مسائل دعوية ( 1) التعاون مع المخالف على البر والتقوى
مسائل دعوية ( 1) التعاون مع المخالف على البر و التقوى
التعاون مع المخالف على البر و التقوى أمر مسلم به عند أئمة أهل السنة سابقا و لا حقا و سأنقل بعذ النصوص عنهم في ذلك و منهم شيخ الإسلام و إبن القيم و اللجنة الدائمة و إبن باز و الألباني و إبن عثيمين و غيرههم
أولا : شيخ الإسلام
فشيخ الإسلام لم يتردد في الشفاعة في دفع بعض الظلم عن بعض أهل البدع، كما في "مجموع الفتاوى(3 / 270 – 271 – 277 ) فقد شفع عند القاضي حسام الدين الحنفي عندما أراد حلق لحية الأذرعي، وهو خصم لشيخ الإسلام، قال: فقمت إليه، ولم أزل به حتى كف عن ذلك –أي عن حلق اللحية، وركوب الأذرعي الحمار، ليطاف به- قال: وجرت أمور، لم أزل فيها محسناً إليهم، ..... ثم ذكر أنه يجزي بالسيئة الحسنة، ويعفو ويغفر، ..... ثم قال: وابن مخلوف لو عمل مهما عمل، والله ما أقدر على خير إلا وأعمله معه، ولا أُعين عليه عدوه قط، ولا حول ولا قوة إلا بالله، هذه نيتي وعزمي....، وفي (3/277) قال: ومما ينبغي أن يعرف به الشيخ، أني أخاف أن القضية تخرج عن أمره بالكلية، ويكون فيها مافيه ضرر عليه، وعلى ابن مخلوف، ونحوهما، ..... وأنا مساعد لهما على كل بر وتقوى.ا.هـ. هذا، مع أنه قد قال في ابن مخلوف في موضع آخر: إن ابن مخلوف رجل كذاب فاجر، قليل العلم والدين.ا.هـ. من "مجموع الفتاوى" (3/235).
ثانيا : إبن القيم
قال الإمام ابن القيم في "زاد المعاد" (3/303) ط/ مؤسسة الرسالة والمنار: "ومنها –أي من فوائد يوم الحديبية- أن المشركين وأهل البدع والفجور والبغاة والظلمة، إذا طلبوا أمراً يعظمون فيه حرمة من حرمات الله تعالى؛ أجيبوا إليه، وأعطوه، وأعينوا عليه، وإن مُنِعوا غيره، فيعاوَنون على ما فيه تعظيم حرمات الله، لا على كفرهم وبغيهم، ويُمنعون ما سوى ذلك، فكل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى، مُرْضٍ له؛ أجيب إلى ذلك، كائناً من كان، ما لم يترتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوض لله أعظم منه، وهذا من أدق المواضع، أو أصعبها، وأشقها على النفوس.ا.هـ.
ثالثا : اللجنة الدائمة
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" جمع الدويش (2/237) ط/ العاصمة، السؤال الأول من الفتوى رقم 6250:
س1: في العالم الإسلامي اليوم عدة فرق وطرق، الصوفية مثلاً، السنيين، الشيعة، فما هي الجماعة التي تطبق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم؟
ج1: أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق، وأحرصها على تطبيقه: أهل السنة، وهم أهل الحديث، وجماعة أنصار السنة،، وبالجملة؛ فكل فرقة من هؤلاء وغيرهم، فيها خطأ وصواب، فعليك بالتعاون معها، فيما عندها من الصواب، واجتناب ما وقعت فيه من أخطاء، مع التناصح والتعاون على البر والتقوى.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الأعضاء : عبد الله بن قعود وعبد الله بن غديان وعبد الرزاق عفيفي والرئيس :عبد العزيز بن باز.
رابعا : إبن باز :
وقد سئل سماحة الشيخ ابن باز –رحمه الله- كما في "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" ط/ مكتبة المعارف (4/166-167) سئل سماحته عن الجبهة الإسلامية السودانية التي تضم مختلف الاتجاهات: الحركية والصوفية والسلفية،وذكر له أنها قامت بعمل سياسي، ومجابهة واسعة مع الشيوعيين، والتغريبيين،فأج اب - رحمه الله تعالى -: بأن التعاون بين المسلمين في محاربة المذاهب الهدامة، والدعوات المضللة، والنشاط التنصيري والشيوعي والإباحي؛ من أهم الواجبات، ومن أعظم الجهاد في سبيل الله، لقول الله عزوجل: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )..... ونَصَحَهم سماحته بتقوى الله، وتصفية صفوفهم من كل ما يخالف الشرع المطهر،والتحاكم إلى شرع الله عزوجل، والثبات عليه، ....ا.هـ. من لقاء صحيفة الراية السودانية.
