إني لأعجب من رجل ينزل به الموت ومعه عقله ولسانه كيف لا يصفه..

أن عمرو بن العاص لما نزل به الموت قال له ابنه: يا أبت قد كنت تقول: إني لأعجب من رجل ينزل به الموت ومعه عقله ولسانه كيف لا يصفه؟!. فقال: يا بني الموت أعظم من أن يوصف! ولكن سأصف لك منه شيئاً، والله لكأن على كتفي جبال رضوى وتهامة، وكأني أتنفس من سم إبرة! ولكأن في جوفي شوكة عوسج، ولكأن السماء أطبقت على الأرض وأنا بينهما.

ماصحة هذا الأثر؟

للتذكير.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس

أن عمرو بن العاص لما نزل به الموت قال له ابنه: يا أبت قد كنت تقول: إني لأعجب من رجل ينزل به الموت ومعه عقله ولسانه كيف لا يصفه؟!. فقال: يا بني الموت أعظم من أن يوصف! ولكن سأصف لك منه شيئاً، والله لكأن على كتفي جبال رضوى وتهامة، وكأني أتنفس من سم إبرة! ولكأن في جوفي شوكة عوسج، ولكأن السماء أطبقت على الأرض وأنا بينهما.

ماصحة هذا الأثر؟

---

أخرجه الحاكم في المستدرك (3/454) من طريق محمد بن عمر الواقدي، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، يَقُولُ: فذكره.
وتوبع الواقدي، فأخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى (4/450)، ومن طريقه ابن عساكر (68/192)، فقال: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَقُولُ: فذكره.
ومتابعة أخرى أخرجها البلاذري في الأنساب (10/679)، فقال: حَدَّثَنِي حفص بْن عُمَرَ عَنِ ابْنِ الْكَلْبِيّ هِشَام بْن مُحَمَّد عَن عَوَانَة قَالَ: فذكر نحوه، وزاد:
ثُمَّ قَالَ متمثلا بقول أمية بْن أَبِي الصلت الثَّقَفِيّ اليهودي:
ليتني كنت قبل مَا قَدْ بدا لِي ... فِي رؤوس الجبال أرعى الوعولا
اجعل الموت نصب عينك واحذر ... غولة الدهر إن للدهر غولا
ليتني كنت حيضا عركته الإماء بدرين الإذخر، ثُمَّ مد يديه فَقَالَ:
اللَّهُمَّ لا أنا ذو براءة فاعتذر وَلا ذو قوة فأنتصر. اللَّهُمَّ إني مذنب مستغفر ". اهـ.
وتوبع الكلبي، فأخرج البلاذري في الأنساب (10/679)، وقال: وحدثني حفص بن عمر العمري عن ابن الكلبي والهيثم بن عدي، عن عوانة عن أبيه قال: جعل عمرو بن العاص يقول حين نزل به الأمر: فذكر القول الأخير.
قلتُ: الإسناد بالرغم من كونه منقطعا سواء من رواية عوانة بن الحكم أو من رواية أبيه، فإنه مسلسل بالعلل: فابن الكلبي والهيثم كلاهما متهمان بالكذب، وعوانة وأبوه مجهولان.
وله طريق ءاخر أخرجه ابن أبي الدنيا في المتمنين (ص:60)، وفي المحتضرين (ص:93)، ومن طريقه ابن عساكر (46/192)، عن شيخه عمر بن شبة، فقال:
حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكِنَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحِيرِ بْنِ رَيْسَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فذكره بلفظ البلاذري.
قلتُ: في الإسناد عبد العزيز بن عمران الزهري "متروك احترقت كتبه فحدث من حفظه فاشتد غلطه وكان عارفا بالأنساب"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
وقد توبع فأخرج ابن المبرد في التعازي (ص:231) معلقاً فقال: وقال أبو الحسن عن معاوية بن محمد عن عبد الله بن بجير قال: فذكره.
قلتُ: وأبو الحسن هو المدائني "ثقة، ثقة، ثقة"، كذا قال يحيى بن معين، ولكن يبقى جهالة معاوية بن محمد وأبيه لم أجد لهما ترجمة، والإسناد معضل سواء كان من رواية أبيه أو جده.
وعبد الله بن بجير بن ريسان القاص، وثقه البعض وتكلم فيه ابن حبان فقال: "يروي عن عبد الرحمن بن يزيد العجائب التى كانت معمولة ، لا يجوز الاحتجاج به"، وقال الذهبي: "منكر الحديث". اهـ.
والله أعلم.

جزاكم الله خيراً.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس

جزاكم الله خيراً.

---

وجزاكم الله خيراً.