مؤسس الجمعيات الخيريّة لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية
و رئيس الجمعية الخيريّة لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض
اسمه و نسبه :
هو الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح بن حمد بن عبدالله بن فريان الهاجري القحطاني
نشأته و مسيرته العلمية :
ولد بمدينة الرياض سنة 1344هـ ونشأ في كنف والده نشاة دينية علمية وهيأه لطلب العلم و تلقاه عدد من المشائخ مثل سماحة الشيخ محمد بن إبرهيم آل الشيخ –رحمه الله- يقول الشيخ عبدالله بن جبرين –حفظه الله- : تعرفنا على الشيخ عبدالرحمن الفريان عندما قدمت للرياض سنة 1374هـ .. وسألناه فأخبرنا أنه من أهل الرياض أبا عن جد ولهم ملك في الرياض في المكان المعروف في الرياض بمعكال .أ.هـ
يقول الشيخ عبدالرحمن متحدثا عن نفسه :أنشأني الله بين أبوين صالحين ..وحرصا على تربيتي على آداب الإسلام و رغباني في الصلاة و وفي قراءة القرآن وكان والدي رحمه الله أدخلني في المدرسة التي تسمى سابقا "الكتاتيب" بجانب المساجد الملاصقة لمسجد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله عند المعلم فيها الذي هو يديرها و يسمّى المطوّع وهو الشيخ :صالح بن محمد بن مرحوم (ابن مصيبيح)رحمه الله . كما أن الشيخ قرأ القرآن ايضا على الشيخ علي اليماني رحمه الله و على الشيخ محمد أحمد سنان وأتم الشيخ حفظ القرآن عليه و ثم بدأ الشيخ طلب العلم على الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وهو في سن السابعة عشرة سنة 1361هـ يقول الشيخ عن نفسه : أمرنا أن نقرأ عليه الأصول الثلاثة ثم كتاب التوحيد ثم الأربعين النووية ثم آداب المشي للصلاة والآجرومية في النحو ثم قطر الندى ثم الألفية غيبا ثم بدأنا في جرد المطولات البخاري ومسلم واقتضاء الصراط المستقيم ..و يتخلل ذلك قراءة على الشيخ محمد بن عبداللطيف رحمه الله في بعض الأوقات و قرأنا على الشيخ عبدالعزيز بن محمد الشثري(أبو حبيب) رحمه الله وكذلك على الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله و قد أتممت عليه النونية لابن القيم وعلق عليها بعض التعليقات ويقول ايضا : حفّطنا الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله الأبعين النووية و بلوغ المرام و عمدة الأحكام و زاد المستقنع و الآجرومية و قطر الندى و الألفية في النحو و قرأنا الرحبية على الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم حيث كان فرضيا رحمه الله ..ويقول الشيخ :لم يكن هناك تعليم ابتدائي ولامتوسط ولاثانوي وبعد أن افتتحت كلية الشريعة أكملنا طلب العلم ويأتي إلينا أساتذة في المسجد أما الاختبار في الكلية و قد أكملنا الدراسة عام 1380هـ في كلية الشريعة وكان عمري حينها(36سنة) واستلم زملائي الشهادة وأنا لم استلمها بعد ذلك أمرنا الشيخ محمد بن إبراهيم بالتجول للدعوة بتوجيه من الملك سعود والذهاب للحدود الشماليّة واستمرت الرحلة ثلاثة أشهر حتى وصلت السيارات قبل وهذا كان قبل الإزفلت .
أما زملاء الشيخ في الطلب آنذاك فمن أبرزهم : الشيخ محمد بن عثيمين و الشيخ عبدالله بن جبرين و الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم و الشيخ عبدالرحمن بن مقرن وغيرهم كثير .
مشائخه هم :
1- الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية – رحمه الله -.
2- الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ – رحمه الله -.
3- سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله – وقد أتم عليه نونية ابن القيم.
4- الشيخ عبد العزيز الشثري أبو حبيب – رحمه الله -.
5- الشيخ صالح بن محمد بن مصيبيح – رحمه الله – تعلم عليه القرآن في صغره.
6- والده الشيخ عبد الله الفريان – رحمه الله – قرأ عليه القرآن كاملاً حفظاً.
7- الشيخ علي اليماني – رحمه الله – درس عليه القرآن.