خامسا : الألباني
- وقال الشيخ الألباني – رحمة الله عليه – في شريط :" سلسلة الهدى والنور" رقم ( ) وقد سئل عن التعاون مع بعض الجماعات في الانتخابات ،فلم يرِّخص في ذلك ،بحجة عدم وجود مصلحة في ذلك ،مع مخالفة الشرع ،ثم قال : " لذلك نحن ننصحكم وننصح كل المسلمين : ألا يتعاونوا مع الحزبيين في دخول البرلمانات ، أما التعاون معهم على البر والتقوى ؛ فهذا أمر واجب . . . " اهـ
سادسا : إبن عثيمين
قال الشيخ العثيمين – رحمة الله عليه – كما في شريط : " لقاء الشيخين ابن عثيمين وربيع " ( 2 / ب ) فذكر – رحمه الله – " أن الموقف الصحيح من الجماعات الدعوية : أن نتعاون معهم ، وأن نكون جميعاً دعاة إلى الحق ، متآلفين ، لأن أوْلى الناس بالتعاون والتآلف : هم دعاة الحق ، . . . فواجبنا نحو الفئات الدعوية أن نتعاون معهم . . . " وذكر - رحمه الله – أن من التعاون معهم نصحهم ومنعهم من الظلم ، ثم قال : ولا شك أن الفئات الدعوية التي تنهج منهجاً معيناً ، لا شك أن فيهم الخطأ والصواب ، فالواجب بيان الخطأ ،والتحذير منه ، وبيان الصواب ، والحث عليه . اهـ
سابعا : الشيخ أبو الحسن المأربي
قال الشيخ أبو الحسن المأربي في ( قطع اللجاج ) ص ( 118) التعاون مع أهل البدع بل وغيرهم من الكفار- إذا كان في مصلحة راجحة؛ فلا بأس بذلك، للأدلة السابقة، من كتاب وسنة، ومن أقوال لبعض أهل العلم، ا هـ
من أراد الزيادة و التفصيل فليرجع لكتاب قطع اللجاج للشيخ الماربي ففيه تفصيل للمسألة و قدرد الشيخ على من خالف أهل السنة في ذلك هنا قطع اللجاج
http://sulaymani.net/play.php?catsmktba=505
رد: مسائل دعوية ( 1) التعاون مع المخالف على البر و التقوى
ما هو ضابط التعاون على البر والتقوى مع المخالف بإيجاز ؟
ومتى يتعاون معهم ؟
وهل كل مصلحة يسوغ التعاون من أجلها ؟
ومن الذي يحدد المصلحة وأهميتها وما يجعلها مسوغ لذلك التعاون المزعوم ؟
رد: مسائل دعوية ( 1) التعاون مع المخالف على البر و التقوى
جزاكم الله خيرا أستاذنا الكريم ... سبحان الله لي مدة و الموضوع يدور في رأسي و لكن بطريقة أخرى و هي :
1 - هل قدّم العلماء - و هم يفتون بوجوب التعاون و الغالب كلامهم في الجواز !! - هل قدّموا تطبيقاً واقعياً و برنامجاً عمليّا ؟
2 - هل طرح هذا الموضوعَ أصلاً العلماءُ ..؟ أم جاءهم الأمر بصورة استفتاء ؟ أي هل كانوا فاعلين أم منفعلين ؟!
3 - ألم يتسبب العلماء أنفسهم - بخطابهم الدعوي مبنىً و معنىً - في تربية أتباعهم على بنيان نفسي عقلي يستحيل معه إقامة هذا التعاون ... فضلاً عن عدم الهجوم عليه ؟؟!!
4 - هل كلّف العلماءُ تلاميذهم و مريديهم بدراسة الوضع في الشارع - أي العوام و طلبة العلم - لمعرفة ما يعتلج في الصدور و الأفكار مما يغضب الرب جل و علا ؟؟!!
و الكلام يطول ..
و بارك الله فيكم .
