قواعد في صفات الله تعالى
القاعدة الأولى: صفاته تعالى كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والرحمة، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، وغير ذلك. وقد دل على هذا السمع، والعقل، والفطرة.
أ*- إذا كانت الصفة نقصاً لا كمال فيها فهي ممتنعة في حقه تعالى كالموت والجهل، والنسيان، والعجز،والعمى،و الصمم ونحوها.
ب*- وإذا كانت الصفة كمالاً في حال ونقصاً في حال لم تكن جائزة في حقه ولا ممتنعة على سبيل الإطلاق فلا تثبت له إثباتاً مطلقاً ولا تنفى عنه نفياً مطلقاً بل لابد من التفصيل: فتجوز في الحال التي تكون كمالاً، وتمتنع في الحال التي تكون نقصاً وذلك كالمكر، والكيد، ونحوها. فهذه الصفات تكون كمالاً إذا كانت في مقابلة من يعاملون الفاعل بمثلها وتكون نقصاً في غير هذه الحال.
القاعدة الثانية: باب الصفات أوسع من باب الأسماء:
لأن كل اسم متضمن لصفة ولأن من الصفات ما يتعلق بأفعاله تعالى وأفعاله لا منتهى لها كما أن أقواله لا منتهى لها
ومن أمثلة ذلك: أن من صفاته تعالى المجيء، والإتيان، والأخذ والإمساك، والبطش، إلى غير ذلك فنصفه تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد ولا نسميه بها فلا نقول من أسمائه الجائي، والآتي، والآخذ، والممسك، والباطش، والمريد، والنازل، ونحو ذلك، وإن كنا نخبر بذلك عنه ونصفه به.
القاعدة الثالثة : صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: ثبوتية، وسلبية:
أ*- الثبوتية: ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وكلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه كالحياة والعلم، والقدرة، والاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والوجه، واليدين، ونحو ذلك.
فيجب إثباتها لله تعالى حقيقة على الوجه اللائق به بدليل السمع والعقل.
ب*- السلبية: ما نفاها الله سبحانه عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وكلها صفات نقص في حقه كالموت والنوم، والجهل، والنسيان، والعجز، والتعب.
فيجب نفيها عن الله تعالى مع إثبات ضدها على الوجه الأكمل لأن ما نفاه تعالى عن نفسه المراد به بيان انتفائه لثبوت كمال ضده لا لمجرد نفيه لأن النفي ليس بكمال، إلا أن يتضمن ما يدل على الكمال لأن النفي عدم والعدم ليس بشيء ولأن النفي قد يكون لعدم قابلية المحل له فلا يكون كمالاً كما لو قلت: الجدار لا يظلم. وقد يكون للعجز عن القيام به فيكون نقصاً.
مثال ذلك: قوله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوت)
فنفي الموت عنه يتضمن كمال حياته.
القاعدة الرابعة:
1. الصفات الثبوتية صفات مدح وكمال كلما كثرت وتنوعت دلالتها ظهر من كمال الموصوف بها ما هو أكثر.
ولهذا كانت الصفات الثبوتية التي أخبر الله بها عن نفسه أكثر بكثير من الصفات السلبية كما هو معلوم.
2. الصفات السلبية لم تذكر غالباً إلا في الأحوال التالية:
أ*- بيان عموم كماله كما في قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)
ب*- نفي ما ادعاه في حقه الكاذبون كما في قوله: (أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً* وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً
ت*- دفع توهم نقص من كماله فيما يتعلق بهذا الأمر المعين كما في قوله: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ).
القاعدة الخامسة: الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية وفعلية:
1. الذاتية: التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها كالعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، ومنها الصفات الخبرية، كالوجه، واليدين، والعينين.
2. الفعلية: التي تتعلق بمشيئته إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها كالاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا.
وقد تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين، كالكلام، فإنه باعتبار أصله صفة ذاتية؛ لأنه تعالى لم يزل ولا يزال متكلماً وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية لأن الكلام يتعلق بمشيئته يتكلم متى شاء بما شاء وكل صفة تعلقت بمشيئته تعالى فإنها تابعة لحكمته وقد تكون الحكمة معلومة لنا وقد نعجزعن إدراكها لكننا نعلم علم اليقين أنه - سبحانـه - لا يشاء شيئاً إلا وهو موافق للحكمة.
القاعدة السادسة: يلزم في إثبات الصفات التخلي عن محذورين عظيمين:
أ*- التمثيل هو اعتقاد المثبت أن ما أثبته من صفاته تعالى مماثل لصفات المخلوقين وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل
ب*- التكييف هو أن يعتقد المثبت أن كيفية صفاته تعالى كذا وكذا، من غير أن يقيدها بمماثل وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل.
القاعدة السابعة: صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
فلا نثبت لله تعالى من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته
ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه:
1. التصريح بالصفة كالعزة، والقوة، والرحمة، واليدين ونحوها.
2. تضمن الاسم لها مثل: الغفور متضمن للمغفرة.
3. التصريح بفعل أو وصف دال عليها كالاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا.