لا تجالس أصحاب الخصومات فإنهم يخوضون في آيات الله
215 - أخبرنا هارون عن حفص بن غياث عن ليث عن الحكم عن محمد بن علي قال : لا تجالس أصحاب الخصومات فإنهم يخوضون في آيات الله
قال حسين سليم أسد : إسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم
سنن الدارمي
رد: لا تجالس أصحاب الخصومات فإنهم يخوضون في آيات الله
الليث بن أبي سليم القرشي صدوق في نفسه، صاحب سنة، عابد صالح، استشهد به البخاري في الصحيح وروى له في كتاب رفع اليدين في الصلاة وغيره وروى له مسلم مقرونًا بأبي إسحاق الشيباني وروى له الباقون، قال الدارقطني: إنما أنكروا عليه الجمع ( أي الخلط)، قال الذهبي: وضعفه يسير (أي سوء حفظه).
قلتُ: في مثل هذا الإسناد المقطوع ضعفه لا يضر فالأمر واسع في هذا ولا سيما أنها ليست أمر غيبي ولا حكم شرعي، وأيضًا رجاله ثقات رجال الصحيحين.
قلتُ: وفي الإسناد علتان أخرتان
هو تدليس الحكم الكندي، قال الحافظ ابن حجر: ربما دلس، قلت لعله نقلها من ابن حبان وابن حبان اختلط بينه وبين الحكم النباش، لذا انتفت العلة.
والعلة الأخرى: حفص بن غياث اختلط بآخره، ولكن له متابعتان مرة في سنن الدارمي عن الفضيل بن عياض التميمي وهو ثقة إمام ثبت مأمون زاد في الرواية [الذين] لكن عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الْخُصُومَاتِ، فَإِنَّهُمْ [الَّذِينَ] يَخُوضُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ " دون الحكم.
ومرة في ذم الكلام وأهله لعبد الله الأنصاري وفي حلية الأولياء لأبي نعيم واللفظ لعبد الله:
عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع الكناني وهو ثقة قال عبد الله:
عن أَبِي شِهَابٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الْخُصُومَاتِ، فَإِنَّهُمْ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ "،
وَقَالَ أَبُو شِهَابٍ: " الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ هُمْ أَصْحَابُ الْخُصُومَاتِ ". [ ج 4 : ص 308/307 ].
قلتُ: وقد زاد الاختلاط من ليث حتى جعل له في (ذم الغيبة والنميمة) لابن أبي الدنيا برقم [20 ]:
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ [صدوق يتشيع]، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: " لا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الْخُصُومَاتِ فَإِنَّهُمُ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ عز وجل ".
قلتُ: والإسناد مضطرب فمرة يروي الليث عن الحكم عن مكحول عن محمد بن علي ومرة يروي عن الحكم عن أبي حعفر علي بن محمد، ومرة يروي الليث عن علي بن محمد والليث هذا ممن عاصر محمد بن علي وهو الباقر.
قلتُ: له شاهدٌ ءاخر في (الإبانة الكبرى) لابن بطة بسند رجاله ثقات عدا جابر بن يزيد الجعفي وهو متروك ويدلس ولكنه أيضًا ممن عاصر محمد بن علي وهو الباقر.
قال ابن بطة: َحَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الأَرْدُبِيلِيّ ُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: يَا جَابِرُ، " لا تُخَاصِمْ فَإِنَّ الْخُصُومَةَ تُكَذِّبُ الْقُرْآنَ " [ ج 1 : ص 169 ].
قلتُ: قد قاله غير واحد من العلماء جاء عن محمد ابن الحنفية بسند فيه الليث أيضًا في الإبانة الكبرى لابن بطة قال:
حَدَّثَنَا الْقَافْلائِيُّ ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: " لا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الْخُصُومَاتِ، فَإِنَّهُمُ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ ". قلتُ: لعله اختلاط ليث بن أبي سليم أو هو إسناد ءاخر فمنذر الثوري يروي عن ابن الحنفية.
وأيضًا جاء بسند حسن في (البدع) لابن الوضاح برقم [127 ] فقال
نا أَسَدٌ، نا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ الْحَوْشِيُّ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لابْنِهِ: يَا عِيسَى،
" أَصْلِحْ لِلَّهِ قَلْبَكَ، وَأَقِلَّ مَالَكَ "، وَكَانَ يَقُولُ: " وَاللَّهِ، لأَنْ أَرَى عِيسَى يُجَالِسُ أَصْحَابَ الْبَرَابِطِ، وَالأَشْرِبَةِ، وَالْبَاطِلِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرَاهُ يُجَالِسُ أَصْحَابَ الْخُصُومَاتِ، يَعْنِي: أَهْلَ الْبِدَعِ ".
وأيضًا في (السنة) لعبد الله بن أحمد قال وَقَالَ أَبُو قِلابَةَ وَكَانَ أَدْرَكَ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الأَهْوَاءِ "، أَوْ قَالَ " أَصْحَابَ الْخُصُومَاتِ ؛ فَإِنِّي لا آمَنُ أَنْ يَغْمِسُوكُمْ فِي ضَلالَتِهِمْ أَوْ يَلْبِسُوا عَلَيْكُمْ بَعْضَ مَا تَعْرِفُونَ " [ ج 1 : ص 138 ].
وجاء عن ابن عباس بسند فيه غالب بن عبيد الله وهو ممعروف بوضع الحديث في (ذم الكلام وأهله) لعبد الله الأنصاري:
عن عطاء بن أبي رباح عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا موقوفًا: " (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ) سورة آل عمران آية 7، قَالَ: هُمْ أَصْحَابُ الْخُصُومَاتِ، وَالْمِرَاءِ فِي دِينِ اللَّهِ ". ويرويه مرة مقطوعًا عن عطاء بن أبي رباح فقال: فِي قَوْلِهِ: " إِنَّ الَّذِينَ فَارَقُوا دِينَهُمْ، قَالَ: هُمْ أَصْحَابُ الْخُصُومَاتِ وَالْمِرَاءِ فِي دِينِ اللَّهِ "
وكلا الإسنادين فيهما غالب وهو يضع الحديث.
والله أعلم.
رد: لا تجالس أصحاب الخصومات فإنهم يخوضون في آيات الله