الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضت من الشهر دواء السنة
1799 - " الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضت من الشهر دواء السنة " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع .
رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 448 ) وابن عدي ( 163 / 1 ) عن سلام الطويل عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار مرفوعا ، وقال : " سلام الطويل عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه " . قلت : وهو متروك كذا
شيخه زيد العمي ، والأول شر من الآخر ، فقد قال ابن حبان : " روى عن الثقات الموضوعات ، كأنه كان المتعمد لها " . وقال الحاكم : " يروي أحاديث موضوعة " .
والحديث ذكره صاحب " المشكاة " وقال ( 4574 ) : " رواه حرب بن إسماعيل الكرماني صاحب أحمد ، وليس إسناده بذاك . هكذا في " المنتقى " " . وقال : " 4575 - وروى رزين نحوه عن أبي هريرة " . قلت : ولم أقف على إسناده عن أبي هريرة ، ورزين فيما ينقله غرائب ، وقوله في حديث معقل : " ليس إسناده بذاك " ، فيه تساهل كبير كما لا يخفى على الخبير بهذا العلم الشريف . ثم وقفت على إسناده عن أبي هريرة في " كامل ابن عدي " ( 7 / 2498 ) وقال : " ليس بالمحفوظ " .
قلت : فيه مسلم بن حبيب أبو حبيب مؤذن مسجد بني رفاعة ، ولم أعرفه : حدثنا نصر بن طريف ... وهو متروك .
رد: لحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضت من الشهر دواء السنة
5575 - (الحِجَامَةُ يومَ الثُّلاثاءِ لِسَبْعَ عَشرةَ من الشهرِ دواءٌ لداءِ السَّنَةِ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع.
أخرجه ابن سعد في (الطبقات (1 / 448) ، وابن جرير الطبري في (تهذيب الآثار) (2 / 116 / 1318) ، والطبراني في (المعجم الكبير) (2 - / 215 / 499) ، والبيهقي في (السنن الكبرى) (9 / 340) من طريق ابن عدي وهذا في (الكامل) (144 / 2) ؛ كلهم عن سلام بن سلم عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار مرفوعاً. وقال ابن جرير (2 / 125) :
(سنده عندنا واهٍ، لا يثبت بمثله في الدين حجة، ولا نعلمه يصح) .
وأشار إلى أن علته سلام المدائني - وهو الطويل -، وبه أعله البيهقي فقال:
(هو متروك) .
وبه أعله ابن الجوزي أيضاً، وقد أورده من طريق ابن عدي أيضاً في (الموضوعات) (3 / 214) ؛ لكنه أعله أيضاً بزيد العمي فقال: قال ابن حبان:
(يروي أشياء موضوعة لا أصل لها، وحتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها) .
وأقره السيوطي في (الآلي) (2 / 412) ؛ لكنه تعقبه في حديث أنس الآتي بما لا ينهض؛ كما سأبينه إن شاء الله تعالى، وهو ما أخرجه ابن حبان في (الضعفاء) (1 / 309) من طريق محمد بن الفضل عن زيد العمي عن معاوية ابن قرة عن أنس مرفوعاً:
(من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة. . .) ؛ الحديث مثله.
أورده في ترجمة زيد العمي هذا، وأعله به وتبعه على ذلك ابن الجوزي، وقد رواه من طريقه؛ لكنه زاد على ابن حبان في الإعلال فقال:
(ومحمد بن الفضل؛ قال أحمد: ليس بشيء؛ حديثه حديث أهل الكذب. وقال يحيى: كان كذاباً) . قلت: وهو محمد بن الفضل بن عطية المروزي، وقد قال فيه ابن حبان نفسه (2 / 278)
(كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار، كان أبو بكر بن أبي شيبة شديد الحمل عليه) .
