عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
" صوفية أهل الحديث " "_____________________
مصطلح يطلقه بعض المشبوهين ، فلا يكتفون بقولهم " نحن صوفية" بل يقولون " صوفية أهل الحديث" أو " التصوف السني" ، وذلك لما يعلمونه من أن مصطلح التصوف صار في زمان الصحوة علامةً على الشرك والخرافات ؛ فيقولون نحن على التصوف الصحيح الخالي من الشرك والخرافات والبدع ، ثم إذا نظرنا في كلامهم وجدناهم من دعاة الشرك والبدع .
ولفظ التصوف في أصله لفظ مجمل ، وقد اختُلف فيه من حيث أصله واشتقاقه ، ومن حيث معناه ومدلوله ، واختلفوا في أول من أطلقه .
وعلى كلٍ ، فهذا اللفظ قد هجره أهل العلم وتركوا استعماله ، حتى صار هذا اللفظ إذا أُطلق لا ينصرف الذهن إلا إلى الصوفية الطرقية ، أو إلى أتباع ابن عربي !
لذا فإن استعمال لفظ " التصوف" قد يكون فيه نوع من التلبيس .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
(وأما الألفاظ المجملة فالكلام فيها بالنفي والاثبات دون الاستفصال ، يوقع في الجهل والضلال والفتن والخبال). منهاج السنة ٢ / ١٣٠
وقد أشار رحمه الله إلى أنّ هذا اللفظ من الألفاظ المجملة
فقال :
" ويجعلون المتحقق الذي يسوّغ التدين بدين المسلمين واليهود والنصارى والمشركين هو أفضل الخلق، وبعده عندهم على ما ذكره ابن سبعين وإخوانه هو (الصوفي) يعنون المتصوف على طريقة الفلاسفة، ليس هو الصوفي الذي على مذهب أهل الحديث والكتاب والسنة .
فلفظ الصوفي صار مشترکا."
[ الصفدية ٢ / ٢٦٩ ]
* وقد بيّن شيخ الإسلام المنهج السديد في التعامل مع الاصطلاحات الحادثة المحتملة .
قال رحمه الله - :
" فليس على أحد أن يقبل مسمی اسم من هذه الأسماء ، لا في النفي ولا في الإثبات ، حتى يتبين له معناه، فإن كان المتكلم بذلك أراد معنى صحيحا ، موافقا لقول المعصوم كان ما أراده حقا ، وإن كان أراد به معنی مخالفا لقول المعصوم كان ما أراده باطلا .
ثم يبقى النظر في إطلاق ذلك اللفظ و نفيه، وهي مسألة فقهية ، فقد يكون المعنى صحيحا و يمتنع من اطلاق اللفظ لما فيه من مفسدة ، وقد يكون اللفظ مشروعا ولكن المعنى الذي أراده المتكلم باطل ، كما قال علي رضي الله عنه - لمن قال من الخوارج المارقين « لا حكم إلا لله » - : « كلمة حق أريد بها باطل . "
[ درء تعارض العقل والنقل ( ٢٩٢/١) ]
هذا وصل اللهم على النبي محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
رد: عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
بارك الله فيكم أخى أبو المنذر
دين الله ليس فيه مذاهب أو جماعات أو تنظيمات أو ...
والصوفية لم تنتشر إلا فى العصرالفاطمى " الشيعى " فكان لكل صوفى خلوة يتعبد فيها تسمى " خانقاه " .
ومن أشهر الخوانق فى مصر خانقاه بيبرس والخانقاه الظاهرية وخانقاه سرياقوس التى بناها الملك الناصر محمد
...
رد: عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل
والصوفية لم تنتشر إلا فى العصر الفاطمى " الشيعى
أن تسمية تلك الدولة بالفاطمية تسمية كاذبة أراد بها أصحابها خداع المسلمين بالتسمي باسم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بين العلماء والمؤرخون في ذلك الزمان كذب تلك الدعوى وأن مؤسسها أصله مجوسي يدعى سعيد بن الحسين بن أحمد بن عبدالله بن ميمون القداح بن ديصان الثنوي الاهوازي وسعيد هذا تسمى بعبيد الله عندما أراد إظهار دعوته ونشرها ولقب نفسه بالمهدي. فالنسبة الصحيحة لدولته أن يقال العبيدية كما ذكر ذلك جملة من العلماء المحققين ويظهر من نسب مؤسسها الذي ذكر آنفاً أن انتسابهم إلى آل البيت كذب وزور وأنما أظهروا ذلك الانتساب لاستمالة قلوب الناس إليهم
قال العلامة ابن خلكان في وفيات الأعيان 118/3 والجمهور على عدم صحة نسبهم وأنهم كذبة أدعياء لا حظ لهم في النسبة المحمدية أصلا. وقال الذهبي في العبر في خبر من غبر ج 2/ص 199: المهدي عبيد الله والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية افترى أنه من ولد جعفر الصادق. وقد ذكر غيرهما من المؤرخين أنه في ربيع الآخر من عام 402هـ كتب جماعة من العلماء والقضاة والأشراف والعدول والصالحين المحدثين وشهدوا جميعا أن الحاكم بمصر وهو منصور الذي يرجع نسبه إلى سعيد مؤسس الدولة العبيدية لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب وأن الذي ادعوه إليه باطل وزور وأنهم لا يعلمون أحدا من أهل بيوتات علي بن أبي طالب رضي الله عنه توقف عن إطلاق القول في أنهم خوارج كذبة وأن هذا الحاكم بمصر هو وسلفه كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون للإسلام جاحدون ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية وكتب سنة اثنتين وأربعمائة قال ابن كثير في البداية والنهاية (346/11) بعد أن نقل هذا وقد كتب خطه في المحضر خلق كثير.