رد: مسائل دعوية ( 1) التعاون مع المخالف على البر و التقوى
هذه شنشنة يا أخي المقصود منها تمييع الولاء على السنة والبراء من البدعة وأهلها .
فمقصود القائلين بهذا الطرح في معنى المخالف عندهم هو المخالف في العقيدة ( رافضي , صوفي , عقلاني , خارجي , ليبرالي , مرجيء ) .
وليُعلم أن الأدلة التي ساقها صاحب الدعوة لا تطابق دعواه , فالمصلحة الراجحة التي يتحدث عنها لا ضابط لها عنده وأما عند أهل العلم من السابقين واللاحقين الذين ساق أقوالهم فالمصلحة واضحة ومبينة وهي ( الدعوة إلى التوحيد وتوابعها ) أو ( دفع العدو الصائل غير المهادن مع القدرة ) وأما أن تكون المصلحة الراجحة زعم ( التعاون في الدعوة إلى الله ) فيدعو الصوفي إلى القبور والرافضي لآل البيت والحزبي لحزبه والخارجي لخارجيته والعقلاني لعقله وهلم جرا !!
فهذا هدم لمنهج السلف الصالح والله وبالله , فليتق الله صاحب هذه الدعوة , ولا ينسبها للسلف وأجلة العلماء والله المستعان.
رد: مسائل دعوية ( 1) التعاون مع المخالف على البر و التقوى
أظن ان الضابط يتكلم فيه بعد معرفة نوع المسألة التى سيتم التعاون فيها أما قبل ذلك فلا مجال لوضع ظوابط لأنها معروفة فى مبحث الاعتصام بالسنة والولاء والبراء وغير ذلك
قال الشيخ ياسر برهامى يجوز التعامل مع العالمانيين فى رصف الطرق وكذلك ان لم أكن واهما
رد: مسائل دعوية ( 1) التعاون مع المخالف على البر و التقوى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القضاعي
هذه شنشنة يا أخي المقصود منها تمييع الولاء على السنة والبراء من البدعة وأهلها .
صدقت وبررت وأصبت اخي الكريم
رد: مسائل دعوية ( 1) التعاون مع المخالف على البر و التقوى
قواعد وضوابط في التعاون مع أهل البدع :
1- يجب أن يكون صف أهل السنة واضحاً مميزاً ، عقيدة ومنهجاً ، فلا خلط في عقيدة، ولا في منهج ، ولا مداهنة في ذلك .
أي : لا يجوز الخلط بين عقيدة أهل السنة وعقائد المبتدعة ، ولا يجوز التقريب بين منهج أهل السنة ومنهج أهل الضلال .. إلى غير ذلك مما ليس له أثارة من حق ، أو قدم صدق ، وليس هاهنا محل تفصيل .
2- يجوز -بل يـجب أحياناً- التعاون معهم فيما من شأنه نصرة الإسلام ، وذلك لعموم قوله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ..[المائدة: (2)]،
ولابد أن يقيد هذا التعاون بشروط .
- الأصل الابتعاد عن المبتدعة إلا لمصلحة راجحة –لا وهمية- لا تتحقق إلا بالتعاون معهم أو يترتب على ترك التعاون مفسدة على الإسلام وأهله.
- أن لا يكون في ذلك تقوية لهم على أهل السنة ، أو نصرة لبدعهم .
- أن لا يكون في ذلك تنازل عن عقيدة أو منهج عند أهل السنة .
- أن دعوة أهل السنة لا تتضرر بذلك ضرراً أكبر من هذا الخير، لا في الحال
ولا في المآل، والعمدة في تحديد ذلك على كلام أهل العلم والحلم.
-ليس كل أحد يستطيع أن يقدر المصلحة الراجحة من ضدها فلا يُفتح الباب لكل أحد بل هذا كله يرجع إلى أهل العلم والمعرفة بالشريعة والواقع الذي تطبق فيه هذه الفتوى والأشخاص الذين يتعاون معهم ، فهذه المسألة تتسم بالحساسية البالغة من حيث أثرها على استقرار الدعوة لذا لابد أن تضبط فلا يبت فيها إلا العلماء الراسخين الذين جمعوا بين التجربة العملية والعلم بمنهج أهل السنة وأصولهم الاعتقادية والعلمية والعملية وقد نصح العلامة المحدث العباد حفظه الله تعالى الشباب وطلبة العلم في ما يتعلق بمثل هذه المسائل المهمة التي لها تأثير على الناشئة و سير الدعوة بالرجوع إلى رئاسة الإفتاء بالرياض كما في رسالته القيمة "رفقا أهل السنة بأهل السنة"
و سئل الشيخ مقبل رحمه الله :
( سؤال: ... وقبل الشروع في الأسئلة نطلب من شيخنا الفاضل أن يقدم بعض النصائح والتوجيهات إلى شباب الجزائر ... ) .