8- الشيخ محمد بن أحمد بن سنان – رحمه الله – قرأ عليه القرآن.
9- الشيخ عبد الرحمن بن محمد المقوشي – رحمه الله –.
10- الشيخ محمد الشنقيطي – رحمه الله -.
11- الشيخ إسماعيل الأنصاري – رحمه الله - .
قصة تأسيس الجمعية الخيريّة لتحفيظ القرآن الكريم :
يقول الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله : قبل خمسين عاما ظهرت قلاقل وفتن يتبع أولها آخرها و كاد القرآن أن ينسى وقام الشيخ ابن إبراهيم وابن باز رحمهما الله واجتمعا بالشيخ الفريان وقررا قرارا كالجمان وقالوا للشيخ الفريان ماتقول ؟ قال : ماتقولون؟ قالوا: كلفناك .قال : أنا لها وأسأل الله أن يعينني إلى يوم التناد .. وحين شعر بقدر الرسالة و أثرها في قلبه قرر في نفسه قرارا عمل به وكان ذلك القرار كما تحدث عنه فقال : لم استلم أي عمل حكومي لأجل التفرغ للدعوة إلى الله وكنت توليت رئاسة الجمعية الخيرية بأمر من الشيخ محمد بن إبراهيم سنة 1378هـ ...
و قد تأسست الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض سنة 1386هـ على يد الشيخ رحمه الله ويقول الشيخ متحدثا عن نشأتها و تأسيسها : كانت البداية عشر مدارس بمدينة الرياض في المساجد وكان الهدف هو تعليم أبناء المسلمين القرآن الكريم و قد حضر في تلك الفترة الشيخ /محمد يوسف سيتي من باكستان وكان لهم تجربة في مدارس التحفيظ في باكستان و عرضنا الأمر على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم فأيّد الفكرة و فرح بتأسيس الجمعية و رشحني سماحته لرئاستها ..وطلبنا من الملك فيصل رحمه الله الموافقة على استقدام عشرة مدرسين متخصصين في التجويد من باكستان فوافق رحمه الله و أخذ الطلاّب في الحضور لحلق التحفيظ بعد العصر و بعد المغرب و بعد الفجر و أخذت الأعداد في الزيادة حتى أصبح بحمدالله تعالى في كل مسجد به حلقة لتحفيظ القرآن الكريم .. وأخذت الجماعة في التوسع وكان الإشراف عليها من قبل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثم انتقل بعد ذلك لوزارة الشؤون اللإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد و هناك أمانة عامة و مجلس أعلى للجمعيات الخيريّة لتحفيظ القرآن الكريم بالوزارة ..أ.هـ
لقد كان من كبير اهتمامات الشيخ بن فريان رحمه الله هذا القرآن و حفظه و العناية به حيث أسس هذه الجمعية و سعى في بنائها و تعميرها بالمال و اللسان و الكتاب و القلم فدعا إليها الناس و جمع لها الأكفاء من أخيار الإداريين و عني بكل ما يحتاجه أهل القرآن من وسائل مالية وتسهيلات ..و كان الشيخ حريص على حفلات تكريم الطلاّب تحفيظ القرىن الكريم في أي مكان في الرياض أو خارجه فلا يمانع من الحضور والشاركة .. ولم يزل الشيخ يسقي هذه البذرة التي أسسها حتى شملت كافة المدن والقرى و خرجت الجمّ الغفير من الحافظين والحافظات ومن دونهم حتى أصبحت شجرة وارفة ينتفع بها الكثير ..
و دأب الشيخ على دعم هذه الجمعية ماديا بتبرعه الشخصي لها و بجمع التبرعات لإنشاء الأوقاف لها و بالدعم السخي من لدن ولاة أمور هذه البلاد –وفقهم الله- .
اهتمامه بالدعوة :
الشيخ - رحمه الله - منذ صغره حين كان طالبا كان يعنى بنشر الدعوة، ويحمل هموم الدعوة، في مسجده كثيرا، وفي غير مسجده؛ فقد عُرف الشيخ وهو يذهب إلى مقر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أسواق الديرة القديمة، عندما كانت في مبانيها القديمة، وشوارعها الصغيرة ويُمد له بمكبرات الصوت في الشوارع والأسواق التجارية، يتحدث إلى الناس كل أسبوع، وهذه عادة كان المشايخ السابقون يحبونها ويواصلونها.
