هل أحج مع والدي أم أشتري سيارة جديدة؟: (استشارات الألوكة):
هل أحج مع والدي أم أشتري سيارة جديدة؟
أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة
السؤال
♦ الملخص:
امرأة ادَّخرت مبلغًا من المال لشراء سيارة جديدة، وفي الوقت نفسه تريد أن تَصحَب أبويها في رحلة حجٍّ، وتسأل: هل تشتري السيارة، أم تؤدي فريضة الحج مع أبويها؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا امرأة غير متزوجة في العقد الرابع من عمري، أعمل موظفةً، والدي في العقد السابع من عمره، ووالدتي في نهاية العقد السادس، وقد اصْطَحبتُهم على نفقتي الخاصة في العمرة ست مرات، وقد ادَّخرتُ مبلغًا لأُغيِّرَ سيارتي؛ لأني أُنفق عليها كثيرًا من حين لآخر، لكن بإمكاني أن أسايرَ أموري بها، ثم إن والديَّ كليهما يرغبان في أداء الحَجِّ، مع العلم أنهما لم يسبق لهما الحج، سؤالي هو: (أيهما أولى: أن أقتنيَ سيارة جديدة أم أحج أنا وهما بكل ما أملِك؟)، مع الأخذ في الاعتبار أننا إذا حجَجنا، فإنني لن أملِك إلا راتبي - وهو يكفيني ووالديَّ - وسأحتاج إلى وقت طويل للادخار ثانية، من ناحية أخرى أرغَب بشدة في أن أكسب الأجر - أجر حَجِّي وحَجِّهما معًا - وأريد اغتنام الفرصة وهما على قيد الحياة، أرجو توجيهكم وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
أولًا: مرحبًا بكِ أيتها الأخت الفاضلة، ونسأل الله لكِ الهداية والتوفيق والسداد.
ثانيًا: نحمد لكِ عنايتكِ بالوالدين، ونسأل الله لكِ الأجر والمثوبة.
ثالثًا: من شروط الحج الاستطاعةُ؛ أي: القدرة المالية والبدنية، والمقصود بالقدرة المالية: النفقة الكافية لذهابه لبيت الله الحرام وإيابه؛ قالت اللجنة الدائمة: "الاستطاعة بالنسبة للحج أن يكون صحيح البدن، وأن يَملِك من المواصلات ما يصل به إلى بيت الله الحرام من طائرة أو سيارة أو دابة، أو أجرة ذلك بحسب حاله، وأن يملِك زادًا يكفيه ذهابًا وإيابًا، على أن يكون ذلك زائدًا عن نفقات مَن تَلزَمُه نفقتُه حتى يرجِعَ من حَجِّه، وأن يكون مع المرأة زوج أو مَحْرَمٌ لها حتى في سفرها للحج أو العمرة"؛ [(11/ 30)].
والسيارة تُعد الآن من الحوائج الأصلية لمن احتاج إليها، وكانت بما يتناسب مع حاله ومستواه من غير إسراف ولا مباهاة، وعليه فيشترط أن تكون النفقة زائدة عن حاجتكِ الأصلية من نفقة وديون، ومن خلال سؤالكِ أيتها الأخت الفاضلة أن راتبكِ يكفيكِ أنتِ وأسرتكِ، وأن سيارتكِ التي معكِ الآن تكفي بالغرض مع مَشقة يسيرة، فالحج الأَولى، والله أعلم، هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6ABxJQzIy