كلمات في البناء
فالح بن محمد الصغير
من المسلّم به أن من أهدف هذا الدين عمارة الكون الحسية والمعنوية من جميع جوانبها، وفي كلا العمارتين خير عظيم إذ بها تتم حياة الإنسان، ويرتقى في سلم الصعود نحو كل خير وفضيلة، وبهما يستثمر ماله وقدراته ومواهبه، كما يستثمر كنوز هذا الكون الذي أودعه الله - تعالى -إياه، وأمر الإنسان بالاستفادة منه.
لا أطيل في هذا المدخل فحسبي أنها معلومة لدى كل مسلم يقرأ كتاب ربه، ويطلع على سيرة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ويكفى في الدلالة على ذلك أن أكثر آيات القرآن الكريم توجه نحو التأمل والنظر والتفكير في هذا الكون العجيب.
وعلى مدار التاريخ مكّن الله - تعالى - للإنسان الاستفادة بأجزاء منه كما قص علينا - سبحانه - في قصص الأمم السابقة، ولازال فيه من الكنوز ما لا يعلمه إلا الله - تعالى -.
ومن هنا فحري بهذه القضية أعنى عمارة الكون الحسية والمعنوية أن تأخذ حظها الوافر من الدراسة والبحث، ووضوح رؤية الإسلام فيها، وكيفية الاستفادة منه، وطرائق ذلك، والعوائق والصعوبات التي تكرر هذه المسيرة العظيمة لهذا الكون العريض.
ولست هنا يصدد التفصيل لهذه القضية، لكني أنطلق منها إلى تقرير حقيقة أجد أننا في مسيرتنا في هذه الحياة بحاجة إلى التفاعل معها لكي نكون منسجمين مع سنن الله - تعالى -في هذا الكون، ذلكم هو أننا مأمورون بالبناء حسياً ومعنويا.
البناء العلمي والبناء الاجتماعي والبناء التربوي والبناء الاقتصادي والبناء الحضاري بعامة وغيرها...
إن من أعظم معالم هذا الدين حث المسير لهذا البناء، لنقرأ قوله - تعالى - في أول ما أنزل من القرآن الكريم: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)..
وقوله - تعالى -: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً).
وقوله - تعالى -: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ).
وغيرها كثير من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية هذا فقط في البناء العلمي والمعرفي.
ومثله يقال في البناء التربوي والاجتماعي وغيرها مما أرجو أن يفصل في فرص قادمة.
وإذا كان يقال ذلك في حق الأفراد، فمن باب أولى في حق المجتمعات والأوطان والدول.
وإذا كانت هذه حقيقة مستقرة لدينا نحن المسلمين، ومؤصلة في القرآن والسنة، فينبنى على ذلك عدة أمور، يجب أن تأخذ حظها الوافر، من التفكير، والخطط، والعمل، ومن أهمها: -
1- أن البناء المطلوب هو الذي يجب أن يعمل به المسلم، ويبذل فيه تفكيره وجهده، في أي مجال من المجالات، ومن هنا فيجب أن يسأل المرء نفسه ما مجالى الذي أقدم فيه لبنة في هذا البناء الضخم؟ وأن نسأل المؤسسات نفسها ما البناء الذي أقدمه ضمن مسيرة هذا المجتمع أو تلك الدول؟.
2- أن من العبث والهدر للجهد والقدرات والطاقات أن تضيع الجهود سدى، ونهمل البناء، ونتجه لضياع الوقت والجهد في أمور تافهة، والله - تعالى -سيسأل المرء عن وقته، وشبابه، وماله، وهو سائل كل راع عما استرعاه حتى الخادم في بيت سيده.
إن من المؤسف أن ترى جهوداً مهدره بدنية ومالية ونفسية.... على مستويات مختلفة لا تخدم مسيرة البناء، بل قد تصل إلى أن تكون عائقاً من عوائق هذه المسيرة ومن ذلك: -
- ضياع وقت الشباب في النوم الطويل، والتسكع، والسهر على غير المفيد.
- ومثله بحق الفتاة أن تهدر طاقتها في مجالات هامشية كمتابعة الفضائيات.
- وهما معاً في العكوف على الإنترنت ساعات طويلة.
- إهدار الأموال في كمال الكماليات مع النقص في الضرورات والحاجات كالمنافسة في (موديلات) الجوالات وكاميرات التصوير وغيرها.
