وسطية أهل السنة والجماعة في جميع أبواب العلم والدين
قال الامام ابن باز رحمه الله
يمتاز أهل السنة والجماعة على غيرهم من فرق أهل الضلالة والبدع؛ بأنهم وسط
وموافقون للحق في جميع أبواب العلم والدين
، فلم يغلوا ولم يفرطوا كفعل أهل البدع
* فهم وسط في باب صفات الله بين الجهمية المعطلة والمشبهة:
فـ " الجهمية " نفوا صفات الباري،
و "المشبهة " أثبتوها وغلوا في إثباتها؛ حتى شبهوا الله بشخصه.
وأما " أهل السنة " فأثبتوها على الوجه اللائق بجلاله من غير تشبيه ولا تمثيل.
* وهم وسط في باب أفعال الله بيمن الجبرية والقدرية:
لأن " الجبرية " غلوا في إثبات القدر، وزعموا أن العبد لا فعل له، بل هو بمثابة الشجرة التي تحركها الريح يمنة ويسرة.
و " القدرية" فرَّطوا بجانب الله، وقالوا: إن العبد يخلق فعله بدون مشيئة الله وإرادته.
و " أهل السنة " توسَّطوا، وقالوا: للعبد اختيار مشيئته، وليس بخلق فعله، بل الله خالقه، قال سبحانه:{لِمن شَاءَ منكُم أَن يسْتَقيمَ ومَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللهُ رَبُّ العَالمينَ } [التكوير:28،29].
* وهم وسط في باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية في القدرية وغيرهم:
لأن " المرجئة " قالوا: لا يضر مع الإيمان معصية، وزعموا أن العاصي لا يدخل النار. والوعيدية من " القدرية " وأشباههم أنفذوا الوعيد الوارد في حق العصاة، وقالوا: إن السارق والزاني، ونحوهم من العصاة إذا لم يتوبوا مخلدين في النار.
و " أهل السنة " توسطوا في ذلك فقالوا: إن المعاصي تنقص الإيمان، وصاحبها تحت المشيئة وقد يدخل النار، ولكن لا يخلد فيها كما جاءت به النصوص عن النبي عليه الصلاة والسلام.
* وهم وسط في باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية:
لأن " الحرورية " و" المعتزلة " يقولون: إن الدين والإيمان قول، وعمل، واعتقاد ولكن لا يزيد ولا ينقص.
فمن أتى بكبيرة كالزنا ونحوه؛ كفر عند " الحرورية " وصار فاسقا عند المعتزلة خالدا في النار، ويقولون: هو في الدنيا ليس مؤمنا ولا كافرا، ولكن يجعله في منزلة بين المنزلتين، وهي الفسق.
وأما " المرجئة": وهم الذين يقولون: إن الإيمان قول فقط أو قول وتصديق بالقلب فهم يرون أن المعاصي لا تنقص الإيمان ولا يستحق صاحبها النار إذا لم يستحلها،
و " الجهمية " مثل "المرجئة "؛ لأنهم يقولون: إن الإيمان مجرد المعرفة.
فـ " أهل السنة " توسطوا بين هذه الطوائف الأربع، فقالوا: إن الإيمان قول وعمل واعتقاد، ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
وقالوا: إن العاصي لا يكون كافرا لمجرد المعصية، ولا مخلَّداً في النار خلافا لقول الخوارج والمعتزلة.
وقالوا أيضا: إن المعاصي تنقص الإيمان، ويستحق صاحبها النار، إلا أن يعفو الله عنه خلافا للجهمية والمرجئة.
* وهم وسط في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرافضة والخوارج.
لأن " الرافضة " غلوا في علي وأهل البيت.
و " الخوارج " كفّروا بعض الصحابة وفسّقوا بعضهم.
و " أهل السنة " خالفوا الجميع فوالوا جميع الصحابة، ولم يغلوا في أحد منهم " ا هـ.
شرح العقيدة الواسطية للشيخ : عبد الله بن عبد العزيز بن باز