مناسب.
الشيخ الالبانى له ما له وعليه وما عليه -انظر كلامه على حديث الصورة- و كذلك رده على شيخ الاسلام فى تحقيقه لكتاب رفع الاستار فى الرد على القائلين بفناء النار الذى وافق فيه عقيدة الماتريديةاقتباس:
ما قاله الشيخ الألباني رحمه الله
وانقل لك اخى الكريم خطر ما ينكره الالبانى وغيره فى هذا الاثر وغيره من الاثار مثل انكاره لمذهب السلف لتفسير المقام المحمود-
واليك مختصر لذلك
خطر قول الشيخ الألباني1- توصل إلى ضعف هذه الآثار6 – رسم لنا منهجًا جديدًا : وهو لا عبرة بأقوال أهل السنة والجماعة مهما كانوا، ومهما اجتمعوا على قول، فهم رجال ونحن رجال فكما ينظرون في الأسانيد ويحكمون عليها، فنحن ننظر، ونحكم عليها، ولا يلزمنا قولهم، مهما كانوا، ومهما اتفقوا على قول، فلا يلزمني حتى ولو كانت المسألة من مسائل التوحيد والعقيدة كهذه وهى خلق الملائكة من نور الذراعين والصدر وكحديث الصورة (خلق الله آدم على صورة الرحمن) وتأويله له موافقة لقول الجهمية ومخالفته لقول أهل السنة وغيرها من مسائل العقيدة والتوحيد التى تلقتها الامة بالقبول .
2 – أنّها لو صحت عن قائلها لردت كذلك؛لأن في متنها نكارة، ونسبت إلى الله مالا يجوز نسبته إليه !!
3 – تخطئة كل من قبل هذه الآثار وتلقاها بالقبول – وهم أهل السنة والجماعة قاطبة من القرن الثاني إلى القرن الخامس عشر الهجري !!
4 – تقوية ونصرة ما يدعيه أهل البدع والأهواء من إتهامهم لأهل السنة والجماعة أنهم يحتجون في أبواب العقيدة بالآثار والأحاديث الضعيفة بل والمنكرة والاسرائيليات.
5 – الانتصار لقول الجهمية على قول أهل السنة والجماعة؛ و ذلك لأن السلف اختلفوا مع الجهمية في قبول أثر مجاهد وما دل عليه من الإجلاس فذهب السلف الصالح إلى قبول هذه الآثار وتلقيها بالقبول، والطعن على من أنكرها أو ردها، وتبعهم على ذلك أهل السنة على مر القرون فيما ذهبت الجهمية إلى رد هذه الآثار وما دلت عليه فرجح الشيخ الألباني بعد النظر في الأسانيد أن الصواب مع الجهمية في هذه المسألة العقدية وأن كل ماحتج به أهل السنة من الآثار لا تقوم به الحجة، بل لو صحت لما جاز الاستدلال بها أصلاً.
وانا اعجب اشد العجب!!!!
انه بعد ما بينت ما ذهب اليه السلف فى المسألة - أرى البعض يذهب الى كلام البيهقى او الالبانى او ..او..او ....
يتركون ما لذ وطاب ويذهبون الى تأويلات غير تأيل السلف ويدعون انه
نعم هو مناسب ولكن مناسب لمناقتباس:
كلام مناسب....
صدق الشاعر
أَتَاني هَواها قبلَ أَنْ أَعْرِفَ الهَوَى
فصادَفَ قَلْباً خَالياً فَتَمَكّنَا
..........
الإنسان خلقه الله من الطين . ومن الماء المهين .. والجان ( ومنهم الشياطين ) خلقهم الله من النار ..
هذا ما ورد فى كتاب الله لنا .. فلماذا البحث عما لم يرد ..
.......
من قبل .. الكفار والمشركين جعلوا الملائكة إناثاً ..
{ وَجَعَلُوا۟ ٱلْمَلَٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَٰدُ ٱلرَّحْمَٰنِ إِنَٰثًا .. أَشَهِدُوا۟ خَلْقَهُمْ .. سَتُكْتَبُ شَهَٰدَتُهُمْ وَيُسْـَٔلُونَ }
أنأتى نحن ونكون أمثالهم .. ونقول عنهم ما لم نره وما نجهله ولا نعلمه .. ؟ ..
.......
الملائكة نزلوا إلى الأنبياء والمرسلين . وقاتلوا الكفار فى يوم بدر ويوم حنين .. ونزلوا إلى عباد الله المصطفين ..
لايجوز أخى الكريم .. أن نقول عنهم مالم يخبرنا الله به .. .
.......
...
من الناحية الإسنادية فهذا الحديث قد رواه هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : ...
وقد رواه عن هشام أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي
وأبوخالد الأحمر
وكذلك رواه محمد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي والسير
وذكر أيضاً البيهقي أنه قد بلغه أن ابن عيينة قد رواه عن هشام
فهذا الإسناد ظاهر الصحة .
وقد أعله بعضهم من أنه قد يكون من رواية هشام في العراق حيث إنه وقعت منه أخطاء ولكن يرد ذلك أنه قد رواه أيضاً عنه محمد بن اسحاق وهو مدني ليس عراقياً وكذلك إن صحت الطريق إلى سفيان بن عيينة المكي
فعلى كل لا مغمز في اسناد هذا الأثر عند العلماء وإنما ذكره البيهقي بسنده عن ابن جريج عن رجل عن عروة :..
فأعله بالجهالة لهذا الرجل وهذا كلامه بناءًا على ما وصل إليه من إسناد
ولكن ذاك الاسناد صحيح ، وهذا يدل على أن له أصل أي : من رواية ابن جريج عن رجل ، قد يكون هو هشام بن عروة فيكون هذا أيضاً تأكيد لصحة الأثر ولا يطعن فيه فالأثر من حيث الإسناد صحيح[منقول ]
سأذهب معك اخى الفاضل الى هذااقتباس:
فإن صنيع بعضهم يستنكره،
ولكن اليك هذه الفائدة
قال الحافظ ابن حجر:
"أن اتفاق الأمة على تلقي خبر غير ما في الصحيحين بالقبول ولو كان ضعيفا يوجب العمل بمدلوله "
بل قال الحافظ السخاوي:
"حتى أنه ينزل منزلة المتواتر ينسخ به المقطوع "
و قال الإمام الشافعي في الرسالة ص139:
" و روى بعض الشاميين حديثا ليس مما يثبته أهل الحديث فيه أن بعض رجاله مجهولون، فرويناه عن النبي منقطعا و إنما قبلناه بما وصفنا من نقل أهل المغازي وإجماع العامة عليه"
وهو ظاهر صنيع الإمام الترمذي إذ كثيرا ما يضعف الحديث ثم يقول وعليه العمل عند أهل العلم، كما في باب إبطال ميراث القاتل معلقا على قوله صلى الله عليه وسلم القاتل لا يرث قال:
“ هذا حديث لا يصح، و لا يعرف هذا إلا من هذا الوجه، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قد تركه بعض أهل العلم منهم أحمد بن حنبل والعمل على هذا عند أهل العلم…" .
و قال حافظ المغرب ابن عبد البر في التمهيد 16/218 معلقا على قوله صلى الله عليه وسلم:"هو الطهور ماؤه، الحل ميتته "قال:
"وأهل الحديث لا يصححون مثل إسناده، لكن الحديث عندي صحيح، لأن العلماء تلقوه بالقبول والعمل به "
وقال الحافظ عبد الحق الإشبيلي في مقدمة أحكامه الوسطى على ما نقله محقق كتاب بيان الوهم والإيهام للحافظ ابن القطان الفاسي 1/188 :
"و إن كان سقيما حكم له بحكم السقيم...إلا إن يكون الإجماع على عمل يوافق حديثا معتلا، فإن الإجماع حكم أخر، وهو الأصل الثالث الذي يرجع إليه، وليس ينظر إلى علة الحديث، ولا لضعف الراوي ولا لتركه"
وقال ابن القيم في كتاب الروح- بعد أن أورد حديث تلقين الميت باسم أمه بعد الدفن- ص39:
" فهذا الحديث وإن لم يثبت فاتصال العمل به في سائر الأمصار والأعصار من غير إنكار كاف في العمل به " .
وقال الحافظ الزركشي:
" إن الحديث الضعيف إذا تلقته الأمة بالقبول عمل به على الصحيح، حتى أنه ينزل منزلة المتواتر.." .
وقال السيوطي في تدريب الراوي :
" وقال بعضهم: يحكم للحديث بالصحة إذا تلقاه الناس بالقبول وإن لم يكن له إسناد صحيح " .
وقال الحافظ السيوطي:
"...أما الحديث الصحيح لغيره فغير داخل في الحد-أي حد الصحيح- ولذلك صور: الحسن إذا روي من غبر وجه كما سيأتي، وما تلقته العلماء بالقبول ولم يكن له إسناد صحيح فيما ذكره طائفة منهم ابن عبد البر...واشتهر عند أئمة الحديث بغير نكر منهم"
وقال العلامة الألباني في الضعيفة 2/286 معلقا على الحديث882:
" قلت: هذا الحديث وإن كان ضعيف الإسناد، فالعمل عليه عند السلف…"
وقال أيضا :
" الحديث المتلقى بالقبول لا يكون صحيحا إلا إذا كان له إسناد صالح للاعتبار به فهو الذي يتقوى بالتلقي"
*****************
رحم الله عمر بن عبد العزيز إذ يقول :" فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم فإنهم على علم وقفوا وببصر نافذ كفوا وهم على كشف الأمور كانواأقوى وبفضل ما كانوا فيه أولى فإن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه ولئن قلتم إنما حدث بعدهم ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم فإنهم هم السابقون فقد تكلموا فيه بما يكفي ووصفوا منه ما يشفي فما دونهم من مقصر وما فوقهم من محسر وقد قصر قوم دونهم فجفوا وطمح عنهم أقوام فغلوا وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم. "
- وقال الأوزاعي رحمه الله: "قف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكُفّ عما كفّوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصَّالح، فإنه يسعك ما وسعهم"
وقال الإمام أحمد : "إنّما على الناس اتباع الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة صحيحها من سقيمها، ثم بعد ذلك قول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن قول بعضهم لبعض مخالفا فإن اختلف نظر في الكتاب فأي قولهم كان أشبه بالكتاب أخذ به أو بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ به فإذا لم يأتي عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نظر في قول التابعين فأي قولهم كان أشبه بالكتاب والسنة أخذ به وترك ما أحدث الناس بعدهم. " [بدائع الفوائد (4/77)]
2- قال الدارمي -رحمه الله- في كتابه ( نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد (2/665):
نقول: "إن على العالم باختلاف العلماء أن يجتهد ويفحص عن أصل المسألة حتى يعقلها بجهده ما أطاق؛ فإذا أعياه أن يعقلها من الكتاب والسنة فرأي من قبله من عُلماء السّلف خير له من رأي نفسه"
سأتيك بدليل واحد للرد على هذا وهى مسألة اجلاس النبى صلى الله عليه وسلم على العرش -اقتباس:
وخلاف لمن زعم أن السلف كلهم تلقوه بالقبول فهناك من استنكرها ولم يحفظها.
استنكر بعض اهل العلم اثر مجاهد ومع ذلك
قال اهل العلم انه مما تلقته الامة بالقبول
قال ابن جرير : وما قاله مجاهد من أنّ الله يُقعد محمدا r على عرشه قول غير مدفوع صحته لا من جهة خبر ولا نظر وذلك لأنه لا خبر عن رسول الله r ولا عن أحد من أصحابه ولا عن التابعين بإحالة ذلك "
شيخ الإسلام ابن تيمية (728هـ) قال في ["مجموع الفتاوى" (4/374)]: "إذا تبيّن هذا، فقد حدَّث العُلماء المرضيّون، وأولياؤه المقبولون: أنّ محمدًا رسول الله يُجلسه ربه على العرش معه روى ذلك محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد فى تفسير: ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) ، أو ذكر ذلك من وجوه أخرى مرفوعة، وغير مرفوعة وممن أثبت هذا الأثر وتلقاه بالقبول ابن أبي عاصم، والدارقطني والطبراني، وابن بطة، والبربهاري، وابن النجاد، والبغوي، والخلال، و المروذي، وابن السَّرَّاج الشّافعي وغيرهم كثير جدًا".
وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (4/374) قال ابن جرير : وهذا ليس مناقضاً لما استفاضت به الأحاديث من أنّ المقام المحمود هو الشفاعة باتفاق الأئمة من جميع من ينتحل الإسلام ويدعيه لا يقول : إنّ إجلاسه على العرش منكر – إنما أنكره بعض الجهمية – ولا ذكره في تفسير الآية منكر "
وقال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوئد (4/39) قال القاضي : صنّف المروزي في فضيلية النبيّ r وذكر فيه اقعاده على العرش قال القاضي : وهو قول أبي داود أحمد بن أصرم ويحيى بن أبي طالب وأبي بكر بن حمّاد وأبي جعفر الدمشقيّ وعيّاش الدوريّ وإسحاق بن راهويه وعبد الوهاب الوراق وإبراهيم الأصبهانيّ وإبرهيم الحربي وهارون بن معروف ومحمد بن إسمعيل السلمي ومحمد بن مصعب العابد وأبي بكر بن صدقة ومحمد بن بشر بن شريك وأبي قلابة وعليّ بن سهل أبي عبد الله بن عبد النور وأبي عبيد والحسن بن فضل وهارون بن العباس الهاشمي وإسماعيل بن إبراهيم الهاشمي ومحمد بن عمران الفارسي الزاهد ومحمد بن يونس البصري وعبد الله بن الإمام أحمد والمروزي وبشر الحافي " انتهى
ولا يضرّ الأثرَ ضعفُ ليث ابن أبي سليم واختلاطه لأنّ العلماء أهل السنّة والجماعة تلقّوه بالقبول .
قال أبو عبد الله بن عبد النور : والله ما للنبيّ (ص) فضيلة مثلها أدركت شيوخنا على ذلك يتلقونه بالقبول ويسرّون بها ولا يردّها إلا رجل سوء جهميّ " رواه الخلال في السنة
(1/255)
وقال شيخ الإسلام في درء التعارض (5/237) رواه بعض النّاس من طرق كثرة مرفوعة وهي كلها موضوعة وإنّما الثابت أنّه عن مجاهد وغيره من السلف وكان السلف والأئمة يروونه ولا ينكرونه ويتلقونه بالقبول "
فرق بين قول تلقاه السلف بالقبول وبين ذيادة كلمة كلهم - قلنا السلف تلقوه بالقبول أو هو متلقى بالقبول لم نقل السلف كلهماقتباس:
السلف كلهم تلقوه بالقبول
لانه اذا سألنى احد - من هم السلف الذين تلقوه بالقبول ؟ ذكرت له ما تقدم فى المشاركات السابقة الكلام كان موجها الى اثبات صحة ما نقول والرد على من انكر ذلك مثل البيهقى
الحمد لله وحده
إخوتي والله إني لأكتب بأناة وتدبر وأطبع الكلمات حرفاً حرفاً ببطئ سلحفاة على رسلي أسير .
أقول الذي دعوت له هو الحذر الشديد
من طرح المسائل اللات تتبوأ الدرجات العلى من العلم والإيمان
وقد عجت الشبكة الدولية بالمنافقين والجهلة والمتعالمين وممن قال الله فيهم
وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْ هَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) النمل
وإني لأؤمن إيماناً قاطعاً أن ما قلته في مشاركتي هو الحق المبين
وهو عقيدة الصحابة ومن اتبعم بإحسان الى يوم الدين .
والشيخ الألباني رحمه الله تقي ذكي جداً جداً في دعوته كما أراه .
ومن لم يفقه منهجه في الدعوة لن يفقه عقيدته في بعض المسائل العقدية والحديثية .
وهو بنفسه أجزل الله له العطاء وغفر له يصحح أثر عمرو
ثم يضع سدوداً بمسائل ما لها علاقة بالأثر في أنه كان يأخذ من أهل الكتاب وأخر .
فأين القرينة على أخذه من أهل الكتاب وهو رضي الله عنه يقررعقيدة يدين الله بها .
وكيف لا يصلنا شئ ممن أنكر عليه دعواه من صحابة رسول الله إن كانت هناك دعوى .
وأقول من جاء بالاحتمال .
الاحتمال جاء من إبليس عند بعضهم ومن التقاة أمثال الشيخ ناصر الدين
جاء من حرصهم الشيد على أن يحفظوا على الناس دينهم .
وإما إبليس فمن قاعدة اذا وجد الاحتمال بطل الاستدلال
أبطل الأثر باحتمال لا وجود له ألبتة .
وأقول نعم الخوف من الفتنة أصل في تلقي العلم وتبليغه
ولكن علينا توخي أعلى درجات الحذر ونحن فيه نعيش
فقد يقود هذا الخوف الى أن المرء يدخل في الدين ما ليس فيه .
وقد حصل في كثير من العصور وفي أنفاس عصفور .
فكيف سيعلم الناس أن ما قيل خلاف الدين كان من الخوف على دينهم
والحرص على الحفاظ على ما بقي لهم .
تناقض هائل وفتنة نكراء .
وبعد
من حُرم معرفة صفة من صفات الله فقد حُرم درجة من درجات العلم والإيمان .
وهم المؤمن زيادة إيمانه وخشيته من ربه وحبه وتعظيمه له سبحانه والرجاء في أن يكون في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين مع كل صفة يعلمها لله رب العالمين .
والله يؤتي العلم والإيمان لمن يشاء من عباده والعاقبة للمتقين .
فأعان الله كل مؤمن على أن يفهم ويؤمن بهذه الصفة الجليلة ويعتقد بها اعتقاداً راسخاً
لتكون له درجة أعلى بإذن الله في دينه ودنياه .
فحسبنا الله ونعم الوكيل .
ولكم من أقلكم علماً جزيل الشكر .
الحمد لله رب العالمين ،،،
لا ليس من المنتدى
الخطأ انك ضغطَّ على الَّام فى لوحة المفاتيح بدلا من الالف- لان الالف بجوار الام على اللوحة وهذا يحدث معى كثيرا
واذا اردت ان تعرف صحة ذلك فاضغط على كلمة تعديل يظهر لك ما كتبته ثم حفظته ويمكنك ايضا تعديل الحرف بكل سهولة الأمر بسيط جدا
بل من المنتدى أيضاً فانظر الى الآية كيف آخرجها المنتدى
وَجَحَدُوا بِهَاوَاسْتَيْقَنَتْ هَا
جعلها في سطرين .
اللهم احفظ علينا منتدانا وأجعله منتدى راشدين ،،،
هذا لم يحدث
وعلى كل حال سأكون حريصاً في ما تقدم من عمر بعون الله
فجزاك الله خيراً
هل تريد ان تنكر الحديث من اجل ذلك
هذا هو نفس ما حدث مع النصارى فهموا من قوله تعالى-وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ-يرى النصارى في هذه الآية دليلاً على أن القرآن الكريم يشهد لقضية ألوهية المسيح وبنوته.
يقولون: أن قوله عن عيسى: {وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه} يشهد بأن عيسى إله مع الله، إذ هو جزء منه بنص الآية، فهو كلمة الله، وهو روح منه. قالوا: وحاشا أن تكون كلمة الله وروحه مخلوقة، إذ ليس هنالك إلا خالق أو مخلوق، فينتج عن هذا أن عيسى عليه السلام خالق وإله.