- الإهدار المعرفي في أخبار جزئية، أو كلام غير سليم، أو نشر للرذيلة كما يوجد في بعض المطبوعات الصحفية وغيرها، وأشد منها في النت.
وغيرها ذلك مما يعلمه الكثير، غير أن الذي وكد عليه أنه من المهم أن يعلم الجميع بأنه بقدر ما يهدر من الجهود والأموال بقدر ما تكون عوائق البناء.
3- أن من أهم عوامل مسيرة البناء إدراك أهم أسسه، وبخاصة لنا نحن المسلمين ومنها: -
أ*. أن البناء ينطلق من وحدة المجتمع وتماسكه وتعاونه، مهما جرى بين عناصر المجتمع من الخلافات الجانبية، ووجهات النظر التي ينبغي أن تأخذ مسارها العلمي في حلها والموقف منها.
إن هذه الوحدة هي منطلق البناء وركيزته الأساس، ولذا جاء التركيز عليها في القرآن الكريم، وفي سنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - القولية والعملية، يكفى أن نقرأ قوله - تعالى -: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) وقوله - تعالى -: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) ومن هذا المنطلق يتعين على الأفراد، والمؤسسات السعي لتأصيل هذه الركيزة، والمنطلق الأساس للبناء.
ومما يخدش هذه الوحدة:
· اعتزاز كل ذي رأي برأيه، والنظر إلى الآخرين بعين النقص، وعدم المعرفة، وأشد منه النظر إليهم بسخرية واستهزاء.
· تجاوز مسلمات المجتمع، وثوابته الشرعية، وادعاء المعرفة في كل شيء.
· تجاوز أهل العلم، والتطاول عليهم، والسخرية بهم، والتنقص لآرائهم، وعدم احترامهم، وهذا وحدة كفيل بخروج فئتين متناقصتين ويجمعهما رفض التوازن في المجتمع، والميل إلى الإفراط والتفرط.
· التطاول على ولي الأمر والخروج عليه فكرياً وعلمياً فضلاً عن الناحية العملية ـ وهذا جدير بأن يخرق سيننة المجتمع.
ب- القيام بالمسؤولية الملقاة على عائق المرء أيا كانت هذه المسؤولية- أسرية أو وظيفية أو علمية.... الخ، والشعور بعظمها وأهمية تحملها، وأنها جزء لا يتجزأ من كيان الإنسان ووجوده فوق هذه الأرض، جاء التصريح بها واضحاً في كتاب الله - عز وجل -: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) والرسول - صلى الله عليه وسلم - يحدد معالم هذه المسؤولية بقوله: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)).
إن الشعور بهذه المسؤولية، يجدد عزم الموفقين، ويدفعهم للنهوض بها، ولو كانت في عينه صغيرة، أو أمام أعراف المجتمعات أنها كذلك فالله - جل وعلا - يحصى على المرء كل شئ صغيراً أو كبيراً (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه).
كما أن العيش سبهللاً، مع تدني نسبة الشعور بهذه المسؤولية ينزل بمستوى الإنسان إلى مستوى يجعله من الصعب أن ينهض بالبناء فيتجه إلى الهدم والخراب له ولمجتمعه.
جـ - إدراك الأسس، والثوابت، والأحكام الشرعية التي تضمن سلامة المسير، ومن ذلك البعد عما يخدش الدين في ثوابته وأحكامه، وكذا ما يخدش الوطنة والمجتمع في اتحاده ومشاريعه الإنمائية والبنائية.
4- أن مجالات البناء متعددة وكثيرة تسع لجميع أفراد المجتمع جنساً وسناً وتخصصاً ووظيفة وعملا ويمكن أن يحدد المسلم المجال المناسب له من خلال قدراته وعمله وهواياته ووظيفته وبهذا تتكامل الجهود، ويصبح كل واحد في المجتمع المسلم لنبه يكمل بها البناء، ويصبح عنصراً فاعلاً في هذه البنية المتكاملة.
إن من الخطأ أن يتجه الأفراد أو المجتمع إلى:
- مجرد النقد دون الحلول الناجحة.
- أو العبث بالمقدرات والقدرات.
- أو عدم تشغيل طاقة الفرد فيما ينفع.
- أو تشغيلها بما يهدم فكرياً أو اجتماعيا أو اقتصادياً أو تربوياً.