جواب: ( ... فالذي ننصح به إخواننا أن يقبلوا إقبالاً كلياً على طلب العلم النافع ... ثم ننصحهم بأن يراسلوا أهل العلم عن مشاكلهم مثل الشيخ الألباني، والشيخ ابن باز ومن كان على شاكلتهما من القدم الراسخ في العلم ومن الأناة والبصيرة بالواقع والبصيرة بسير الدعوة . فأنصح كل أخ أن يتصل بأمثال هؤلاء من أجل أن يعبد الله على بصيرة وألا يتخبط كما يتخبط الناس، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ) أ.هـ . كما في " غارة الأشرطة ..." تحت عنوان : (أسئلة من الجزائر ) (1/418-419)
- الحذر من استغلال ذلك التعاون لمكاسب حزبية فلابد من التأني والدراسة الكافية في تقدير المصلحة والمفسدة قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمة الله عليه ".. أما إذا كانت المصلحة حزبية، ويدعون الناس باسم الإسلام، وإذا حصل لهم ما يريدون، انقضى الأمر؛ فهؤلاء ينبغي أن يُحْذَر منهم،؛ لأن النبي قال:« لا يُلْدغ المؤمن من جحر مرتين...».اهـ.. « قمع المعاند» (ص 528)
- المناصحة فيما يقع من تقصير ومخالفات ، وأما السكوت المطلق عن أخطائهم ومخالفاتهم الشرعية فلا ؛ ورحم الله الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله- حيث قال في لقاءات الباب المفتوح (ش\156) جوابا على التساؤل التالي : "السؤال: بعض إخواننا الدعاة إلى الله عز وجل في البلاد رأوا أن من المصلحة أنهم يتفقون مع الصوفية في عدم الكلام في المحاضرات أو في الخطب في الاستواء مثلاً أو الاستغاثة وغيرها من الأشياء، واستدلوا باتفاق النبي -صلى الله عليه وسلم- مع اليهود، فهل الاستدلال صحيح يا شيخ؟ ما توجيهكم؟
الجواب: لا هذا الاستدلال غير صحيح؛ لأن هذا الذي تذكر هو قوله تعالى: [وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ] ، المداهنة في الدين لا تجوز، والرسول (عليه الصلاة والسلام) إنما صالح اليهود على ألا يعتدي أحد على أحد، لا على أن نرضى بدينهم أبداً ولا يمكن يرضى الرسول بدينهم أبداً، وهذا الذي تذكر يعني الرضا بما هم عليه من الباطل، فالمصالحة على هذا الوجه هي مداهنة في الواقع، والمداهنة محرمة، لا يجوز لأحد أن يداهن أحداً في دين الله، بل يجب بيان الحق مهما كان .
لكن من الممكن إذا رأوا من المصلحة ألا يبدءوا بالإنكار قبل كل شيء، وأن يبدءوا أولاً بالشرح الصحيح، فمثلاً إذا تكلم عن الاستواء كما قلتم يشرح معنى الاستواء ويبين حقيقته دون أن يقول ويوجد أناس يفسرونه بكذا إلا بعد أن يتوطن الناس ويعرفوا الحق ويسهل عليهم الانتقال من الباطل إلى الحق".
-هجر من كان منهم مستحق للهجر ؛ بضوابط الهجر المعتبرة –شرعا-.
وإن كانت هذه التجمعات قد اشتملت على الدعوة إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة , فعند ذلك يتعين هجرها والتحذير منها وعدم إعانتها , كما قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (28\205-207) :"والتعزير يكون لمن ظهر منه ترك الواجبات وفعل المحرمات كتارك الصلاة والزكاة والتظاهر بالمظالم والفواحش والداعي إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة التي ظهر أنها بدع" .