ثانياً- إظهارهم التشيع لآل البيت.. هذه الدعوى أظهروها حيلة نزعوا إليها استغلالا لعواطف المسلمين لعلمهم بمحبة أهل الإسلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته وقد ذكر الغزالي وغيره من العلماء أنهم في الحقيقة باطنيون (انظر مرآة الجنان 107/3وقال النويرى : وحكى الشريف ابوالحسين محمد بن على المعروف بأخي محسن في كتابه أن عبدالله بن ميمون كان قد سكن بساباط أبي نوح وكان يتستر بالتشيع والعلم فلما ظهر عنه ما كان يضمره ويستره من التعطيل والإباحة والمكر والخديعة ثار عليه الناس وقد ذكر من الثائرين عليه الشيعة والمعتزلة وغيرهم فهرب إلى البصرة.. انتهى باختصار.
ثالثاً- حال تلك الدولة وما كانوا عليه.. أجمل العلماء حالهم في جملة مشهورة قالها أبو بكر الباقلاني والغزالي وابن تيمية وهى أنهم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض.
قال الباقلاني عن القداح جد عبيد الله : وكان باطنيا خبيثا حريصا على إزالة ملة الإسلام أعدم العلماء والفقهاء ليتمكن من أغواء الخلق وجاء أولاده على أسلوبه أباحوا الخمور والفروج وأفسدوا عقائد خلق (انظر تاريخ الإسلام 23/24).
قال أبو الحسن القابسي صاحب الملخص الذي قتله عبيد الله وبنوه بعده : أربعة آلاف رجل في دار النحر في العذاب ما بين عالم وعابد ليردهم عن الترضي عن الصحابة فاختاروا الموت.
قال السيوطي في تاريخ الخلفاء ج 1/ص 526(ومن جملة ذلك ابتداء الدولة العبيدية وناهيك بهم إفسادا وكفرا وقتلا للعلماء والصلحاء).
قال الشاطبى المالكى في الاعتصام ج 2/ص 44(العبيدية الذين ملكوا مصر وأفريقية زعمت أن الأحكام الشرعية إنما هي خاصة بالعوام وأما الخواص منهم فقد ترقوا عن تلك المرتبة فالنساء بإطلاق حلال لهم كما أن جميع ما في الكون من رطب ويابس حلال لهم أيضا مستدلين على ذلك بخرافات عجائز لا يرضاها ذو عقل).
رابعاً- موقف العلماء من تلك الحقبة.. كان العلماء يظهرون الشناعة على العبيديين وعلى أفعالهم المشينة ومما يبين لنا موقف العلماء ويجمله ما صنعه السيوطي في تاريخه (تاريخ الخلفاء) ص 4حيث قال: (ولم أورد أحدا من الخلفاء العبيديين لان خلافتهم غير صحيحة وذكر أن جدهم مجوسي وإنما سماهم بالفاطميين جهلة العوام).
خامساً- أن مما يتبين لكل أحد بعد الاطلاع على أقوال العلماء والمؤرخين أن هذه الدولة الفاطمية كان لها من الضرر والأضرار بالمسلمين ما يكفي في دفع كل من يرفع لواءها ويدعو بدعوتها لذا نجد أن المسلمين في الماضي فرحوا بزوالها على يد الملك الصالح صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى في عام 567هـ، فلا يجوز بعد هذا كله أن ندعو الناس إلى الانتساب إلى تلك الدولة العبيدية الضالة ومثل هذه الدعوة غش وخيانة للإسلام وأهله ونصيحتنا لأئمة المسلمين وعامتهم بالاعتصام بالكتاب والسنة وجمع القلوب عليهما يقول النبي صلى الله عيه وسلم : (إن الله يرضى لكم ثلاثا أن تعبدوه ولاتشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم) رواه مسلم. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين. [ فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية]
رد: عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
رد: عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
وهل في كلامي يا أخي " السعيد شويل" ما يخالف ما ذكرته ؟!
رد: عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
أخى محمد .. الموضوع ليس فى فاطمية ولا عبيدية ولا شيعية
الأخ الفاضل أبو المنذر يبين فى موضوعه مصطلحات ليست صحيحة .. فقمت بتأييده وتأييد موضوعه
وبينت أن الصوفية كان مبدأ نشأتها هو الدولة الفاطمية .. وشأن الصوفية كشأن كل الجماعات والمذاهب والطوائف والتنظيمات
جميعها كانت تهدف إلى تفتت وتمزق أهل الإسلام ..
رد: عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المنذر محب أهل الأثر
وهل في كلامي يا أخي " السعيد شويل" ما يخالف ما ذكرته ؟!
يا أخى أبو المنذر .. وهل وجدت فى مشاركتى ما يخالفك
لا يا أخى .. أنا أؤيدك .. مشاركتى ما كانت إلا لأبين أن الطوائف بأنواعها . والمذاهب على اختلافها . والتنظيمات بأسمائها .. إلخ
جميعها جاءت بهدف تفكك وانقسام المسلمين
رد: عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
نعم أخي ، بارك الله فيك .
رد: عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل
.. وشأن الصوفية تهدف إلى تفتت وتمزق أهل الإسلام ..
نعم
خلاصة الكلام أن الجميع متفقون على حداثة هذا الاسم، وعدم وجوده في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالحين.
