رد: شكوك ووساوس تتعلق بالكفر
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان
اجوبة وفوائد تتعلق بهذه المسألة - قال الشيخ بن باز رحمه الله -الوساوس التي تعرض للإنسان في نفسه، ولا تستقر، لا يؤاخذ عليها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم -: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل، أو تكلم فالوساوس في الصدور معفو عنها إلا إذا كانت عملًا، ولما سأله الصحابة عن الوساوس وقالوا: يا رسول الله! إن أحدنا يجد في نفسه ما لأن يخر من السماء أهون عليه من أن ينطق به أو أسهل عليه من أن ينطق به قال: تلك الوسوسة - وفي لفظ: ذاك صريح الإيمان -، فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله، ورسله، وليستعذ بالله من الشيطان، ولينته.
فقد يأتيه الشيطان يوسوس له في ربه، أو في الجنة، أو في النار، أو في البعث والنشور فإذا وجد ذلك فليقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وليقل: آمنت بالله ورسله ... ، هكذا علم النبي النبى صلى الله عليه وسلم.
أما الشيء الخواطر تعرض، وتزول هذه ما تضر يعفى عنها كما قال صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل، أو تكلم لكن إذا استقر وآذاه يقول: آمنت بالله ورسوله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وليعلم أن الله جل وعلا سوف يسامحه في هذا الشيء اللي ما هو باختياره، لكن إذا كثر عليه يقول: آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وينتهي. -------------------------------------وقال ايضا الشيخ بن باز-لكن إذا استقر في القلب، وصار عملاً يؤاخذ به الإنسان، إذا استقر في قلبه، من المنكر، ومن الكبر والخيلاء أو نفاق أو غير هذا من أعمال القلوب الخبيثة يؤخذ به الإنسان. أما إذا كان عوارض تخطر في البال ، ولا تستقر ، فالله لا يحاسبه عليها ، بل يتجاوز عنها - جل وعلا -.
.............................. .......قوله : وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ هذا بالنسبة إلى المستقر في القلوب ، المقيم في القلوب من أعمال أعمال القلوب يؤاخذ به الإنسان ، من نفاق ورياء وكبر وغير هذا من أعمال القلوب، واعتقاداتٍ باطلة، سواء أظهرها أو أخفاها فهو مؤاخذ بها.-------------------------
أما ما يعرض للإنسان فالله قد سامحه فيه وعفا عنه ، ودلت السنة على أن قوله: يحاسبكم به الله. يعني في ما يستقر، وفي ما يبقى في القلوب، أما ما يعرض لها ويزول فالله يسامحه لقوله صلى الله عليه وسلم : إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم.
فالعمل يكون بالقلب ويكون بالجوارح، فإذا عمل بقلبه، أبغض في الله، وأحب في الله أخذ بهذا، أجر على المحبة، وأثم بالبغضاء إذا أبغض من لا يستحق البغضاء، فالمقصود أن أعمال القلب إذا استقرت يؤخذ بها كالمحبة في الله والبغضاء في الله يؤجر المؤمن. وإذا فعل بقلبه خلاف ذلك من بغض المؤمنين أو التكبر على أحد أو النفاق أو الرياء أخذ بذلك؛ لأن هذه أعمال قلبية كالأعمال الإيمانية سواء سوا.
----------------------------------------------لا يؤاخذ العبد بما يهجم عليه من الخواطر والوساوس، ما لم يصر ذلك اعتقادا ثابتا وعزما مستقرا يعقد عليه قلبه، وهو مأجور على كراهته للوسواس وخوفه ونفوره منه، وقد نص أهل العلم على أن كره العبد وخوفه ونفوره من مثل هذه الخواطر والوساوس الشيطانية، علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان، فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم. قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلا عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك. اهـ.---------------------------------------
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل، أو تتكلم. رواه البخاري ومسلم.
قال ابن حجر: المراد نفي الحرج عما يقع في النفس حتى يقع العمل بالجوارح، أو القول باللسان على وفق ذلك، والمراد بالوسوسة تردد الشيء في النفس من غير أن يطمئن إليه ويستقر عنده. اهـ.--------------------------------------------ما يعرض على القلب من خواطر فاسدة على نوعين:
ـ فإما أن يكون مجرد وسوسة شيطانية مع استقرار الإيمان في القلب، فالواجب في هذه الحالة دفع الوساوس وعدم الاسترسال معها، والاستعاذة بالله، وعدم الكلام بمقتضاها.
ـ وإما أن يستقر الشك في القلب، ولا يكون مجرد حديث نفس، بل قد يترتب عليه مقتضاه من قول أو فعل فهذا هو الكفر بالله تعالى.
