رد: التسليم للعليم الحكيم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزن الغانم ،أبو قتيبة
فكم بين الله وعبده من سعة في العلم؟
{ ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام
والبحر يمده من بعده سبعة أبحر
ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم }
وهذا من باب تقريب المعنى إلى الأذهان،
لأن هذه الأشياء مخلوقة، وجميع المخلوقات، منقضية منتهية،
وأما كلام الله، فإنه من جملة صفاته، وصفاته غير مخلوقة،
ولا لها حد ولا منتهى،
فأي سعة وعظمة تصورتها القلوب
فالله فوق ذلك،
وهكذا سائر صفات الله تعالى،
كعلمه، وحكمته، وقدرته، ورحمته،
فلو جمع علم الخلائق من الأولين والآخرين،
أهل السماوات وأهل الأرض،
لكان بالنسبة إلى علم العظيم،
أقل من نسبة عصفور وقع على حافة البحر،
فأخذ بمنقاره من البحر بالنسبة للبحر وعظمته،
ذلك بأن الله له الصفات العظيمة الواسعة الكاملة،
علم الله كامل الذي لم يسبق بجهل ولا يلحقه نسيان، قال الله تعالى: {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى} [طه:52]،
علم واسع محيط بكل شيء جملة وتفصيلاً، سواء ما يتعلق بأفعاله أو أفعال خلقه،
قال الله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام:59]،
وقال جل وعلا{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَه َا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [هود:6]،
{يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [التغابن:4]].
فهذا العلم الذي يدل عليه اسمه سبحانه وتعالى لا نقص فيه بوجه من الوجوه،
قد يسمى إنسان عليم لكن كما قال تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}
أحاط علمه بجميع المعلومات، وبصره بجميع المبصرات، وسمعه بجميع المسموعات، ونفذت مشيئته وقدرته بجميع الموجودات، ووسعت رحمته أهل الأرض والسماوات، وقهر بعزه وقهره كل مخلوق، ودانت له جميع الأشياء. اهـ.