ومما تميز به الشيخ – رحمه الله – عدم استكثار الجهد في سبيل الدين ونشر العلم الصحيح داعية يمارس الدعوة في بيته وشارعه ومسجده ومكتبه وسفره وإقامته اقتداءً بنبي الأمـة صلى الله عليه وسلم، صحبه الكثير من الدعاة فأتعبهم بصبره وجلده.
ولعله من القلائل الذين ذرعوا الجزيرة العربية من أقصاها إلى أقصاها، يعظ ويذكر، ويدعو إلى التقوى والمحبة، لم يترك دائرة أو مكانا يعنى بالعلم والدعوة إلا وخطب فيه وأرشد وناصح وذكر، بقلب مخلص، فتقع كلماته في القلوب.
تولى إمامة جامع آل فريان بمعكال 1375هـ والخطابة فيه، قبل تخرجه من كلية الشريعة، واستمر حتى وفاته – رحمه الله -.
وبعد تخرجه رحمه الله من كلية الشريعة أمره الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله بتوجيه من الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله بالتجول للدعوة فتوجه إلى الحدود الشمالية.
البدء في الدعوة بالهمة والعزيمة حدد تاريخه فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين - حفظه الله - فقال: ( من حدود سنة 76هـ وما بعدها التزم بتغيير المنكرات التي كانت تتمكن من البلاد فالتزم بأن يغيّر، وإذا لم يستطع التغيير بيده فإنه يتصل بالمسؤولين، يتصل بالملك سعود في ذلك الوقت، وكذلك بالأمراء الذين إليهم الأمر زيادة على اتصاله مع الإخوة المشايخ، والشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله – وتذكيره بما حصل وأنه يوجد في المكان الفلاني سينما، وأن هناك من يدعو إليها، وأنه يوجد في المقاهي في مكان كذا وكذا منكرات وشباب كثير، يعكفون على النظر في تلك الأفلام وتلك الصور، ونحو ذلك، وهكذا كلما ذكر له منكر لامسه بعض المواطنين، أو بعض المتعاقدين، لم يسعه السكوت حتى يتصل بأولئك المسؤولين ومقابلتهم.
ولما اشتغل الهاتف وكان ذلك في حدود 86هـ وما بعدها كان منه الهاتف دائما مشغولا، يتصل بالمسؤولين ويذكرهم وينصحهم، وبالعلماء ويحثهم على القيام، وبالأخص المشايخ الكبار: كالشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ عبد الله بن حميد، والشيخ عبد العزيز بن باز، ونحوهم ويحثهم على أن يقوموا بالدعوة إلى الله تعالى.
وهو من المؤسسين لندوة الجامع الكبير – في الرياض - والتي تقام كل يوم خميس، وكانت ندوة مباركة، يقدم فيها مواضيع متنوعة تهتم بموضوعات العصر، وما يستجد فيه من انتشار لبعض المخالفات الشرعية، وطرح المواضيع المؤصلة، ويشارك فيها نخبة من علماء وطلبة العلم الراسخين، ثم يعلق عليها المفتي ويجيب على أسئلة الحضور، وهذه الندوة لا زالت مستمرة إلى يومنا هذا ولله الحمد منذ عهد الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى.
كما أسس الشيخ مكتبة شيخ الإسلام ابن تيمية التابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض، حيث أدرك – رحمه الله – أهمية البحث العلمي، وضرورة توفير الكتب والشريط الإسلامي، فأسس هذه المكتبة عام 1389هـ، وجعلها في المقر الرئيسي السابق للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، مع معهد القرآن الكريم وعلومه، وذلك ليتمكن الباحثون من الاطلاع على المصادر والمراجع الأصلية، وأيضا تمكين الناشئة الطلاب من التعرف على أمهات الكتب، بالإضافة إلى تمكين القراء من الاستعارة وفق نظام المكتبة الداخلي، كما أن قسم الشريط في المكتبة يوفر لمرتاديه تسجيلات القرآن الكريم، بأصوات بعض مشاهير القراء، وبعض طلبة الجمعية البارزين، وكذلك تسجيل بعض الدروس، والمحاضرات العلمية، والخطب، وبعض المتون والمنظومات المتعلقة بعلوم القرآن الكريم، وغيرها من المنظومات المفيدة لطالب العلم.