نعم, كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهد خلق الله في الدنيا وزخارفها، وأصحابه على سيرته وطريقته، يعدّون الدنيا وما فيها لهوا ولعبا، زائلة فانية، والأموال والأولاد فتنة ابتلي المؤمنون بها، فلم يكونوا يجعلون أكبر همهم إلا ابتغاء مرضاة الله، يرجون لقاءه وثوابه، ويخافون غضبه وعقابه، آخذين من الدنيا ما أباح الله لهم أخذه، ومجتنبين عنها ما نهى الله عنه، سالكين مسلك الاعتدال، منتهجين منهج المقتصد، غير باغين ولا عادين، مفرطين ولا متطرفين، وعلى رأسهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلفاء الراشدون، وبقية العشرة المبشرة، ثم البدريون، ثم أصحاب بيعة الرضوان، ثم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، ثم عامة الأصحاب، على ترتيب الأفضلية ...
وتبعهم في ذلك التابعون لهم بإحسان، واتباع التابعين، أصحاب خير القرون، المشهود لهم بالخير والفضيلة، ولم يكن لهؤلاء كلهم في غير رسول الله أسوة ولا قدوة، الذي قال فيه جل وعلا: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
والذي إذا وجد طعاما فأكل وشكر، وإذا لم يجد فرضي وصبر، وأحب لبس الثياب البيض، واكتسب جبّة رومية، ونهى عن التصدق بأكثر من ثلث المال، وأمر بحفظ حقوق النفس والأهل والولد، ونهى عن تعذيب النفس واتعاب الجسد والبدن، وحرّص متبعيه على طلب الحلال، وطلب الحسنات في الدنيا والآخرة، ومنع الله تعالى من التعنت والتطرف في ترك الدنيا وطيباتها في آيات كثيرة في القرآن الكريم، سنوردها في موضعها من الكلام إن شاء الله.
ثم خلف من بعدهم خلف فتطرفوا، وذهبوا بعيدا في نعيم الدنيا وزخارفها، وفتحت عليهم أبواب الترف والرخاء، ودرّت عليهم الأرض والسماء، وأقبلت عليهم الدنيا بكنوزها وخزائنها، وفتحت عليهم الآفاق فانغمسوا في زخارفها وملذاتها، وبخاصة العرب الفاتحون الغزاة، والغالبون الظاهرون، فحصل ردّ الفعل، وفي نفوس المغلوبين المغزوين والمقهورين، من الموالي والفرس والمفلسين وأصحاب النفوس الضعيفة المتوانية خاصة، فهربوا عن الحياة ومناضلتها، وجدّها وكدّها، ولجأوا إلى الخانقاوات والتكايا والزوايا والرباطات، فرارا من المبارزة والمناضلة، وصبغوا هذا الفرار والانهزام وردّ الفعل صبغة دينية، ولون قداسة وطهارة، وتنزه وقرابة،
كما كان هنالك أسباب ودوافع ومؤثرات أخرى،
وكذلك أيدي خفية دفعتهم إلى تكوين فلسفة جديدة للحياة،
وطراز آخر من المشرب والمسلك، وأسلوب جديد للعيش والمعاش، فظهر التصوف بصورة مذهب مخصوص، وبطائفة مخصوصة اعتنقه قوم،
وسلكه أشخاص ساذجون بدون تفكير كثير، وتدبر عميق كمسلك الزهد، ووسيلة التقرب إلى الله،
غير عارفين بالأسس التي قام عليها هذا المشرب، والقواعد التي أسس عليها هذا المذهب، بسذاجة فطرية، وطيبة طبيعية، كما تستر بقناعه،
وتنقب بنقابه بعض آخرون لهدم الإسلام وكيانه،
وإدخال اليهودية والمسيحية في الإسلام، وأفكارهما من جانب،
والزرادشتية والمجوسية والشعوبية من جانب آخر
، وكذلك الهندوكية والبوذية والفلسفة اليونانية الأفلاطونية من ناحية أخرى
، وتقويض أركان الإسلام وإلغاء تعاليم سيد الرسل صلى الله عليه وسلم، ونسخ الإسلام وإبطال شريعته بنعرة وحدة الوجود، ووحدة الأديان، وإجراء النبوة، وترجيح من يسمى بالولي على أنبياء الله ورسله، ومخالفة العلم، والتفريق بين الشريعة والحقيقة، وترويج الحكايات والأباطيل والأساطير، باسم الكرامات والخوارق وغير ذلك من الخلافات والترهات.
فلم يظهر التصوف مذهبا ومشربا، ولم يرج مصطلحاته الخاصة به، وكتبه، ومواجيده وأناشيده، تعاليمه وضوابطه، أصوله وقواعده، وفلسفته، ورجاله وأصحابه إلا في القرن الثالث من الهجرة وما بعده.
