اللهم لا تنس هذا اليوم لإبراهيم

أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي بكر بن عبد الله السنجي أنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسناباذي أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي قال سمعت مردويه الصايغ يقول سمعت شقيق البلخي يقول بينا نحن ذات يوم عند إبراهيم بن أدهم إذ مر به رجل من أصحاب الضياع فقال إبراهيم أليس هذا فلان فقيل نعم فقال لرجل أدركه فقال له قال إبراهيم بن أدهم ما لك لم تسلم قال لا والله إلا امرأتي وضعت الليلة وليس عندي شئ فخرجت شبه المجنون قال فرجعت إلى إبراهيم فقلت له فقال إن لله كيف غفلنا عن صاحبنا حتى نزل به الامر فقال تعال يا فلان أئت فلانا صاحب البستان فاستسلف منه دينارين واشتر له ما يصلحه بدينار وادفع الدينار الآخر إليه قال فدخلت السوق فأوقرت بدينار من كل شئ وتوجهت إلله فدققت الباب فقالت امرأته من هذا قال قلت أنا أردت فلانا قالت ليس هو ها هنا قال فأمرتني بفتح الباب وتنحت قال ففتح الباب وأدخلت ما على البعير وألقيته في صحن الدار وناولتها الدينار فقالت على يدي من هذا رحمك الله فقلت أقرئيه السلام وقولي هذا على يدي إبراهيم بن أدهم فقالت اللهم لا تنس هذا اليوم لإبراهيم بن أدهم قال فجئت إلى إبراهيم فحدثته بما كان وما كان من دعوتها وقولها قال ففرح إبراهيم فرحا لم يفرح مثله قط فلما جاء الرجل من آخر النهار وليس معه شئ فنظر إلى صحن الدار وقد ملئ من الخبز ودفعت الدينار إليه قال لها على يدي من هذا قالت على يدي أخيك إبراهيم بن أدهم فقال اللهم لا تنس هذا اليوم لإبراهيم.


ما صحة هذا الخبر؟

للتذكير.

هذا ثابت.
ذكره ابن الجوزي في صفوة الصفوة (2/335)، وأخرجه ابن عساكر في (6/310) وأبو نعيم في الحلية (7/382) من طريق أبي يعلى الموصلي قال: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، يَقُولُ: فذكره.
وله متابعة أخرجها ابن قدامة في الرقة (ص:361)، ونقل عنه ابن الملقن في الطبقات (1/11)، من طريق أبي بكر الآجري قال: حدثنا جعفر بن محمد الصندلي، أخبرنا الفضل بن زياد، حدثنا عبد الصمد، حدثنا شقيق قال: فذكره.
قال محققه: "شقيق بن إبراهيم البلخي الزاهد المعروف، استشهد في وقعة كولان بما وراء النهر سنة 194 هـ". اهـ.
وعبد الصمد بن يزيد الملقب بمردويه الصائغ قال عنه يحيى بن معين: "لا بأس به، ليس ممن يكذب"، وقال عنه الذهبي: "يروي حكايات"، وذكره ابن حبان في الثقات.
والله أعلم.