قلت: وأنت إذا قابلت كلام ابن حبان هذا بكلامه المتقدم في زيد العمي تبين لك أنه أشد ضعفاً عنده من زيد العمي، فتعصيب الجناية في هذا الحديث به وإيراده في ترجمته أولى من إيراده في ترجمة العمي وتعصيب الجناية به، ولاسيما وقد قيل فيه:
(صالح) . ولذلك؛ اقتصر الحافظ ابن حجر على قوله فيه:
(ضعيف) . وأما ابن الفضل فقال فيه:
(كذبوه) .
قلت: فهو آفة هذا الحديث. وأما تعقيب السيوطي على ابن الجوزي بقوله في (اللآلي) :
(قلت: له متابع، أخرجه البيهقي في (سننه) بسنده عن هشيم عن زيد العمي به، قال: ورواه أبو جزي نصر بن طريف بإسنادين له عن أبي هريرة مرفوعاً) .
قلت: لقد أساء السيوطي - ولا أقول: أخطأ - بهذا التعقيب من ناحيتين:
الأولى: أن هشيماً مدلس معروف بذلك حتى عند السيوطي في (تدريب الراوي) (1 / 226) ، وذكره الحافظ العسقلاني في المرتبة الثالثة من مراتب التدليس، وهي كما قال في المقدمة من (طبقات المدلسين) :
(مَنْ أكثر مِنَ التدليس، فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع) .
وإذا الأمر كذلك؛ فلا يجوز للسيوطي أن يجعل هشيماً متابعاً لمحمد بن الفضل، إلا لو صرح بالتحديث؛ لأنه يوهم من لا علم عنده بهذه الصناعة أنها متابعة قوية؛ لأن هشيماً معروف الثقة عند عامة المشتغلين بها بخلاف تدليسه؛ فقلّ من يعرفه أو يتذكره، بل إنه من المحتمل احتمالاً قوياً أن يكون سمعه من محمد بن الفضل ثم دَلَّسَه.
والأخرى: وهي أسوأ من الأولى: أنه لم ينقل كلام البيهقي بتمامه؛ بل بتر منه ما يدل صراحة أن ما رواه أبو جزي لا يصلح الاستشهاد به لشدة ضعفه، فقال البيهقي:
(وهو متروك، لا ينبغي ذكره) .
هذا هو تمام كلام البيهقي الذي نقله السيوطي عنه مبتوراً. عفا الله عنا وعنه بمنه وكرمه.
ولأبي جزي ترجمة سيئة جداً في (الميزان) و (اللسان) ، مما جاء فيها:
(وقال النسائي وغيره: متروك. وقال يحيى: من المعروفين بوضع الحديث) .
ومن الغريب أن الشيخ ابن عراق في (تنزيه الشريعة) (2 / 360) أقر السيوطي على دعواه متابعة هشيم لمحمد بن الفضل! فيغلب على ظني الآن أنهما لم يتذكرا ما شرحته من تدليس هشيم، وعلى ذلك يحمل أيضاً ما كنت نقلته تحت هذا الرقم (1410) أن الذهبي جوّد إسناده! فإنه ممن وصف هشيماً بالتدليس في (الكاشف) ، بالإضافة إلى أنه ضعف زيداً العمي كما نقلته عنه هناك.
نعم قد وجدت شاهداً لحديث الترجمة بلفظ حديث أنس المتقدم بزيادة:
(وتسع عشرة، وإحدى وعشرين. . .) ؛ دون قوله: (يوم الثلاثاء) .
أخرجه أبو داود وغيره بسند حسن، كما هو مبين في (الصحيحة) برقم (622) . فدل ذلك على بطلان ذكر: (الثلاثاء) فيه.
(تنبيه) : لقد نقل المناوي في كلامه ونقده لحديث الترجمة ما تقدم من تضعيف ابن جرير إياه، كما نقل مثله عن غيره، وعن ابن الجوزي أنه موضوع، ثم ذهل عن ذلك في كتابه الآخر (التيسير بشرح الجامع الصغير) فحسَّن إسناده! وهو وهم محض، فلا يغتر به.