كنت إذا أصابتني مصيبة وأنا شاب لا أبكي..
قال ابن عباس رضي الله عنه :
كنت إذا أصابتني مصيبة
وأنا شاب لا أبكي ،
و كان يؤذيني ذلك حتى سمعت أعرابياً ينشد :
لعل انحدار الدمع يعقب راحةً
من الوجد أو يشفي نجيّ البلابل
فسألته لمن الشعر ؟
فقال : لذي الرمة ، فكنت إذا أُصِبت بكيت فاسترحت .
محاضرات الأدباء ( ١٦٧ )
رد: كنت إذا أصابتني مصيبة وأنا شاب لا أبكي..
هذا لم يرد عن ابن عباس رضي الله عنهما بل ورد هذا الموقف عن أبي بكر بن عياش الأسدي.
سيما أن ذا الرمة لم يدرك عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كيف وقد توفي حَبر هذه الأمة الصحابي عبد الله بن عباس سنة 68 هـ بالطائف، وهو ابن إحدى وسبعين سنة أما ذو الرمة وهو غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي الربابي التميمي ولد سنة 77 هـ.
والرواية أخرجها أبو زرعة المقدسي في صفوة التصوف (1/142) [395]، وأخرجها أيضًا أبو هلال العسكري في كتابه الصناعتين (1/103) كلاهما من طريق:
محمد بن المرزبان، قال حدثنا حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلى قال: حدثنا محمد بن كناسة، قال، قال أبو بكر بن عياش: كنت وأنا شابّ إذا أصابتتى مصيبة لا أبكى فيحترق جوفى، فرأيت أعرابيا بالكناس على ناقة له والناس حوله وهو ينشد:
خليلىّ عوجا من صدور الرّواحل ... ببرقة حزوى فابكيا فى المنازل
لعلّ انحدار الدّمع يعقب راحة ... من الوجد أو يشفى نجىّ البلابل
فسألت عن الأعرابى؛ فقيل: هو ذو الرمّة؛ فكنت بعد ذلك إذا أصابتنى مصيبة بكيت فاشتفيت ". اهـ.
- محمد بن المرزبان ولعله الآدمي الشيرازي ويكثر عنه الطبراني فهو مجهول الحال.
- وحماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي أبو الفضل ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (8/155)، [كان] أديبا راوية فاضلا، شارك أباه إسحاق في كثير من سماعاته، وسمع من أبي عبيدة والأصمعي.
وألف كتبا كثيرة في الأدب. وأصابه في آخر عمره صمم، ومات وكان يلقب بالبارد، لأنه كان يجالس أباه، وكان أبوه كالنار الموقدة، ولم يكن كذلك، ولم يكن بعد أبيه من أهله مثله.
- ومحمد بن عبد الله بن كناسة الأسدي قال أبو حاتم الرازي: "صاحب أدب يكتب حديثه ولا يحتج به"، وقال الحافظ ابن حجر في التقريب : "صدوق ، مرة : مقبول". اهـ.
والله أعلم.
رد: كنت إذا أصابتني مصيبة وأنا شاب لا أبكي..
رد: كنت إذا أصابتني مصيبة وأنا شاب لا أبكي..
رد: كنت إذا أصابتني مصيبة وأنا شاب لا أبكي..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس
جزاكم الله خيراً.
وجزاكم آمين.