-
فضل لزوم المساجد
"إن للمساجد أوتادا: الملائكة جلساؤهم، إن غابوا يفتقدونهم، وإن مرضوا عادوهم، وإن كانوا في حاجة أعانوهم.
وقال: جليس المسجد على ثلاث خصال: أخ مستفاد، أو كلمة محكمة، أو رحمة منتظرة".
حسن - أخرجه أحمد 2/ 418، وأبو نعيم في "الأربعين" (37)، والثعلبي في "التفسير" 7/ 109-110، وقاضي المارستان في "المشيخة الكبرى" (626) عن قتيبة، قال: حدثني ابن لهيعة، عن دراج، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة، عن النبي (ص)، قال:
فذكره.
وهذا إسناد حسن، ابن لهيعة: خلط بعد احتراق كتبه لكن الراوي عنه هو قتيبة بن سعيد، وقد ضبط سماعه من ابن لهيعة بكتابته من كتاب ابن وهب، فقد قال المزي في "تهذيب الكمال" 15/ 494:
"قال جعفر بن محمد الفريابي: سمعت بعض أصحابنا يذكر أنه سمع قتيبة يقول: قال لي أحمد بن حنبل: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح.
قال: قلت: لأنا كنا نكتب من كتاب عبد الله بن وهب ثم نسمعه من ابن لهيعة".
وابن لهيعة مدلس لكن إعلال حديث المدلس بالعنعنة مذهب ضعيف ([1]) فإننا نجد أحاديث كثيرة في "الصحيحين" وغيرهما يرويها المدلسون بالعنعنة وهي أحاديث صحيحة، فلم يعلّها بالعنعنة أحدٌ من الأئمة الذين يُقتدى بهم في هذا الفن، فالصواب أنه لا يعلّ الحديث بالعنعنة لكن بالتدليس إن ثبت الـمُدَلَّس، فإن أئمة الحديث لم تكن تردهم الصيغ عن التعليل، كما لا يردون الأحاديث بالصيغ.
وأما دراج فحسن الحديث إلا ما كان عن أبي الهيثم، وليس هذا منه.
قوله: (إن للمساجد أوتادا) قال السندي:
"أي: رجالا يلازمونها لزوم الأوتاد لمحالها".
وقوله: (ثلاث خصال) قال السندي: "أي: لا يخلو عن ثلاثة أمور مطلوبة للإنسان.
"أخ مستفاد" بالجر، بدل من ثلاث خصال بمعنى ثلاثة أمور، والمراد أنه لا يخلو من أن يستفيد أخا، أو يسمع كلاما نافعا، أو ينتظر رحمة، وذلك لأن المسجد
محل لمرور الإخوان في الله، وذكر العلوم، ونزول الرحمة، والله تعالى أعلم".
كتبه
أبو سامي العبدان حسن التمام
[1] - وكنت في كتاباتي السابقة أمشي على هذا المذهب لكن بعد أن ترجّح لي خلافه نبهتُ عليه، وسأذكر هذا في كل مناسبة، والله الموفق.
-
رد: فضل لزوم المساجد
الحديث ضعيف، وهو من مرسل عطاء الخراساني أشبه، أخرجه معمر بن راشد عن عطاء الخراساني مرسلا.
أما رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة، فتفيد صحتها عن ابن لهيعة نفسه، وليس صحتها في نفسها، فتعني بأنها أحاديثه قبل أن يختلط ويتلقن، وابن لهيعة ضعيف قبل اختلاطه، ولكن أحاديثه يعتبر بها، أما ما بعد اختلاطه فلا يعتبر بها، انظر كتاب (النقد البناء لحديث أسماء) للشيخ طارق معاذ عوض الله.