هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لأحد النساءاسكتي ايتها السوداء ؟
عرض للطباعة
هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لأحد النساءاسكتي ايتها السوداء ؟
هذا كذب وتحريف.
ولكن يبدو فيه ما أوصل إلى هذا التحريف هو الفهم السيء للحديث -وبالطبع- ليس فيه هذا النداء المنكر.
فورد
عن نَائِلَةَ الْكُوفِيَّةِ، مَوْلاةِ أَبِي الْعَيْزَارِ، عَنْ أُمِّ عَاصِمٍ، عَنِ السَّوْدَاءِ، قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ (ص) أُبَايِعُهُ، فَقَالَ: " اخْتَضِبِي "، فَاخْتَضَبْتُ، ثُمَّ جِئْتُ فَبَايَعْتُهُ . اهـ.رواه عن نائلة كل من :
وفي رواية فَقَالَ: " انْطَلِقِي فَاخْتَضِبِي، ثُمَّ تَعَالَيْ أُبَايِعْكِ ". اهـ.
- عبد العزيز بن الخطاب قال الحافظ ابن حجر في التقريب : " صدوق ". اهـ.
رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى [8 : 246] عن عبد العزيز بن الخطاب الضبي بهذا اللفظ الأول وتوبع ابن سعد عليها من هشام بن علي السدوسي كما عند أبي نعيم في معرفة الصحابة [7738]، واللفظ الأخير رواها العباس بن الفضل الأسفاطي كما عند الطبراني في المعجم الكبير [770] والبخاري في التاريخ الكبير [1092] عن عبد العزيز بن الخطاب والراجح اللفظ الأول عنه.
- إسماعيل بن أبان أبو إسحاق الأزدي قال الحافظ ابن حجر : ثقة تكلم فيه للتشيع ، وقال في هدي الساري : أحد شيوخ البخاري ولم يكثر عنه ". اهـ.
رواها باللفظ الأخير عنه البخاري في التاريخ الكبير [1092] وابن سعد [8 : 246] وغيرهما.
- حميد بن علي الوراق مجهول رواه الطبراني كما في المعجم الأوسط [712] عن أحمد بن علي الأبار عنه باللفظ الأخير.
والسوداء هذه اختلفوا في اسمها قال الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة [11359- سوادة،] :يقال سودة بنت عاصم بن خالد ، وقال بعضهم: بنت عاصم، حديثها في الخضاب.
وهذا إسناده ضعيف لجهالة نائلة وأم عاصم، كما قال ابن الملقن في البدر المنير ٦/١٤١ : "في إسناده من لا أعرفه". اهـ.
ولكن له شاهد لا يفرح به في مصنف ابن عبد الرزاق [7931] بإسناد حسن مرسل.
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيّ ِ، قَالَ:
جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُبَايِعُهُ، فَقَالَ: مَا لَكِ لا تَخْتَضِبِينَ؟ أَلَكِ زَوْجٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَاخْتَضِبِي، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ تَخْتَضِبُ لأَمْرَيْنِ: إِنْ كَانَ لَهَا زَوْجٌ فَلْتَخْتَضِبْ لِزَوْجِهَا، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا زَوْجٌ فَلْتَخْتَضِبْ لِخِطْبَتِهَا "، ثُمَّ قَالَ: " لَعَنَ اللَّهُ الْمُذَكَّرَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، وَالْمُؤَنَّثِي نَ مِنَ الرِّجَالِ ". اهـ.
وله شاهد ءاخر من حديث محمد بن إسحاق صاحب المغازي :
كما في مسند أحمد بن حنبل [16214] قال :
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ ابن ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِمْ، قَالَ: وَقَدْ كَانَتْ صَلَّتْ الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ:
دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِي: " اخْتَضِبِي، تَتْرُكُ إِحْدَاكُنَّ الْخِضَابَ حَتَّى تَكُونَ يَدُهَا كَيَدِ الرَّجُلِ "،وأيضًا إسناده ضعيف، لجهالة ابن ضمرة بن سعيد وجدته، وتدليس محمد بن إسحاق كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٥/١٧٤ : " فيه من لم أعرفهم وابن إسحاق وهو مدلس ". اهـ.
قَالَتْ: فَمَا تَرَكَتْ الْخِضَابَ حَتَّى لَقِيَتْ اللَّهَ عز وجل وَإِنْ كَانَتْ لَتَخْتَضِبُ وَإِنَّهَا لَابْنَةُ ثَمَانِينَ . اهـ.
وفي رواية في أمالي المحاملي بإسناده عن محمد بن سلمة الباهلي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ ثَلاثَةِ نَفَرٍ مِنْ بَنِي مَازِنٍ حَدَّثُوهُ، عَنْ عَجُوزٍ مِنْهُمْ، قَالَتْ: فذكره
والله أعلم.
جزاكم الله خيرا .