كَيْفَ أَنَّ أَصْنَامًا عُبِدَتْ عَلَى وَقْتِ أَوَّلِ الرُّسُلِ ومَا كَسَّرَهَا إِلاَّ آخِرُهُم ؟
الشِّرْكُ إِذَا وَقَعَ عَظِيمٌ رَفْعُهُ وشَدِيدٌ؛
فإِنَّ نُوحًا مَعَ كَمَالِ بَيَانِهِ ونُصْحِهِ ودَعْوَتِهِ إِيَّاهُم لَيْلاً ونَهَارًا سِرًّا وجِهَارًا
أَخَذَ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا
مَا أَجَابَهُ إلاَّ قَلِيلٌ،
ومَعَ ذَلِكَ أَغْرَقَ اللهُ أَهْلَ الأَرْضِ كُلَّهُم مِن أَجْلِهِ،
ومَعَ ذَلِكَ تِلْكَ الأَصْنَامُ الخَمْسَةُ
مَا زَالَتْ حَتَّى بُعِثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكَسَّرَهَا.
فيُفِيدُكَ:
عِظَمَ الشِّرْكِ إِذَا خَالَطَ القُلُوبَ صَعُبَ زَوَالُهُ،
كَيْفَ أَنَّ أَصْنَامًا عُبِدَتْ عَلَى وَقْتِ أَوَّلِ الرُّسُلِ ومَا كَسَّرَهَا إِلاَّ آخِرُهُم.
..
قآخِرُ الرُّسُلِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وهو خَاتَمُ النَّبِيِّينَ كَمَا قَالَ تعَالَى: {وَلَـكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} وَ
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، لاَ نَبِيَّ بَعْدِي)).
(وَهُوَ الَّذي كَسَّرَ صُوَرَ هَؤُلاَءِ الصَّالحِينَ) المَعْبُودَةَ عَلَى عَهْدِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ؛ صُوَرَ وَدٍّ وسُوَاعٍ ويَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْرٍ.
فانْظُرْ إِلَى آثَارِ الشِّرْكِ وعُرُوقِهِ
اذَا عَلِقَتْ مَتَى تَزُولُ وتَنْمَحِي؟
فإنَّ هذه الأَصْنَامَ بَقِيَتْ مِن يَوْمِ عُبِدَتْ مِن دونِ اللهِ حَتَّى بُعِثَ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكَسَّرَهَا.
[شرح كشف الشبهات للشيخ الامام محمد ابن ابراهيم]