قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - :
من أدى الأمانة ، وكف عن أعراض المسلمين فهو الرجل .
بهجة المجالس (٨٦)
ما صحة هذا الآثر؟
عرض للطباعة
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - :
من أدى الأمانة ، وكف عن أعراض المسلمين فهو الرجل .
بهجة المجالس (٨٦)
ما صحة هذا الآثر؟
قلتُ: عبيد بن أم كلاب ترجم له كل من:
- ابن سعد في الطبقات الكبرى فقال:
سمع من عمر بن الخطاب. وهو عبيد بن سلمة الليثي.
وهو الذي خرج من المدينة بقتل عثمان فاستقبل عائشة بسرف فأخبرها بقتله وبيعة الناس لعلي بن أبي طالب فرجعت إلى مكة وكان عبيد علويا ". اهـ.
- الحافظ ابن حجر في الإصابة فقال: " له إدراك ، ورواية عن عُمر ". اهـ، ثم ذكر الأثر معزوا إلى الزهد لأحمد ولم أجده عنده.
وعبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن.
ترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق فقال:
عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن
ابن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الزهري وفد على عبد الملك بن مروان حدث عن أبي سلمة.
وروى أن حفصاً وعبد العزيز ابني عمر بن عبد الرحمن بن عوف تنازعا إلى والي المدينة، فأشكل عليه أمرهما، فكتب بأمرهما إلى عبد الملك بن مروان، فكتب إليه: أن أشخصهما ألي، ففعل، فسبق عبد العزيز، ثم قدم حفص بعد ذلك، فقال له عبد الملك: الفحلتين، فدفنته، وأقبلت. ففزع عبد الملك، وجلس، فقال: حقاً؟. قال: حقاً. قال عبد الملك: وإن مما يقول أهل الكتاب لباطل.
وكان ناس يرون أن أزهر بن مكمل يلي الخلافة ". اهـ.
قلتُ: ويعضده أن له شاهدًا ءاخر أخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق فقال:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ، نا عَبْدُ الْمَجِيدِ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ أَخُو مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، يَقُولُ:
" لا تَغُرَّنَّكُمْ طَنْطَنَةُ الرَّجُلِ بِاللَّيلِ يَعْنِي صَلاتَهُ فَإِنَّ الرَّجُلَ كُلَّ الرَّجُلِ مَنْ أَدَّى الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ، وَمَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ". اهـ.
وهذا إسناد منقطع، رجاله ثقات عدا عبد المجيد بن عبد العزيز العتكي "صدوق يخطئ، وكان مرجئا"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
وعزاه صاحب الكنز (ح 8435) إلى مالك، وعبد الرزاق، ورسته، والعسكري في المواعظ.
وفي هذا دفعًا لمن قال: [وهذا الخبر رواه ابن المبارك في الزهد مداره على عبد العزيز بن عبد الرحمن وعبد بن أم كلاب]. اهـ.
وهناك طريق أخرى أخرجها أحمد في الزهد فقال:
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَقِيلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: " إِنَّ الدِّينَ لَيْسَ بِالطَّنْطَنَةِ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَلَكِنَّ الدِّينَ الْوَرَعُ ". اهـ.
وهذا إسناد ضعيف، فيه من هو مبهم، وبقية رجاله ثقات.
ولعل هذه الطرق تحدث قوة في صحة الأثر.
والله أعلم.
جزاكم الله خيراً.