-
الجامع لاجتماع المسلمين
مجرد وصول الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة مهاجراً أمر ببناء المسجد ليكون جامعا للمسلمين في وقت واحد،وجامعاً لاجتماع الناس والخطابة فيهم كل جمعة،ونقطة بداية الدعوة العالمية ،ومنارة لانطلاق شعاع النور في الأرض،ومحكمة للقضاء والفتوى، ومدرسة للصغار للقراءة والكتابة،ومركزا ً للتكوين والتدريب في شتى المجالات ،ومكاناً للتفقه والوعظ والإرشاد،وجامعة سماوية وأرضية تخرج منها حاملواالشهادات والتياحتوت جميع التخصصات الدينية والدنيوية خدموا بها دولة الإسلام الفتية الممتدة من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، هذا المسجد تخرج منه الخلفاء والأمراء، والقواد والأبطال ، والمحدثون ، والمفسرون، ورجال القضاء وأئمة الفقه و اللغة، واساتذة الشعر والنبلاء ، والبلاغة والمفكرون والعلماء والمفتون، والأدباء والدعاة من الرجال والنساء. فمن مسجد الرسول صلى اله عليه وسلم تخرج أبو بكر وعمر وعثمان وعلي الذين كانوا على منهاج النبوة قولا وعملاً،ومن مسجد الرسول صلى اله عليه وسلم تخرج عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن ، ومن مسجد الرسول صلى اله عليه وسلم تخرج أبو هريرة حامل لواء الحديث ،ومن المسجد تخرج خالد بن الوليد الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف الله المسلول، ومن المسجد زيد بن ثابت أعلم الناس بالفرائض، ومن المسجد معاذ بن جبل أعلم هذه الأمة بالحلال والحرام ، ومن المسجد أبي بن كعب أقرأ الأمة، وغيرهم ممن شهد لهم التاريخ بالتميز في خدمة الدين ،والبشرية ،فهلا أعدنا الدور للمسجد حتى يخرج لنا أمثال هؤلاء اقتداء وتأسياً.