هم فهموا نفس فهمك للحديث
السؤال فهل نرد الاية بحجة فهم النصارى للآية بأن الكلمة حلَّت فى المسيح عليه السلام وان اللاهوت حلَّ فى الناسوت
الكلام المناسب الحق الصحيح أن نؤمن بالحديث والاية ونفسر الحديث والاية بتفسير الراسخين فى العلم ونؤمن بأن الله أحد لم يلد ولم يولد
وانظر أول المشاركات كيف فسرنا الحديث تلقائيا حسب الاعتقاد الصحيح فى الايمان بصفات الله ولم نتوهم ما توهمته النصارى او نرد الحديث ونستنكره كما فعل البيهقى او نرده بحجة انه من الاسرائيليات كما فعل الالبانى ويذهب البعض الى ان ذلك هو الكلام المناسب ويرد الحديث الصحيح والتأويل الموافق للكتاب والسنة وأقوال سلف الامةقلنااقتباس:
وانظر أول المشاركات كيف فسرنا الحديث تلقائيا حسب الاعتقاد الصحيح
قال جل وعلا
مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ، أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ، إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا يَتَخَيَّرُونَ
(مالكم كيف تحكمون) تهجين لهم وتوبيخ. ومعناه أعلى حال الصواب أم على حال الخطأ؟
وعلى حال الرشاد أم الغي،
فعلى أي حال تحكمون في الأحوال التي تدعون إلى الفعل أحال الباطل أم حال الحق؟
وقوله (أم لكم كتاب فيه تدرسون) معناه ألكم كتاب تدرسون فيه خلاف ما قد قامت عليكم الحجة به فأنتم متمسكون به ولا تلتفتون إلى خلافه ؟!
{ إن لكم فيه لما تخيرون} أي إن لكم في هذا الكتاب إذا ما تخيرون؛ أي ليس لكم ذلك
قال السجزي: "الأئمة الذين رووها غير منكرين لشيء منها؛ بل أوردوها في السنن، وبينوا أن اعتقادها سنة وحق؛ بل واجب وفرض؛ لا يخلو أمرهم من أن يكونوا مخطئين في فعلهم، أو مصيبين في رأيهم؛ فإن أصابوا؛ فاتباعهم على الصواب هدى، وإن أخطأوا - بزعم المخالف - وهم الأئمة المقبولون المرضيون بالاتفاق؛ فالمخالفون أقرب إلى الخطأ، وأبعد من الصواب منهم؛ فيجب أن لا يُصغى إليهم، ولا يُعول على تمويههم"اهـ
فمن ليس جهمياً فلا ينبغي أن ترتعد فرائسه لإرهاب الجهمية
جزم الصحابي بما يقول يؤكد أنه ليس إسرائيلية ، لأن الاسرائيليات لا تصدق ولا تكذب ، فكيف يجزم بما لا يصدق ولا يكذب،
وقد نبه على هذا المعنى شيخ الإسلام ابن تيمية.
كما في مجموع الفتاوى (13/ 345):
" وَمَا نُقِلَ فِي ذَلِكَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ نَقْلًا صَحِيحًا فَالنَّفْسُ إلَيْهِ أَسْكَنُ مِمَّا نُقِلَ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ لِأَنَّ احْتِمَالَ أَنْ يَكُونَ سَمِعَهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ مِنْهُ أَقْوَى ؛
وَلِأَنَّ نَقْلَ الصَّحَابَةِ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أَقَلُّ مِنْ نَقْلِ التَّابِعِينَ وَمَعَ جَزْمِ الصَّاحِبِ فِيمَا يَقُولُهُ
فَكَيْفَ يُقَالُ إنَّهُ أَخَذَهُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَقَدْ نُهُوا عَنْ تَصْدِيقِهِمْ؟". وقد أحسن محمد بازمول حين قال في شرحه على مقدمة التفسير ص65:" قال شيخ الإسلام : وَمَا نُقِلَ فِي ذَلِكَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ نَقْلًا صَحِيحًا فَالنَّفْسُ إلَيْهِ أَسْكَنُ مِمَّا نُقِلَ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ؛ لِأَنَّ احْتِمَالَ أَنْ يَكُونَ سَمِعَهُ مِنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَوْ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ مِنْهُ أَقْوَى، وَلِأَنَّ نَقْلَ الصَّحَابَةِ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أَقَلُّ مِنْ نَقْلِ التَّابِعِينَ، وَمَعَ جَزْمِ الصَّاحِبِ فِيمَا يَقُولُهُ فَكَيْفَ يُقَالُ إنَّهُ أَخَذَهُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَقَدْ نُهُوا عَنْ تَصْدِيقِهِمْ؟".
ثم علق في الحاشية بقوله :
" لدى بعض الناس جرأة غريبة،
إذا ما جاء نص عن الصحابي، في قضية مما لا يجدها في القرآن العظيم والسنة النبوية،
فإنه يهجم على القول بأنها مما تلقاه ذلك الصحابي عن بني إسرائيل!
والحقيقة أن الأمر يحتاج إلى وقفة متأنية؛ فأقول:
لا شك أن الصحابي الذي جاء في كلامه ما هو من قبيل كشف المبهم، لن يورد شيئاً عن أهل الكتاب يخالف ما في شرعنا، نجزم بذلك.
إذا ما أورده الصحابي - على فرض أنه مما تلقاه عن أهل الكتاب -
إمّا أن يكون مما يوافق شرعنا، وإما أن يكون مما لا يوافق و لا يخالف،
ويدخل تحت عموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: "حدثوا عن بني إسرائيل ولاحرج" [أحمد وأبو داود]، "وإذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم و لا تكذبوهم" [أحمد وأبو داود].
فالجرأة على رد ما جاء عن الصحابي بدعوى أنه من أخبار أهل الكتاب، لا يناسب علمهم وفضلهم رضي الله عنه
ويوضح هذا: أن الصحابي إذا جزم بشيء من هذه الأمور في تفسير آية فإنه يغلب على الظن أنه مما تلقاه عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو مما قام على ثبوته الدليل،
وإلا كيف يجزم به في تفسير الآية، وهو يعلم أن غاية هذا الخبر أنه مما لا نصدقه أو نكذبه؟!
من ذلك ما جاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال:
(فُصِل القرآن الكريم من اللوح المحفوظ وأُنزِل في بيت العزة في السماء الدنيا، ثم نَزَل على محمد صلى الله عليه وسلم مُنَجَّمَاً في ثلاث وعشرين سنة) [الطبراني في الكبير: (12243)،والحاكم في المستدرك: (2932)،والبزارفي مسنده: (210/ 2)].
رأيتُ بعض المتأخرين يجزم بأن هذا من الإسرائيليات،
وبأن هذا مما تلقاه ابن عباس عنهم، مع أن هناك قرائن في نفس الخبر تمنع هذا؛ منها:
أولاً: جَزْم ابن عباس به.
ثانياً: لا علاقة له بالتوراة والإنجيل لأنه يتكلم عن القرآن.
ثالثاً: هو يتكلم عن نزول القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم.
رابعاً: لا مخالف لابن عباس في هذا.
فهذا مما يجعل سند ابن عباس هذا - وإن كان موقوفاً سنداً - فهو مرفوع حكماً ومعنى، يعني أن له حكم الرفع.
وجاء عن ابن عباس نفسه أنه كان ينهى عن الأخذ عن أهل الكتاب، كما روى البخاري في صحيحه، فكيف نقول: إن هذا من الإسرائيليات" انتهى
ومن العجائب أن الألباني
يأتي إلى أثر عبد الله في الذراعين والصدر ويقول ( لا يجوز لمسلم اعتقاده ) فالصحابي إذن يتكلم جازماً بما لا يجوز لمسلم اعتقاده ؟
قال شيخ الاسلام ابن تيمية: "من المحال أن يكون خير أمته وأفضل قرونها؛ قصروا في هذا الباب؛ زائدين فيه، أو ناقصين عنه؛ ثم من المحال أن تكون القرون الفاضلة - القرن الذي بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم - كانوا غير عالمين وغير قائلين في هذا الباب بالحق المبين؛ لأن ضد ذلك: إما عدم العلم والقول، وإما اعتقاد نقيض الحق وقول خلاف الصدق، وكلاهما ممتنع؛ أما الأول: فلأن من في قلبه أدنى حياة وطلب للعلم، أو نهمة في العبادة؛ يكون البحث عن هذا الباب والسؤال عنه ومعرفة الحق فيه أكبر مقاصده وأعظم مطالبه، وليست النفوس الصحيحة إلى شيء أشوق منها إلى معرفة هذا الأمر؛ فكيف يتصور مع قيام هذا المقتضي - الذي هو من أقوى المقتضيات - أن يتخلف عنه مقتضاه في أولئك السادة في مجموع عصورهم؛ هذا لا يكاد يقع في أبلد الخلق، وأشدهم إعراضاً عن الله، وأعظمهم إكباباً على طلب الدنيا، والغفلة عن ذكر الله، فكيف يقع من أولئك؟! وإما كونهم كانوا معتقدين فيه غير الحق أو قائليه، فهذا لا يعتقده مسلم، ولا عاقل عرف حال القوم. ولا يجوز أيضاً أن يكون الخالفون أعلم من السالفين؛ ممن لم يقدر قدر السلف؛ بل ولا عرف الله ورسوله والمؤمنين به حقيقة المعرفة المأمور بها؛ من أن طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم"اهـ (بتصرف من الحموية ص 182-187)[الخليفى]بحث الأثر الذى يثبت الذراعين والصدر هي مسألة مشتركة بين مسائل الصفات ومسائل الملائكة
وأختم هذه المشاركة بالقول
***************
قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ
أُخيّ ما أراني إلا مترسلاً غفر الله لي ولك .
...
أقول بعد حذف مشاركتي ومشاركة أخرى لأحد الأخوة
وتقديراً مني أدركت سبب ذلك فأعدت تحرير المقال
بما يناسب سياسة المنتدى على سياسة ما أمرنا بها أحد
ولا أطلعنا عليها من حذف المقال .
على كل حال لكل له سياسته والعذر مقبول فلكم الأجر الجزيل غفر الله لكم .
...
أقول يصحح بعضهم أثر عمرو رضي الله عنه وهم أهل السنة
ثم يضع بعضهم سدوداً بمسائل ما لها علاقة بالأثر في أنه كان يأخذ من أهل الكتاب وأخر .
فأين القرينة التي تستحق الاعتبار على أخذه من أهل الكتاب وهو رضي الله عنه يقررعقيدة يدين الله بها .
وكيف لا يصلنا شئ ممن أنكر عليه دعواه من صحابة رسول الله إن كانت هناك دعوى .
والله تعالى يقول إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
وأقوال رسول الله من الذكر
وما يقوم به الدين من أقوال صحابة رسول الله من الذكر.
وأسأل من جاء بالاحتمال .
الاحتمال جاء من إبليس عند بعضهم كالجهمية ومن الخوف من الفتنة عند بعضهم
من أهل السنة لحرصهم الشديد على أن يحفظوا على الناس دينهم .
وإما إبليس فمن منافذ أحدها من قاعدة إذا وجد الاحتمال بطل الاستدلال
فأبطل الأثر بالتعطيل وباحتمال لا وجود له ألبتة .
وأقول نعم الخوف من الفتنة أصل في تلقي العلم وتبليغه
ولكن علينا توخي أعلى درجات الحذر ونحن فيه نعيش
فقد يقود هذا الخوف الى أن المرء يدخل في الدين ما ليس فيه .
وقد حصل في كثير من العصور وفي أنفاس عصفور .
فكيف سيعلم الناس أن ما قيل خلاف الدين كان من الخوف على دينهم
والحرص على الحفاظ على ما بقي لهم .
تناقض هائل وفتنة نكراء
وبعد
من حُرم معرفة صفة من صفات الله فقد حُرم درجة من درجات العلم والإيمان .
وهم المؤمن زيادة إيمانه وخشيته من ربه وحبه وتعظيمه له سبحانه
والرجاء في أن يكون في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
مع كل صفة يعلمها لله رب العالمين .
والله يؤتي العلم والإيمان لمن يشاء من عباده والعاقبة للمتقين .
فأعان الله كل مؤمن أن يفهم ويؤمن بهذه الصفة الجليلة
ويعتقد بها اعتقاداً راسخاً وأنها خلقت من نور الذراعين والصدر والله يقول
والله يفعل ما يريد
ويقول سبحانة
إن الله على كل شئ قدير
فتكون له درجة أعلى بإذن الله في دينه ودنياه .
فحسبنا الله ونعم الوكيل .
الحمد لله رب العالمين ،،،
والذي ذكره عن أبي أسامة هو أحمد بن حنبل.
ورواه عن أبي أسامة أيضا الجوهري عنه البزار ولم يذكر لفظة: [من نور الذراعين والصدر]، فلماذا؟
قلتُ: لماذا عبد الله بن أحمد لم يذكر نسب النور؟ فقال في روايته: "خلَقَ الْمَلائِكَةَ مِنْ نُورٍ "، فَذَكَرَهُ". اهـ.
لماذا لم يقل: [من نور الذراعين والصدر]؟ بل كنى ولم يذكر اللفظ.
ابن إسحاق لم يرو اللفظة البتة، إنما قال: "خَلَقَ اللَّهُ عز وجل الْمَلائِكَةَ مِنْ نُورٍ". اهـ.
هكذا مطلقا، لم يعرف النور، ولم يقل: [نور الذراعين والصدر].
قلتُ: وهذا منقطع بين البيهقي وابن عيينة؛ فلا يصح عن ابن عيينة.
قلتُ: هناك علة أخرى وهي عنعة ابن جريج، فهو مدلس.
بالإضافة إلى أن في المتن نكارة بأنه ذكر بأن الملائكة أعظم المخلوقات.
أليس العرش أعظم من الملائكة؟
لو كان الأمر كذلك، فلفظة: [نور الذراعين والصدر] غير محفوظة أصلا، فابن إسحاق المدني لم يقل: [نور الذراعين والصدر]، ورواية ابن عيينة معلقة غير مسندة ولا يعرف لفظها.
قلتُ: وهناك علة أخرى وهو مخالفة الزهري لهشام بن عروة في عروة، فيما خرجه مسلم في صحيحه [2998] من حديث:
مَعْمَر، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ ". اهـ.
والزهري أعلى من هشام بن عروة.
والله أعلم.
هل يرد الحديث كله لاجل هذه النكارة
بهذه الطريقة لم يسلم بعض ألفاظ الصحيحين من نقد المحدثين، ومن ذلك حديث الإسراء في بعض ألفاظه (ليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة، أنه جاءه نفر قبل أن يوحى إليه، وهو نائم في المسجد الحرام .. ) وهذا يخالف المعروف عند المسلمين جميعاً أن الإسراء كان بعد البعثة، لذلك غلط المحدثون الراوي في هذا اللفظ، ولا يعني ذلك ضعف الحديث كله أو أن في الصحيحين أحاديث ضعيفه، ولكن في الجملة لا يسلم من النقد لفظة أو لفظتين من مجموع الأحاديث، كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية.
***************
اما بقية ما اوردته اخى الفاضل
خذ صورة اخرى بنفس الحجج التى اوردتها يردون بها بعض الصفات وقد ذكرنا قبل ذلك اعتقاد اهل السنة فى اجلاس النبى صلى الله عليه وسلم على العرش- وحديث الصورة- وغيرها الكثير - وهلم جرا- وذكرنا اقوال من يستنكر هذه الصفات
اليك المثال
صفة الاطيط
عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال يارسول الله جهدت الأنفس وضاعت العيال ونهكت الأموال وهلكت الأنعام فاستسق الله لنا ؛ فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ويحك أتدري ما تقول ؟ " وسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال " ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك ويحك أتدري ما الله ؟ إن عرشه على سمواته لهكذا " وقال بإصابعه مثل القبة عليه " وإنه ليئط به اطيط الرحل بالراكب " . قال ابن بشار في حديثه " إن الله فوق عرشه وعرشه فوق سمواته " . قال أبو داود : والحديث بإسناد أحمد بن سعيد هو الصحيح وافقه عليه جماعة منهم يحيى بن معين وعلي بن المديني ورواه جماعة عن ابن إسحاق كما قال أحمد أيضا وكان سماع عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار من نسخة واحدة فيما بلغني .
أخرجه أبو داود في سننه (4726) وابن خزيمة في التوحيد (1|239) وابن أبي عاصم في السنة (1|252) والطبراني في الكبير (2|128) والآجري في الشريعة (295) والصفات للدارقطني (31) والذهبي في العلو (43) من طريق وهب بن جرير قال ثنا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن يعقوب بن عتبة عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده .
وعلة هذا الحديث ابن إسحق ؛ فإنه مدلس ولم يصرح بالتحديث .
قال الذهبي بعد أن ساقه في العلو :هذا حديث غريب جدا فرد , وابن إسحاق حجة في المغازي إذا أسند , وله مناكير وعجائب .
وقال المنذري :قال أبو بكر البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروي عن النبي من جهة من الوجوه إلا من هذا الوجه, ولم يقل فيه محمد بن إسحاق حدثني يعقوب بن عتبة .
وقد أعله كذلك بابن إسحق ؛ البيهقي وابن عساكر.
انظر عون المعبود (13|17)
2- عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قيل له ما المقام المحمود ؟ قال : ذاك يوم ينزل الله تعالى على كرسيه يئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه به وهو كسعة ما بين السماء والأرض ويجاء بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى إبراهيم يقول الله تعالى اكسوا خليلي فيؤتي بريطتين بيضاوين من رياط الجنة ثم أكسى على أثره ثم أقوم عن يمين الله مقاما يغبطني الأولون والآخرون .
أخرجه الدارمي (2|419) والحاكم في مستدركه (2|396) من طريق عثمان بن عمير عن أبي وائل عن بن مسعود .
وهذا إسناد ضعيف , وقد أعله العلماء بعثمان بن عمير قال عنه أحمد والبخاري : منكر الحديث , وضعفه جماعة .
3- عن عبد الله بن خليفة ، عن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : ادع الله تعالى أن يدخلني الجنة ، فقال : فعظم الرب تبارك وتعالى وقال : « إن عرشه فوق سبع سماوات ، وإن له لأطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله » .
ابن أبي عاصم في السنة (1|252) والسنة لعبدالله بن أحمد (1|301)
وقد أعله شيخنا الألباني رحمه الله في السنة لابن أبي عاصم بعبدالله بن خليفة لم يوثقه إلا ابن حبان , وفي سماعه من عمر نظر .
4- عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سلوا الله عز و جل الفردوس فإنها سرة الجنة وإن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش .
أخرجه ابن بطة في الإبانة (3|176) والطبراني في الكبير (8|246) من طريق جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة
وجعفر بن الزبير هو الحنفي متروك الحديث .
ومن الآثار في ذلك :
أ- عن أبي موسى رضي الله عنه قال: الكرسي: موضع القدمين، وله أطيط كأطيط الرحل .
أخرجه الطبري في تفسيره (5|398)وابن أبي شيبة في العرش (78) وابن مندة في الرد على الجهمية (21) والسنة لعبدالله (1|303) والعلو للذهبي (107)
وقد صححه شيخنا الألباني في مختصر العلو (124)
و قال رحمه الله : عن عمارة بن عمير عن أبي موسى قال : " الكرسي موضع القدمين ، و له أطيط كأطيط الرجل " .
قلت : و إسناده صحيح إن كان عمارة بن عمير سمع من أبي موسى ، فإنه يروي عنه بواسطة ابنه إبراهيم بن أبي موسى الأشعري ، و لكنه موقوف ، و لا يصح في الأطيط حديث مرفوع .
الضعيفة (906)
ب- عن الشعبي قال : إن الله تعالى قد ملأ العرش حتى إن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد .
أخرجه ابن بطة في الإبانة (3|177) وأبو الشيخ في العظمة (2|593)من طريق حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن الشعبي .
وعطاء مختلط , وحماد سمع منه قبل الاختلاط وبعد كما ذكر ابن حجر في ترجمة عطاء في التهذيب .
ت- عن عبدة بنت خالد بن معدان عن أبيها خالد ابن معدان أنه كان يقول: إن الرحمن سبحانه وتعالى ليثقل على حملة العرش من أول النهار إذا قام المشركون حتى إذا قام المسبحون خفف عن حملة العرش .
السنة لعبد الله بن أحمد (2|455) وعبدة أحاديثها منكرة جدا كما في أحوال الرجال للجوزجاني رقم (300)
*****************
هذه الصفة لمن أثبتها ليست بأعجب من سائر الصفات ,
ولذلك قال الذهبي في العلو بعد أن ساق حديث جبير بن مطعم المتقدم .