وكان لفضيلة الشيخ إسهام في الإعلام وبالذات الصحافة ودائما ما كان يحضر إلى الصحف ويحمل ( كلمة ) فيها تنبيه على خطأ معين أو تحذير من شيء معين أو تذكير بمناسبة معينة ( صوم، حج، عشر ذي الحجة، عاشوراء ) أ و تحذير من مسائل أو أمور خطيرة.
كما كان له إسهام مبارك في إذاعة القرآن الكريم وتقديم عدد من البرامج النافعة: في العقيدة والآداب ،والسيرة النبوية، علما بأن الشيخ عند ركوبه السيارة - سواء في سفر أو حِل، كان حريصا جدا على سماع إذاعة القرآن الكريم؛ فيطلب من السائق مباشرة تشغيل الإذاعة، وكان يتأمل أن يكون القراء في الإذاعة من الشباب خريجي الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم.
كان الشيخ مرجعا لكثير من الناس وطلاب العلم في الاحتساب على إنكار المنكرات وذلك بالنظر لأمرين :
الأول: أن الشيخ رحمه الله قد فتح صدره قبل أبواب بيته ومكتبه لكل من يتوجه إليه طالبا توجيها أو نصيحة أو استشارة أو عونا على فعل الخير أو إنكار منكر.
الثاني: أن الشيخ رحمه الله لم يكن يقصد تشهيرا بأحد ولا تنقصا له بل كان قصده إثبات الخير وإسداءه وإزالة المنكر قدر الاستطاعة فقبلت منه النفوس وأجلت شخصه الكريم.
الشيخ وإنكار المنكر:
كان رحمه الله حريصا على إنكار المنكر أيا كان فاعله لا تأخذه في الحق لومة لائم : فكان ينصح ويعظ أولا أبناءه وزوجاته، ثم الأقرب، ثم بقية الناس من ولاة أمر، ومسؤولين وأغنياء وفقراء، لا يرى منكرا إلا غيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فأينما يرى مكروها رحمه الله إما أن يتكلم عنه، أو يرسل خطابا للمسؤول عنه ويسأل تغييره.
كما أنه لا ينسى زملاءه أصحاب الفضيلة والمعالي من المشايخ؛ فكان يزورهم، وينصحهم، ويطلب منهم النصيحة. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
وحين يحضر إليه الفقراء في مكتبه بجانب المسجد ويرى من بعضهم أحيانا منكرات: إما إسبال ثوب، أو حلق لحية، أو ريح دخان، فيتكلم معهم، ويقف مدة من الزمن، ويعمم الخطاب لا يخص أحدا بعينه، وأحيانا أخرى يطلب الانفراد بمن يريد أن ينصحه: سواء كان مسؤولا، أو كان غنيا، أو فقيرا، إن وجد فرصة فينفرد به عن الناس وينصحه فيما بينه وبينه.
والشيخ - رحمه الله - كان دائم العون لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فكان يسعى لتعزيز جهودهم، وتوسيع نشاطهم، وكان رحمه الله يبذل جاهه فيما يقوي شوكتهم، وكانوا بدورهم لا يغيبون عنه يوما من محبتهم له، كانوا يزورونه في اليوم الواحد مرة أو مرتين، في مكتبه، وفي منزله، أو مسجده.
ومما كان عليه - رحمه الله - في هذا الباب : حرصه على مناصحة ولاة الأمر، وقبولهم ذلك منه لما عرفوه عنه من صدق وإخلاص، ونصح لهم، ونزاهة وثبات، وتحقق فيما يقصد، مما جعله لا يخشى في الله لومة لائم.
إحسانه و برّه :
بناء المساجد
من أعمال الشيخ المشهودة سعيه الدءوب في بناء المساجد وتهيئتها للصلاة, وقد ذكر أحد مقاولي البناء - وقد طال تعامله مع الشيخ - أنه بنى بأمره أكثر من ستين مسجداً في الرياض وحدها خلال ثلاثين عاماً تقريباً.
وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم
كان رحمه الله لا يرد سائلاً ولا سائلة مهما كانت الظروف، كان يزداد حرصه على الصدقة في رمضان خاصة؛ فكان لا يرد المحتاجين مهما كانوا, وكان قد خصص جهاز حاسب آلي في مقر عمله في مكتب الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن، لتسجيل دفع الصدقات؛ فيعطى السائل ويسجل رقم سجله المدني ويقول له: ( إن رغبت أن تعود إلينا فليكن بعد سنة من اليوم حتى نعطيك مرة أخرى )، وكان لا يغفل الحاجة القلبية؛ فكما أن أجساد هؤلاء الفقراء تحتاج إلى الطعام للنجاة من الهلكة، فإن قلوبهم بحاجة إلى النصح والوعظ للصلاح والنجاة من النار؛ فكان رحمه الله ينصحهم في أي منكر يراه منهم، سواء من رائحة دخان خبيثة، أو من حلق للحى، أو إسبال للثياب، وكان يأمرهم بإزالة هذا المنكر ويعطيهم ما قدر الله لهم.
-عنايته بالضعفة والغرباء
كان رحمه الله يقوم على شؤون الضعفاء والغرباء من المسلمين, يجود عليهم بماله, ويجمع لهم من المحسنين, ويصلح بينهم, ويعلمهم, ويشفع لهم, عند الولاة والوجهاء, ويبني لهم المدارس, ويؤجر لهم المساكن, وغير ذلك، كما كان يعول مئات الأسر، يساعدهم على قضاء حوائجهم، وسداد ديونهم، وإطعام جائعهم.
تلاميذه و مؤلفاته :
بسبب انشغال الشيخ بالدعوة والوعظ في جميع أنحاء المملكة لم يكن له تلاميذ يذكرون على وجه التحديد .. ولقد قرأ عليه بعض طلبة العلم في التفسير وفي البخاري و مسلم و الهدي النبوي لابن القيم و العقيدة الواسطية و كتاب التوحيد و غيرها من الدروس العلميّة
و أما مؤلقاته فكذلك لم تتفور للشيخ فرصة التأليف وإنما نصب جهده الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و النصيحة العامّة للناس و قضاء وحوائجهم و التفرغ لخدمة الجمعيّة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم و لذلك لم يترك الشيخ إلا مؤلفات قليلة وهي :
1-تحريم التصوير –طبع على نفقة الأمير بندر بن عبدالعزيز جزاه الله خيرا
2-مجموعة فوائد مهمة طبع على نفقة بعض المحسنين
3-تحف البيان من خطيب جامع آل فريان –طبع على نفقة المؤلف رحمه الله .
4-معجزات الرسول صلى الله عليه و سلم
5-الأوامر و النواهي في القرآن –لم يطبع
6-في ضلّ آية –برنامج إذاعي
7-آداب المشي إلى الصلاة –لم يطبع
ثناء علماء عصره عليه :
يقول الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله : إن للقرآن خادم , ومن خدمةِ القرآن الشيخ عبدالرحمن آل فريان .
و يقول الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله حين تزدحم عليه أوراق تهم القرآن : سندنا بعد الله في هذه الأوراق الشيخ ابن فريان .
و يقول فيه الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله : نعم المفيد و نعم المعلم و نعم الطالب ونعم الشيخ الذي يفيد زملاءه كانت مجالسته مجالسة عالم مع أنه زميل لنا .
و يقول الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله : الشيخ الفريان رحمه الله من الرجال الذين نذروا أنفسهم للدعوة إلى الله و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر وقد عرف بكثرة مواعظه ومحاضراته .
عبادته :
كان حريصا رحمه الله على صوم النوافل و قيام الليل ولايترك ليلة بدون وتر و كان يصل إحدى عشرة ركعة ويحرص على إيقاظ أهله و زوجته حتى في الليلة التي توفي فيها كان قد صلى الليل الساعة الحادية عشر والنصف و توفي بعد ذلك بحوالي الساعة رحمه الله رحمة واسعة .
كما كان يقرأ القرآن في كل وقته ويحرص على أن يختم القرآن في كل شهرين .
وفاته :
توفي رحمه الله في مساء يوم الأربعاء 7/7/1424هـ رحمه الله رحمة واسعة و أدخله فسيح جنانه .
المصدر :
كتاب (ابن فريان بين القرآن و الدعوة) للشيخ / إبراهيم بن عبدالله العيد .
(بتصرف يسير)
رابط الترجمة على الشبكة :
http://qk.org.sa/nawah.php?tid=1256