ولهذا قد صدرت فتوى عن اللجنة الدائمة تحذر من معاونة الجماعات الواقعة في الشرك أو البدعة , وذلك في مجموعها (28\41-42) جوابا على السؤال التالي :"السؤال : بناء على قوله تعالى : [وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ] ، يقال إنه يجب التعاون مع كل الجماعات الإسلامية ، وإن كانت تختلف بينها في مناهج وطريق دعوتهم ، فما هو الضابط لهذا التعاون ؟ وهل ينحصر مثلا في المشاركة في المؤتمرات والندوات ؟ وماذا عند توجيه الدعوة إلى غير المسلمين ؟ حيث قد يكون هناك التباس كبير لدى المسلمين الجدد ، فإن كل جماعة من هذه الجماعات سوف توجههم إلى مراكزهم وإلى علمائهم ، فيكونون في حيرة من أمرهم . فكيف يمكن تفادي هذه الأمر ؟
الجواب : الواجب التعاون مع الجماعة التي تسير على منهج الكتاب والسنة وما عليه سلف الامة في الدعوة إلى توحيد الله سبحانه ، وإخلاص العبادة له ، والتحذير من الشرك والبدع والمعاصي ، ومناصحة الجماعات المخالفة لذلك ، فإن رجعت إلى الصواب فإنه يتعاون معها ، وإن استمرت على المخالفة وجب الابتعاد عنها والتزام الكتاب والسنة ، والتعاون مع الجماعة الملتزمة لمنهج الكتاب والسنة يكون في كل ما فيه خير وبر وتقوى من الندوات والمؤتمرات والدروس والمحاضرات ، وكل ما فيه نفع للإسلام والمسلمين , وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" . انتهى نقلاً من كتاب " زجر المتهاون بضرر قاعدة المعذرة والتعاون " لـ حمد بن إبراهيم العثمان ( ص131 ـ 132 وقد راجع هذا الكتاب الشيخ صالح الفوزان وقرظه الشيخ عبد المحسن العباد ورقم هذه الفتوى 18870 بتاريخ 11 / 6 / 1417هـ. وقد صدرت هذه الفتوى من كل من فضيلة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله والشيخ عبدالعزيز آل الشيخ والشيخ عبدالله الغديان والشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد والشيخ صالح الفوزان حفظهم وهذه الفتوى تعتبر أجدث من حيث التاريخ .
فالخلاصة أن لانغفل ضبط أهل العلم لهذا التعاون مع أمثال هذه الجمعيات الواقعة في البدع والمنكرات المخالفة للكتاب والسنة أو الإجماع ؛ فهم قد ضبطوه بالتالي :
الضابط الأول : وهو ما جاء في فتوى الشيخ الألباني –رحمه الله- من أن يكون المتعاون مع أهل البدع :"قوي الإيمان من مصالحه الدينية" في أشرطة الفتاوى المتفرقة (ش\6), أي قوي في منهجه وعلمه .
الضابط الثاني : وهو ما جاء في فتوى الشيخ الألباني –رحمه الله-أيضا- من أن "التعاون مع مثل هذا الرجل لا يؤدي به التعاون معها إلى أن يتهاون في عقيدته" . في أشرطة الفتاوى المتفرقة (ش\6)
الضابط الثالث : وهو ما جاء في فتوى الشيخ العبيلان –حفظه الله- من أن مشروعية التعاون "إذا لم يكن ذريعة لظهور بدعتهم". من موقع الشيخ على الانترنت.
فإن كان التعاون معهم مفضيا إلى ذلك كان من قبيل الإعانة على الإثم والعدوان ؛ ولهذا فقد أوصى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ –رحمه الله - في مجموع فتاويه " "1\228
بعدم معونة بعض المبتدعة على بناء ما يتقوون به من أماكن , حث قال :"من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سعود رئيس الديوان الملكي ... ... الموقر , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فقد تلقيت خطاب سموكم رقم 37-4-5-د في 21-1-82هـ وما برفقه وهو الالتماس المرفوع إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم من محمد عبد الحامد القادري وشاه أَحمد نوراني وعبد السلام القادري وسعود أَحمد دهلوي حول طلبهم المساعدة في مشروع جمعيتهم وكذلك الكتيبات الثلاثة المرفوعة ضمن رسالتهم.