- ومن الخطأ:
إهدار الطاقات في أشياء قد تهدم ما يبنيه الآخرون، على مستوى الفرد أو مستوى المجتمع، ويمكن أن نمثل بمثال واضح للجميع كمن يهدر طاقته في (التفحيط) أو (إيذاء الآخرين) أو (التسلط عليهم).
قال - تعالى -: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ)...
والمنطلق من هدف وجود الإنسان وهو عمارة الكون في هذه الحياة.
هذا الهدف يملي واجباً عظيماً وهو أن يشتغل الإنسان في البناء في أي مجال من المجالات التي يتقنها فيسهم فيما يستطيع فيكون عامل بناء ضمن منظومة هذا الكون الفسيح العامر.
إن من المهم جداً والإنسان يسعى ويجد في سعيه في جميع مرحلته العمرية أن يعي هذه الحقيقة المهمة التي يترتب عليها سعادته وطمأنينته في هذه الحياة كما يترتب عليها سعادته في الآخرة.
غير أن من المهم أيضاً إدراك حقيقة أخرى قد يعلو الإنسان بطموحه وتفاؤله، ويحلق في أجواء هذه الحقيقة، فيصطدم بالواقع الذي يعيشه فيصيبه شيء من ردود الفعل المقعدة عن العمل والإنتاج.
أو قد يسيطر عليه بعض جزئيات متطلبات هذه الحياة فينسى هذه الحقيقة الكبرى حتى يفاجأ بنهايته من هذه الدنيا ولم يسجل في سجله إلا مقدار ما أكل وشرب ولبس... الخ
تلكم الحقيقة هي: أن هذه الحياة بعظم أهداف الإنسان العليا المقررة له، والتي أوضحها الله - جل وعلا - كما سبق في المقال السابق إلا أنها بنيت مسيرتها على (كبد) أي مشقة قال - تعالى -: (لقد خلقنا الإنسان في كبد) كما بني الإنسان على النقص وعدم الكمال، قال - عليه الصلاة والسلام -: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).
كما جبلت مسيرة الموفقين على وجود الابتلاءات والمحن أيا كانت يقول - عليه الصلاة والسلام -: (خير الناس الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الناس على قدر إيمانهم).
ويقول - تعالى -: (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون).
إن إدراك هذه المعاني الكبيرة يجعلنا نقف وقفات متعددة لئلا تقف مسيرة البناء، ولكي لا تتعثر تلك المسيرة بأدنى درجات الإعاقة، ومنها: -
1- إدراك هذه الحقائق الكبرى وهي أن الحياة بنيت على كبد، وأن الإنسان محل للخطأ والتقصير، وأنه معرض للابتلاء... إن إدراكه لهذه الحقائق يعينه على تجاوز العقبات ومواصلة مسيره، وقوة تحمله، ومن ثمٌّ يورث له الطمأنينة والسكينة، والدافع القوي لمواجهة تلك الصعاب، ولذلك جاءت النصوص الشرعية من القرآن والسنة للتأكيد على هذه الحقائق... بل أبعد من ذلك ما قصه الله - سبحانه - في قصص السابقين من الأمم عندما أخلت بهذه الحقائق فجازاها الله - جل وعلا - الجزاء الأوفى كما في قصة قوم نوح وعاد وثمود وغيرها.
2- أن مسيرة البناء لا تمنع من وقوع الأخطاء والتقصير في مسيرة الفرد نفسه، أو المؤسسة، أو المجتمع بعامة، وهذه كما سبق سنة من سنن الله - تعالى -في هذه الحياة، ولذلك ليس من العيب وقوع الخطأ والتقصير، ولكن المهم معالجة هذا الخطأ والتقصير، وبالطرق المناسبة للعلاج لتتكامل مع مسيرة البناء، ولا تؤثر على هذه المسيرة فيكون الشغل الشاغل للإنسان تتبع هذه الأخطاء ومعالجتها.
ويؤيد هذه المسار ما ذكره الله - سبحانه وتعالى - في القرآن الكريم من الجمع بين الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فالأمر بالمعروف يمثل البناء، والتقدم في كل ما فيه مصلحة دينية أو دنيوية، والنهي عن المنكر يمثل تصحيح ما قد يقع من الأخطاء في مسيرة البناء.
إن الجمع بين المسارين هو القائد إلى التكامل، والضامن بعد توفيق الله - تعالى -من عدم تعثر المسيرة البنائية في جميع المستويات.