والنوع الأول ليس بكفر، لأنه لا اختيار للعبد فيه، بل هو شيء يهجم على القلب بغير قصد، ومن فضل الله تعالى ورحمته أن تجاوز عن ذلك ما لم يعمل به أو يتكلم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم. رواه البخاري ومسلم-------------------------------------------------------------
واهتمام الموسوس بالسؤال عن حكم ما يدور في قلبه من خواطر فاسدة دليل على كرهه وخوفه ونفوره من هذه الوساوس الشيطانية، وذلك علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان، فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.
قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به، فضلاً عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً وانتفت عنه الريبة والشكوك. اهـ. --------------------
وأما الاسترسال مع الوسوسة فمعناه الاستمرار في التفكر فيها وعدم الانتهاء، وهذا مخالف للشرع، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته. متفق عليه.----------------------------------
قال ابن حجر: أي عن الاسترسال معه في ذلك، بل يلجأ إلى الله في دفعه ويعلم أنه يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة، فينبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها. اهـ.
وقال النووي: معناه الإعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى الله تعالى في إذهابه، قال الإمام المازري رحمه الله: ظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها والرد لها من غير استدلال ولا نظر في إبطالها. قال: والذي يقال في هذا المعنى أن الخواطر على قسمين، فأما التي ليست بمستقرة ولا اجتلبتها شبهة طرأت فهي التي تدفع بالإعراض عنها، وعلى هذا يحمل الحديث، وعلى مثلها ينطلق اسم الوسوسة، فكأنه لما كان أمرا طارئا بغير أصل دفع بغير نظر في دليل إذ لا أصل له ينظر فيه. وأما الخواطر المستقرة التي أوجبتها الشبهة فإنها لا تدفع إلا بالاستدلال والنظر في إبطالها. اهـ. ----------------------------------------------------
وقال البجيرمي في حاشيته على شرح الخطيب: ذكر بعضهم أن الوسوسة لا تكون إلا للكاملين، وهو غير مناف لقول الشارح: الوسوسة خبل في العقل أو جهل في الدين. لأن هذا محمول على نوع خاص من الوسوسة، وهو الاسترسال مع الوسواس، وكلام الأول يحمل على من يجاهد الشيطان في وسوسته ليثاب الثواب الكامل. اهـ.--------------------------- السؤال - هل كل ما في السرائر والبواطن من شر وخير وخبث وطيب ونية سوء ونية خير كلها لا يحاسب
عليها العبد إلا إذا عمل ؟ هل هذا الكلام صحيح ؟!
وما صحة عبارة (( لا يحاسب الله العبد إلا على عمله ))؟؟
الجواب :
هذا غير صحيح ؛ لأن ما في النفس أنواع ، منها ما يُحاسب عنها العبد ، ومنها ما هو معفوّ عنه .
فلا يُحاسب الإنسان على ثلاث : الهاجس والخاطر وحديث النفس ، لِقوله عليه الصلاة والسلام : إن الله تجاوز عن أمتي ما حدّثت به أنفسها ، ما لم تعمل أو تتكلم . رواه البخاري ومسلم .
وإنما يُؤاخذ ويُحاسب على : الْهَمّ والعَزْم ؛ لأنها في حَيِّز العمل ، ولذلك جاء في الحديث : من هَمّ بِحَسَنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ، فإن هو هَمّ بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات ، إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف كثيرة ، ومن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ، فإن هو هَمّ بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة . رواه البخاري------------------------------------------------------------------------------------------------قال العز بن عبد السلام في (قواعد الأحكام): لا أعرف في الوجود شيئا أكثر تقلبا في الأوصاف والأحوال من القلوب، لكثرة ما يرد عليها من الخواطر والقصود، والكراهة والمحبة، والكفر والإيمان، والخضوع والخشوع، والخوف والرجاء، والأفراح والأحزان، والانقباض والانبساط، والارتفاع والانحطاط، والظنون والأوهام، والشكوك والعرفان، والنفور والإقبال، والسآمة والملال، والخسران والندم، واستقباح الحسن واستحسان القبيح، ولكثرة تقلبها كان عليه السلام يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك". وكانت يمينه: "لا، ومقلب القلوب"، وسمي القلب قلبا لتقلبه من حال إلى حال، ولا عقاب على الخواطر، ولا على حديث النفس لغلبتها على الناس، ولا على ميل الطبع إلى الحسنات والسيئات، إذ لا تكليف بما يشق اجتنابه مشقة فادحة، ولا بما لا يطاق فعله ولا تركه اهـ. ---