رد: عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فى درء التعارض
و لابن عقيل من الكلام في ذم من خرج عن الشريعة من أهل الكلام والتصوف ما هو معروف كما قال في الفنون ومن خطه نقلت
قال : ( فصل : المتكلمون وقفوا النظر في الشرع بأدلة العقول فتفلسفوا واعتمد الصوفية المتوهمة على واقعهم فتكهنوا لأن الفلاسفة اعتمدوا على كشف حقائق الأشياء بزعمهم والكهان اعتمدوا على ما يقلى إليهم من الاطلاع وجميعا خوارج على الشرائع هذا يتجاسر إن يتكلم في المسائل التي فيها صريح نقل بما يخالف ذلك المنقول بمقتضى ما يزعم أنه يجب في العقل وهذا يقول : قال لي قلبي عن ربي فلا على هؤلاء أصبحت ولا على هؤلاء أمسيت لا كان مذهب جاء على طريق السفراء والرسل يريد تعلم بيان الشرايع وبطلان المذاهب والتوهمات والطرايق المخترعات : هل لعلم الصوفية عمل في إباحة دم أو فرج أوتحريم معاملة أو فتوى معمول بها في عبادة أو معاقدة ؟ أو للمتكلمين بحكم الكلام حاكم ينفذ حكمه في بلد أو رستاق ؟ أو تصيب للمتوهمة فتاوي وأحكام ؟ إنما أهل الدولة الإسلامية والشريعة المحمدية المحدثون والفقهاء : هؤلاء يروون أحاديث الشرع وينفون الكذب عن النقل ويحمون النقل عن الاختلاف وهؤلاء المفتون يفنون عن الأخبار تحريف الغالين وانتحال المبطلين هم الذي سماهم النبي صلى الله عليه و سلم : الحملة العدول فقال : يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين فالخارج - وإن خفقت بنوده وكثرت جموعه وسمي بالملك - يبعد أن يضرب له دينار أو درهم أو يخطب له على منبر أو تكون أموره إلا على المغالطة والمخالسة بينا هو على حاله يتضعضع لكتاب الملك وتخشى من أن يقابله بقتال أو يصافه بحرب لأن في نفس الخارجي بقية من انخساس الباطل وللملك - وإن قل جمعه - صولة الحق وكذلك البرخشتي مع الطبيب المقيم : هذا مختار يطلب من الأدوية ما يسكن الألم في الحال ويضع على الأمراض الأدوية الجواد العاملة بسرعة فيأخذ العطية والخلعة لسكون الألم وإزاله المرض ويصبح على أرض أخرى ومنزل بعيد وطبه مجازفة لأنه يأمن الموافقة والمعاينة والأطباء المقيمون يلامون على تطويل العلاج وإنما سلكوا الملاطفة بالأدوية المتركبة دون الحادة من الأدوية وإن عجلت سكون الألم فإنها غير مأمونة الغوائل ولا سليمة العواقب لأن ماتعطى الأدوية الحادة من السكون إنما هو لغلبة المرض وحيثما غلبت الأمراض أوهت قوى المحل الذي حلته الأمراض فهو كما قيل : الدواء للبدن كالصابون للثوب ينقيه ويبليه كذلك كلما احتد الصابون وجاد أخلق الثوب فكذلك الفقهاء والمحدثون يقصرون عن إزالة الشبه لأنهم عن نقل يتكلمون وللخوف على قلوب العوام من الشكوك يقصرون القول ويقللون فهم حال الأجوبة ينظرون في العاقبة والمبتدعة والمتوهمة يتهجمون كتهجم البرخشتي فعلومهم فرح ساعة ليس لعلومهم ثبات فإن اشتبه على قوم ما دلسه الصوفيه عليهم من قول النبي صلى الله عليه و سلم : إن في أمتي محدثين ومكلمين وهو ما يلقي من الفراسات والدرايات كما نطق به عمر قيل لهم : لونطق عمر برأيه ولم يصدقه الوحي على لسان السفير لما التفت إلى واقعته ولا يبتنى الشرع على فراسته ألاتراه لما مات السفير قال من هو أعلى طبقة منه : أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله برأيي ؟ وقال في الكلالة ما قال يقول الصديق هذا وأسلم اليوم لشيخ رباط يخلو بأمرد في سمعه ويسمع الغناء من أمرد وحرة ويأكل من الحرام شبعة ويرقص كما تشمس الخيل لا يسأل الفقهاء ولا يبنى أمره على النقل يقول بواقعة ويقول أتباعه : الشيخ يسلم إليه طريقته وأي طريقة مع الشرع ؟ وهل أبقت الشريعة لقائل قولا ؟ وهل جاءت إلا بهدم العوايد ونقض الطرايق ؟ ما على الشريعة أضر من المتكلمين والمتصوفين هؤلاء يفسدون العقول بتوهمات شبهات العقول وهؤلاء يفسدون الأعمال ويهدمون قوانين الأديان يحبون البطالات والاجتماع على اللذات وسماع الأصوات المشوشات للمعايش والطاعات وأولئك يجرئون الشباب والأحداث وعلى البحث وكثرة السؤال والاعتراضات وتتبع الشرع بالمناقضات وما عرفنا للسلف الصالح أعمال هؤلاء الصوفية بل كانت أحوالهم الجد لا الهزل ولا أحوال المتكلمين : لا التكشف ولا البحث بل كانوا عبيد تسليم وتحكيم في المعتقدات وجد وتشهير في الأعمال والطاعات فنصيحتي لأخواني من المؤمنين الموحدين أن لا يقرع أبكار قلوبهم كلام المتكلمين ولا تصغي مسامعهم إلى خرافات المتصوفين بل الشغل بالمعايش أولى من بطالة المتصوفة والوقوف مع الظواهر أولى من توغل المنتحلة للكلام وقد خبرت طريقة الفريقين : غاية هؤلاء الشك وغاية هؤلاء الشطح والمتكلمون عندي خير من المتصوفة لأن المتكلمين مرادهم مع التحقيق مزيد الشكوك في بعض الأشخاص ومؤدي المتصوفة إلى توهم الإشكال والتشبيه هو الغاية في الإبطال بل هو حقيقة المحال مما يسقط المشايخ من عيني وإن نبلوا في أعين الناس أقدارا وانسابا وعلوما وأخطارا إلا قول القائل منهم إذا خوطب بمقتضى الشرع : عدتي كذا