:"وقولنا في هذه الأحاديث أننا نؤمن بما صح منها وبما اتفق السلف على إمراره وإقراره فأما ما في إسناده مقال واختلف العلماء في قبوله وتأويله فإنا لا نتعرض له بتقرير بل نرويه في الجملة ونبين حاله .
العلو للذهبى
لا يلزم من إثبات هذه الصفة محذور عند أهل السنة والجماعة لأن الله كما أخبر عن نفسه { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } وهذه قاعدة أهل السنة في سائر الصفات .
ممن لم يثبت هذه الصفة لله الذهبي في العلو
إذ قال :الأطيط الواقع بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل في الرحل فذاك صفة للرحل وللعرش ومعاذ الله أن نعده صفة لله عزوجل ثم لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت ,
ممن أثبت هذه الصفة لله سبحانه وتعالى جمع من علماء السلف , شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
و لفظ الأطيط قد جاء في حديث جبير بن مطعم الذي رواه أبو داود فى السنن , و ابن عساكر عمل فيه جزءا , و جعل عمدة الطعن فى ابن إسحاق , و الحديث قد رواه علماء السنة كأحمد و أبى داود و غيرهما , و ليس فيه إلا ما له شاهد من رواية أخرى و لفظ الأطيط قد جاء فى غيره .
مجموع الفتاوى (16|435)
وقال أيضا :
وهذا الحديث قد يطعن فيه بعض المشتغلين بالحديث انتصارا للجهمية
وإن كان لا يفقه حقيقة قولهم وما فيه من التعطيل
أو استبشاعا لما فيه من ذكر الأطيط
كما فعل أبو القاسم المؤرخ ويحتجون بأنه تفرد به محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن جبير ثم يقول بعضهم ولم يقل ابن إسحاق حدثني فيتحمل أن يكون منقطعا , وبعضهم يتعلل بكلام بعضهم في ابن إسحاق مع إن هذا الحديث وأمثاله ,
وفيما يشبهه في اللفظ والمعنى لم يزل متداولا بين أهل العلم خالقا عن سالف ,
ولم يزل سلف الأمة وأئمتها
يروون ذلك رواية مصدق به راد به على من خالفه من الجهمية
متلقين لذلك بالقبول
حتى قد رواه الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتابه في التوحيد الذي اشترط فيه أنه لا يحتج فيه إلا بأحاديث الثقاة المتصلة الإسناد رواه عن بندار كما رواه الدرامي وأبو داود سواء وكذلك رواه عن أبي موسى محمد بن المثنى بهذا الإسناد مثله سواء ...
وقال عثمان بن سعيد في رده على الجهمية حدثنا عبد الله بن صالح المصري قال حدثني الليث وهو ابن سعد حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أن زيد بن أسلم حدثه عن عطاء بن يسار قال : أتى رجل كعبا وهو في نفر فقال يا أبا إسحاق حدثني عن الجبار فأعظم القوم قوله فقال كعب دعوا الرجل فإن كان جاهلا يعلم وإن كان عالما ازداد علما قال : كعب أخبرك أن الله خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ثم جعل ما بين كل سمائين كما بين السماء الدنيا والأرض وكثفهن مثل ذلك ثم رفع العرش فاستوى عليه فما في السموات سماء إلا لها أطيط كأطيط العلا في أول ما يرتحل من ثقل الجبار فوقهن .
وهذا الأثر وإن كان هو رواية كعب فيحتمل أن يكون من علوم أهل الكتاب ويحتمل أن يكون مما تلقاه عن الصحابة , ورواية أهل الكتاب التي ليس عندنا شاهد هو لا يدافعها ولا يصدقها ولا يكذبها ؛ فهؤلاء الأئمة المذكورة في إسناده هم من أجل الأئمة , وقد حدثوا به هم وغيرهم ولم ينكروا ما فيه من قوله من ثقل الجبار فوقهن فلو كان هذا القول منكرا في دين الإسلام عندهم لم يحدثوا به على هذا الوجه .
بيان تلبيس الجهمية (1|574)
لو عرضت اعتقادي في موضعه الذي وضعتُه فيه
لكان هذا كما أعلم في دين الله عند الله أقْوم .
أحسن الله إليك .
وبعد
لا والله لا أقول بهذا ولم أقله يوماً من الدهر .
ولم أعلم أحداً من السابقين من المهاجرين والأنصار ومن اتبعهم بإحسان قال هذا .
فنحن على رواية عمرو رضي الله وأرضاه نمرها كما جاءت كما
هو أصل أصيل عند أهل السنة والجماعة في قراءتهم لأسماء الله وصفاته
بلا تأويل ولا تشبيه ولا تحريف ولا تعطيل
ويمكننا أن نقول ولا تكلف
والله تعالى قي سورة ص يقول
وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِي نَ .
وربي هو الأعلم والأحكم وهو يهدي الى سواء السبيل . .
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا
واجمع كلمتنا على كلمة الحق والدين علي قلوب السابقين
ومن اتبعهم بإحسان الى يوم الدين ،،،
.....
انا حسَّنْت اعتقادك فيما اوافقك فيه وما اوهم الخلاف أخرجته من مضمون الكلام و فسرته بما يوافق ما اعتقده كما أعلم في دين الله انه أقْوم-لاننى من مثبتى [باب الصدر والذراعين كصفتين لله تعالى]ومسألة الملائكة كما تقدم من المسائل المشتركة فى الاثبات مع هذا الحديث فلا مناص عندى من تفسيرها بما يوافق اصول الايمان
أئمة السلف-أئمة الهدى جعلوه -باب فى العقيدة فى اثبات هاتين الصفتين بناءا على الحديث فالخير كل الخير فى اتباع من سلف- ومسألة الملائكة لو قرأت الموضوع من بدايته لوجدت انى انقل كلام الائمة الاعلام من المعاصرين والمتقدمين لم أصرف اللفظ عن ظاهره ولكن بتأويل موافق لأصول أهل السنةاقتباس:
ولم أعلم أحداً من السابقين من المهاجرين والأنصار ومن اتبعهم بإحسان قال هذا
يجب ان تفرق بين التأويل الصحيح والتأويل الذى ذمه السلف فصرف الكلام الى معنى حق لا يدخل فى التأويل المذموم -وهذه تحتاج الى مزيد بسط لا يتسع له المقاماقتباس:
بلا تأويل
هذا يلزم من يستنكر الصفتين اما نحن فمن المثبتة للصفتيناقتباس:
ولا تعطيل
هل معنى نمرها كما جاءت بلا تفسير ولا معنى- هذه عقيدة المفوضة-نحن لا نحمل المعنى على خلاف الظاهراقتباس:
فنحن على رواية عمرو رضي الله وأرضاه نمرها كما جاءت
لعلك تخلط بين مذهب السلف فى التأويل ومذهب الفرق الاخرى
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
"السلف لم يكن مذهبهم التفويض ، وإنما مذهبهم الإيمان بهذه النصوص كما جاءت ، وإثبات معانيها التي تدلُّ عليها على حقيقتها ووضعها اللغوي ، مع نفي التَّشبيه عنها ؛ كما قال تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) الشورى/ 11" انتهى "المنتقى من فتاوى الفوزان .
مراد السلف بقولهم (أمروها كما جاءت بلا تفسير)
يراد به أحد معنيين:
الأول: أمروها بلا تفسير مبتدع, وهو تفسير الجهمية.
الثاني: أمروها بلا تفسير للكيفية – وهو قول الإمام مالك نفسه: (والكيف مجهول).
معنى قول السلف:
أمروها كما جاءت: أثبتوا هذه الألفاظ مع معانيها التي دلت عليها، وهو ما يفهم من ظاهرها، على الوجه اللائق بالله -عز وجل-. وقولهم: بلا كيف، رد على الممثلة، أي: لا تكيفوها، وليس المعنى لا تعتقدوا لها كيفية؛ لأن لها كيفية، مجرد القول بإثباتها يستلزم أن يكون لها كيفية، لكنها غير معلومة، ولهذا قال الإمام مالك -رحمه الله- في استواء الله على عرشه: (الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة)
قال العلامة الشيخ صالح الفوزان -
[ في شرحه على لمعة الاعتقاد ( صفحة :49) ] :
" ولا معنى : المراد بهذه اللفظة ، أي المعنى الذي يفسره به المبتدعة وهو التأويل ، ليس المراد نفي المعنى الحقيقي ، فإن معناها معروف ، - كما يقول الإمام مالك : ( الاستواء معلوم ، و الكيف مجهول ، و الإيمان به واجب ، و السؤال عنه - أي عن الكيفية - بدعة - فمعنى قوله : ( ولا معنى ) أي : المعنى الذي يريده أهل الضلال وهو التأويل ، مثل تأويل اليد بالقدرة ، و المجيء بمجيء أمره ، و النزول بنزول أمره ، و ما أشبه ذلك .
هذه معان جاؤوا بها هم ، ونحن ننفيها ، وليست هي المعاني التي أرادها الله سبحانه و تعالى . فهو لا يريد نفي المعنى الذي هو معنى الكلام في اللغة العربية و إنما يريد نفي المعنى المحدث ؛ لأنه يرد على المبتدعة فهو يريد المعنى الذي قصدوه و أحدثوه .
فلا يتعلق بهذه العبارة من يريد التلبيس ، و يقول : إن الإمام أحمد مفوض يقول : لا معنى . هذه طريقة المفوضة ، و الإمام أحمد ليس من المفوضة . هو من المفوضة في الكيفية ، لأن الكيفية يجب تفويضها أما المعنى اللغوي فهذا واضح لا يفوض ، بل يفسر و يبين " ا.هـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ -
في شرحه على لمعة الاعتقاد [صفحة 8 من النسخة التي نشرها الأخ سالم الجزائري ] :
" أهل العلم يقولون : إن الإمام أحمد أراد بقوله : (بلا كيف ولا معنى) الرد على طائفتين:
1. الطائفة الأولى المشبهة المجسمة رد عليهم بقوله : (بلا كيف) يعني الكيفية التي تتوهمها العقول، أو وَصَفَ اللهَ جل وعلا بها المجسمة أو الممثلة.
2. وقوله : (ولا معنى) ردّ بها رحمه الله على المعطلة، الذين جعلوا معاني النصوص على خلاف الظاهر المتبادر منها، فقالوا : إن معنى النزول الرحمة، وقالوا إن معنى الاستواء الاستيلاء، وقالوا إن معنى الرحمة الإرادة؛ إرادة الإحسان أو إرادة الخير، وإن الغضب معناه إرادة الانتقام ونحو ذلك فهذا تأويل منه.
فالإمام أحمد يقول (بلا كيف) الكيف الذي جعله المجسمة، (ولا معنى) الذي جعله المعطلة، يعني المعنى الباطل الذي صرف الألفاظ إليه المبتدعة المؤولة.
فإذن قوله (بلا كيف ولا معنى) يريد بقوله (ولا معنى) المعنى الباطل الذي تأول به وإليه المبتدعة نصوص الصفات والنصوص الغيبية.
وهذا نأخذ منه قاعدة مهمة:
وهي أن طالب العلم الذي يعتني بأمر الاعتقاد يجب عليه أن يفهم اعتقاد أهل السنة والجماعة تماما،
فإذا فهمه وورد بعد ذلك ألفاظ مشكلة عن الأئمة, عن التابعين, من تبع التابعين، عن بعض الأئمة
فإنه بفهمه للاعتقاد الصحيح سيوجّه معناها إلى معنىً مستقيم،
لأنه لا يُظن بالإمام أحمد وهو إمام أهل السنة والجماعة الذي حكم بالبدعة على المفوضة أنه يقول (ولا معنى) يعني ليس للآيات والأحاديث معنى يفهم بتاتا .
فإذن فهمُك لأصول الاعتقاد وأصول ما كان عليه أهل السنة والجماعة، وضبطُك لذلك، به يمكنك أن تجيب على كثير من الإشكالات.
ونحن في هذا الزمان ربما كتب بعض الناس كتابات في أن السلف يقرّون التأويل، وأنه وُجد التأويل للصفات في زمن الصحابة، أو وجد في زمن الصحابة من ينكر بعض الصفات، أو وجد في التابعين من يؤول، والإمام أحمد أوَّلَ، ونحو ذلك، وهذا من جرّاء عدم فهمهم لأصول أهل السنة والجماعة، وابتغاء الفتنة، وابتغاء التأويل الذي وصف الله جل وعلا به الزائغين.
وإذا فهمت الصواب وفهمت المنهج الحق والاعتقاد الحق
فإنه يمكن بذلك أن تجيب عن ما ورد عن بعض أئمة أهل السنة من ألفاظ ربما خالف ظاهرُها المعتقد، أو ظُن أن فيها شيء من التأويل، يمكن أن تجيب عليها بأجوبة محققة واضحة" ا.هـأحسنتاقتباس:
هو أصل أصيل عند أهل السنة والجماعة في قراءتهم لأسماء الله وصفاته
بلا تأويل ولا تشبيه ولا تحريف ولا تعطيل
الحمد لله تفسيرنا للمسألة ليس فيه اى تكلف -ما التكلف فى ان اقول خلقت من نور الذراعين والصدر اى من نور الحجاب الذى امام الذراعين والصدر وهو تفسير أئمة الهدىاقتباس:
ويمكننا أن نقول ولا تكلف
{ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ } [العنكبوت 49]
{آيَات بَيِّنَات } } لا خفيات، { { فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ } }
وهم سادة الخلق، وعقلاؤهم، وأولو الألباب منهم، والكمل منهم.
فإذا كان آيات بينات في صدور أمثال هؤلاء،
كانوا حجة على غيرهم،
وإنكار غيرهم لا يضر،
ولا يكون ذلك إلا ظلما،
{ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ } } لأنه لا يجحدها إلا جاهل تكلم بغير علم، ولم يقتد بأهل العلم، وهو متمكن من معرفته على حقيقته، وإما متجاهل عرف أنه حق فعانده، وعرف صدقه فخالفه.
نعم
أن الحق إذا جحد وعورض بالشبهات أقام الله تعالى له مما يحق به الحق ، ويبطل به الباطل من الآيات البينات
بما يظهره من أدلة الحق وبراهينه الواضحة ، وفساد ما عارضه من الحجج الداحضة .
....
سائر أعداء الأنبياء من المجرمين شياطين الإنس والجن ، الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا
إذا أظهروا من حججهم ما يحتجون به على دينهم المخالف لدين الرسول ، ويموهون في ذلك بما يلفقونه من منقول ومعقول - كان ذلك من أسباب ظهور الإيمان الذي وعد بظهوره على الدين كله بالبيان والحجة والبرهان
ثم بالسيف واليد والسنان .
قال الله تعالى : لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز .
وذلك بما يقيمه الله تبارك وتعالى من الآيات والدلائل التي يظهر بها الحق من الباطل ، والخالي من العاطل ، والهدى من الضلال ، والصدق من المحال ، والغي من الرشاد ، والصلاح من الفساد ، والخطأ من السداد ،
وهذا كالمحنة للرجال التي تميز بين الخبيث والطيب .
قال تعالى : ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب .
فالدين الحق كلما نظر فيه الناظر ، وناظر عنه المناظر ،
ظهرت له البراهين ،
وقوي به اليقين ،
وازداد به إيمان المؤمنين ،
وأشرق نوره في صدور العالمين .
والدين الباطل إذا جادل عنه المجادل ،
ورام أن يقيم عوده المائل ،
أقام الله تبارك وتعالى من يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ،
وتبين أن صاحبه الأحمق كاذب مائق ، وظهر فيه من القبح والفساد ،...
، ما يظهر به لعموم الرجال أن أهله من أضل الضلال ،
حتى يظهر فيه من الفساد ما لم يكن يعرفه أكثر العباد ،
ويتنبه بذلك من سنة الرقاد من كان لا يميز الغي من الرشاد ،
ويحيا بالعلم والإيمان من كان ميت القلب لا يعرف معروف الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ،
[الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح]
ورد ذلك فيما خرجه يحيى بن سلام في تفسيره فقال:
وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ سَائِلا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ خَلْقِ الْمَلائِكَةِ فَقَالَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خُلِقَتْ؟ فَقَالَ: " خُلِقَتْ مِنْ نُورِ الْحُجُبِ السَّبْعِينَ الَّتِي تَلِي الرَّبَّ، كُلُّ حِجَابٍ مِنْهَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ، فَمِنْهَا خُلِقَتِ الْمَلائِكَةُ، فَلَيْسَ مَلَكٌ إِلا هُوَ يَدْخُلُ فِي نَهْرِ الْحَيَاةِ، فَيَغْتَسِلُ فَيَكُونُ مِنْ كُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ، فَلا يُحْصِي أَحَدٌ مَا يَكُونُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَهُوَ قَوْلُهُ: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ} [المدثر: 31]. انتهى.
الحمد لله الذي أعز دينه وحفظ كتابه وأعلى ذكر رسوله وصحبه
وقيض لهذا الدين أمناء صلحاء أتقياء أوراع ورثة للأنبياء جعلهم ..
فعلى دينهم نحيا وبقلب رسول الله نهتدي وبه نتأسى ونتقي .
أما بعد
جزاك الله خيراً وأحسن إليك
لا ألومك على طرح هذا الدرس الذي طرحته علي فأنت لا تعرفني والأيام بيننا إخوة متحابين في الله بإذن الله
وأما أنا فأعرفك من مقالاتك ومشاركاتك .
بيد أني أسألك برفق بعد أن قررت قرارات تنقضها تاره وتعيدها ذكرها تارة .
وإن الاختصار من الدين ومن منهج المرسلين ومن دعوة المتقين .
أسألك سؤالاً واحداً ليردني الي فهم من أخذت مفهوم أثر عمرو رضي الله عنه
فأنت إن شاء الله تريد لي الخير .
أعطني أو فليعطنا صاحب ذلك المفهوم أنها خلقت من نور الحجاب
قرينة بينة تدل على ما ذهب إليه .
ولست في حقل أهل التفويض ولا أدانيه ولا أداني زوامله لأني أراهم في جبن يرفلون وعن بعض الحق مترددون .
والتفويض الذي أعتقد به وهو إعتقاد زوامل السنة وبرك الفضيلة
هو تفويض الكيفية لا تفويض المعاني .
عرفت هذا فالزم بارك الله فيك ..
احسنت بارك الله فيك وجزاك الله خيرا هذا يدل على سعت علمك إنى أحبك فى الله
نحن ندور مع الحق حيث دار
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
وَالْوَاجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَكُونَ أَصْلُ قَصْدِهِ تَوْحِيدَ اللَّهِ بِعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَطَاعَةَ رَسُولِهِ،
يَدُورُ عَلَى ذَلِكَ، وَيَتَّبِعُهُ أَيْنَ وَجَدَهُ،
وَيَعْلَمُ أَنَّ أَفْضَلَ الْخَلْقِ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ هُمُ الصَّحَابَةُ، فَلَا يَنْتَصِرُ لِشَخْصٍ انْتِصَارًا مُطْلَقًا عَامًّا، إِلَّا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى اللــه عليه وسلم وَلَا لِطَائِفَةٍ انْتِصَارًا مُطْلَقًا عَامًّا إِلَّا لِلصَّحَابَةِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ.
فَإِنَّ الْهُدَى يَدُورُ مَعَ الرَّسُولِ حَيْثُ دَارَ، وَيَدُورُ مَعَ أَصْحَابِهِ دُونَ أَصْحَابِ غَيْرِهِ حَيْثُ دَارُوا،
فَإِذَا أَجْمَعُوا لَمْ يُجْمِعُوا عَلَى خَطَأٍ قَطُّ، بِخِلَافِ أَصْحَابِ عَالِمٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ، فَإِنَّهُمْ قَدْ يُجْمِعُونَ عَلَى خَطَأٍ، بَلْ كُلُّ قَوْلٍ قَالُوهُ وَلَمْ يَقُلْهُ غَيْرُهُمْ مِنَ الْأُمَّةِ لَا يَكُونُ إِلَّا خَطَأً؛ فَإِنَّ الدِّينَ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ لَيْسَ مُسَلَّمًا إِلَى عَالِمٍ وَاحِدٍ وَأَصْحَابِهِ، وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ ذَلِكَ الشَّخْصُ نَظِيرًا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى اللــه عليه وسلم وَهُوَ شَبِيهٌ بِقَوْلِ الرَّافِضَةِ فِي الْإِمَامِ الْمَعْصُومِ .
