إِنَّ أَفْضَلَ عَيْشٍ أَدْرَكْنَاهُ بِالصَّبْر..
6 - وَحُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَنْمَاطِيِّ ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، [ص:24] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنَّ أَفْضَلَ عَيْشٍ أَدْرَكْنَاهُ بِالصَّبْرِ، وَلَوْ أَنَّ الصَّبْرَ كَانَ مِنَ الرِّجَالِ كَانَ كَرِيمًا»
ماصحة هذا الأثر؟
رد: إِنَّ أَفْضَلَ عَيْشٍ أَدْرَكْنَاهُ بِالصَّبْر..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس
6 - وَحُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَنْمَاطِيِّ ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، [ص:24] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنَّ أَفْضَلَ عَيْشٍ أَدْرَكْنَاهُ بِالصَّبْرِ، وَلَوْ أَنَّ الصَّبْرَ كَانَ مِنَ الرِّجَالِ كَانَ كَرِيمًا»
ماصحة هذا الأثر؟
أخرجه الإمام ابن أبي الدنيا في كتاب الصبر والثواب عليه [6]، وقال: " وحدثت عن محمد بن معاوية الأنماطي ... "، أي رواها بصيغة التمريض فضلًا عن ضعف الليث بن أبي سليم واختلاط خلف بن خليفة.
وللرواية شاهد ءاخر أخرجه ابن المبارك في الزهد (1/222)، وأحمد في الزهد (146) ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (1/50) قالا: حدثنا معاوية، حدثنا الأعمش، عن مجاهد قال: قال عمر: «وجدنا خير عيشنا بالصبر». اهـ.
والأعمش تابعه منصور أخرجه ابن المبارك (1/222) ووكيع (449)، وحماد كما في نسخة أبي مسهر [73] فقالوا: حَدَّثَنَا مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «وَجَدْنَا خَيْرَ عَيْشِنَا بِالصَّبْرِ». اهـ.
وهذا إسناد ضعيف، به انقطاع بين مجاهد وعمر بن الخطاب رضي الله عنه.
قال الحافظ ابن حجر بعدما ساق الأثر في تغليق التعليق (5/173): وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث مَنْصُور عَن مُجَاهِد عَن ابْن الْمسيب عَن عمر ". اهـ.
يتبع ...
رد: إِنَّ أَفْضَلَ عَيْشٍ أَدْرَكْنَاهُ بِالصَّبْر..
جزاك الله خيراً.
متابع ردودكم المباركة :
رد: إِنَّ أَفْضَلَ عَيْشٍ أَدْرَكْنَاهُ بِالصَّبْر..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس
جزاك الله خيراً.
وجزاكم آمين.
وأخرجه الحاكم لكن بلفظ ءاخر من حديث جَرِيرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
" نِعْمَ الْعِدْلانِ، وَنِعْمَ الْعِلاوَةُ {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}، نِعْمَ الْعِدْلانِ، {وَأُولَئِكَ هُمُ المهتدون}،نعم الْعِلاوَةُ ". اهـ.
قال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلا أَعْلَمُ خِلافًا بَيْنَ أَئِمَّتِنَا، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ أَدْرَكَ أَيَّامَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَإِنَّمَا اخْتَلَفُوا فِي سَمَاعِهِ مِنْهُ ". اهـ.
قلتُ: قد فاته علة في السند وهو جرير بن أيوب البجلي ذكره الحافظ ابن حجر في المطالب العالية ، وقال : :ضعيف جدا ". وقال الدارقطني: كان يضع الحديث ".
ولكن توبع جرير من قبل شيبان كما في مصنف ابن أبي شيبة قال: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: انْقَطَعَ قُبَالُ عُمَرَ ، فَقَالَ:
" إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ "، فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَفِي قُبَالِ نَعْلِكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، كُلُّ شَيْءٍ أَصَابَ الْمُؤْمِنَ يَكْرَهُهُ فَهُوَ مُصِيبَةٌ ". اهـ.
وهذا إسناد صحيحٌ إن صح سماع سعيد بن المسيب من عمر رضي الله عنه، وشيبان بن عبد الرحمن التميمي "ثقة" كذا قال الحافظ في التقريب.
قلت وقد رواه الليث بن سعد.
يتبع ...
رد: إِنَّ أَفْضَلَ عَيْشٍ أَدْرَكْنَاهُ بِالصَّبْر..