وكذا يشير إلى طريقة قد قننها لنفسه تخرج عن سمت الشرع فذاك مختلق طريقة وكل مختلق مبتدع ولو كان في ترك النوافل لأن الاستمرار على ترك السنن خذلان قال أحمد رضي الله عنه وقد سئل عن رجل استمر على ترك الوتر : هذا رجل سوء أنا أنصح بحكم العلم والتجارب : إياك أن تتبع شيخا يقتدي بنفسه ولا يكون له إمام يعزى إليه ما يدعوك إليه ويتصل ذلك بشيخ إلى شيخ إلى السفير صلى الله عليه و سلم الله الله الثقة بالأشخاص ضلال والركون إلى الآراء ابتداع اللين والانطباع في الطريقة مع السنة أحب إلي من الخشونة والانقباض مع البدعة الله لا يتقرب إليه بالامتناع مما لم يمنع منه كما لا يتقرب إليه بأعمال لم يأمر بها اصحاب الحديث رسل السفير : الفقهاء المترجمون لما أراد السفير من معاني كتابه ولا يتم اتباع إلا بمنقول ولا يتم فهم المنقول إلا بترجمان وما عداهما تكلف لا يفيد وإلى هذين القسمين انقسم أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : نقلة وفقهاء ولا نعرف فيهم ثالثا أصحاب أسواق وصفقات وتجارات لا ربط ولا مناخ للبطالات يا أصحاب المخالطات والمعاملات عليكم بالورع يا أصحاب الزوايا والانقطاعات عليكم بحسم مواد الطمع يا طراق المبتدئين إياكم واستحسان طرائق أهل التوهم والخدع ليس السني عندي المحب لمعاوية ويزيد ولا لأبي بكر وعمر ولا الشيعة عندي من زار المشاهد وأنشد المراثي والقصايد السني عندي من تتبع آثار الرسول فعمل بها بحسب ما يفتيه الفقهاء واحتذى الرسم واتبع الأمر وكف عن النهي وتنزه عن الشبه ووقف عند الشك وتفرغ من كل علم خالف النقل وإن كانت له طلاوة في السمع وقبول في القلب ليس قلبك معيارا على الشرع مالله طائفة أجل من قوم حدثوا عنه وما أحدثوا وعولوا على ما رووا ولا على ما رأوا الصبر على الرواية مقام الصديقين قال الخضر للسفير : { إنك لن تستطيع معي صبرا } لأن مستحسنا برأيه ومستقبحا برأيه لا يتبع لأنه قد بان لك بنص القرآن أن استحسان عقل السفير الكليم واستقباحه ما كان على القانون الصحيح حتى كشف له عن العذر فيما كان استقبحه )
تعليق ابن تيمية
قلت : ولا ابن عقيل من هذا الجنس في تعظيم الشرع وذم من يخالفه من أهل النظر والكلام وأهل الإرادة والعبادة كلام كثير من هذا الجنس كما قد تقدم تكلم في ذلك طوائف من اهل العلم والدين
لكن من غلب عليه طريق النظر والكلام كان ذمه لمنحرفه العباد أكثر من ذمه لمنحرفه أهل الكلام وهذا كثير في أهل الكلام والفقهاء لاسيما في العتزلة وهؤلاء قد لا يعرفون ما في طريق أهل العبادة والتصوف من الأمور المحمودة في الشرع
ومن غلب عليه طريقة أهل التصوف وهذا يوجد كثيرا في كلام أهل الزهد والعبادة لا سيما المعظمين لطريق الصوفية فمثل أبي عبد الرحمن السلمي و أبي طالب المكي و أبي إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري و أبي حامد الغزالي وإن كانوا يذمون من منحرفة الصوفية ما يذمون فذمهم لجنس أهل الكلام والبحث والنظر أعظم ومثل أبي بكر بن فورك و أبن عقيل و أبي بكر الطرطوشي و أبي عبد الله المازري و أبي الفرج بن الجوزي وإن كانوا يذمون من بدع أهل الكلام والفلسفة ما يذمون فذمهم لما يذمونه من بدع أهل التصوف والتاله أعظم
وقد قال الله تعالى : { اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون ] رواه الترمذي وصححه
وكان طائفة من السلف يقولون : من فسد من الفقهاء ففيه شبه من اليهود ومن فسد من العباد ففيه شبه من النصارى فمن كان فيه بدعة من أهل الكلام والنظر والفقه كالمعتزلة تجدهم يذمون النصارى أكثر مما يذمون اليهود واليهود يقرأون كتبهم ويعظمونهم ومن كان فيه بدعة من أهل العبادة والتصوف والزهد تجدهم يذمون اليهود أكثر مما يذمون النصارى وتجد النصارى يميلون إليهم وقد يحصل من مبتدعة الطائفين من موالاة اليهود والنصارى بحسب ما فيهم من مشابهتهم وهذا موجود كثيرا كما دل عليه الكتاب والسنة
رد: عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
رائع أخى أبو سفيان ..
...
الصوفية وغيرها من المذاهب والشيع والطوائف والجماعات ... هم من وضعوا : الأكاذيب والأباطيل
ورحلوا من غابر السنين وبقى بلاؤهم على الإسلام والمسلمين ..
لقد كان خلفاء الأمة الإسلامية خلال عهودهم وعصورهم يتعقبونهم فى كل الأقطار والبلاد والأمصار ..
...
الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان أوطأ رقابهم وأطاح برؤؤسهم . ( فقيل عنه ماقيل )
والحجاج بن يوسف الثقفى قام بالبطش والتنكيل بهم بل وكان يقوم بصلبهم . ( فقيل عنه ماقيل )
والخليفة العباسى ( أبو جعفر ) المنصور شتت شملهم وفرق جمعهم .. ( وقيل عنه ماقيل )
والخليفة محمد المهدى أنشأ ديواناً للبحث والتحرى عنهم . وأوصى ابنه موسى الهادى بملاحقتهم واستئصالهم .
والخليفة هارون الرشيد لم يفتر عن حربهم وقتالهم . ( ولقد قيل عنه ماقيل )
وغير ذلك كثير وكثير
لقد ظل المسلمون جسداً واحداً أكثر من 900 تسعمائة عاماً .. ثم انفصلوا وانقسموا ..