[ كتاب منهاج السنة ص (٢٦١) ]
وأهدى ذلك الى اخى الفاضل يوسف بن سلامه على سؤاله
قال الشيخ عبدالله الجبرين فى شرح كتاب العظمة
قال رحمه الله تعالى: حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا قال: حدثنا سعيد بن يحيى قال: حدثنا مسلم بن خالد الزنجي عن أبي بكر الهذلي رحمه الله تعالى قال: ليس من الخلق أقرب إلى الله عز وجل من إسرافيل قال: بينه وبين الله عز وجل سبعة حجب. حجاب من نور، وحجاب من غمام حتى عد سبعة لا أحفظها.
قال: حدثني الوليد قال: حدثنا محمد بن عمار قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد رحمه الله تعالى في قوله عز وجل - وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا قال: بين السماء السابعة وبين العرش سبعون ألف حجاب، حجاب نور وحجاب ظلمة، وحجاب نور وحجاب ظلمة، فما زال موسى عليه السلام يقرب حتى كان بينه وبينه حجاب؛ فلما رأى مكانه، وسمع صريف القلم قال: رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ .
قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا أبو حاتم قال: حدثنا سعيد قال .طامي: قال: حدثنا هشيم عن أبي بشير عن مجاهد رحمه الله تعالى قال: بين العرش وبين الملائكة سبعون حجابًا، حجاب من نار وحجاب من ظلمة، وحجاب من نور وحجاب من ظلمة.
قال: جدي رحمه الله تعالى يحدث عن إدريس بن سنان عن أبيه عن جده وهب بن منبه وعن والده رحمه الله تعالى قال: بين ملائكة حملة الكرسي وبين ملائكة العرش سبعون حجابًا من الظلمة، وسبعون حجابًا من البرد، وسبعون حجابًا من الثلج، وسبعون حجابًا من النور، غلظ كل حجاب منها مسيرة خمسمائة عام. ومن الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام. ولولا تلك الحجب لاحترقت ملائكة الكرسي من نور ملائكة العرش، فكيف بنور الرب سبحانه وتعالى الذي لا يوصف.
قال: قال جدي: وأخبرني أبو يعقوب المروزي قال: حدثنا روح قال: حدثنا العوام بن حوشب عن مجاهد قال رحمه الله تعالى قال: بين الملائكة وبين العرش سبعون ألف حجاب من نور.
قال: حدثنا محمد بن العباس قال: حدثنا علي بن الحسين الدرهمي قال: حدثنا معتمر عن عبد الجليل عن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ قال: يهبط حين يهبط بينه وبين خلقه سبعون ألف حجاب من النور والظلمة والماء، فيصوت الماء في تلك الظلمة صوتًا تنخلع له القلوب.
ما فوق السماء السابعة من البحار ومن الأنوار ومن الحجب ومن حملة العرش، كل ذلك من خلق الله، وكلها صغيرة بالنسبة إلى عظمة الخالق سبحانه وتعالى.
قال ابن القيم رحمه الله: " النَّصَّ قَدْ وَرَدَ بِتَسْمِيَةِ الرَّبِّ نُورًا، وَبِأَنَّ لَهُ نُورًا مُضَافًا إِلَيْهِ، وَبِأَنَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَبِأَنَّ حِجَابَهُ نُورٌ، هَذِهِ أَرْبَعَةُ أَنْوَاعٍ.
فَالْأَوَّلُ يُقَالُ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ بِالْإِطْلَاقِ، فَإِنَّهُ النُّورُ الْهَادِي.
وَالثَّانِي يُضَافُ إِلَيْهِ كَمَا يُضَافُ إِلَيْهِ حَيَاتُهُ وَسَمْعُهُ وَبَصَرُهُ وَعِزَّتُهُ وَقُدْرَتُهُ وَعَلِمُهُ .
وَتَارَةً يُضَافُ إِلَى وَجْهِهِ، وَتَارَةً يُضَافُ إِلَى ذَاتِهِ .
فَالْأَوَّلُ : إِضَافَتُهُ إلى وجهه ، كَقَوْلِهِ: " أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ " ، وَقَوْلِهِ: " نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مِنْ نُورِ وَجْهِهِ " .
وَالثَّانِي : إِضَافَتُهُ إِلَى ذَاتِهِ ، كَقَوْلِهِ : وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا [الزمر: 69] . وَقَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " ذَلِكَ نُورُهُ الَّذِي إِذَا تَجَلَّى بِهِ .. "، وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو " إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ ، ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ " الْحَدِيثَ.
الثَّالِثُ : وَهُوَ إِضَافَةُ نُورِهِ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، كَقَوْلِهِ: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [النور: 35].
وَالرَّابِعُ كَقَوْلِهِ: " حِجَابُهُ النُّورُ ".
فَهَذَا النُّورُ الْمُضَافُ إِلَيْهِ : يَجِيءُ عَلَى أَحَدِ الْوُجُوهِ الْأَرْبَعَةِ .
وَالنُّورُ الَّذِي احْتَجَبَ بِهِ : سُمِّيَ نُورًا وَنَارًا، كَمَا وَقَعَ التَّرَدُّدُ فِي لَفْظِهِ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَهُوَ قَوْلُهُ: " حِجَابُهُ النُّورُ ، أَوِ النَّارُ "، فَإِنَّ هَذِهِ النَّارَ : هِيَ نُورٌ، وَهِيَ الَّتِي كَلَّمَ اللَّهُ كَلِيمَهُ مُوسَى فِيهَا، وَهِيَ نَارٌ صَافِيَةٌ ، لَهَا إِشْرَاقٌ بِلَا إِحْرَاقٍ.
فَالْأَقْسَامُ ثَلَاثَةٌ:
إِشْرَاقٌ بِلَا إِحْرَاقٍ ، كَنُورِ الْقَمَرِ .
وَإِحْرَاقٌ بِلَا إِشْرَاقٍ ، وَهِيَ نَارُ جَهَنَّمَ ، فَإِنَّهَا سَوْدَاءُ مُحْرِقَةٌ ، لَا تُضِيءُ .
وَإِشْرَاقٌ بِإِحْرَاقٍ ، وَهِيَ هَذِهِ النَّارُ الْمُضِيئَةُ ، وَكَذَلِكَ نُورُ الشَّمْسِ : لَهُ الْإِشْرَاقُ ، وَالْإِحْرَاقُ .
فَهَذَا فِي الْأَنْوَارِ الْمَشْهُودَةِ الْمَخْلُوقَةِ .
وَحِجَابُ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : نُورٌ ، وَهُوَ نَارٌ .
وَهَذِهِ الْأَنْوَاعُ كُلُّهَا : حَقِيقَةٌ ، بِحَسَبِ مَرَاتِبِهَا .
فَنُورُ وَجْهِهِ : حَقِيقَةٌ ، لَا مَجَازٌ .
وَإِذَا كَانَ نُورُ مَخْلُوقَاتِهِ ، كَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنَّارِ : حَقِيقَةً ؛ فَكَيْفَ يَكُونُ نُورُهُ ، الَّذِي نِسْبَةُ الْأَنْوَارِ الْمَخْلُوقَةِ إِلَيْهِ ، أَقَلُّ مِنْ نِسْبَةِ سِرَاجٍ ضَعِيفٍ ، إِلَى قُرْصِ الشَّمْسِ ؟!
فَكَيْفَ لَا يَكُونُ هَذَا النُّورُ حَقِيقَةً ؟! " انتهى من مختصر الصواعق، ص423
وقال رحمه الله في "النونية" ص212:
" وَالنُّورُ مِنْ أسْمائِهِ أيْضاً ، وَمِنْ * أَوْصَافِهِ ، سُبْحَانَ ذِي البُرْهَانِ
وحِجَابه : نورٌ ؛ فلو كشفَ الحِجا * بَ لَأَحْرقَ السُّبحاتُ للأكوانِ
وإِذا أَتى للفصلِ ، يُشرقُ نُورهُ * في الأرضِ ، يومَ قِيامةِ الأَبدانِ" انتهى.
ثانيا:
قد ورد ذكر الحجاب في نصوص عدة، منها قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) الشورى/51، وقوله: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) المطففين/15 .
وما جاء في حديث أبي موسى الأشعري قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ: ( إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ - وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: النَّارُ - لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ) رواه مسلم (179).
ومنها : حديث صُهَيْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ) رواه مسلم (181).
ومنها : حديث أبي موسى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الكِبْرِ، عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ) رواه البخاري (4878) ومسلم (180).
فقد احتجب الله تعالى عن خلقه بالنور، وبالكبرياء، وبما شاء من الحجب.
والنصوص في إثبات الحجب لله - تعالى - كثيرة، يؤمن بها أتباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويعلمون بما ورثوه من نور النبوة ، بأن الله - تعالى - احتجب بالنور، وبالنار، وبما شاء من الحجب، وأنه لو كشف عن وجهه الكريم الحجاب لما قام لنوره شيء من الخلق، بل يحترق، ولكنه تعالى في الدار الآخرة ، يكمل خلق المؤمنين ، ويقويهم على النظر إليه - تعالى - فينعمون بذلك، بل هو أعلى نعيمهم يوم القيامة.
وقد تولى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إبطال شبه هؤلاء المنكرين لحجب الله - تعالى -، في كتابه "نقض تأسيس الجهمية، وإبطال بدعهم الكلامية" بوجوه كثيرة، أكثر من أربعين وجهاً، كل وجه منها كاف في إبطال قولهم.
فمن ذلك :
أنهم يقولون: إن الحجاب محمول على أن الله لا يخلق في العين ، الرؤيةَ له سبحانه .
وهذا باطل بالضرورة؛ لأنهم فسروا الحجاب بعدم الإدراك في أبصارهم، والعدم لا يُخلق ، ولا وجود له، فهو ليس شيئاً.
ومنها : أنه ثبت في الحديث قوله: (فيكشف الحجاب، فينظرون إليه) .
وكشف الشيء: إزالته ورفعه، وهذا لا يوصف به المعدوم، فإنه لا يُزال، ولا يُرفع، وإنما الذي يُزال ويُرفع: الموجود.
ومنها : أن في الحديث: (حجابة النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه) .
ولو كان كما زعموا ، عدم خلق الرؤية : لم يكن كشف ذلك يحرق شيئاً. فالمؤمنون يرون ربهم في عرصات القيامة، وفي الجنة، ولا تحرق رؤيتهم شيئاً... .
ينظر : شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (2/ 155).
وينظر أيضا : بيان تلبيس الجهمية (8/ 117) ، وما بعدها .
ثالثا:
الحجاب الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم: (حجابه النور) مخلوق، وقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم، مع نفيه رؤية الله بقوله: (نور أنَّى أراه) .
ولو كان هذا الحجاب هو النور الذي هو صفته سبحانه، لكان النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه.
روى مسلم (178) عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ: نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ
وروى أيضا (178) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتَ لِأَبِي ذرٍّ، لَوْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَسَأَلْتُهُ ؟
فَقَالَ: عَنْ أيِّ شيْءٍ كُنْتَ تَسْأَلُهُ؟ قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُهُ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟
قَالَ أَبُو ذَرٍّ: قَدْ سَأَلْتُ، فَقَالَ: رَأَيْتُ نُورًا
وهذا النور هو نور الحجاب.
قال ابن القيم رحمه الله:
" وفي صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ قال: (نور أنى أراه) .
فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: معناه كان ثَمَّ نور، أو : حال دون رؤيته نور ؛ فأنى أراه؟!
قال: ويدل عليه أن في بعض ألفاظ الصحيح : هل رأيت ربك؟ فقال: رأيت نورا .
وقد أعضل أمر هذا الحديث على كثير من الناس ، حتى صحفه بعضهم فقال: نورانيّ أراه ، على أنها ياء النسب، والكلمة كلمة واحدة .
وهذا خطأ ، لفظا ومعنى، وإنما أوجب لهم هذا الإشكال والخطأ : أنهم لما اعتقدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه ، وكان قوله: أنى أراه ، كالإنكار للرؤية ، حاروا في الحديث ، ورده بعضهم باضطراب لفظه .
وكل هذا عدول عن موجب الدليل.
وقد حكى عثمان بن سعيد الدارمي، في كتاب " الرد " له، إجماع الصحابة على أنه لم ير ربه ليلة المعراج .
وبعضهم استثنى ابن عباس من ذلك .
وشيخنا يقول: ليس ذلك بخلاف في الحقيقة ؛ فإن ابن عباس لم يقل: رآه بعيني رأسه، وعليه اعتمد أحمد في إحدى الروايتين ، حيث قال: " إنه رآه عز وجل " ، ولم يقل بعيني رأسه ، ولفظ أحمد ، كلفظ ابن عباس رضي الله عنهما .
ويدل على صحة ما قاله شيخنا في " معنى " حديث أبي ذر رضي الله عنه ، قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: (حجابه النور).
فهذا النور هو - والله أعلم - النور المذكور في حديث أبي ذر " رضي الله عنه : " رأيت نورا " انتهى من اجتماع الجيوش الإسلامية
الحمد لله رب العالمين
أستاذ محمد أتوسل الى الله ثم أتوسل إليك أن تتريث وتحذر
وقد قلت مرراً بأن هذه المسألة هي من أعلى مقامات العلم والإيمان
والكل يقرأ وما أدراك من يقرأ .
وبعد
الحديث الذي أوردته قد أورده الأستاذ عبد الرحمن في مشاركة له ثم محي ولا أدري تعلة هذا المحو ومع هذا لم تنقل كل الذي أورده بشأن هذا الحديث .
الحديث هو رواية أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ
ذكره أبو سعيد المفضل بن محمد الجندي المتوفى سنة 308 هـ
في فضائل مكة قال
وأما مرسل الحسن البصري فأخرجه يحيى بن سلام في تفسيره
من طريق رجل عن أبان بن أبي عياش عن الحسن مرسلاً بلفظ
أن سائلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن خلق الملائكة فقال من أي شيء خلقت .
فقال خلقت من نور الحجب السبعين التي تلي الرب .
كل حجاب منها مسيرة خمس مائة عام .
فمنها خلقت الملائكة . فليس ملك إلا هو يدخل في نهر الحياة .
فيغتسل فيكون من كل قطرة من ذلك الماء ملكا من الملائكة .
فلا يحصي أحد ما يكون في يوم واحد
فهو قوله
وما يعلم جنود ربك إلا هو
المدثر 31 .
وهو مرسل ضعيف جداً لجهالة الراوي عن أبان وأبان متروك .
انتهى قول الجندي .
أقول وأنت تعلم معنى ضعيف جداً في علوم مصطلح الحديث .
إذن أنت لم تجد قرينة بها نذهب الى ما ذهبت إليه . وليس هناك نص يؤوله
من ذهب برأي أنها خلقت من نور الحجاب
لأن أثر عمرو رضي الله عنه يبقى على قاعدة أهل السنة
أمروها كما جاءت وتنتهي القضية .
ومسار الأمر يتجه الى قوله تعالى ليحيى من حي عن بينة ..
أم أن هذا يعني أنه أخذ بقاعدة السبر والتقسيم .
فقل لي بربك أين هذا السبر والتقسيم الذي منه ذهب بمذهبه ذاك في أنها خلقت من نور الحجاب وقد عده تأويلاً . ضعه لي واحداً تلو الآخر .
بلا نسخ ولصق حتى تفهم الناس .
ولا أريد أن أضع دلالات أخرى من ردودك لكي لا نمط الحوار مطات ومطات ونغفل عن قرائن بينات وآيات .
حفظكم الله ،،،
اذا كان الله وصف نفسه بأنه لم يلد ولم يولد فكيف تأوِّل أثر عبد اللَّه بن عمرو
بلا تردد يؤل على قواعد اهل السنة والجماعة
أن الله ليس متولدا من شئ ولا يتولد منه شئ
قال جل وعلا - قل هو الله احد- الله الصمد - لم يلد ولم يولد - ولم يكن له كفوا احد
فالنور الذى خلقت منه الملائكة ليس هو النور الذى هو صفة لله
وهذا معلوم بالضرورة
وقد بينت انواع النور فى المشاركة السابقة لكى أصل بكم الى التفريق بين النور الذى هو صفة لله
والنور المخلوق وهو نور الحجاب ومما لا شك فيه ان الملائكة لم تخلق من صفة الله ومنها نور الذراعين والصدر وانما خلقت من نور مخلوق ولم تخلق من نور الخالق واعتقاد ان الملائكة خلقت من نور الخالق اى من صفته هذا مناقض بأن الله احد -صمد - لم يلد ولم يولد- بل اعتقاد انها خلقت من النور غير المخلوق هو نفس اعتقاد النصارى
وهذا هو ما فهمه الاخ ضياء عمر من ظاهر الاثر لذلك استنكر الاثر وقال الكلام المناسب كلام الالبانى بان الاثر من الاسرائيليات فلا محيد عن تفسير الاثر بما فسرناه
فالامرار كما جاءت ليس له معنى الا ما اثبتناه من المعنى الصحيح بعيدا عن تأويل أهل الحلول
فإما ان نفسر بالمعنى الصحيح والفهم الموافق للكتاب والسنة
واما ان نفسر بالمعنى الباطل الموافق لاعتقاد النصارى
لذلك من يستنكر الاثر اراح نفسه باستنكاره لما توهمه باعتقاد الحلول- والمثال الواضح امامنا الاخ ضياء عمر
اما من يعتقد ان الملائكة خلقت من نور الصفتين فهذا الذى اعتقد عقيدة اهل الحلول
اما من اعتقد ان الملائكة خلقت من نور الحجاب وهى احد الانوار المخلوقة فهذا هو الذى اصاب التأويل الحق
لا تنتهى القضية- هل تمر كما جاءت بلا تفسير ولا معنى
اسألك اخى يوسف أى معنى يذهب اليه ظاهر الاثر كى تمره كما جاء -أخلقت الملائكة من نور مخلوق -ام من نور غير مخلوق- فاذا كان جوابك انها خلقت من نور مخلوق- فقد بينا فى المشاركة السابقة الانوار المخلوقة
فاذا دلت القرائن على أن هذا الظاهر الفاسد منتف ذهبنا الى التأويل الصحيح
نعم انظر فى حديث الادلاء كيف يذهب العلماء الى التأويل الصحيح هذا كمثال
قال شيخ الاسلام فى حديث الادلاء
((والتحقيق: أن الحديث لا يدل على شيء من ذلك إن كان ثابتا، فإن قوله: " لو أدلى بحبل لهبط " يدل على أنه ليس في المدلي ولا في الحبل، ولا في الدلو ولا في غير ذلك، وأنها تقتضي أنه من تلك الناحية، وكذلك تأويله بالعلم تأويل ظاهر الفساد، من جنس تأويلات الجهمية، بل بتقدير ثبوته يكون دالا على الإحاطة)) [ص 29]
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن صحة حديث: «لو دليتم بحبل إلى الأرض السابعة لوقع على الله»؟ وما معناه؟
فأجاب بقوله: ((هذا الحديث اختلف العلماء في تصحيحه، والذين قالوا: إنه صحيح يقولون: إن معنى الحديث لو أدليتم بحبل لوقع على الله عز وجل لأن الله تعالى محيط بكل شيء، فكل شيء هو في قبضة الله سبحانه وتعالى وكل شيء فإنه لا يغيب عن الله تعالى، حتى إن السموات السبع والأرضين السبع في كف الرحمن عز وجل كخردلة في يد أحدنا يقول: الله تعالى في القرآن الكريم: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون دالا على أن الله سبحانه وتعالى في كل مكان، أو على أن الله تعالى في أسفل الأرض السابعة فإن هذا ممتنع شرعا، وعقلا، وفطرة؛ لأن علو الله سبحانه وتعالى قد دل عليه كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والإجماع، والعقل، والفطرة. فمن الكتاب: قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده}. وقوله: {سبح اسم ربك الأعلى} والآيات في هذه كثيرة جدا في كتاب الله فكل آية تدل على صعود الشيء إلى الله، أو رفع الشيء إلى الله، أو نزول الشيء من الله فإنها تدل على علو الله عز وجل)) [مجموع فتاوى ورسائل ابن العثيمين ص 140 – 141/ 1]
وكذلك يمتنع شرعا وعقلا وفطرة ان تكون الملائكة خلقت من صفة الله وانما خلقت من نور مخلوق
والبعض من اهل العلم يذهب انها خلقت من نور مخلوق بإطلاق
ومنهم من يذهب الى ما ذهبنا اليه
اما الممتنع ان تكون كاعتقاد النصارى انها خلقت من صفة الله
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية على دنو الله وتقربه من بعض عباده
صار هذا هو ظاهر اللفظ بالقرينة الشرعية المفهومة من سياقه،
وإذا كان هذا ظاهر اللفظ بالقرينة الشرعية،
لم يكن تفسيره به خروجا به عن ظاهره،
ولا تأويلاً كتأويل أهل التعطيل،
فلا يكون حجة لهم على أهل السنة
****
وعلى هذا فقس- من ظاهر اللفظ بالقرينة الشرعية المفهومة من سياقه
يفهم اثر عبد الله ابن عمر وليس هذا خروجا به عن ظاهره
الخلاصة فى ثلاث نقاط
1-أن الملائكة خلقت من نور وهذا النور الذى خلقت منه الملائكة مخلوق بدلالة الشرع والعقل
2-وعلى هذا إما أن نقول خلقت الملائكة من نور هكذا بإطلاق بدون تعيين النور المخلوق الذى خلقت منه
3- واما ان نعين النور الذى خلقت منه الملائكة
ونقول كما فى اثر عبد الله ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
خلقت من نور الذراعين والصدر اى النور المخلوق وهو نور الحجاب الذى امام الذراعين والصدر
أحمده ربي واستعينه وأستغفره واستهديه وأثني عليه الخير كله .