ورواية الليث بن سعد أخرجها أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/165) من حديث مُحَمَّدِ بْنِ خُشْنَامَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، ثنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ:
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " وَجَدْنَا خَيْرَ عَيْشِنَا الصَّبْرَ ". اهـ.
وهذا إسناد حسن إلى عمرو بن الحارث ولكنه لم يدرك عمر بن الخطاب، فهو من أتباع التابعين وعلى هذا فإسناده معضل.
ثم على أية حال، فهذان روايتا مجاهد وعمرو بن الحارث وربيعة الجرشي - كما سيأتي - إسنادهم معًا حسن لغيره إن شاء الله إضافة إلى أنه مشهور فقد ذكر البخاري هذه المقولة في صحيحه باب الصبر عن محارم الله، دون اللفظة الأخيرة فهذا إن دل فإنما يدل على شهرة هذا الأثر عن عمر رضي الله عنه.
لذلك تبويب البخاري يشير هذا إلى قول عمر رضي الله عنه: "الصبر صبران : صبر عند المصيبة حسن، وأحسن منه الصبر على محارم الله تعالى"، ويروى من قول الحسن البصري.
واللفظة الأخير من الأثر رواها أبو نعيم من قول ربيعة الجرشي فأخرج في الصبر والثواب عليه:
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْعَتَكِيُّ، حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حدثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَبَّارُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ، قَالَ: " لَوْ كَانَ الصَّبْرُ مِنَ الرِّجَالِ كَانَ كَرِيمًا "،
وَقَالَ عُمَرُ: " وَهَلْ وَجَدْنَا عَيْشَنَا إِلا فِي الصَّبْرِ؟ ". اهـ.
والله أعلم.
رد: إِنَّ أَفْضَلَ عَيْشٍ أَدْرَكْنَاهُ بِالصَّبْر..
وأخرج الإمام علي ابن المديني في كتابه التعازي (1/89) فقال:
قال سفيان بن عيينة، عن مالك بن مغول، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " وجدنا خير عيشنا الصبر ". اهـ.
وهذا إسناد معضل، مالك بن مغول بن عاصم البجلى من كبار أتباع التابعين، ولكنه يقوي ما سبق من المتابعات.
وذكر عبد الرحمن بن نصر بن عبد الله، أبو النجيب، جلال الدين العدوي الشيزري الشافعي (المتوفى: نحو 590هـ) في المنهج المسلوك في سياسة الملوك (313) - بصيغة التمريض - :
(وَرُوِيَ عَن سُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِمَا السَّلَام أَنه قَالَ: " إِنَّا وجدنَا خير عيشنا الصَّبْر "). اهـ.
ولم أقفُ عليه مسندًا.
وهناك فائدة في علل الدارقطني (14/338):
وسئل عن حديث مجاهد، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كان الصبر من الرجال كان كريما". اهـ.
فقال: يرويه منصور بن المعتمر، واختلف عنه؛.
فرواه صبيح بن دينار، عن معافى، عن الثوري، وإسرائيل، عن منصور، عن مجاهد، عن عائشة، مرفوعا ولم يتابع عليه والمحفوظ عن منصور، عن مجاهد، عن ربيعة الجرشي، قوله ). انتهى.
وأخرج ابن أبي الدنيا في الصبر والثواب عليه من حديث هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: " لَوْ كَانَ الصَّبْرُ رَجُلا كَانَ أَكْمَلَ الرِّجَالِ، وَإِنَّ الْجَزَعَ وَالْجَهْلَ وَالشَّرَهَ وَالْحَسَدَ لَفُرُوعٌ أَصْلُهَا وَاحِدٌ ". اهـ.
وهذا إسناد هالك، فهشام الكلبي شيعي وأبوه رافضي وكلاهما متهمان في الحديث.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في موضع ءاخر من قول قَتَادَةَ: " الصَّبْرُ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الْيَدَيْنِ مِنَ الْجَسَدِ، مَنْ لَمْ يَكُنْ صَابِرًا عَلَى الْبَلاءِ لَمْ يَكُنْ شَاكِرًا عَلَى النَّعَّماءِ، وَلَوْ كَانَ الصَّبْرُ رَجُلا لَكَانَ كَرِيمًا جَمِيلا ". اهـ.
والله أعلم.
رد: إِنَّ أَفْضَلَ عَيْشٍ أَدْرَكْنَاهُ بِالصَّبْر..