قال علي -رضي الله عنه -
ليس في الأرض يوم إلا لله فيه عتقاء من النار ، وليس يوم أكثر فيه عتقًا للرقاب من يوم عرفة.
ما صحة هذا الاثر؟
عرض للطباعة
قال علي -رضي الله عنه -
ليس في الأرض يوم إلا لله فيه عتقاء من النار ، وليس يوم أكثر فيه عتقًا للرقاب من يوم عرفة.
ما صحة هذا الاثر؟
قال ابن رجب فى لطائف المعارف:
روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي قال: ليس في الأرض يوم إلا لله فيه عتقاء من النار وليس يوم أكثر فيه عتقا للرقاب من يوم عرفة فأكثر فيه أن تقول: اللهم أعتق رقبتي من النار وأوسع لي من الرزق الحلال واصرف عني فسقة الجن والإنس فإنه عامة دعائي اليوم.
وعزاه فى كنز العمال لابن أبي الدنيا في الأضاحي ، وهو غير مطبوع ، فلم أقف على سنده عنده.
وأخرجه ابن الجوزي في "مثير الغرام" قال: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ رِزْقَوَيْهِ، أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّهْقَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ [ابن أبي الدنيا]، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْحَكَمِ، أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ، أَنْبَأَنَا كَثِيرُ بْنُ مَعْقِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ ذُهْلٍ، قَالَ: لَقِيتُ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ بِعَرَفَاتٍ فَأَخْبَرَنِي عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ لَقِيَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ بِعَرَفَاتٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ: " الأثر ".
وقال المحقق: في رواته مجاهيل.
وفي أول المتن: " لا أدع هذا الموقف ما وجدت سبيلا، إنه ليس في الأرض يوم إلا لله فيه عتقاء من النار ... إلخ". اهـ.
قلتُ: وعزاه إليه أيضًا ابن ناصر الدين الدمشقي في جزء في فضل يوم عرفة (ص: 45)، وأورد بعض إسناده، وفيه فائدة وهي قوله في الإسناد: "كثير بن معقل الباهلي". اهـ.
وكثير بن معقل الباهلي لعله تصحيف وترجموه باسم: كريز بن معقل الباهلي:
ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 176)، والبخاري (7/245)، ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 360)، وابن شاهين (رقم 1187) وقال: "ثقة"، وذكره أبو الفتح الأزدي [443].
وذكروا أنه روى عنه عبد الصمد بن عبد الوارث، بالإضافة إلى رواية عمرو بن عاصم الكلابي عنه، فقد روى عنه ثقتان، فهو حسن الحديث أو مستور.
أما محمد بن مروان الذهلي ذكره ابن حبان في الثقات وقال: "يروى عن أبي حازم روى عنه أبو أحمد الزبيري وأبو نعيم ونسبه هذليا"، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
قلتُ: وروى عنه أيوب بن سليمان التيمي كما في ذم الهوى [435] لابن الجوزي، فروى عنه ثلاث ثقات، فحاله مثل حال الذي قبله.
أما الرجل الذي من الكوفة فغالب ظني أنه عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه وكلاهما ثقتان يرويان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أحاديث وآثار.
سيما أن كليب بن شهاب الجرمي من كبار التابعين على الراجح حتى ذكره بعضهم في الصحابة، فهو الأشبه حيث أنه أدرك علي بن أبي طالب رضي الله عنه قبل مدة خلافته.
ويشهد لذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه [1351] أن قَالَت عَائِشَةُ: إِنّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ: " مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ ". اهـ.
والله أعلم.
جزاكم الله خيرا .
وجزاك الله خيرا.