وبعد
كلامك من الذي نقلت عنهم أراه كلام مناطقة ونحن على قواعد شرع وتأصيل عقل يقوم على بيان من الله ورسوله في كيفية تعامل العقل مع النقل داحضاً قاعدة مذاهب الفلاسفة التى نعلمها من معنى الحقيقي لكلمة الفلسفة والتي تعني التفكير الحر لا الحكمة كما يظن البعض .
لأن التفكير الحر هو المعنى اللفظي لها والحكمة هو مقتضى اللفظ عندهم .
فلجرمهم ومكرهم أشهروا مقتضى اللفظ وأخفوا المعنى الحقيقى لها .
هذه مسألة حري بكل مؤمن أن يعقلها لأن بهذا يستضاء لمعرفة حقيقة معاول الفرق التي خرجت عن السنة وأهلها .
فأصحاب الذين خرجوا بهذا الرأي وهم الذين أخذت عنهم
خرجوا بتأويل الأثر فراراً ولم يدركوا أن من قال بأنهم خلقوا من نور الرب بشجاعة مؤمن تقي حيي عليم أقبلوا كراراً .
فلو أنهم وضعوا في أنفسهم أربعة أصول وهي فصول المسألة
لأراحوا واستراحوا وأوصدوا باب التأويل في هذه المسألة
لأن التأويل لا يصار إليه الا عند انغلاق الأبواب كلها اللات لا توصل الى قاعدة أمروها كما جاءت وأننا نفوض الكيفية ولا نفوض المعنى .
وأنا أتعجب كثيراً من قولهم بأنهم صاروا الى التأويل بزعمهم وهم قد صاروا الى التعطيل من حيث لا يشعرون .
وآنادي برب الكعبة التي نتوجه إليها في اليوم خمس مرات فرضاً
أين قرينة التأويل ومعنى الأثر ظاهر بين بأنه لا محط للتأويل فيه .
هم صنعوا مفهوماً وليس تأويلاً وكأنهم لا يعلمون معنى التأويل .
أخذوا من نص الأثر مفهوماً وخرجوا بمفهوم .
يعني هذا أنهم يصححون الأثر ثم يتهموه بأن فيه نقصاً وأنهم يكملوه .
فكيف يصححوه . وكيف يصفوا صنيعهم هذا تأويلاً .
إن هذا لشئ عجاب .
أما كيف سبحانه يخلق من نوره شيئاً فهو معنىً نفهمه ونفوض الكيفية إليه سبحانه ليدلنا على عظيم قدرته وأنه يفعل ما يريد فيطأطأ المؤمن راسه ويشد إزاره قائماً ساجداً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه .
وأربعة أصول لأربعة فصول في أربع آيات تأخذه بعون الله
الى أن يدين الله بقول من يقول بأنها خلقت من نور الرب تقدس اسمه
قوله تعالى
ليس كمثله شئ وهو السميع البصير
وقوله عز وجل
إن الله على كل شئ قدير
وقوله تبارك وتعالى
والله يفعل ما يريد
وقوله عز شأنه
لا يسأل عن شئ وهم يسألون
ولا تنسى أنني أتكلم مع طلبة علم مؤمنين هم في دائرة أهل السنة بفضل الله يعيشون وهم يعلمون تفسير كل آية ومقتضاها فيما يتعلق بمسألتنا هذه .
و بعقل وشرع نسأل السؤال الأخير وهو الفاصل في هذه المسألة
ما هو الدليل المعتبرعلى أن الله لا يقدر على أن يخلق من نوره خلقاً .
وأرجو منك رجاء أخ من أخيه أن تتوقف
عن ايراد مسائل لا علاقة لها بمسألتنا .
والرجاء هو التوقع والطمع .
ولا نريد بارك الله فيكم فلسفة ولا مناطقة
ونحن مع كتاب منير ورسول كريم وصحابة كرام بررة .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة
إنك أنت الوهاب .
الحمد لله رب العالمين ،،،
الحمد لله نحن لا نفر عند النزال
هل عندما نقول يمتنع شرعا وعقلا وفطرة ان تكون الملائكة خلقت من صفة الله وانما خلقت من نور مخلوق-
هل هذا تأويل فاسد غير موافق للأصول المرعية والقواعد الشرعيةانت هنا تمرها كما جاءت نعم ولكن تأخذ بالظاهر الفاسد بأنها خلقت من صفة اللهاقتباس:
لأن التأويل لا يصار إليه الا عند انغلاق الأبواب كلها اللات لا توصل الى قاعدة أمروها كما جاءت وأننا نفوض الكيفية ولا نفوض المعنى .
والدليل انك تنكر المعنى الصحيح او تتوقف فيه وتفوضه
أما نحن نأخذ بظاهر اللفظ مع القرينة الشرعية التى تفهم من السياق وانه يمتنع شرعا وعقلا ان تكون الملائكة خلقت من صفة الله وهذا ليس كلام المناطقة او الفلاسفة بل هذا هو الموافق للقواعد الشرعية
وقد ضربت المثال بحديث الادلاء حتى يتضح المقال ولم يتضح الى الآن
قال الشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود في كتابه (موقف ابن تيمية من الأشاعرة)
ذكر فيها كلامًا مهمًّا لشيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال-:
القرائن المتصلة بالخطاب التي تدل على أن النص ليس على ظاهره هل يعتبر تأويلًا؟
وما الشيء الذي يؤول والذي لا يؤول؟
هذه المسألة من المسائل التي كثر الخوض فيها دون ضابط أو منهج صحيح،
ولذلك ضل فيها طائفتان:
طائفة:
ظنت أنه إذا كان بعض نصوص الصفات ليس على ظاهره،
مثل حديث: عبدي مرضت، ونحوه، فهو دليل على جواز التأويل لكل نص وارد في الصفات دل ظاهره على التشبيه أو خالف المعقول مثلًا، ولو كان ثبوته ودلالته قطعيين -
وهذا قول طوائف أهل الكلام مع تفاوتهم في ذلك-.
وطائفة: عكست الأمر
فظنت إنه إذا كان لا يجوز التأويل في نصوص الصفات،
فكذلك النصوص الأخرى يجب حملها على ظاهرها، ولو دلت القرائن على أن هذا الظاهر الفاسد منتف،
وهؤلاء كثيرًا ما يخلطون بين الأحاديث الصحيحة والموضوعة.
وكل من الطائفتين
لم يوفق إلى الحق والصواب،
بل وقع في البدعة وخالف النصوص الدالة على إثبات الصفات لله من غير تمثيل ولا تعطيل.
وسبب ذلك أنهم لم يفرقوا في النصوص بين ما هو من الصفات وما ليس منها،
وإنما خلطوا الأمر إما إثباتًا أو نفيًا وتعطيلًا.
وقد اهتم شيخ الإسلام بهذا الأمر، وميز تمييزًا واضحًا بين النصوص الدالة على الصفات، والنصوص التي ليست منها، إما لعدم ثبوتها، أو لأن القرائن دلت على أنها ليست من الصفات.
بل قد قال شيخ الإسلام جازمًا:
"وأما الذي أقوله الآن وأكتبه -وإن كنت لم أكتبه فيما تقدم من أجوبتي، وإنما أقوله في كثير من المجالس-
أن جميع ما في القرآن من آيات الصفات فليس عن الصحابة اختلاف في تأويلها.
وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة وما رووه من الحديث، ووقفت من ذلك على ما شاء الله تعالى من الكتب الكبار والصغار أكثر من مائة تفسير، فلم أجد -إلى ساعتي هذه- عن أحد من الصحاب أنه تأول شيئًا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف".
فالشأن أن تكون من آيات الصفات أو أحاديث الصفات،
أما النصوص الأخرى التي قد تدل على الصفة، لكن ليست نصًّا فيها، فخلاف علماء أهل السنة فيها لا يجعل قول من لم يثبت بها صفة دليلًا على تأويل الصفات؛ لأن النص نفسه ليس صريحًا في ذلك.
وقد أورد شيخ الإسلام عددًا من الأمثلة على ذلك، وقبل إيراد نماذج منها يحسن ذكر ما قاله في مقدمة أحدها، فقد أورد -رحمه الله- مسألة قربه تعالى من عباده، والخلاف في ذلك،
ثم قال:
"وإذا كان قرب عباده من نفسه، وقربه منهم، ليس ممتنعًا عند الجماهير من السلف وأتباعهم من أهل الحديث، والفقهاء، والصوفية، وأهل الكلام، لم يجب أن يتأول كل نص فيه ذكر ربه من جهة امتناع القرب عليه،
ولا يلزم من جواز القرب عليه أن يكون كل موضع ذكر فيه قربه يراد به قربه بنفسه،
بل يبقى هذا من الأمور الجائزة،
وينظر في النص الوارد،
فإن دل على هذا حمل عليه،
وإن دل على هذا حمل عليه،
كما تقدم في لفظ الإتيان والمجيء: إن كان في موضع قد دل عندهم على أنه هو يأتي، ففي موضع آخر دل على أنه يأتي بعذابه،
كما في قوله تعالى: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِد} (النحل: من الآية26)
وقوله تعالى: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} (الحشر: من الآية2).
فتدبر هذا؛
فإنه كثير ما يلغط الناس في هذا الموضع، إذا تنازع النفاة والمثبتة في صفة،
ودلالة نص عليها:
يريد المريد أن يجعل ذلك اللفظ -حيث ورد- دالًّا على الصفة وظاهرًا فيها.
ثم يقول النافي: وهناك لم تدل على الصفة فلا تدل هنا.
وقد يقول بعض المثبتة: دلت هنا على الصفة فتكون دالة هناك،
بل لما رأوا بعض النصوص تدل على الصفة، جعلوا كل آية فهيا ما يتوهمون أنه يضاف إلى الله تعالى -إضافة صفة- من آيات الصفات، كقوله تعالى: {فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} (الزمر: من الآية56).
وهذا يقع فيه طوائف من المثبتة والنفاة، وهذا من أكبر الغلط؛
فإن الدلالة في كل موضع بحسب سياقه، وما يحف به من القرائن اللفظية و الحالية، وهذا موجود في أمر المخلوقين، يراد بألفاظ الصفات منهم في مواضع كثيرة غير الصفات". انتهى.
التفسير بلازم اللفظ ومقتضاه ليس من قاعدة مذاهب الفلاسفة اذا كان الازم والمقتضى صحيح
لأن ثبوت اللازم فرع عن ثبوت الملزوم.
ولوازمَ الحقِّ حقٌّ، وكذلك لازمُ الباطل باطلٌ؛
ولوزام الكلام الصحيح ومقتضياته صحيحة
فثبوت الملزوم يقتضي ثبوت اللازم
والمعاني التي يوصف بها الرب سبحانه وتعالى، كالحياة والعلم والقدرة؛ بل الوجود والثبوت والحقيقة، ونحو ذلك،
تجب له لوازمها،
فإن ثبوت الملزوم يقتضي ثبوت اللازم,
وخصائص المخلوق التي يجب تنزيه الرب عنها ليست من لوازم ذلك أصلاً فلابد من الفصل بين الخالق والمخلوق
اللازمَ من قولِ الله تعالى وقولِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم-
إذا صحَّ أن يكون لازماً فهو حق،
يُثبَت ويُحكَمُ به؛
لأنّ كلامَ الله تعالى ورسولِه حق، ولازمُ الحقِّ حق
، ولأنّ الله تعالى عالمٌ بما يكون لازماً من كلامه وكلامِ رسولِه، فيكون مراداً .
وكذلك قولُ الإنسان : إمّا أن يكون موافقاً للكتابِ والسنة، فيكون حقاً،
ولازمُه حقاً،
وإمّا أن يكون مخالفاً للكتابِ والسنة، فيكون باطلاً، ولازمه كذلك
فلوازمَ الحقِّ حقٌّ، وكذلك لازمُ الباطل باطلٌ؛
ذلك لأنّ لوازمَ الأقوالِ من جُملة الأدلّة في الحكم على صحّتها أو فسادها، حيث يُستَدَلُّ بصحّة اللازم على صحّة الملزوم، وبفساد اللازم على فساد الملزوم.
قال ابن القيم
{واعلم : أنه لا ترِدُ شبهةٌ صحيحةٌ قط على ما جاءَ به الرسولُ صلى الله عليه وسلم ، بل الشبهةُ التي يورِدُها أهلُ البدع والضلالِ على أهل السنةِ لا تخلو من قسمين
: إمّا أن يكون القولُ الذي أورِدَتْ عليه ليس من أقوال الرسول، بل تكون نسبتُه إليه غلطاً...
وإمّا أن يكون القولُ الذي أورِدَت عليه قولاً صحيحاً، لكن لا تَرِدُ تلك الشبهةُ عليه،
وحينئذٍ فلا بدّ له من أحدِ أمرين :
إمّـا أن تكون لازمةً،
وإمّـا أن لا تكون لازمةً :
فإن كانت لازمةً لِمَا جاءَ بها الرسول :
فهي حقٌ لا شبهة؛ إذ لازمُ الحق حق، ولا ينبغي الفرارُ منها،
كما يفعلُ الضعفاءُ من المنتسِبين إلى السنة،
بل كلُّ ما لزمَ من الحق فهو حقٌ يتعَيَّنُ القولُ به كائناً ما كان،
وهل تسلّطَ أهلُ البدع والضلالِ على المنتسِبين للسنةِ إلاّ بهذه الطريق،
ألزموهم بلوازمَ تلزمُ الحقَّ فلم يلتزموها، ودفعوها وأثبتوا ملزوماتِها، فتسلطوا عليهم بما أنكروه لا بما أثبتوه،
فلو أثبتوا لوازمَ الحـق، ولـم يفرّوا منها: لـم يجد أعداؤهم إليهم سبيلاً.
طريق الهجرتين
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) يس
وبعد
وهل أملك لك من الله شيئاً إن أراد الله من عبيد له سبحانه أن يصنفوا أناساً
من المؤمنين بأنهم الضعفاءُ من المنتسِبين إلى السنة .
نحن من أقوى الناس شكيمة بفضل الجبار جل جلالهوَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) النحل
والأيام دول
كان ذلك في الكتاب مسطوراً
ونعلم حقيقة قوله عليه الصلاة والسلام
ورب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه الى من هو أفقه منه
ثم تعال وقل لي بربك
هل القاضي أبو يعلى من الضعفاء .
ثم إني أراك كلما اقتربت منك تبتعد عني .
فما هو هذا الصارف يا ترى .
وأرى أن شواهدك حجة عليك من حيث دريت ومن حيث لا تدري
وما لي قدرة شاب على متابعة من هو مثلك فأصول وأجول لأوصلك الى ما أراد الله ورسوله .
ولو كان من تتبعة أمامي أكلمه لرأى بحجة الله ورسولة أن الذي تقولوه خطرعلى الدعوة كما تحدثت عن خطورة بعض أقوال الشيخ ناصر رحمه الله .
لكني أقول أقم قوله تعالى في نفسك
والله يفعل ما يريد
وذر منهج الفلاسفة تحت قدميك وقل لي
لماذا لم تجب على سؤالي وأنت تعلم أنه الفاصل والفصل في المسألة .
أنت تريد عبيداً لفكر ما له من الله برهان .
والله يقول اهدنا الصراط المستقيم
فخذ من الطرق أخصرها فإن لم تفعل دفعت قولي الأخيراليك وعدت أدراجي ونحن إخوة في الله بحول الله .
وقد تكلمت منذ البداية على أني أريد أن أسكت ولكن كلامك وكثرة نقولك من كتب غيرك قد وضع الأمرعلى مفترق طرق .
وأنت تعلم حق اليقين أننا لا نقدرعلى نثر كل ما نعلمه في المسألة .
فاضبط المسألة حق الضبط ولنبدأ حواراً لا يطول أمدة وننهها وليضع من يشاء في زنبيله ما يشاء . والعاقبة للمتقين ..
الحمد لله رب العالمين ،،،
أنا اخى الكريم لا ألزم احد بما أقول أنا اتناقش معكم فقط وقد رمانى بمثل قولك الاخ الفاضل السعيد شويل وقال اتريد وصاية - لا وصاية لى على احد-انا اناقش بما فتح الله علىَّ من العلم- وأنا والحمد لله لم أدعى يوما أنى عالم أو حتى طالب علم- انا متعلم على سبيل النجاة- وأعرض ما عندى فمن شاء فليؤمن ومن شاء غير ذلك فلا وصاية على أحد ولا إلزام
لماذا تهدم كل هذا الجهد على اصحابه-غالب من يناقشنى عندما يفرغ كيسه يبدأ بهذا الهذياناقتباس:
عبيداً لفكر ما له من الله برهان
أنا لا أريد أى شئ- دعك من هذا الصعلوك الحقير المهين المسمى بمحمد عبد اللطيف الذى لا يكاد يبين -اقتباس:
أنت تريد
ناقش ما يعرض من الادلة وانتقد كما تشاء -ولا تشخصن المسألة
ناقش بكل ما اوتيت من علمهل من بلغ خمس وخمسين عاما تعتبره شابااقتباس:
وما لي قدرة شاب على متابعة من هو مثلك فأصول وأجول لأوصلك الى ما أراد الله ورسوله
ما هو الخطر على الدعوة- انا لا انتمى لأى حزب -او جماعة او تنظيم-او فكر معين-او فرقة اتعصب لها-اقتباس:
أن الذي تقولوه خطر على الدعوة
واذا سألت ما هى دعوتك اذا ؟
فالجواب
منهجى ودعوتى وقبلتى فى العلم -علماء الدعوة النجدية- أدين بما يدينون به -درست والحمد لله شروح كتب التوحيد لعلماء الدعوة المتقدمين والمعاصرين والدرر السنية فى الاجوبة النجدية ومجموعة الرسائل والمسائل النجدية وشروح رسائل الامام كالاصول الثلاثة وكشف الشبهات ومسائل الجاهلية واصول الايمان وغيرها من الرسائل التى ألفها علم الهداة الاعلام شيخ الاسلام والمسلمين الامام محمد ابن عبد الوهاب وكتب أولاد الشيخ الامام محمد ابن عبد الوهاب وأحفاده الى يومنا هذا وتلامذة الشيخ كالشيخ أبا بطين والشيخ سليمان ابن سحمان وطبعا قبل ذلك كله كتب شيخ الاسلام ابن تيمية والامام ابن القيم واعتقد ان كل من لم يهتم بكتب علماء الدعوة لابد حتما ان يكون عنده خلل ومخالفات فى بعض الجوانب او المنهج وبالتتبع وجدت هذا حتما خاصة فى مسائل التكفير والقتال
فبكلام هؤلاء الائمة الاعلام أصول واجول واناظر واحاور واناقش المخالفين لدعوة علماء الدعوة النجدية-وأعتقد ان كل من لا ينتمى لهذه الدعوة لا يخلو من مخالفات حتى الشيخ الالبانى نفسه وصف المتأخرين من علماء الدعوة بالتشدد- وهذا الوصف راجع لمخالفته لعلماء الدعوة فى مسائل التكفير-وعدم دراسته لكتب علماء الدعوة النجدية دراسة جيدة
فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ
سبحانك تبت إليك وأنا من الخاطئين
وبعد
سبحان الله وأنا في الثالثة والستين من العمر بالتقويم الهجري
تسامحنا جزاك الله خيراً .