والآن يتقاتلون ويتصارعون ( وأيضاً بفعل الأفاقين والمنافقين من الخوارج واليهود والصليبيين )
******
رد: عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل
أخى محمد .. الموضوع ليس فى فاطمية ولا عبيدية ولا شيعية
اخى السعيد أسعد الله حياتك بتوحيد الالوهية وتوحيد العبادة وتوحيد المتابعة
فلواحدٍ كن واحداً في واحد .... أعني سبيل الحق والإيمان
(فلواحد) يعني : لله المقصود والمعبود, له وحده عزوجل قصدا وإرادة وتوجها ورغبا ورهبا, جل جلاله وتقدست أسماؤه, (كن واحدا) أنت في قصدك وإرادتك وتوجه قلبك لاتتشعب عليك الأوهام في قلبك ولا في سلوكك. بل (كن واحد) أنت, (في واحد) يعني في سبيل واحد, قال بعدها : (أعني سبيل الحق والإيمان) وهو سبيل السلف الصالح الذين اتبعوا النبي صلى اله عليه وسلم واهتدوا به
الموضوع اخى الكريم هو تحقيق التوحيد والمتابعة
لمزيد تفصيل اقرأ هذا المقال للشيخ ابن باز فيه الجواب الشافى
التصوف وأهل التصوف أنواع كثيرة ولهم طرق كثيرة، واختلف في أسباب تسميتهم الصوفية، فقال الكثير من أهل العلم: إنهم سموا بهذا لأنهم اعتادوا لبس الصوف والتميز بالصوف عن غيرهم فقيل لهم الصوفية.
وقيل لأنهم من أهل الصفاء لكن على غير نسبة مستقيمة في ذلك، وأنهم سموا بهذا لأنهم يعتنون بصفاء القلوب والنظر في الأعمال القلبية والعناية بالزهد والرغبة في الآخرة ونحو ذلك فقيل لهم الصوفية من أجل هذا على غير نسبة صحيحة.
فالحاصل: أن الصوفية طوائف في الأغلب اعتنت بأعمال القلوب وحركات القلوب وتوجه القلوب والأذكار، توجه القلوب إلى الله والعناية بالأذكار وابتلوا بطرق أحدثوها أحدثها لهم مشايخهم تخالف شرع الله فصاروا بذلك على أقسام وعلى فرق كثيرة كل فرقة تدعي أن شيخها وإمامها وصاحب طريقها أولى من الآخر، كما بين الشاذلية والنقشبندية والقادرية والتيجانية والخلوتية إلى غير هذا فرق لا تحصى، فرق كثيرة لا تحصى وفي بعضها كفر عظيم وشر عظيم حتى يرى بعضهم أن الواجب اتباع هذا الشيخ وأن من خالف هذا الشيخ فهو باطل وإن كان في القرآن والسنة، فالواجب اتباع هذا الشيخ ضل أو اهتدى وهذا كفر وضلال نعوذ بالله.
وهناك من يقول منهم وهو كثير مما ينقل عنهم: أن الواجب على هذا التلميذ أمام هذا الشيخ أن يكون كالميت بين يدي الغاسل، لا يحرك ساكنًا ولا ينكر على شيخه شيئًا ولو رآه يفعل معاصي الله، لا ينكر لأن الشيخ أعلم منه، ولا يغير شيئًا إلا بمشورة الشيخ ورأيه كالميت بين يدي الغاسل ليس له حركة ولا رأي ولا إرادة ولا شيء إلا ما قاله الشيخ، وكل هذه أمور باطلة.
وأكثر ما يؤخذ على الصوفية أنهم ليسوا بمستنين بالكتاب والسنة بل لهم طرق وعوائد وقوانين ونظم اتبعوا فيها مشايخهم وقلدوا فيها أشياخهم ولو خالف شرع الله، ولو كانت مخالفة للقرآن والسنة، فلهذا أنكر عليهم أئمة العلم وشنعوا عليهم بهذه الطرق المخالفة للشرع، ولكنهم أقسام في ذلك وأنواع منوعة، منهم من هو بعيد من شرع الله، ومنهم من هو قريب، ومنهم من هو بين ذلك.
فالواجب على أهل العلم: أن يعرضوا أقوالهم وطرائقهم وما كانوا عليه على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فما وافق ذلك قبل لأنه وافق الشرع لا لأنه طريق فلان أو طريق فلان أو رأي الشيخ فلان، لا، ما وافق الشرع قبل لأنه وافق الشرع وما خالفه رد لأنه خالف الشرع.
والواجب نقض هذه الطرق والقضاء عليها وإلغاؤها وأن يكون الجميع تحت شريعة الله واتباع محمد ﷺ، هو شيخهم وإمامهم لا يكون لهم شيخ آخر سواه يحكمونه، بل هو محكم فما وافق شرعه قبل وما خالفه رد، لا من الصوفية ولا من الحنفية ولا من المالكية ولا من الشافعية ولا من الحنبلية ولا من الظاهرية ولا من غير ذلك.
الواجب أن يكون الجميع خلف محمد ﷺ، خلف شريعته معها متبعين لها منقادين لها معظمين لها، فما قاله الرسول ﷺ محمد وثبت عنه وجب اتباعه والأخذ به والسير عليه وإن خالف التيجاني وخالف النقشبندي وخالف فلانًا وفلانًا، وما خالف شرع الله وجب تركه وإن قال به التيجاني أو النقشبندي أو الشاذلي أو فلان أو فلان أو الشيخ عبدالقادر أو غير ذلك، فالمحكم هو كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام كما قال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59].