3- من الخير للإنسان نفسه أن يتحسس مواطن الضعف لديه، أو مواطن الضعف في مشروعه، وأن يبرزها أمامه لكي يستطيع أن يعالجها بالصورة الحقيقة التي تعزز مكانة البناء والوصول إلى أهدافه.
إن كثيراً مما يتم في هذا الجانب يكون في إحدى هذه المحاور:
أ - عدم التدقيق في معرفة نقاط الضعف مما يسبب الجهل بها، ومن ثم تكبر من حيث لا يشعر صاحبها أو لا يشعر بضعف، وهذا من شأنه أن تضعف البناء نفسه.
ب - أو أنه يعرفها ولكن يغض العين عن محاولة التصحيح، ويطغى عليه بعض الجوانب الإيجابية، ويبرزها أمام عينيه، أو عند الآخرين إذا كان عملاً مؤسسياً، وهذه النظرة كفيلة ببناء ضعيف مهلهل، فالنظرة للإيجابيات فحسب كفيل بهذا البناء الضعيف.
وهذا ـ للأسف ـ هو الطاغي على حالة كثير من الأفراد، أو المؤسسات، أو المشاريع، ولذا نلاحظ بعض الفشل، أو التأخير في كثير من المشاريع البنائية.
ج- أو أن تدرك نقاط الضعف لكن ضعف الاستعداد لها، أو ضعف التخطيط للتعامل معها، ومن ثم تتراكم حتى تصبح معضلة أو معضلات في مسيرة البناء.
4- ومن الخير أيضاً أن يتعامل في معالجة الأخطاء المنهج النبوي القائم على نشدان الحق والخير، وعلى الاتساق مع منظومة البناء المتكاملة، ومن معالم هذا المنهج:
أ. النية الطيبة في بيان الخطأ ودراسته.
ب. تصوير الخطأ بحجمه الطبيعي فلا يحجم تحجيماً يقلل من النظر إليه، ولا يكبر تكبيراً يطغى في معالجته على أصل البناء.
ج. إدراك الخطأ دون قلب لتصوراته، فيصبح الصواب خطأ، والخطأ صواباً.
د. الحكمة بمعناها الحقيقي في معالجة الأخطاء حتى لا تتوتر هذه المعالجة على مسيرة البناء، ومن الحكمة: -
الرفق، واللين، وبعد النظر، ومعرفة المآلات والنتائج المتوقعة، وعدم العجلة، وكذا عدم اتهام الآخرين، والاستهزاء بهم، والدخول في نواياهم، ومن ذلك: الصبر والتحمل، والنظرة الفاحصة، وإعمال القواعد الشرعية في النظرة التوازنية بين المصالح والمفاسد فيعمل على تكثير المصالح، وتقليل المفاسد.
ومما يساعد على توخي الحكمة:
التشاور وبخاصة مع أهل الخبرة، والتأني في المعالجة، والاستخارة، ومعرفة الزمان والمكان، وحجم المشروع الذي يعمل فيه الإنسان وهكذا.
5- من الوقفات: إن مما ينبغي ونحن في موضوع المعالجة- أن ندرك أن كثيراً من المفارقات في معالجة الأخطاء هو في مفاهيم (الأخطاء)، ومتى يكون خطأ؟ ومتى لا يكون خطأ؟ وبمعنى آخر: أن المشكلة تكمن أحياناً في تصور الثغرات، والأخطاء التي تحتاج إلى معالجة وتصحيح، وما المرجعية في الحكم على الخطأ والصواب ونحو ذلك.
ولذلك نجد من أهم القضايا التي ركز عليها القرآن الكريم، وكذا النبي - صلى الله عليه وسلم - في سيرته وسنته إبراز هذه المفاهيم، مثل: مفهوم (الإصلاح) أبرزه الله - تعالى - بصورة واضحة كما جاء في دعوى المنافقين: (وإذا قيل لهم: لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون) قال - تعالى -: (ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)..
فجعلوا قيامهم مع المشركين ضد محمد - صلى الله عليه وسلم - إصلاحاً، ولكن الله - تعالى - جعله إفسادا، ومثله مصطلح: (الحق) و (الباطل)، وغيره كثير مما يصعب حصره في هذه العجالة لكن المقصود أن يحرر الإنسان مشروعه لكي تستمر مسيرة البناء مع معالجة الأخطاء بمفاهيمها الحقيقية.
وأحسب أن هذا ملحظ في غاية الأهمية إذ هو منطلق من المنطلقات الهامة في حسن سلامة المسيرة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وسدد الخطى