سأصرف قلبي عما أساءني مما ذكرتَه وتنسى ما ذكرتُه هذياناً مني كما وصفتَ إن استطعتَ .
وكنت والله ظننت أننا اقتربنا من بعضنا البعض ثم أراها قد بعدت الشُقة
وأخذتني الى معاقل ودروب شتى .
فلا حول ولا قوة إلا بالله .
ولا أدري بعد هذا كيف سيكون الحوار .
ففف إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ققق
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
لنعد الى مسألتنا غفر الله لي ولك
أنتظرتك طويلاً لتجبني على سؤالي ولا أريد إعادته ولا إعادة صياغته .
ولعلك تذكر لي تعلة الإعراض عنه وهو الفاصل والفصل في هذه المسألة .
لا إله إلا الله ،،،
انا اجبتك على سؤالك حسب القواعد الشرعية سواء وجد النص أم لم يوجد- وكلام الائمة بين معنى اثر عبد الله ابن عمرو ابن العاصاقتباس:
أنتظرتك طويلاً لتجبني على سؤالي
أنا لم أعرض وأتدرج معك كما فى كل مواضيعى وأفتح لك ابواب الدليل فللعلم مفاتيح منها ان تفهم الدليل فهما صحيحا حسب اصول اهل السنةاقتباس:
تعلة الإعراض عنه
والنص اخى الكريم موجود بل انت متفق معى عليه والدليل قولك تجرى على ظاهرها خلافا لمن يستنكره
الاشكال انت تريد اجراءه على الظاهر والظاهر فَهِم منه من يستنكره سواء من الائمة المتقدمين او الاخ ضياء عمر
انها خلقت من صفة الله
اما نحن فنفسره بالقواعد الشرعية والاصول المرعية بل نفسره بجملة ما ورد من الاثار والاحاديث حتى ولو كانت ضعيفة ومنها ما اورده الاخ الفاضل عبد الرحمن هاشم بيومى حتى ولو كان فيه ابان ابن عياش- وايراد الائمة الاحاديث الضعيفة فى التفسير له وجه انها خير من التفسير بالرأى- وانظر الى جميع كتب التفسير تجدها مليئة بهذا اللون من التفسير ولم ينكر احد صنيع المفسرين الا اذا خالف الاصول الشرعية- انظر الى تفسير شيخ المفسرين وامامهم الامام الطبرى كيف يفسر آيات القران وانظر الى الحافظ ابن كثير كيف يفسر القرآن بالمأثور صحيح وضعيف
وأنا أقلب الدليل عليك وأسألك هل تعتقد أن الملائكة خلقت من صفة الله إجراءا على الظاهر ام أن الظاهر يأول بالتأويل الصحيح- وقد بينت لك فيما سبق ان الظاهر اذا كان يوهم معنى فاسد كحديث مرضت فلم تعدنى وحديث الادلاء- فصنيع أئمة السلف تفسيره بالقواعد الشرعية ولم يطلب احد منهم نص على هذا التأويل او التفسير
هل يمكن ان تطالب شيخ الاسلام ابن تيمية بنص على تأويله لحديث الادلاء- هو أول الحديث بما يوافق أصول أهل السنة- اذا لم يكفيك ذلك فإننا ندور فى حلقه مفرغة-تطلب منى النص على التأويل وأنا اقول تفسيرها ورد عن الائمة حسب القواعد الشرعية ثم تدعى انت ان هذه القواعد من كلام المناطقة وهكذا ندور كلما بينت لك برهان على صحة ما اقول تأتينى بما يخالف المنقول والمعقول - يخالف -أن الله احد- لم يتولد منه شئ- واذا اردت التأويل الذى انزله رب العالمين لتفهم به الاثر
قال جل وعلا- قل هو الله أحد -الله الصمد - لم يلد ولم يولد- أليس هذا دليلا قاطعا ان الله لم يخلق الملائكة من صفته-ألا يكفيك ذلك؟!الحمد لله انا فى سعت صدر من الجميع نحن نتدارس العلم فقط ولا أحمل لأى أخ من الاخوة الافاضل فى صدرى الا محبة الخير والهدى- وجزاك الله خيرا على صبرك معىاقتباس:
وكنت والله ظننت أننا اقتربنا من بعضنا البعض ثم أراها قد بعدت الشُقة
وأخذتني الى معاقل ودروب شتى .
بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَامُوسَى (36) طه
وبعد
أحسن الله إليك .
أي أستاذ محمد أنت لم تجبني على سؤالي حتى الآن . وسأعيد ذكره في وقته المناسب إن شاء الله .
أقول لا أنكر خيراً أنت ذكرته وهو كثير كثيرغيرأني أعتب عليك
أنك تضع أموراً كثيرة في غير موضعها وتصرفنا عن لب المسألة بطريقتك
ولما ظننت أنك شاب وقد خابت فراستي لأنك تبارك الله تسير بعقل شاب ولك نفس طويل وتلقي بالعلم ضبائر ضبائر أدركت أني لا أقدر على مجاراتك لكبر سني وضعف قوتي وتذمري من وجهة أنت موليها أردت منك أن تضبطها وتضع أخصر الحديث فيها بيد أن هذا هو مسلكك في مقالاتك اللات قرأتهن لك وقد حاولت مراراً لأن تعيد الأمر الى مسار يفهم الناس ما تقول ولكن وصلنا الى ما وصلنا اليه....
ولكني سأحاول بعون الله أن ترى ما أريد قوله على وجه يرضى الله سبحانة .
وأنا والله ما انتميت لأي جماعة ولا حزب في أي صورة كانت في حياتي كلها ولا أريد أن أكون عبداً لأحد
يقول لي إقرأ هذا ولا تقرأ هذا قم اقعد كل اشرب حل وارحل
وعندنا إن لم تنتمي لأحد فأنت عدو للجميع .
بقيت مع سنة رسول الله وصحابة رسول الله هم حزبي وهم حياتي ألقى الله تعالى به وهو راض بانت آلاؤه وعز ذكره .
أقول قلت لي مرة
انت هنا تمرها كما جاءت نعم ولكن تأخذ بالظاهر الفاسد بأنها خلقت من صفة الله والدليل انك تنكر المعنى الصحيح او تتوقف فيه وتفوضه .
انتهى قولك .
أي أستاذ محمد ليس في كلامي كله إلا عقيدة أهل السنة أنت تعتقد بها
وهو تفويض الكيفية وليس تفويض المعنى
وليس فيما قلته فساداً وقد قاله القاضي أبو يعلى رحمه الله وغيره أنت تعلمهم أئمة كبار وحجة أخيار .
وأراك دائماً تكلمني وكأننا في 101 شريعة
قد انتهينا من هذا جميعاً بفضل الله .
سأرتاح قليلاً ثم أعود بعون الله فنحن الآن في صباح الجمعة .
حفظكم الله .
...........................
و ان كنت لست اهلا لما طلبت . و لكني اتكلم بما احسبه نصيحة لنفسي قبل غيري
فالكلام في ذلك يتفرع بعد اثبات الاثر بالزيادة المعلومة لديك .
فان ثبت ذلك من قول عبد الله بن عمرو رضي الله عنه . تدرج في الكلام عن حكم هذه الاثار عموما خاصة فيما يتعلق بذات الرب عز وجل و مما يكون له حكم الرفع .
و يتبع ذلك النظر في القرائن التي حفت به مما ( قد ) يرفع اللبس و يدفع القول بان يكون اخذه عن اهل الكتاب .
اما عن نفسي فلا اشك ان ما يتكلم به الصاحب في هذا الباب . و ما يحكيه لغيره او يفتي به او يعلم به غيره ان ذلك حيزه القبول و التسليم . و من جبن عن هذا فيكفيه ان يرويه بدون اعتراض و يسكت ليسلم ان شاء الله .
و يكفيه للاستدلال على صنيعه . ان من روى ذلك من الائمة او ذكره في كتابه او سمع بذلك لم يعترض عليه و لم يبين الباطل في ذلك و هم الاسبق للعلم و النصيحة .
و مهما تكلم المتاخر في هذا الباب و حقق فيه من مسائل . فمنزلته و كلامه لا يكاد يذكر بل يستحى من ذلك بجانب من اشتهر بالعلم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .
فمع تمام العلم و الورع و النصيحة يستحيل عليهم ان يتكلموا في ذات الرب بما لا يجوز عليه . و من حق المتاخر و الواقف على كلامهم ان ينظر فيه بعلم و يتكلم بصدق و يعطي الاثر حقه ان ثبت ذلك عنده .
و الخلاف الذي دار في الموضوع . حاصله يرجع الى
- ثبوت الزيادة ( الذراعين و الصدر )
- هل ثبت ذلك مضافا الى الله عز وجل . و هل يصح على ( طريقة اهل السنة ) و يحتمل ان لا يرجع ذلك اليه و لو لم يرد مضافا ؟
- كون الملائكة خلقت من ذلك النور . لا يلزم منه ما يقوله اهل الحلول . و لا يلزم من يثبت ذلك مع نفيه للمباينة و الحلول ان يتكلم في الكيف المجهول . بل يثبت الاثر ان ثبت عنده و لا يتجاوز ذلك
- ثبوت ( الذراعين و الصدر ) كصفة تضاف لله عز وجل . متوقف ( عندي ) على ثبوت الاثر . و كون ذلك مضافا لله عز وجل
و الله اعلم
قال ابن القيم في أعلام الموقعين مبينا أصول مذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى:
الْأَصْلُ الرَّابِعُ:
الْأَخْذُ بِالْمُرْسَلِ وَالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ، إذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْبَابِ شَيْءٌ يَدْفَعُهُ، وَهُوَ الَّذِي رَجَّحَهُ عَلَى الْقِيَاسِ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِالضَّعِيفِ عِنْدَهُ الْبَاطِلَ وَلَا الْمُنْكَرَ وَلَا مَا فِي رِوَايَتِهِ مُتَّهَمٌ بِحَيْثُ لَا يَسُوغُ الذَّهَابُ إلَيْهِ فَالْعَمَلُ بِهِ، بَلْ الْحَدِيثُ الضَّعِيفُ عِنْدَهُ قَسِيمُ الصَّحِيحِ وَقِسْمٌ مِنْ أَقْسَامِ الْحَسَنِ، وَلَمْ يَكُنْ يُقَسِّمُ الْحَدِيثَ إلَى صَحِيحٍ وَحَسَنٍ وَضَعِيفٍ، بَلْ إلَى صَحِيحٍ وَضَعِيفٍ، وَلِلضَّعِيفِ عِنْدَهُ مَرَاتِبُ، فَإِذَا لَمْ يَجِدْ فِي الْبَابِ أَثَرًا يَدْفَعُهُ وَلَا قَوْلَ صَاحِبٍ، وَلَا إجْمَاعَ عَلَى خِلَافِهِ كَانَ الْعَمَلُ بِهِ عِنْدَهُ أَوْلَى مِنْ الْقِيَاسِ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ إلَّا وَهُوَ مُوَافِقُهُ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ، فَإِنَّهُ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إلَّا وَقَدْ قَدَّمَ الْحَدِيثَ الضَّعِيفَ عَلَى الْقِيَاسِ. اهـ.
******************
قال الشيخ صالح الفوزان
ما الحكم في الحديث الضعيف في العقائد ، كحديث ابن مسعود -رضي الله عنه- فيه عبدالرحمن بن زيد بن أسلم وهو متروك ؟
الجواب :
الحديث الضعيف في العقائد مثله في غير العقائد إذا شهد له أدلة من القرآن ومن السنة فإنه يُستدل به ويُستأنس به ، لا يُقتصر عليه وحده ، الضعيف لا يُقتصر عليه وحده إلا إذا كان له ما يؤيده من النصوص الأخرى ، إما من السنة وإما من القرآن ، فهذا الحديث له ما يؤيده مما ذكره المؤلف في هذا الباب ، وقاعدة المؤلف -رحمه الله- أنه لا يَقتصِر على الحديث الضعيف وإنما يورده مع ما يعضده في الباب من آيات أو أحاديث فيذكره من أجل الإعتضاد والإستئناس لا من أجل الإعتماد عليه وحده
*******************
قال الشيخ صالح آل الشيخ
((وعن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال: جاء أعرابي إلى رسول الله ( فقال: يا رسول الله جهدت الأنفس وضاعت العيال، ونهكت الأموال وهلكت الأنعام فاستسق لنا ربّك فإنا نستشفع بك على الله وبالله عليك. فقال رسول الله (: «ويحك أتدري ما تقول؟» وسبَّح رسول الله ( فما زال يسبِّح حتى عُرِف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال: «ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحدٍ من خلقه شأن الله أعظم من ذلك ويحك أتدري ما الله؟ إن عرشه على سماواته لهكذا» وقال بأصابعه مثل القبة عليه «وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب». رواه أحمد وأبو داود.
[الشرح]
هذا الحديث إسناده فيه ضعف قد تكلم عليه عدد من أهل العلم، لكن ما زال علماء السنة يتتابعون على إيراده، فما خلا مصنف في السنة من إيراد هذا الحديث،
وذلك لدلالته على أمرين معروفين في كلام أهل السنة:
الأول: علو الله جل وعلا. وهذا أمر متواتر وأدلته كثيرة في الكتاب والسنة.
الثاني: أن العرش فوق السماوات. وهذا أيضاً ثابت عندهم وأن العرش ليس في داخل السماوات، وهذا فيه رد على من زعم من الفلاسفة أو المعتزلة أو غيرهم أن العرش له صفة أخرى.
وهذا فيه أيضاً تنبيه على أن العرش له أركان لأنه قال: (وعلى سماواته هكذا) وأشار بيده مثل القبة.
فيه رد على بعض الطوائف الضالة في هذا الباب.
المقصود أن الحديث أهل السنة متفقون بلا خلاف بينهم على إيراده في الأدلة، وضعف إسناده لا يعني عدم إيراده في ذلك لأنه اشتمل على أمرين، و
هما علو الله جل وعلا وأن العرش فوق السموات.
والأمر الثالث الذي اشتمل عليه هذا الحديث: هو أن العرش يئط، وهذا لم يأتِ إلا في هذا الحديث، وقد أُيِّد من حيث المعنى من قوله جل وعلا: ?تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ?[الشورى:من الآية5]، ويدل عليه أيضا قوله جل وعلا: ?السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً?[المزمل:18].
لهذا يورد أهل السنة بالاتفاق هذا الحديث، ولا ينظرون إلى ما في إسناده من الضعف أو الجهالة.
... هذا كلام لبعض المتأخرين أن الحديث الضعيف لا يُعمل به في باب العقائد ولا يعمل به في
الفقه، هذا كلام للمتأخرين،
أما السلف والأئمة فمنهجهم:
أن الحديث الضعيف لا يُستدل به في أصل من الأصول، بل إما في تأييده أو في فرع من الفروع، هذه عبارة شيخ الإسلام بنصها
قال: أهل الحديث لا يستدلون بحديث ضعيف في أصل من الأصول؛ بل إما في تأييده أو في فرع من الفروع.
يعني: أن أهل الحديث يستدلون بالحديث الضعيف في الفقهيات، وهذا منهج معروف، فالأئمة مالك والشافعي وأحمد ومن صنّف في السنن يحتجون بأحاديث ضعيفة على السنة؛ لأن الحديث الضعيف عندهم خير من الرأي.
وأما في العقيدة فإذا كان الحديث الضعيف أصلاً لم ترد العقيدة إلا في هذا الحديث فإنه لا يُعتمد عليه، لأنه لا يستدل بحديث في أصل من الأصول وتبنى عليه عقيدة؛ بل لا بد أن يكون الحديث صحيحاً.
وفي الحسن خلاف والصواب أن الحسن مثل الحديث الصحيح في الاحتجاج به.
والقسم الثاني: أن يورد الحديث الضعيف في تأييد ما دلَّت عليه النصوص وفي الشواهد، فهذا كل عمل أئمة السنة على ذلك.
فلو نظرت في كتاب العرش لابن أبي شيبة لوجدت أن ثلثه أسانيده صحيحة والباقي وهو أكثر من ستين إسناد ضعيفة؛ لكن لأنها في أصل ثابت اُستدل به.
وهذا عندهم له أيضاً أصل وهو: أن الحديث إذا كان ضعيفاً واشتمل على أشياء منها ما يؤيد الأصل ومنها ما هو جديد فإنهم يستدلون به في التأييد لما ثبت في الأصل، وأما ما انفرد به الحديث الضعيف من الاعتقاد أو من الأمر الغيبي فإنهم لا يثبتونه.
مثل هذا الحديث فإنه اشتمل على أشياء ثابتة، اشتمل على أشياء مؤيدة للنصوص فلا بأس بإيراده وما دل عليه، واشتمل على ذكر الأطيط وهو لم يرد إلا في هذا، لذلك نقول: لا نثبت الأطيط لأجل أنه ما ورد إلا في هذا الحديث.
ونجعل الأطيط في معنى قول الله جل وعلا: ?السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ?[المزمل: من الآية18]، ومعنى قول الله جل وعلا: ?تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُو نَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ?[الشورى:5] الآية في أول الشورى. ظاهر؟
المتأخرون وخاصة لما نشأت مدرسة أهل الحديث في الهند في القرن الثالث عشر بالغوا في نفي الاستدلال بالحديث الضعيف، ثم ورد هذا إلى البلاد الإسلامية الأخرى، وكثر حتى ظُنَّ أن هذا هو المنهج الصحيح، هذا ليس بمنهج وهو مخالف لطريقة أهل العلم المتقدمة، وطريقتهم هي ما ذكرتُ لك من التفصيل.
فينتبه لهذا ويعتبر منهج حتى ما يضلل المتأخرون أئمتهم وسابقيهم.
هذا بلاء، لأجل هذا الأصل الذي ليس بأصل،
وهو أنهم قالوا: لا يحتج بالحديث الضعيف،
ظن الظان أن معناه: أن الحديث الضعيف كالموضوع لا قيمة له ألبتة، والاستشهاد به أو الاستدلال به دليل ضعف المتكلم علمياً إلى آخره، هذا ليس بجيد.
نعم ينبغي على من استشهد بحديث ضعيف أن يبين ضعفه إذا كان ضعفه غير محتمَل؛ يعني: لا يقرب من التحسين وأشباه ذلك،
فيبين ضعفه ثم يذكر ما فيه من الفوائد بحسب القواعد التي ذكرت لك.
