هذه المشاركة تحتوي على وفرة من المغالطات والاخطاء أحببت تفنيدها، فلا يصح في النهاية سوى الصحيح، فأقول مستعينا بالله العظيم:
اقتباس:
هذا الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبيرة [8391]، وفي المعجم الأوسط [2769] هكذا. وقال: "، لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامٍ إِلا دَاوُدُ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ. اهـ.
قلتُ : وهذا إسناد حسنٌ لأجل ابن سلام الجمحي، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم الرازي : " صدوق "، وقال المصنفون: ثقة روى عنه جمع من الثقات ، منهم مسلم في صحيحه ، وأبو حاتم الرازي ، وذكره ابن حبان في الثقات ، ولا تعلم فيه جرحا. اهـ وباقي رجاله ثقات رجال مسلم
رحم الله الشيخ العلامة المحدث محمد عمرو بن عبد اللطيف عندما قال: "إذا وجدت حديثًا في أحد (المعاجم) الثلاثة - يعني للطبراني- رجاله كلهم ثقات أو صدوقون؛ فلا تتسرع بالحكم عليه بالصحة أو الثبوت؛ إذ لابد أن تجد فيه خللاً ما !! من إعلال؛ أو شذوذ؛ أو عدم اشتهار بعضهم بالرواية عن بعض!!".
اقتباس:
أما وروده من طرريقٍ ءاخر في مساوئ الأخلاق للخرائطي [488] قال :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا مَرْحُومٌ الْعَطَّارُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: فذكره.
وليس المتن مثله، حتى يقال: (فذكره)، لأنه مذكور بلفظ: "إذا كان ليلة النصف من شعبان، نادى مناد: هل من مستغفر فأغفر له، هل من سائل فأعطيه؟ فلا يسأل الله عز وجل أحد شيئا إلا أعطاه، إلا زانية بفرجها أو مشرك".
اقتباس:
شيخه عبد الله بن أحمد الدورقي قال الحسيني :" فيه جهالة "، وقال ابن حزم : " لا أعرفه "، وقال ابن أبي حاتم الرازي : و" كان صدوقا "
فاتك: قال الحاكم: قال الدَّارَقُطْنِي ّ: "عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثقة". ["سؤالاته" (120)].
اقتباس:
وشيخه محمد بن بكار الهاشمي قال صالح بن محمد جزرة : " صدوق يحدث عن الضعفاء " فلعله أخذه من الضعفاء كجامع بن صبيح الرملي الذي روى هذا الحديث عن مرحوم العطار كما في شعب الإيمان [3836] للبيهقي
رواية جامع بن صبيح الرملي، أخرجها الحسن الخلال في "المجالس العشرة" (4)، والبيهقي في "الشعب" (3836) بلفظ: "إذا كان ليلة النصف من شعبان نادى مناد: هل من مستغفر فأغفر له، هل من سائل فأعطيه فلا يسأل أحد شيئا إلا أعطي إلا زانية بفرجها أو مشرك".
ولكن محمد بن بكار قد صرح بالتحديث عن مرحوم العطار، فقال: (ثنا مَرْحُومٌ الْعَطَّارُ)، فهو متابع لجامع بن صبيح الرملي في الحقيقة، ولا يثبت أنه أخذه منه، وكلام الحافظ جزرة قرينة وليس دليل قائم بذاته على أن هذه الرواية تحديدا أخذها ابن بكار من جامع الرملي، وإلا فما المانع أن يكون الرملي هو من أخذها وهذا يوقعنا في الدور أو الاستدلال الدائري.
اقتباس:
فترجح رواية الطبراني الحافظ الثبت عن شيخه إبراهيم بن هاشم البغوي في سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي للدارقطني ، قال : " ثقة مأمون ". اهـ.
ترجح على أي أساس ؟!!!!!!
اقتباس:
بل ولهشام بن حسان متابعة أيضًا في أمالي أبي الفتح المقدسي من طريق:
ثنا عِيسَى بْنُ مِهْرَانَ الْبَغْدَادِيُّ ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا دَاوُدُ الْمَكِّيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: مَرَّ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بِكِلابِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَهُوَ عَشَّارٌ بِالْأُبُلَّةِ، فَقَالَ: مَا يُجْلِسُكَ هَاهُنَا؟ قَالَ: اسْتُعْمِلْتُ عَلَى الْعُشُورِ، قَالَ: أَفَلا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif قَالَ: فذكره.
ولكن فيه عيسى بن مهران البغدادي قال عنه الذهبي : " رافضي كذاب "، وقال أبو حاتم الرازي : " كذاب ".
أي متابعة هذه ؟!!!
الصواب أن يقال: أن عبد الرحمن بن سلام الجمحي قد توبع، تابعه الوليد بن صالح الضبي، أخرجه أبي الفتح المقدسي في "أماليه"، ولكنها لا تصح، لأن فيها عيسى بن مهران البغدادي وهو كذاب، فهي والعدم سواء!!
اقتباس:
أما قولهم سلك الجادة على أن رواية هشام بن حسان الأزدي عن محمد بن سيرين رواية مشهورة فيتوهم فيه أحد الرواة.
قلتُ : بالمثل رواية هشام بن حسان الأزدي عن حسن البصري مشهورة جدًّا بل وتوجد في صحيح مسلم (12/244) فقد يسلك الجادة فيه أيضًا فيتوهم أحد الرواة.