وقال : وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ[الشورى:10] ما قال حكمه إلى فلان أو فلان، قال حكمه إلى الله، يعني حكمه إلى شريعة الله إلى القرآن والسنة هذا هو الدواء وهو العلاج للصوفية وغيرها من الفرق كلهم، يجب عليهم أن يخضعوا لحكم الله وألا يجعلوا الشيخ فلان هو المحكم، لا عبدالقادر ولا التيجاني ولا الشاذلي ولا فلان ولا فلان ولا فلان بل المحكم هو كتاب الله العظيم وسنة رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام.
والذي يقوم بذلك هو العلماء الناصحون المتبعون لشرع الله لا الذين يدعون إلى أنفسهم وإلى تعظيمهم وإلى أن يكونوا معبودين مع الله أو متبعين على غير شريعة الله، هؤلاء يرفضون، إنما العالم في الحقيقة هو الذي يدعو إلى الله وإلى كتاب الله، هذا هو العالم هو الذي يدعو إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله ﷺ وإذا خالف رأيه ما دل عليه الكتاب والسنة رفضه،
وهكذا رأي غيره مع الكلام الطيب والأدب الصالح مع العلماء وعدم سوء الأدب، بل يحترم العلماء ويعرف لهم فضلهم وينتفع بكلامهم وكتبهم، ولكن لا يجعلهم آلهة يعبدهم مع الله، ولا يجعلهم مشرعين يعطلون شرع الله لأجلهم ويخالف ما قاله الرسول لأجلهم، لا، ولكن يعتبرهم علماء -إذا كانوا علماء- يعتبرهم علماء يؤخذ من قولهم ما وافق الحق ويترك من قولهم ما خالف الحق، هكذا قال العلماء: قال مالك رحمه الله -الإمام المشهور إمام دار الهجرة في زمانه في القرن الثاني: ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر، يعني الرسول ﷺ.
وقال الشافعي رحمه الله : أجمع العلماء على أن من استبانت له سنة رسول الله ﷺ لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس كائنا من كان، وهكذا قال أبو حنيفة، وهكذا قال أحمد، وهكذا قال الأوزاعي والثوري وغيرهم من أهل العلم والإيمان، كلهم يقولون هذا الأمر، يجب طاعة الله ورسوله وتحكيم كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ورد ما خالف ذلك إلى الكتاب والسنة، وعرض الآراء -عرض آراء الناس آراء العلماء- عرضها على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فما وافقها قبل وما خالفها رد مع احترام العالم المشهور والترضي عنه والدعاء له بالمغفرة والرحمة، لكن لا يقدم قوله ولا رأيه على ما قاله الله ورسوله، كل عالم له أخطاء يصيب ويخطئ لأنه ليس كل واحد يحصي العلم، يفوته بعض العلم فلهذا يخطئ في بعض المسائل التي فاته فيها العلم، فما أخطأ فيها رد إلى الحق والصواب.
الفرق والمذاهب
رد: عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل
رائع أخى أبو سفيان ..
...
الصوفية وغيرها من المذاهب والشيع والطوائف والجماعات ...
الميزان الحق ما جاء في الحديث المحفوظ المشهور حديث الافتراق الذي وقعت فيه الأمم، والذي يقول فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: "من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي". وفي بعض الروايات: "هي الجماعة" رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة
رد: عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
يا أخى أبو سفيان .. لايعنينى صوفية ولا بوذية ولا فلان ولا ابن فلان
لايعنينى إلا كتاب الله وسنة نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم .. ومن وافقهما " من العلماء " فى التعاليم والأحكام
...
مانحن بصدده يا أخى .. مايتم تسميتهم ب : " صوفية أهل الحديث" أو " التصوف السني" .. وهذا إحداث .. لايجوز ..
وقلت شأنه .. هو كشأن ماتم ( وماسيتم إحداثه وابتداعه )
هذا هو مرادى .. فلا تتشعب بنا الطريق ..
إن أردت المناقشة فى غير ذلك .. فأبصرنى بما تريد
....
رد: عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
مغزي الكلام في الأصل يا أحبة .
أن بعض المُخلّطين يريد تمرير مصطلح " التصوف " فيقول : نحن نعني التصوف الموافق للكتاب والسنة ، والخالي من البدع ، كتصفوف الفضيل والجنيد ..
وفي هذه الكتابة دفع لكلامهم .
رد: عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المنذر محب أهل الأثر
مغزي الكلام في الأصل يا أحبة .
أن بعض المُخلّطين يريد تمرير مصطلح " التصوف " فيقول : نحن نعني التصوف الموافق للكتاب والسنة ، والخالي من البدع ، كتصفوف الفضيل والجنيد ..
وفي هذه الكتابة دفع لكلامهم .
أحسنت التنبيه
رد: عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
رد: عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المنذر محب أهل الأثر
مغزي الكلام في الأصل يا أحبة .
أن بعض المُخلّطين يريد تمرير مصطلح " التصوف " فيقول : نحن نعني التصوف الموافق للكتاب والسنة ، والخالي من البدع ، كتصفوف الفضيل والجنيد ..
معذرة - انت كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا
اقتباس:
بعض المُخلّطين يريد تمرير مصطلح " التصوف " فيقول : نحن نعني التصوف الموافق للكتاب والسنة ، والخالي من البدع ، كتصفوف الفضيل والجنيد ..
هذا لمز بشيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله - لقد انقلبت على ما أصلته فى السابق من كلام شيخ الاسلام قال رحمه الله - :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المنذر محب أهل الأثر
" فليس على أحد أن يقبل مسمی اسم من هذه الأسماء ، لا في النفي ولا في الإثبات ، حتى يتبين له معناه، فإن كان المتكلم بذلك أراد معنى صحيحا ، موافقا لقول المعصوم كان ما أراده حقا ، وإن كان أراد به معنی مخالفا لقول المعصوم كان ما أراده باطلا .
