كنا نغسل المرضى من بئر بضاعة ثلاثة أيام فيعافون

وقالت أسماء بنت أبي بكررضي الله عنهما : كنا نغسل المرضى من بئر بضاعة ثلاثة أيام فيعافون.

ما صحة هذا الأثر؟

لم أقفُ عليه هكذا، ولكن وقفت ما يشبه ذلك.
وهو ما أخرجه الترمذي في سننه [١٧٢٣] :
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ: " قَدِمَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ: فَبَكَى،
وَقَالَ: إِنَّكَ لَشَبِيهٌ بِسَعْدٍ، وَإِنَّ سَعْدًا كَانَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِمْ، وَإِنَّهُ بُعِثَ إِلَى النَّبِيِّ (ص) جُبَّةٌ مِنْ دِيبَاجٍ مَنْسُوجٌ فِيهَا الذَّهَبُ، فَلَبِسَهَا رَسُولُ اللَّهِ (ص) فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَامَ أَوْ قَعَدَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْمِسُونَهَا، فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ ثَوْبًا قَطُّ، فَقَالَ: " أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذِهِ؟ لَمَنَادِيلُ سَعْدٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِمَّا تَرَوْنَ ". اهـ.
قَالَ أَبُو عِيسَى: وَفِي الْبَاب، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ". اهـ.
وفي رواية البخاري في صحيحه [٢٦١٥]، " أنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ- وهو مَلِك مَدِينة دُومَةَ، وهي مدينةٌ بالقُرْب من تَبُوكَ- قد أَهْدى للنبيِّ ﷺ جُبَّةً مِن سُنْدُسٍ ". اهـ.
أما ما ورد عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها فقد أخرجه مسلم في صحيحه [٢٠٦٩] :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، خَالِ عَطَاءِ، مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قال: أَرْسَلَتْنِي أَسْمَاءُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَتْ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَرِّمُ أَشْيَاءَ ثَلَاثَةً الْعَلَمَ فِي الثَّوْبِ، وَمِيثَرَةَ الْأُرْجُوَانِ، وَصَوْمَ رَجَبٍ كُلِّهِ، فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ:
أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ رَجَبٍ فَكَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ الْأَبَدَ؟ وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْعَلَمِ فِي الثَّوْبِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يقول: سمعت رسول اللَّهِ (ص) يَقُولُ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ "، فَخِفْتُ أَنْ يَكُونَ الْعَلَمُ مِنْهُ، وَأَمَّا مِيثَرَةُ الْأُرْجُوَانِ فَهَذِهِ مِيثَرَةُ عَبْدِ اللَّهِ، فَإِذَا هِيَ أُرْجُوَانٌ، فَرَجَعْتُ إِلَى أَسْمَاءَ فَخَبَّرْتُهَا، فَقَالَتْ: هَذِهِ جُبَّةُ رَسُولِ اللَّهِ (ص) فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جُبَّةَ طَيَالِسَةٍ كِسْرَوَانِيَّة ٍ لَهَا لِبْنَةُ دِيبَاجٍ، وَفَرْجَيْهَا مَكْفُوفَيْنِ بِالدِّيبَاجِ فَقَالَتْ: هَذِهِ كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ، حَتَّى قُبِضَتْ، فَلَمَّا قُبِضَتْ قَبَضْتُهَا، وَكَانَ النَّبِيُّ (ص) يَلْبَسُهَا فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى يُسْتَشْفَى بِهَا ". اهـ.
وأخرج البيهقي في السنن الكبرى (3/366) من حديث الْحَجَّاجِ، ثنا أَبُو عُمَرَ خَتْنُ عَطَاءٍ، قَالَ:
رَأَيْتُ عِنْدَ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا جُبَّةً مُزَرَّرَةً بِالدِّيبَاجِ، فَقَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) يَلْبَسُ هَذِهِ فِي الْحَرْبِ ". اهـ.
وورد في مسند أحمد (26358) وصححه شعيب الأرناؤوط عَنْ أَبِي عُمَرَ مَوْلَى أَسْمَاءَ، قَالَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ : يَا جَارِيَةُ، نَاوِلِينِي جُبَّةَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) قَالَ: فَأَخْرَجَتْ جُبَّةً مِنْ طَيَالِسَةٍ ". اهـ.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" فالنبي صلى الله عليه وسلم يتبرك بآثاره في حياته، وكذلك بعد مماته إذا بقيت تلك الآثار، كما كان عند أم سلمة رضي الله عنها جلجل من فضة فيه شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم يستشفي بها المرضى، فإذا جاء مريض صبت على هذه الشعرات ماء ثم حركته ثم أعطته الماء ". (مجموع فتاوى ابن عثيمين 1/ 107).
صحيح البخاري برقم [5446].

والله أعلم.

وجزاكم الله خيرًا.

جزاكم الله خيراً .