هذه مغالطة لا معنى لها سوى المجازفة، لأن رواية هشام عن ابن سيرين رواية صحيحة مشهورة لكونه من أثبت الناس عنه، لذا من السهل أن تلوكها ألسنة الرواة ليرفعوا من شأن روايتهم، عكس روايته عن الحسن البصري ففيها ضعف.
قال أَبو حاتم الرازي: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: سمعت إسماعيل ابن عُلَية يقول: كنا لا نعد هشام بن حسان في الحسن شيئا. «الجرح والتعديل» 9/56.
ـ وقال العُقيلي: حدثنا محمد بن أحمد، قال: حدثنا معاوية، يعني ابن صالح، قال: سمعت يحيى، يعني ابن مَعين، قال: زعم معاذ بن معاذ قال: كان شعبة يتقي حديث هشام بن حسان، عن عطاء، ومحمد، والحسن. «الضعفاء» 6/251.
ـ وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني، قال: حدثنا نعيم بن حماد، قال: سمعت ابن عُيينة يقول: لقد أتى هشام بن حسان عظيما بروايته عن الحسن، قيل لنعيم: لم؟ قال: لأنه كان صغيرا. «الجرح والتعديل» 1/43 و9/56.
قال ابن حجر في التقريب: "ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال لأنه قيل كان يرسل عنهما".
أما ما زعمت من رواية مسلم لهشام بن حسان عن الحسن البصري، واعتبرتها مشهورة بمجرد رواية مسلم هذه، فأنا لم أقف على الرواية بنفسي، فيا ليتك توردها هاهنا، حتى أقف على كيفية إخراج مسلم لها، هل هي في الأصول، أم في المتابعات، أم في الشواهد!
ولعلك أيها القاريء الفطن لاحظت قول نعيم بن حماد في تفسيره تهويل ابن عيينة لرواية ابن حسان عن الحسن وعطاء، فقال: (لأنه كان صغيرا)، فاستنتج منها ابن حجر فقال: (لأنه قيل كان يرسل عنهما).
ولكن عن من أخذ هشام بن حسان هذه الرواية عن الحسن البصري ؟!!!!
الإجابة هي: أخذها من علي بن زيد بن جدعان!!!!!
أخرج روايته كل من: شيبان بن فروخ في "السادس من حديثه" (10)، ومسدد بن مسرهد وابن أبي شيبة كلاهما كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (6183)، وأحمد في "مسنده" (16537) و(18187) و(18194) و(18197)، وابن أبي عاصم في "السنة" (508)، والبزار في "مسنده" (2320)، وابن خزيمة في "التوحيد" (1/321)، وأبو علي الشعراني في "حديثه" (9)، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/45)، وفي "الدعاء" (137) و(138).
كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينادي مناد كل ليلة: هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ حتى ينفجر الفجر".
قال البزار: "وهذا الحديث قد روي نحو كلامه عن النبي صلى الله عليه وسلم بألفاظ مختلفة نذكر كل حديث منها بلفظه في موضعه إن شاء الله، ولا نعلم أن أحدا يحدثه بهذا الحديث، عن عثمان بن أبي العاص ، إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".
قلت: وهذا إسناد ضعيف، لأجل علي بن زيد بن جدعان: التَّيمي البصري، شيعيٌّ، ضعيفٌ، ليس بحُجة.
فاتضح لنا مراحل نشأة الخطأ في هذه الرواية، كالآتي:
المرحلة الأولى: رواية علي بن زيد بن جدعان (ضعيف) عن الحسن البصري، عن عثمان بن أبي العاص مرفوعا بلفظ:"ينادي مناد كل ليلة: هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ حتى ينفجر الفجر"، وإن داود خرج ذات ليلة فقال: لا يسأل الله عز وجل أحد شيئا, إلا أعطاه, إلا أن يكون ساحرا, أو عشارا".
المرحلة الثانية: يأتي هشام بن حسان فيأخذ هذا الحديث من ابن جدعان، فيسقطه، ويرسله عن الحسن البصري، مزيدا في المتن بلفظ: "إذا كان ليلة النصف من شعبان، نادى مناد: هل من مستغفر فأغفر له، هل من سائل فأعطيه؟ فلا يسأل الله عز وجل أحد شيئا إلا أعطاه، إلا زانية بفرجها أو مشرك".
ورواه عن هشام بن حسان: داود بن عبد الرحمن
ورواه عن داود: مرحوم بن عبد العزيز
ورواه عن مرحوم كل من: محمد بن بكار، وجامع بن صبيح الرملي.
المرحلة الثالثة: عبد الرحمن بن سلام الجمحي يخالف مرحوم بن عبد العزيز، فسلك فيه الجادة، فرواه عن داود بن عبد الرحمن، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن عثمان بن أبي العاص به بلفظ: "تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد : هل من داع فيستجاب له ؟ هل من سائل فيعطى ؟ هل من مكروب فيفرج عنه ؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشار".
فجعل شطري الحديث شطرا واحدا: (وإن داود خرج ذات ليلة فقال: لا يسأل الله عز وجل أحد شيئا, إلا أعطاه, إلا أن يكون ساحرا, أو عشارا).
المرحلة الرابعة: عيسى بن مهران البغدادي، وهو كذاب، يسرق الحديث، فيحدث له متابعة ساقطة، فيجعل الوليد بن صالح الضبي كأنه قد تابع عبد الرحمن الجمحي ليقوي روايته، فلم تزدها إلا سقوطا ووهاءً!!!!!