إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا
قال تعالي ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ )
قوله تعالي ( إِنِّي مُتَوَفِّيكَ ) اختلفوا في المراد بالوفاة علي اقوال منها ان المراد
_ القبض فيكون المعني اني قابضك من الارض ورافعك الي السماء
قال بن جرير ( يقال:"توفَّيت من فلان ما لي عليه"، بمعنى: قبضته واستوفيته )
وروي بن جرير ذلك عن الحسن وبن جريج وجعفر بن الزبير وهو الاقرب
قال الامام الثعلبي ( يدل عليه قوله فلما توفيتني أي قبضتني إلى السماء وأنا حي لأن قومه إنما تنصروا بعد رفعه لا بعد موته ) ولما تواتر عنه صلي الله عليه وسلم من الاخبار ان عيسي عليه السلام سينزل من السماء
_ وفاة النوم فيكون المعني اني منيمك واستدلوا بقوله تعالي ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) فجائت الوفاة هنا بمعني النوم وروي عن الربيع بن انس
_ الموت وقالوا في الاية تقديم وتأخير وعلي هذا فيكون المراد كما قال الامام البغوي ( أني رافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك بعد إنزالك من السماء ) وقاله الفراء
_ وقيل المعني متوفيك عن شهواتك
_ وقيل المراد التشبيه بالمتوفي قال الامام الالوسي حاكيا هذا القول ( أجعلك كالمتوفى لأنه بالرفع يشبهه )
قوله تعالي ( وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) اي مخلصك منهم قال ابو حيان (جعل الذين كفروا دنساً ونجساً فطهره منهم ، لأن صحبة الأشرار وخلطة الفجار تتنزل منزلة الدنس في الثوب )
قوله تعالي ( وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ )
_ قيل المراد بهم اهل الاسلام ممن الذين اتبعوا رسول الله صلي الله عليه وسلم وصدقوا بنبوته وروي عن الحسن وقتادة وهو الاظهر والفوقية بالحجة والبرهان والغلبة
_ وقيل المراد ان النصاري فوق اليهود فليس بلد فيه احد من النصاري الا وهم فوق اليهود وها القول رواه الطبري عن بن زيد وعلي هذا تكون الفوقية بالمنعة والعزة
ويكون المراد بالاتباع -علي القول الاخير- اي الادعاء والمحبة وليس انهم اتباع الدين
قوله تعالي ( ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ ) قال الامام بن جرير ( مصيركم يوم القيامة )
قوله تعالي ( فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) اي من الدين وامر عيسي عليه السلام
وصلي اللهم وسلم علي نبينا محمد وعلي اله وصحبه وسلم