فلْيفْعَلِ البارُّ ما شاءَ أن يَفعل فلنْ يَدخُلَ النَّار، ولْيفعَلِ العاقُّ ما شاءَ أن يَفعلَ فلنْ يَدخُل الجنَّةَ
قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فلْيفْعَلِ البارُّ ما شاءَ أن يَفعل فلنْ يَدخُلَ النَّار، ولْيفعَلِ العاقُّ ما شاءَ أن يَفعلَ فلنْ يَدخُل الجنَّةَ)).
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/social/0/65439/#ixzz5njuIDQRB
ما صحة هذا الحديث؟
رد: فلْيفْعَلِ البارُّ ما شاءَ أن يَفعل فلنْ يَدخُلَ النَّار، ولْيفعَلِ العاقُّ ما شاءَ أن يَفعلَ فلنْ يَدخُل الجنَّةَ
ورد هذا من حديث الحسين بن علي رضي الله عنهما في " تنبيه الغافلين " لسمرقندي (1/65) :
حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا فَارِسُ بْنُ مَرْدَوَيْهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): " لَوْ عَلِمَ اللَّهُ شَيْئًا مِنَ الْعُقُوقِ أَدْنَى مِنْ أُفٍّ لَنَهَى عَنْ ذَلِكَ، فَلْيَعْمَلِ الْعَاقُّ مَا شَاءَ أَنْ يَعْمَلَ، فَلَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَلْيَعْمَلِ الْبَارُّ مَا شَاءَ أَنْ يَعْمَلَ فَلَنْ يَدْخُلَ النَّارَ ". اهـ.
قال الشيخ الشوكاني في الفوائد (1/209) : " في إسناده: كذاب ". اهـ.
وقال ابن عراق الكناني في تنزيه الشريعة (2/233) : " حديث الحسين بن علي، وفيه عيسى بن عبيد الله، وعنه أصرم بن حوشب ". اهـ.
وقال ابن طاهر الفتني تذكرة الموضوعات (1632) : " فِيهِ كَذَّابٌ ". اهـ.
- وله شاهد لا يفرح به من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (10/216) والديلمي في مسنده (8739) :
حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مَّحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَسْرُوقٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَزَّانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ السَّمَّاكِ، عَنْ عَائِدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) :
" يُقَالُ لِلْعَاقِّ: اعْمَلْ مَا شِئْتَ مِنَ الطَّاعَةِ فَإِنِّي لا أَغْفِرُ لَكَ، وَيُقَالُ لِلْبَارِّ: اعْمَلْ مَا شِئْتَ، فَإِنِّي أَغْفِرُ لَكَ ". اهاـ.
قلتُ : في إسناده أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي قال عنه الدارقطني: " ليس بالقوي يأتي بالمعضلات ". اهـ. [ميزان اللسان (803)].
وممَّا يدل على ذلك أنه معضل بأنه قد أخرجه ابن الجوزي في "البر والصلة " (125) وعزاه الزيعلي قائلًا : " وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره " من طريق :
قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّمَّاكِ، عَنْ عَائِذِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): فذكره.
قلتُ : في إسناده أحمد بن محمد بن غالب الباهلي قال ابن عراق الكناني : " معروف بالوضع "، وفي سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي للدارقطني ، قال : " كذاب متروك ". وقال الحافظ ابن حجر " الكافي الشاف" (166) : فيه أحمد بن محمد بن غالب غلام الخليل وهو كذاب ". اهـ.
ويروى ذلك من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه " ليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار وليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة ". اهـ.
عزاه السيوطي في " الجامع " (18/347) : إلى الحاكم في " تاريخه "، وكذلك علاء الدين الهندي في " كنز الأعمال " (16/476)، ولم أقفُ عليه، ويقول البعض بفقدانه.
والله أعلم.
رد: فلْيفْعَلِ البارُّ ما شاءَ أن يَفعل فلنْ يَدخُلَ النَّار، ولْيفعَلِ العاقُّ ما شاءَ أن يَفعلَ فلنْ يَدخُل الجنَّةَ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): " لَوْ عَلِمَ اللَّهُ شَيْئًا مِنَ الْعُقُوقِ أَدْنَى مِنْ أُفٍّ لَنَهَى عَنْ ذَلِكَ، فَلْيَعْمَلِ الْعَاقُّ مَا شَاءَ أَنْ يَعْمَلَ، فَلَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَلْيَعْمَلِ الْبَارُّ مَا شَاءَ أَنْ يَعْمَلَ فَلَنْ يَدْخُلَ النَّارَ ". اهـ.
يقول قائلٌ :
القول فيه خطأ عقائدي، وهو قول: لو علم الله شيئا من العقوق أدنى من أف لحرمه..فهي تنفي العلم عن الله؟؟!! و(لو) حرف امتناع.. فالعبارة غير صحيحة في الأصل.
ولو كانت: (لو كان في العقوق شيء أدنى من أفٍّ لحرمه الله).. لكانت العبارة صحيحة، وننظر بعدها في السند.
ـــــــــــــــ ـــــــــ
قلتُ : يجاب على ذلك أنه لو علم الله أن هناك ما هو أسوأ من "أف" لنهى عنه لسوء لفظها وشدة نكارتها ولبلغتها في العقوق بتقدير أنه ليس هناك أسوأ من كلمة "أف".
كقول الله تعالى : " وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ". (الأنفال - 23).
قال السعدي في تفسيره :
{وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ} على الفرض والتقدير {لَتَوَلَّوا} عن الطاعة {وَهُمْ مُعْرِضُونَ} لا التفات لهم إلى الحق بوجه من الوجوه، وهذا دليل على أن اللّه تعالى لا يمنع الإيمان والخير، إلا لمن لا خير فيه، الذي لا يزكو لديه ولا يثمر عنده. وله الحمد تعالى والحكمة في هذا. اهـ.
قال ابن كثير :
ثم أخبر تعالى بأنهم لا فهم لهم صحيح ، ولا قصد لهم صحيح ، لو فرض أن لهم فهما ، فقال : ( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ) أي : لأفهمهم ، وتقدير الكلام : ولكن لا خير فيهم فلم يفهمهم ؛ لأنه يعلم أنه ( ولو أسمعهم ) أي : أفهمهم ( لتولوا) عن ذلك قصدا وعنادا بعد فهمهم ذلك ، ( وهم معرضون ) عنه . اهـ.
والله أعلم.
رد: فلْيفْعَلِ البارُّ ما شاءَ أن يَفعل فلنْ يَدخُلَ النَّار، ولْيفعَلِ العاقُّ ما شاءَ أن يَفعلَ فلنْ يَدخُل الجنَّةَ
رد: فلْيفْعَلِ البارُّ ما شاءَ أن يَفعل فلنْ يَدخُلَ النَّار، ولْيفعَلِ العاقُّ ما شاءَ أن يَفعلَ فلنْ يَدخُل الجنَّةَ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس
جزاكم الله خيرا .
وجزاكم آمين.