أنت لو رأيت كتب أهل العلم لوجدت أنهم يستشهدون بأحاديث كما ذكرنا لك،
اعتبر هذا أو استقرئ هذا بما في كتب أهل الحديث المتقدمة والمتوسطة إلى قرابة هذه الأزمان
لوجدت هذا هو المنهج الذي عندهم، كتب التفسير، كتب الحديث، كتب الرقائق، كلها على هذا المنوال.
( شرح كتاب أصول الإيمان الشريط الثاني )
نعم هذا هو المنهج لذلك لما ذكر الاخ الفاضل عبد الرحمن هاشم بيومى الحديث وانا اعلم ان الحديث ضعيف- ولكن جعلته من الشواهد لما فيه من الفوائد بحسب القواعد التى ذكرنا وهو تأييد أصل من الاصول وأن ذكر الحديث الضعيف خير من الرأىاقتباس:
اعتبر هذا أو استقرئ هذا بما في كتب أهل الحديث المتقدمة والمتوسطة إلى قرابة هذه الأزمان
لوجدت هذا هو المنهج الذي عندهم، كتب التفسير، كتب الحديث، كتب الرقائق، كلها على هذا المنوال
************
وهنا ابين مسألة مهمة ان كثير من المعاصرين ممن يعتنون بعلوم الآلة وخاصة علم الحديث-خالفوا الائمة المتقدمين
حتى تجد الكثرة الكاثرة منهم يخطئون كثيرا من الائمة التى وردت الاحاديث الضعيفة فى كتبهم
وقد وجدت بعض هؤلاء المتعالمين من أدعياء السلفية ينتقد كثيرا من كتب الائمة الاعلام وجدت من ينتقد كتاب الداء والدواء لابن القيم ويصفه بأنه كتاب موضوعات وينتقد كثيرا مما يذكره شيخ الاسلام ابن تيميه فى ذكره لكثير من الاحاديث وينتقد كتاب التوحيد وعلى سبيل المثال حديث الدعاء مخ العبادة ويغيب عن ذهنه سبب ايراد الحديث فى تأييد اصل من الاصول وتأييد ما ورد فى القرآن من دعاء العبادة- وان الدعاء هو العبادة
بل ويصف الشيخ الامام محمد ابن عبد الوهاب بأنه قليل البضاعة فى علم الحديث- وفتش ترى الكثير من هؤلاء فى الطعن فى أئمة السلف وأئمة المفسرين- وترى احدهم يختصر كتاب العلو للذهبى ويحذف الضعيف المذكور فى الشواهد التى تؤيد الاصل- ويظن انه بفعله ذلك يحسن صنعا بل يتنقص هؤلاء الائمة لذكرهم للحديث الضعيف ويظن انه بلغ الآفاق وتفوق على هؤلاء الائمة-بل عندما تفتش ترى الكثير فى عقائد هؤلاء حدثاء الاسنان يدعون لانفسهم ومشايخهم الامامه فى الدين-وعندما تفتش تجده لا يعلم ولا يفقه اصل دين الاسلام لا يعرف حقيقة الكفر بالطاغوت ولا كيفية الكفر به تراهم قليلى البضاعة جدا ان لم تكن منعدمة- بل وجدت كثيرا من كبرائهم يحذرون من كتب شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب وأولاده ويصفونها بأنها تدعوا الى الغلو- بل عندما نصحت يوما بعض طلبت علم منهم بالاهتمام بكتب الامام محمد ابن عبد الوهاب كمجموعة التوحيد النجدية والدرر السنية فى الاجوبة النجدية وخاصة المجلدات التى فيها العقائد والتوحيد- فسأل هؤلاء الطلبة شيخهم وكان اماما فى علم الحديث- فحذرهم من قراءة هذه الكتب ومن ساعتها وهذا كان طبعا ما يزيد عن ثلاثين عاما-هذا جعلنى على حذر من منهج هؤلاء- وأسير كالصيرفى الناقد- افند شبهاتهم-وابين المخالفات العقدية التى يوردونها- وابين المغالطات فى مسائل الولاء والبراء ومسائل التكفير والارجاء- وغير ذلك مما خالفوا فيه زبدة رسالة الانبياء والمرسلين
وطبعا اكشف كل مغالطاتهم بتحرير المسائل كما حررها علماء الدعوة النجدية المتقدمين والمعاصرين فى كشف شبهاتهم وطبعا لكل قوم وارث وما أشبه الليلة بالبارحة تجد هؤلاء المتأخرين يسيرون على خطى سلفهم حذو القذة بالقذة بل وجدت من ينقل كلام المناوئين للدعوة النجدية باللفظ والحرف-وفتش ترى العجب العجاب
قال الله تعالى (الله نور السماوات والارض)35 النور الخ الاية
الملائكة عليهم السلام خلقوا من نور النـــــهار
وهذا النور هو النهار المذكور بسورة الشمس الناتج من نور من عند رب السموات والارض
وليس النهار الناتج عن ضوء الشمس
المقصود بالنهار الذي يأتي من اعماق الفضاء
وهذا النهار هو الذي يوقد الشمس ويعيد لها اشتعالها كل يوم
حيث سجودها تحت عرش الرحمن هو للتحول الى البرودة حتى لا تتفجر
( النور + الضوء )/ يختلفان كبعد المشرق عن المغرب
الكلام هنا فيه تفاصيل اكثر واكثر ونكتفي بهذا لانه عند الكثير خارج النطاق العقلي
والحقيقة غير ذلك فبالقران كل شيء ..لمن يحسن تدبره
وهذه الايات والاحاديث لو قرئتها بتدبر لفهمت ماهو اعظم من ذلك
قال الله تعالى (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا (3))3 الشمس
عن عائشة -رضي الله عنه- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «خُلقت الملائكة من نور، وخُلق الجَانُّ من مَارِجٍ من نار، وخُلق آدم مما وُصِفَ لكم».
عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : كُنْت مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِد عِنْد غُرُوب الشَّمْس فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا أَبَا ذَرّ أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُب الشَّمْس؟" قُلْت اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَإِنَّهَا تَذْهَب حَتَّى تَسْجُد تَحْت الْعَرْش فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: "وَالشَّمْس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم"
"وقال عبد الرزاق : أخبرنا ابن جريج عن عطاء قال : سمعت ابن عباس يقول : هما فجران ، فأما الذي يسطع في السماء : فليس يُحِلّ ولا يحرِّم شيئاً ، ولكن الفجر الذي يستبين على رؤوس الجبال هو الذي يحرّم الشراب .
فهو القائل عليه الصلاة والسلام: ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر[1] متفق على صحته.
قال الله تعالى ِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)
والادلة من القران الكريم والسنة النبوية فيها اكثر من ذلك
والله تعالى اعلم
مزيد بيان حتى تقولوا اكتفينا
قوله: (ألقى عليهم من نوره) هل هو نور الصفة أو نور مخلوق؟
السؤال
في الحديث:(أنَّ اللهَ خلق الخلقَ في ظُلمةٍ فألقى عليهم من نورِه، فمن أصابه من ذلك النُّورِ اهتدى، ومن أخطأه ضلَّ، فلذلك أقولُ: جفَّ القلمُ عن علمِ اللهِ)
فسؤالي هو:
ما المقصود من (فألقى عليهم من نوره)،
أليس هو النور المخلوق؟
لأنه لا يمكن أن يكون هذا النور هو من صفة الله الغير مخلوقة؛
لأن الله منزه عن أن يُلقى نوره التي هي صفته، أليس كلامي صحيحا ؟
سألت هذا السؤال؛
لأني قرأت في إحدى المواقع الموثوقة أنه "ممكن أن تكون من هذة بيانية، وإما تبعيضية يعني ألقى عليهم بعض نوره "، فاستشكل علي الأمر فتساءلت كيف تكون (من) تبعيضية؟
لأنه لا يمكن أن صفة الله تعالى التي هي نوره تُلقى على الخَلق حين خلقهم الله ؟
فهل فهمي خاطئ من قولهم من للتبعيض أم ماذا ؟
ملخص الجواب
النور الوارد في الحديث هو نور الصفة، وصفته قائمة به سبحانه، ولا يلزم من تنويره لشيء من خلقه ، أن تفارق الصفة الموصوف ، أو أنه يتجزأ وينفصل.
الجواب
الحمد لله.
أولا:
الحديث رواه أحمد (6644)، والترمذي (2642)، وابنُ حبان (6169) عن عبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ، فَأَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ، فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ، فَلِذَلِكَ أَقُولُ: جَفَّ القَلَمُ عَلَى عِلْمِ اللَّهِ .
والحديث حسنه الترمذي، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".
وهذا النور صفته تعالى، ولا يلزم من ذلك محذور كمفارقة صفته له، فهذه الشمس لها نور قائم بها، ومع ذلك تنوّر الأرض فلا يفارقها النور ليقوم بالأرض!، ولا يقول عاقل: إن الشمس أو القمر قد حلا فينا، أو إن صفة الشمس أو القمر قد حلت فينا، فالصفة قائمة بالموصوف، ولكن هناك أثر الصفة وما ينتج عنها.
فسواء قيل إن "من" بيانية أو تبعيضية، فإن إلقاء النور، لا يعني انفصال الصفة، وإنما المراد حصول التنوير.
قال ابن القيم رحمه الله:
" النص قد ورد بتسمية الرب نورا، وبأن له نورا مضافا إليه، وبأنه نور السماوات والأرض، وبأن حجابه نور. هذه أربعة أنواع.
فالأول يقال عليه سبحانه بالإطلاق، فإنه النور الهادي، والثاني يضاف إليه كما يضاف إليه حياته وسمعه وبصره وعزته وقدرته وعلمه، وتارة يضاف إلى وجهه، وتارة يضاف إلى ذاته.
فالأول: إضافته كقوله: " أعوذ بنور وجهك " وقوله: " نور السماوات والأرض من نور وجهه ".
والثاني: إضافته إلى ذاته كقوله وأشرقت الأرض بنور ربها [الزمر: 69] ، وقول ابن عباس: " ذلك نوره الذي إذا تجلى به "، وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن عمرو " إن الله خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره " الحديث.
الثالث وهو إضافة نوره إلى السماوات والأرض، كقوله: الله نور السماوات والأرض [النور: 35].
والرابع كقوله: " حجابه النور " ؛ فهذا النور المضاف إليه يجيء على أحد الوجوه الأربعة.". انتهى، من "مختصر الصواعق" (423-424).
فجعل رحمه الله النور الوارد في حديث عبد الله بن عمرو نور الصفة التي تضاف إليه كحياته وعلمه وسمعه وبصره.
ثانيا:
النور من صفاته تعالى العظيمة، وستشرق الأرض بنوره يوم القيامة، كما قال: وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ الزمر/69 .
ولم يكن الخلاف في صفة النور إلا مع المعتزلة.
وقال ابن القيم رحمه الله في "النونية" ص 212:
"وَالنُّورُ مِنْ أسْمائِهِ أيْضاً، وَمِنْ * أَوْصَافِهِ، سُبْحَانَ ذِي البُرْهَانِ
وحِجَابه: نورٌ؛ فلو كشفَ الحِجا * بَ لَأَحْرقَ السُّبحاتُ للأكوانِ
وإِذا أَتى للفصلِ، يُشرقُ نُورهُ * في الأرضِ، يومَ قِيامةِ الأَبدانِ" انتهى.
وقال رحمه الله: " الْوَجْهُ الثَّانِي عَشَرَ:
أَنَّ إِضَافَةَ النُّورِ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ لَوْ كَانَ إِضَافَةَ مِلْكٍ وَخَلْقٍ ، لَكَانَتِ الْأَنْوَارُ كُلُّهَا نُورَهُ، فَكَانَ نُورُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالْمِصْبَاحِ نُورهُ، فَإِنْ كَانَتْ حَقِيقَةُ هَذِهِ الْإِضَافَةِ، إِضَافَةَ مَخْلُوقٍ إِلَى خَالِقِهِ، كَانَ نُورُهُ حَقِيقَةً، فَيَا عَجَبًا لَكُمْ: أَنْكَرْتُمْ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ نُورَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ حَقِيقَةً، وَأَنْ يَكُونَ لِوَجْهِهِ نُورٌ حَقِيقَةً، ثُمَّ جَعَلْتُمْ نُورَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالْمَصَابِيحِ نُورَهُ حَقِيقَةً .
وَقَدْ عَلِمَ النَّاسُ بِالضَّرُورَةِ فَسَادَ هَذَا، وَأَنَّ نُورَهُ الْمُضَافَ إِلَيْهِ يَخْتَصُّ بِهِ، لَا يَقُومُ بِغَيْرِهِ، فَإِنَّ نُورَ الْمِصْبَاحِ قَامَ بِالْفَتِيلَةِ مُنْبَسِطًا عَلَى السُّقُوفِ وَالْجُدْرَانِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ هُوَ نُورُ الرَّبِّ تَعَالَى، الَّذِي هُوَ نُورُ ذَاتِهِ وَوَجْهِهِ الْأَعْلَى، بَلْ ذَلِكَ هُوَ الْمُضَافُ إِلَيْهِ حَقِيقَةً، كَمَا أَنَّ نُورَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالْمَصَابِيحِ مُضَافٌ إِلَيْهَا حَقِيقَةً، قَالَ تَعَالَى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا [يونس: 5] ، وَقَالَ تَعَالَى: وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا [الفرقان: 61] ، وَقَالَ تَعَالَى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ [الأنعام: 1] ؛ فَهَذَا نُورٌ مَخْلُوقٌ ، قَائِمٌ بِجِرْمٍ مَخْلُوقٍ ، لَا يُسَمَّى بِهِ الرَّبُّ تَعَالَى وَلَا يُوصَفُ بِهِ ، وَلَا يُضَافُ إِلَيْهِ إِلَّا عَلَى جِهَةِ أَنَّهُ مَخْلُوقٌ لَهُ ، مَجْعولٌ ؛ لَا عَلَى أَنَّهُ وَصْفٌ لَهُ قَائِمٌ بِهِ.
فَالتَّسْوِيَةُ بَيْنَ هَذَا ، وَبَيْنَ نُورِ وَجْهِهِ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَاسْتَعَاذَ بِهِ الْعَائِذُونَ ؛ مِنْ أَبْطَلِ الْبَاطِلِ" انتهى من "مختصر الصواعق"، ص 424.
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله: " أريد من سماحتكم تفسير قوله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.
فأجاب: معنى الآية الكريمة عند العلماء أن الله سبحانه منورها، فجميع النور الذي في السماوات والأرض ، ويوم القيامة : كله من نوره سبحانه.
والنور نوران: نور مخلوق ، وهو ما يوجد في الدنيا والآخرة ، وفي الجنة ، وبين الناس الآن من نور القمر والشمس والنجوم. وهكذا نور الكهرباء والنار ؛ كله مخلوق ، وهو من خلقه سبحانه وتعالى.
أما النور الثاني: فهو غير مخلوق بل هو من صفاته سبحانه وتعالى.
والله سبحانه وبحمده بجميع صفاته : هو الخالق ، وما سواه مخلوق، فنور وجهه عز وجل، ونور ذاته سبحانه وتعالى، كلاهما غير مخلوق، بل هما صفة من صفاته جل وعلا.
وهذا النور العظيم وصف له سبحانه ، وليس مخلوقا ؛ بل هو صفة من صفاته ، كسمعه وبصره ويده وقدمه ، وغير ذلك من صفاته العظيمة سبحانه وتعالى.
وهذا هو الحق الذي درج عليه أهل السنة والجماعة" انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز"(6/ 54).
وينظر : جواب السؤال رقم : (160145).
والحاصل:
أن النور الوارد في الحديث هو نور الصفة، وصفته قائمة به سبحانه، ولا يلزم من تنويره لشيء من خلقه ، أن تفارق الصفة الموصوف ، أو أنه يتجزأ وينفصل.
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8) آل عمران
وبعد
تكاثرت الظباء على خراش ... فلا يدري خراش ما يصيدُ
أقول الأخوة غفر الله لي لهم أدخلونا في عالم الحديث الضعيف
حيث كثرت أقوال المحدثين في تقسيماته فذكر الحافظ ابن الصلاح للضعيف تقسيمات باعتبار فقدان صفة واحدة من صفات القبول
أو صفتين أو أكثر فبلغت أقسامه عنده اثنين وأربعين
وابن حبان تسعة وأربعبن نوعاً
و بعضهم إلى ثلاثة وستين وبعضهم إلى تسعة وعشرين ومائة
باعتبار التقسيم العقلي وبعضهم إلى واحد وثمانين
وابن الملقن على ما أذكرالساعة الي مائتين
مع أن ابن حجر يقول عن هذه التقسيمات
تعب ليس وراءه أرب .
وحُكي عن الإمام أحمد أنه يقدم الحديث الضعيف على القياس
والذي هو الحديث الحسن لغيره في اصطلاح المتأخرين .
و قول عامة أهل العلم وهو أن الحديث الضعيف لا يؤخذ به في الأحكام فكيف بالعقائد وأنه إنما يستدل به على فضائل الأعمال ويذكر في باب الترغيب ونحوه .
وأما قول الإمام أحمد إن الحديث الضعيف أحب إليه من الرأي
فمراده به الحديث الحسن كما حمله عليه المحققون من العلماء
كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
فِي منهاج السّنة النَّبَوِيَّة يقول إِن قَوْلنَا إِن الحَدِيث الضَّعِيف خير من الرَّأْي لَيْسَ المُرَاد بِهِ الضَّعِيف الْمَتْرُوك لَكِن المُرَاد بِهِ الْحسن كَحَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده وَحَدِيث إِبْرَاهِيم الهجري مِمَّن يحسن التِّرْمِذِيّ حَدِيثه أَو يُصَحِّحهُ وَكَانَ الحَدِيث فِي اصْطِلَاح من قبل التِّرْمِذِيّ إِمَّا صَحِيح وَإِمَّا ضَعِيف .
والضعيف نَوْعَانِ ضَعِيف مَتْرُوك وَضَعِيف لَيْسَ بمتروك .
فَتكلم أَئِمَّة الحَدِيث بذلك الِاصْطِلَاح .
فجَاء من لَا يعرف اصْطِلَاح التِّرْمِذِيّ فَسمع قَول بعض أَئِمَّة الحَدِيث الضَّعِيف أحب إِلَيّ من الْقيَاس
فَظن أنه يحْتَج بِالْحَدِيثِ الَّذِي يُضعفهُ مثل التِّرْمِذِيّ .
وَأخذ يرجح طَريقَة من يرى أَنه أتبع للْحَدِيث الصَّحِيح
وَهُوَ فِي ذَلِك من المتناقضين الَّذين يرجحون الشَّيْء
على مَا هُوَ أولى بالرجحان مِنْهُ .
انتهى قوله رحمه الله .
فليس باب الحديث الضعيف مفتوح أبوابه لكل أحد يُؤخذ منه ما يشاء
بل هو مفتوح لكل ضالع تقي في هذا العلم
وهو الموقع عن الله رب العالمين كما يصفهم ابن القيم رحمه الله .
وما كان لنا أن ندخل في هذا المضمار الضارب في أعماق الدقة وما يجب على الداخل فيه من الحذر البالغ الشدة في أخذه الحديث الضعيف في مسائل الإعتقاد خاصة لولا الاستناد في تقرير المسألة
بأنهم خلقوا من نور الحجاب عند بعض الأخوة الى حديث ضعيف جداً فيه مجهول ومتروك كما ذكر ذلك الجندي رحمه الله في أخبار مكة ومتروك أي أنه يتهم بالكذب .
فلا خير فيه إذن .
ولكن لكل وجهة هو موليها
.....
وأترككم في رعاية الله برحمته وأكمل حديثي لاحقاً
إن كتب الله فسحة في العمر .
غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ
لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ
(3) غافر
،،،
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في محكم كتابه
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8)
وبعد
أستاذ محمد عبد اللطيف
هذا موضوع أجبتَ فيه على سؤال لأحد الأخوة وفقه الله لكل خير
إن الله تعالى على كل شيء قدير (alukah.net)
قلتم في تلك الإجابة ما نعتقد به وتعتقد به
ونقلت عن ابن عثيمين رحمه الله قوله
كيف لا يقدر على نفسه وهو قادر على غيره .
ثم قال رحمه الله وهو من نفس نقلك
فينبغي للإنسان أن يتأدب فيما يتعلق بجانب الربوبية لأن المقام مقام عظيم والواجب على المرء ... أن يستسلم ويسلم .
إذاً نحن نطلق ما أطلقه الله ونقول إن الله على كل شيء قدير بدون استثناء. انتهى نقلك .
فما بال المعايير تختلف .
فأقول أثر عمرو رضي الله عنه عندنا وعندكم صحيح مقبول .
ولا شك أنه من رسول الله لأن الأثر مرفوع
لمن عرف الصناعة الحديثية عند أهل السنة .
فكيف برسول الله أو عمرو نفسه يحذف عبارة من نور الحجاب
في موضوع رئيس في العقيدة .
أهذا يعقل في دين الله تعالى .
وقلتُ وما ورد عن أحد من الصحابة خالف أثر عمرو
والله تعالى يقول
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر
وسنة رسول الله من الذكر وأقوال صحابة رسوله ما يقوم به الدين من الذكر .
فما رأيت منك في هذا التفاته .
وسألتك وهل هو ممتنع على الله أن يخلق من نوره شئ .
فقلت لي على طريقة من يقول في حديث النزول
وكيف ينزل أيخلو العرش منه فيكون العرش فوقه .
فقلنا لهم إن الله على كل شئ قدير وقلنا لهم والله يفعل ما يريد
أمروها كما جاءت . وعلى طريقتك قلتَ نعم ممتنع .
وقلت لك دخلتم التعطيل وأردتم التنزيه غفر الله لكم فقلتَ أنتم الضعفاء .
قلتُ القاضي أبو يعلى رحمه الله قررذلك وغيره من أولي النهى وأنت بنفسك نقلت تقريره .
وبقيتَ على الحال نفسه وما زلت أحاول أن تأتي بشئ مقبول
فتقف وتقول بلا مقدمات ولا توالي أننا ندور في حلقة مفرغة .
وكيف ندور في حلقة مفرغة وقد دخلتَ في عالم الحديث الضعيف
ومن قبلُ دفعت بالحديث المتعلق بنور الحجاب كأننا في ظلمة
وأثبت لك أنه لا خير فيه .
نحن لا ندور في حلقة مفرغة بل على الجادة نسير بحمد الله وكلنا في أدب واحترام لبعضنا البعض .
فإن عزمت على اقفال الموضوع أقفلنا وكلٌ إن شاء الله حمل الخير الكثير.
أعطني قرارك وأنا معك فيما تقرر لأنك ورب الكعبة أعلم منى وأوسع دراية بالكتب وأهلها وأنا قد ضعف حفظي وكبر سني ونسيت الكثير بقدر من الله تعالى وأعيش وحيداً بعيداً عن العلماء وأنت قريب منهم سهل عليك متابعتهم والحديث معهم . مع أني أظن من رؤى رأيتها ورؤى رؤيت لي أن الله سيرفع هذا البلاء بعزته . وعندها سيكون لي بعزة الله جولة أخرى .
أكرمكم الله وأعز دينه وأهله
على ربوع الدنيا كلها يوماً
سيدخلون الناس في دين الله أفواجاً كما دخلوه من قبل .
الحمد لله رب العالمين ،،،
ومن كمال الادب فى مقام الربوبية ان ننزه الله عن النقائص ونقول ان المخلوقات ، ليس فيها شيء من ذاتهاقتباس:
فينبغي للإنسان أن يتأدب فيما يتعلق بجانب الربوبية لأن المقام مقام عظيم والواجب على المرء
اجمع المفسرين على ان قوله وروح منه - اى روح من عنده-فهل تعد هذا من صرف اللفظ عن ظاهره المراد ام تأويل الاية صحيح كما ذكره المفسريناقتباس:
فكيف برسول الله أو عمرو نفسه يحذف عبارة من نور الحجاب
في موضوع رئيس في العقيدة .
أهذا يعقل في دين الله تعالى .
وسأضرب لك المثال حتى تعرف لماذا حذفت عبارة نور الحجب
الواجب على من أشكل معنى شيء من المتشابه في كتاب الله تعالى أن يفهمه في ضوء الآيات المحكمات ، التي هي معظم هذا الكتاب المبين ، وأكثر نصوصه ، وهي الأصل الذي يرجع إليه في فهمه واستنباط أحكامه وعبره ،
لا أن يعارض آية بأخرى ، ولا أن يضرب بعض الوحي ببعض ،
أو يتبع المتشابه الذي يشكل فهمه عليه أو على غيره من الناس ،
ويترك الواضح المبين ،
، قال الله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) آل عمران/7 . وليست الآية التي ذكرتها مما يدل على قول النصارى في شيء ، بل الآية في سياقها ترد على النصارى ، وتبين ضلالهم وكفرهم برب العالمين .
قال الله تعالى : ( ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ * إِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنْ الصَّالِحِينَ * قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ * وَرَسُولا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ * وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ) آل عمران/44-51
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
ففي هذا الكلام وجوه تبين أنه مخلوق وليس كما يقوله النصارى :
منها :
أنه بين مراده ،
وأنه مخلوق حيث قال : ( كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ) ،
كما قال في الآية الأخرى : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) آل عمران/59 . وقال تعالى في سورة مريم : ( ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) مريم /35 وقال : ( اسمه المسيح عيسى بن مريم ) أخبر أنه ابن مريم ، وأخبر أنه وجيه في الدنيا والآخرة ومن المقربين ؛ وهذه كلها صفة مخلوق .
وقالت مريم :
( أنى يكون لي ولد )
فبين أن المسيح ، الذي هو الكلمة ، هو ولد مريم ، لا ولد الله سبحانه وتعالى .
وقال تعالى في سورة النساء : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا * لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُم ْ إِلَيْهِ جَمِيعًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا ) النساء/171-173 ، فقد نهى النصارى عن الغلو في دينهم ، وأن يقولوا على الله غير الحق ، وبين أن المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، وأمرهم أن يؤمنوا بالله ورسله ، فبين أنه رسوله ، ونهاهم أن يقولوا ثلاثة ، وقال ( انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد ) ؛ وهذا تكذيب لقولهم في المسيح : إنه إله حق ، من إله حق ، من جوهر أبيه .
ثم قال : ( سبحانه أن يكون له ولد ) فنزه نفسه وعظمها أن يكون له ولد كما تقوله النصارى .
ثم قال : ( له ما في السموات وما في الأرض ) فأخبر أن ذلك ملك له ، ليس فيه شيء من ذاته .
ثم قال : ( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا الله ولا الملائكة المقربون ) أي : لن يستنكفوا أن يكونوا عبيدا لله تبارك وتعالى. فمع ذلك البيان الواضح الجلي ، هل يظن ظان أن مراده بقوله : ( وكلمته ) أنه إله خالق ، أو نحو ذلك من أقوالهم الكفرية .
وإنما خُصَّ عيسى عليه السلام باسم الكلمة ؛ لأنه لم يخلق على الوجه المعتاد الذي خلق عليه غيره ، بل خرج عن العادة ، فخلق بأمر الله التكويني له : ( كن ) ، وهذا هو الكلمة المذكورة ، ولم يخلق من لقاح الذكر للأنثى ، كما هي سنة الله المعروفة في خلق البشر .
وكون عيسى عليه السلام كلمة من الله ، وروحا منه ، كما تدل عليه نصوص الوحي المبين ، لا يوجب أن يكون جزءا من الله تعالى ، قد خرج منه ، وانفصل عن ذاته ،
سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا ،
بل المراد بذلك أنه من عنده سبحانه وتعالى ،
كما قال تعالى ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ) الجاثـية/13
وقوله تعالى ( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ) النحل/53 ،
وقوله تعالى : ( مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) النساء/79 ، وقال تعالى في شأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرَةً ) البينة/1- 2
فهذه الأشياء كلها من الله ، وهي مخلوقة .
وقوله عن المسيح وروح منه خص المسيح بذلك لأنه نفخ في أمه من الروح ؛
فحبلت به من ذلك النفخ ، وذلك غير روحه التي يشاركه فيها سائر البشر ، فامتاز بأنها حبلت به من نفخ الروح فلهذا سمي روحا منه .
[ انظر : دقائق التفسير : 1/324 وما بعدها ] .الاسلام سؤال وجواببل نحن والحمد لله من اهل الاثبات وليس التعطيلاقتباس:
وقلت لك دخلتم التعطيل وأردتم التنزيه
نقول اثبات الذراعين و الصدر لله تعالى- هذا هو ما بوبه الامام عبد الله ابن الامام احمد
السؤال: ما صحَّة قول : روح الإنسان جزء من روح الله؟
الإجابة:
هذه مقولة كاذبة خاطئة، ظاهِرها القول بالحلول والاتِّحاد؛
إذا ظاهر المعنى: أنَّ جزءًا من الله -تعالى- قد حلَّ في الإنسان -تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا-
وأيضًا هو كقول النَّصارى : إنَّ اللاهوت قد حلَّ في النَّاسوت،
؛ وقد تعلَّق هؤلاء وألئك على مقالتهم الضَّالَّة بقوله تعالى:
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}
، وقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} [النساء: 171]،
فقال أولئِك الضُّلال: إنَّ في الإنسان بعضًا من الله،
وهذا باطل؛
فالرُّوح المذْكورة في الآية ليستْ صفةً لله، وإضافتها إلى الله من باب إضافة المخلوق إلى خالقه،
فالرُّوح التي نفخها الله في آدَمَ وعيسى عليهما السلام هي من الأرواح التي خلقها الله سبحانه وتعالى -
وأضافها إلى الله تعالى فيه تشريفٌ وتعظيم، كالإضافة في قولِه سُبحانه:
{وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ } [الحج: 26]،
وقولِه عزَّ وجل: {فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} [الشمس: 13].
وأيضًا فإن (مِن) في الآية ليست للتَّبعيض،
حتى تكون الروح جزءًا من الله؛
فإنَّ (مِن) هنا لابتِداء الغاية؛
أي: هذه الرُّوح من عند الله، مبدؤُها ومنشؤُها من الله تعالى، فهو الخالق لها، والمتصرِّف فيها.
قال ابن كثير رحمه الله:
"فقوله في الآية والحديث: (وَرُوحٌ مِنْهُ) كقوله: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ}
أي: من خلقِه ومِنْ عنده، وليست (مِنْ) للتَّبعيض كما تقولُه النَّصارى
- بل هي لابتِداء الغاية كما في الآية الأخرى،
وقد قال مجاهد في قولِه: {وَرُوحٌ مِنْهُ}؛ أي: ورسولٌ منه،
وقال غيره: ومحبَّة منْه،
والأظهر الأوَّل،
وهو أنَّه مخلوقٌ من روح مخلوقة،
وأُضيفت الرُّوح إلى الله على وجْه التَّشريف،
كما أُضيفَتِ النَّاقة والبيت إلى الله في قوله: {هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ}
وفي قوله: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} ، وكما رُوِي في الحديث الصحيح: ((فأدخل على ربِّي في داره))،
أضافها إليه إضافة تشريف،
وهذا كلُّه من قبيلٍ واحدٍ ونمطٍ واحد"؛ انتهى من "تفسير ابن كثير" (1/784).
وقال الآلوسي في "روح المعاني":
"حُكِي أنَّ طبيبًا نصْرانيًّا حاذقًا للرَّشيد ناظر عليَّ بن الحسين الواقدي المروزي ذات يوم،
فقال له: إنَّ في كتابكم ما يدلُّ على أنَّ عيسى عليْه السَّلام جزءٌ منه تعالى،
وتلا هذه الآية: {وَرُوحٌ مِنْهُ}
، فقرأ الواقدي قولَه تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ} [الجاثية: 13]،
فقال: إذًا؛ يلزم أن يكون جَميع الأشياء جزءًا منه -سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا-
فانقطع النَّصراني فأسْلم،
وفرح الرَّشيد فرحًا شديدًا".
وليعلم أنَّ المضاف إلى الله نوعانِ،
أحدهما:
إضافة ما يكون منفصِلاً عنْه، قائمًا بنفسه، أو قائمًا بغيْره، فإِضافتُه إلى الله إضافةُ خلق وتكوين، ولا يكون ذلك إلاَّ فيما يُقصد به تشريفُ المضاف، أو بيان عظمة الله تعالى لعِظم المضاف،
فهذا النَّوع لا يمكن أن يكون من ذات الله سبحانه ولا من صفاته،
إنَّما إضافة مخلوق إلى خالقه سبحانه ومن هذا النَّوع إضافة الله تعالى روحَ آدم وعيسى إليْه سبحانه وإضافة البيت والنَّاقة؛ بل كلُّ ما في السَّماوات والأرض إليه سبحانه.
الثاني:
من المضاف إلى الله ما لا يكون منفصلاً عن الله؛ بل هو من صفاتِه الذاتيَّة أو الفعليَّة، كوجْهِهِ ويدِه، وسمعِه وبصرِه، واستوائِه على العرش، ونزولِه إلى السَّماء الدُّنيا في الثُّلث الأخير من الليل، ونحو ذلك،
فإضافته إلى الله - تعالى - من إضافة الصِّفة إلى موصوفها.
ومن ثَمَّ؛ فالمراد بـ "روحي"؛ أي: روح شريفة نسبها الله عزَّ وجلَّ لنفسه نسبة تشريف،
كما يُقال: "بيت الله"؛
قال تعالى: {أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ}
، واللهُ عزَّ وجلَّ لا يسكُنه؛
لأنَّ الله عزَّ وجلَّ أعظمُ من أن يُحيط به شيء من خلقه،
وقال تعالى: {هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً}
. ورُوح الله عزَّ وجلَّ الَّتي هي صفة من صفاته لا تنفكُّ عنه،
كما يقال: عِلْم الله، وسَمع الله، وإرادة الله، ونحو ذلك،
فكلُّ ذلك صفاتُه عزَّ وجلَّ لا تنفكُّ عنه.
ولكنَّ بعض النَّاس لا يفرِّق بين النَّوعين من النِّسبة والإضافة،
فيظنُّ أنَّ ما أُضيف إلى الله عزَّ وجلَّ هو جزءٌ منْه،
أو يظنُّ أنَّ كلَّ ما أضيف إلى الله عزَّ وجل هو إضافة تشريف،
وهذا تخليط وخطأ محض.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الجواب الصحيح":
" فليس في مجرَّد الإضافة ما يستلزم أن يكون المضاف إلى الله صفةً له؛
بل قد يُضاف إليْه من الأعيان المخلوقة وصفاتها القائمة بها ما ليس بصفةٍ له باتِّفاق الخلق؛
كقولِه تعالى: "بيت الله"، و"ناقة الله"، و"عباد الله"؛
بل كذلك روح الله عند سلَف المسلمين وأئمَّتهم وجُمهورهم،
ولكن إذا أُضِيفَ إليْه ما هو صفةٌ له وليس بصفةٍ لِغَيْره؛
مثل كلام اللهِ، وعلْم الله، ويد الله، ونحو ذلك - كان صفةً له". اه
والله لا أدري كيف آتيك .
آتيك بسجل من ماء فتأتيني بذنوب من حصى ونشارة .
يا محمد الله اتق الله فليس حديثنا عن عيسى عليه الصلاة والسلام
وليس عن روح الله وروح الإنسان .
وتأخذ بالكلمات تلقيها تباعاً كطلقات الرصاص .
حديثنا عن قدرة الله وهل الله قادر على أن يخلق من نوره شيئاً .
من قوله تعالى إن الله على كل شئ قدير .
وإيمانك وإيماني بما قاله كل علماء أهل السنة
وبما نقلته عن ابن عثيمين رحمه الله
إن الله على كل شيء قدير بدون استثناء . انتهى قوله .
يا أخي أرجوك
دع الناس تعلم حقيقة الحوار وأصله وفصله .
أجبني بنعم أو لا . لا أن تأخذنا بمسائل عقلية تحسبها شرعية .
سأتركك قليلاً وألجأ الى ربي يدلني على طريق أصل به إليك .
السلام عليك ورحمة الله وبركاته .
ذكر عيسى عليه السلام لأبين انه ليس فى المخلوقات شيء من ذات اللهاقتباس:
فليس حديثنا عن عيسى عليه الصلاة والسلام ...
في "الدرر السنية فى الأجوبة النجدية" (3/265) : " وقد روي عن ابن عباس ، .. : أن الشياطين ، قالوا لإبليس : يا سيدنا ، ما لنا نراك تفرح بموت العالِم ، ما لا تفرح بموت العابد ؟ ! والعالِم لا نُصيب منه ، والعابد نُصيب منه ؟ ! قال : انطلقوا ، فانطلقوا إلى عابد ، فأتوه في عبادته ، فقالوا : إنا نريد أن نسألك ، فانصرف ، فقال إبليس : هل يقدر ربك أن يخلق مثل نفسه ؟ فقال : لا أدري ؛ فقال : أترونه لم تنفعه عبادته مع جهله ؟ !اقتباس:
حديثنا عن قدرة الله وهل الله قادر على أن يخلق من نوره شيئاً .
إن الله على كل شيء قدير بدون استثناء .
فسألوا عالماً عن ذلك ؟ فقال : هذه المسألة محال ، لأنه لو كان مثله ، لم يكن مخلوقاً ، فكونه مخلوقاً وهو مثل نفسه مستحيل ، فإذا كان مخلوقاً لم يكن مثله ، بل كان عبداً من عبيده ؛ فقال : أترون هذا يهدم في ساعة ما أبنيه في سنين ؟ ! والله أعلم " انتهى.
**********
وكذلك السؤال هل الله قادر على أن يخلق من نوره شيئاً
والجواب كسابقه
.كلامنا عن صفات الله وهل يجوز ان يخلق شيئا منها- لابد من الفصل بين الخالق والمخلوق- بين صفة النور غير المخلوق وبين صفة النور المخلوق الذى خلقت منه الملائكةاقتباس:
وليس عن روح الله وروح الإنسان
اقتباس:
إن الله على كل شيء قدير بدون استثناء
قوله تعالى : ( إن الله على كل شيء قدير )
السؤال : إذا كان قادرا على (كل شيء) فلماذا لا يقدر على هذا ؟
والجواب : أن هذا المستحيل (ليس بشيء) !
فالمستحيل المعدوم ، الذي لا يمكن وجوده ، ليس بشيء ، وإن كان الذهن قد يتخيله ويقدّره تقديرا ، ومعلوم أن الذهن يفرض ويقدر المستحيل ، فالذهن يقدّر اجتماع النقيضين ، ككون الشيء موجود معدوما في نفس الوقت .
فالآية تنص على قدرة الله على ( الأشياء ) فلا يدخل في ذلك الأمور المستحيلة لذاتها ، لأنها ليست بشيء ، بل عدم ، لا يمكن أن يوجد .
ولهذا نص غير واحد من العلماء على أن قدرة الله إنما تتعلق بالممكن ؛ لهذا السبب الذي ذكرناه ، وهو أن المعدوم المستحيل ليس بشيء .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " وأما أهل السنة ، فعندهم أن الله تعالى على كل شيء قدير ، وكل ممكن فهو مندرج في هذا ، وأما المحال لذاته ، مثل كون الشيء الواحد موجودا معدوما ، فهذا لا حقيقة له ، ولا يتصور وجوده ، ولا يسمى شيئا باتفاق العقلاء ، ومن هذا الباب : خلق مثل نفسه ، وأمثال ذلك " انتهى من "منهاج السنة" (2/294).
وقال ابن القيم رحمه الله في "شفاء العليل" ص 374 : " لأن المحال ليس بشيء ، فلا تتعلق به القدرة ، والله على كل شيء قدير ، فلا يخرج ممكن عن قدرته البتة " انتهى