ما الفرق بين التهذيب والتلخيص والاختصار؟
وجزا الله من أجاب خير الجزاء.آمين
عرض للطباعة
ما الفرق بين التهذيب والتلخيص والاختصار؟
وجزا الله من أجاب خير الجزاء.آمين
التلخيص والاختصار مترادفان - والله أعلم
مثل مختصر منهاج القاصدين ، وغيره من المختصرات
ثم جاءت المتون وهي عبارة عن اقتضاب في اللفظ ليحمل المعاني الكثيرة
ثم زادوا كثيراً في الاختصار فصارت المتون ملغزة .
والتهذيب يشابهما من حيث أن المهذِّب يعمد كثيراً إلى الاختصار ، ولكن يزيد عليه تحريرات واستدراكات وزيادات يراها أنها لازمة وأن صاحب الأصل قصّر أو أغفل، وقد تكثر حتى يكون المهذب أكثر من الأصل مثل تهذيب الكمال للمزي.
وهذه الزيادات والتحريرات التي في التهذيب هي القصد الأساسي لتأليفه، ولذلك سموا هذه الكتب تهذيب لأنهم راعوا ذلك.
ولا ننكر أن المختصرين عندهم إضافات وزيادات في مختصراتهم ، ولكن هذه ليست مقصداً ولا شرطاً في تأليفهم للمختصرات ، ولذلك سموها مختصرات .
فالمختصر يعمل إلى إيجاز، والمهذِّب يعمد إلى الإصلاح والإستدارك
سؤال مهم فعلا .........
فهل هذه التعاريف -بارك الله فيك -يمكن أن تطبق على سيرة ابن اسحاق أو سيرة ابن هشام الذي اختصر الأولى أو عبد السلام هارون الذي هذب سيرة ابن هشام و السهيلي الذي شرحها ؟
جزاكم الله خيرا
بارك الله فيكم.
لعل في كلام ابن خلدون هذا جوابًا على ما طرحه الأخ الفاضل.
ذكر ، رحمه الله، سبعة مقاصد. الذي يهمنا منها، في هذا المقام، المقصد الخامس والسابع.
قال في الفصل الخامس والثلاثين :
في المقاصد التي ينبغي اعتمادها بالتأليف وإلغاء ما سواها
و خامسها: أن تكون مسائل العلم قد وقعت غير مرتبة في أبوابها و لا منتظمة، فيقصدالمطلع على ذلك أن يرتبها و يهذبها، و يجعل كل مسئلة في بابها، كما وقع في المدونة من رواية سحنون وابن القاسم، و في العتبية من رواية العتبي عن أصحاب مالك، فإن مسائل كثيرة من أبواب الفقه منها قد وقعت في غير بابها فهذب ابن أبي زيدالمدونة و بقيت العتبية غير مهذبة. فنجد في كل باب مسائل من غيره. و استغنوا بالمدونة و ما فعله ابن أبي زيدفيها والبرادعي من بعده.
و سابعها : أن يكون الشيء من التآليف التي هي أمهات للفنون مطولا مسهبا فيقصد بالتآليف تلخيص ذلك، بالاختصار و الايجاز و حذف المتكرر،إن وقع، مع الحذر من حذف الضروري لئلا يخل بمقصد المؤلف الأول.
التهذيب: التصفية والتلخيص، وهذبه نقاه، وخلصه.
والترتيب: جعل كل شيء في مرتبته. واصطلاحا: جعل الأشياء الكثيرة بحيث يطلق عليها اسم واحد، ويكون لبعض أجزائه نسبة إلى بعضها بالتقديم والتأخير.
والاختصار: إقلال اللفظ بإكثار المعنى، وقيل: إقلال بلا إخلال، وقيل غير ذلك.
والفرق بين الاختصار والتلخيص: أن الاختصار أعم من التلخيص، فتارة يكون اختصارا على بعض الاصل مع استيفاء المقاصد وغيرها بكلام موجز، وتارة يكون مع استيفاء.
(نقلا عن اليواقيت والدرر للعلامة عبد الرؤوف المناوي.ط: مكتبة الرشد / ت: الدكتور المرتضى الزين أحمد / المجلد الأول).