وأَعرض لسموكم أَن هذه جمعية لا خير فيها، فإنها جمعية بدعة وضلالة. وبقراء الكتيبات المرفقة بخطابهم وجدناها تشتمل على الضلال والبدعة والدعوة إلى عبادة القبور والشرك الأمر الذي لا يسع السكوت عنه. ولذا فسنقوم إن شاءَ الله بالرد عليها بما يكشف ضلالها ويدفع باطلها. ونسأَل الله أَن ينصر دينه ويعلي كلمته. والسلام عليكم ورحمة الله".
الضابط الرابع : أن لا يكون التعاون معها مفضيا إلى تغرير العامة بها , كما نبه على هذا الضابط الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله- حيث قال في سلسلة لقاء الباب المفتوح (ش\58) : "إذا كان هذا الرجل مجاهراً بما عنده من البدعة؛ فإنه لا ينبغي للإنسان أن يتعامل معه وأن يتردد عليه؛ لأنه وإن كان لا يتأثر به فقد يغتر به غيره، بمعنى: أن الناس ينخدعون ويظنون أن هذا المبتدع على حق، فالذي ينبغي ألا يتردد الإنسان على أهل البدع، مهما استفاد منهم مالياً أو علمياً؛ لما في ذلك من التغرير بالآخرين".
وقال –رحمه الله- في برنامج فتاوى نور على الدرب (ش\188) جوابا عن السؤال التالي :"السؤال : بارك الله فيكم على هذا التوجيه الطيب من مصر مستمع رمز لاسمه بـ ع. م. أ. يقول في هذا السؤال زوجة لم أدخل بها بعد تقوم بتحفيظ القرآن الكريم في أحد المساجد للطرق الصوفية بدون أجر النقاط هل هذا العلم حلال وهل هذا العمل فيه موالاة للطرق الصوفية ونقاط تأتي إن شاء الله؟
الشيخ: إذا كانت هي هذه المرأة تدرس القرآن الكريم دراسةً صحيحة ليس فيها بدعة فلا حرج عليها أن تدرس في هذا المسجد الذي ينتابه أهل التصوف .
وإن كان الأفضل أن تذهب إلى مسجدٍ آخر لأن لا يساء الظن بها .
ولأن لا يكون بهذا إعزازٌ لموقف هؤلاء المتصوفة .
وأما إذا كان يخشى على الصبيان المتعلمين يخشى عليهم من أن يغتروا بعمل هؤلاء المتصوفة فإنه لا يحل لها أن تدرس في هذا المسجد وكذلك إذا كان من المعروف عند الناس أن كل من يدرس في هذا المسجد منتسبٌ لأهل التصوف فإنه لا يجوز أن يدرس في هذا المسجد نعم".
من صور التعاون :
- صد عدو للإسلام .
كتحالف الرسول مع اليهود في غزوة الخندق ، وتحالفه مع خزاعة بعد صلح الحديبية ، وإذا جاز ذلك مع اليهود والكافرين ، فهو مع المسلمين المخالفين أولى وأحقُّ .
وقد قاتل شيخ الإسلام مع الناس جميعاً لصد التتار.. وأفتى الإمامان ابن باز والألباني بالقتال مع الأفغان وغيرهم ، وفيهم ما فيهم .
الصورة الثانية من التعاون :
- دفع مفسدة عن المسلمين ، أو جلب مصلحة .
كتعاون الجماعات الإسلامية في الغرب بعضها مع بعض ، على محاربة الفواحش التي تنخر بالمسلمين، أو بناء مستشفى لعلاجهم ، ودفع شر الاختلاط عنهم .
رد: مسائل دعوية ( 1) التعاون مع المخالف على البر و التقوى
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أردت فقط أن أعطي ملاحظة فيما جاء في فتوى اللجنة الدائمة -حرسها الله و أدام نفعها-
و لكي لا يساء الفهم من ما جاء في الفتوى المنقولة عنها , أنقل بعض الفتاوى من كبار العلماء :
سئل شيخنا العلامة الفوزان -حفظه الله- السؤال التالي :
يقول السائل : فضيلة الشيخ وفقكم الله:
هل يصح أن يقال عن أهل السنة : إنهم أقرب الطوائف إلى الحق ?
الجواب :
هم أهل الحق , ما يقال : أقرب.
يقال : هم أهل الحق , هم الذين على الحق
الأقرب , هذا الذي عنده ضلال أو شئ من الضلال، يقال: أقرب .
أما أهل السنة ما عندهم و لله الحمد ضلال فهم أهل الحق )) انتهى كلامه -حفظه الله-.
و جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.