ثم يبقى النظر في إطلاق ذلك اللفظ و نفيه، وهي مسألة فقهية ، فقد يكون المعنى صحيحا و يمتنع من اطلاق اللفظ لما فيه من مفسدة ، وقد يكون اللفظ مشروعا ولكن المعنى الذي أراده المتكلم باطل
- فشيخ الإسلام يرى أن لفظ الصوفية لفظ مشترك يطلق على صوفية هم من أهل السنة سُموا صوفية بسبب لبسهم الصوف زهدًا؛ لكنهم على عقيدة أهل السنة والجماعة، ومنهم من ذكرهم أبو عبدالرحمن السلمي في طبقات الصوفية، ومنهم صوفية متكلمة كالمحاسبي، ومنهم ملاحدة الصوفية كفلاسفتهم كابن عربي والتلمساني وابن الفارض ونحوهم.[ومنهم قبوريين]
فهو يمدح ويثني على صوفية أهل الحديث كالفضيل وإبراهيم بن أدهم والجنيد ورابعة والتستري وبشر الحافي، وأمثال هؤلاء الأجلة الذين أثنى عليهم العلماء في عصورهم وبعدها.
وهو عدو لدود للحلاج وابن عربي وأمثالهم، فهو لم يمدح الصوفية الملاحدة وإنما مدح أهل السنة منهم، وهذا إنصاف وعدل وغاية في التحقيق، وأعداؤه يلبسون على من لم يفهم مراده بأنه يمدح ويثني على ملاحدة الصوفية وجهالهم، وليس كذلك لكن كل هؤلاء عنده وفي التاريخ اسمهم صوفية – ولا مشاحة في اصطلاح جديد لا يدل على معنى مشكل أو باطل-, فمن قرأ كتب التاريخ وجد أنهم يُلقَّبون بذلك كما لقبهم أبو نعيم والسلمي وغيرهم.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: (المتصوفة تارة على طريقة صوفية أهل الحديث، وهم خيارهم وأعلامهم، وتارة على اعتقاد صوفية أهل الكلام، فهؤلاء دونهم، وتارة على اعتقاد صوفية الفلاسفة كهؤلاء الملاحدة ). الصفدية (1/267).
وهذا تفصيل جيد فلا يُمدحون بإطلاق ولا يذمون بإطلاق؛ بل يفصَّل ويُبيَّن، وإن كنا نود لو لم يسموا إلا بالألفاظ الشرعية كالزهاد والعباد ونحو ذلك، لكن هذا ما قد حصل، وبأسلوب الشيخ يزول الخلاف وكذا ينبغي أن يفعل في الألفاظ المجملة المشتركة، والله أعلم.
[منقول من موضوع للاخ الفاضل ابو البراء محمد علاوة ] الرابط https://majles.alukah.net/t157707/
فلا ادرى لماذا قال الاخ ابو البراء احسنت التنبيه - وعلى كلام الاخ ابو المنذر الاخ ابو البراء داخل فى هؤلاء المخلطين
اقتباس:
كتصفوف الفضيل والجنيد ..
منهج هؤلاء الأكابر من متقدمي الصوفية هو منهج قائم على الاتباع ونبذ الابتداع، وهو على خلاف منهج كثير من المتأخرين ممن انتسب إليهم ، ومن هنا فقد أثنى شيخ الإسلام ابن تيمية على مشايخ الصوفية المتقدمين من أمثال الجنيد، وأبي سليمان الداراني, لاتباعهما الكتاب والسنة. أما أبو يزيد البسطامي فلا نعلم أن شيخ الإسلام أثنى عليه، والمعروف عن الشيخ هو الاعتذار عن أبي يزيد فيما وقع له من شطحات، قال رحمه الله: وكذلك صار في شيوخ الصوفية من يعرض له من الفناء والسكر ما يضعف معه تمييزه، حتى يقول في تلك الحال من الأقوال ما إذا صحا عرف أنه غالط فيه، كما يحكى نحو ذلك عن مثل أبي يزيد، وأبي الحسن الثوري، وأبي بكر الشبلي، وأمثالهم. بخلاف أبي سليمان الداراني، ومعروف الكرخي، والفضيل بن عياض؛ بل وبخلاف الجنيد وأمثالهم ممن كانت عقولهم وتمييزهم يصحبهم في أحوالهم فلا يقعون في مثل هذا الفناء والسكر ونحوه.
رد: عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
رد: عبارة " صوفية أهل الحديث " ،" صوفية أهل السنة " ، وما فيها من إشكال..
بارك الله فيك ، ليتك تتأني قبل أن تعترض ، ليس في كلامي اللاحق ما يعارض السابق ، بل كلامي اللاحق هو توضيح لما أتكلم عنه من البدايــة .
فأنا أريد أن أقول أنّ " التصوف " قد يُراد به ما عليه ابن عربي وابن الفارض ، وقد يُراد به ما عليه المحاسبي ، وقد يُراد به الزهد والعبادة ونحو ذلك .
أما الأول والثاني ففاسدان ، أما المعني الثالث فصحيح ، لكن إطلاقه يسبب اللبس ، ويورث الاختلاف ، فقد يأتي من يثبته ، يريد إثبات به المعني الصحيح ، لكن يفهم من كلامه أنه أراد معنًي فاسدًا ، والعكس . فيمتنع من إطلاقه دفعًا للمفســدة .
قال شيخ الإسلام : "فقد يكون المعنى صحيحا و يمتنع من اطلاق اللفظ لما فيه من مفسدة" .
وليس في كلامي ما يخالف كلام الشيخ أبي البراء ،والكلام واضح ، فإذا تأملته يتضح لك إن شاء الله ، وفقك الله ، وفتح عليك.