لذلك كانت الهجرة

( لذلك كانت الهجرة )
يمكن أن نلمح أربعا لا نجدها مجتمعة في غير حدث ( الهجرة ) ، جسدت ما تربى عليه الصحابة الكرام بمكة ، فأهلتهم لإقامة دولة الإسلام في أرض الله ؛ لذلك كانت أعظم أحداث الإسلام على الإطلاق ، واستحقت التأريخ بها :
١ - ( التربية الإيمانية الهدفية ) ملمح التربية الإيمانية التي يحقق المرء بها الإيمان بالله واليوم الآخر وسائر الغيب ، مؤثرا رضا ربه تعالى وآخرته على دنياه ؛ لذلك كانت الهجرة .
٢ - ( التربية الإسلامية ) ملمح التربية على حقيقة الإسلام لله تعالى وهو تمام الاسستلام والانقياد له بالتوحيده ، وفورية الاستجابة لأمره ، والجهاد في سبيله بالنفس والمال والصبر في ذلك ،
فليس الإسلام دين الكسالى المتخاذلين ؛ لذلك كانت الهجرة .
٣ - ( التربية النسبية ) ملمح التربية على صحيح التعلق والارتباط ،
فمتعلق المؤمن بالله تعالى وحده ، فالعبادة له وحده ، والطاعة ابتغاء وجهه وحده ، وليس متعلق المؤمن بحياة شخص أو موته ولو كان هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنما ارتباطه بنبيه صلى الله عليه وسلم ارتباط رسالة ، فاتباعه صلى الله عليه وسلم برهان محبة الله تعالى ،
وارتباط المسلم كذلك ليس بأرضِ ودارِ وقومِ الكفر وإن كانوا أولي قرابته ؛ لأن ولائه لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ، وبراءه من الكفار والمجرمين ، والنسب ليس إلا نسب الإيمان ، والمُقام ليس إلا في أوطان الإيمان ،
وفي ذلك التربية على العلو بالإيمان ، والعزة لأهله بإيمانهم والصغار للكفار ، وعلى عدم التبعية للمجرمين والكون تحت سلطانهم لأن العزة والسلطان لله تعالى وحده ؛ لذلك كانت الهجرة .
٤ - ( التربية التحملية ) ملمح التربية على المسؤلية الجماعية في إقامة الدين في الأرض ؛ لذلك كانت الهجرة .