التعلم سُلّم نجاح الأجيال

التعلم سُلّم نجاح الأجيال




تعتبر العملية التعليمية من أهم عوامل بناء المجتمعات الحديثة، وخير شاهد على ذلك ما دلت عليه التجارب المعاصرة لجميع الدول الناجحة؛ حيث أثبتت أن تقدمها الحقيقي في جميع مجالات التنمية بدأ من التعليم باعتباره نظاما اجتماعيا مؤثرا في المنظومة المجتمعية الشاملة.



وحتى تكون هذه العملية هادفة محققة نتائجها المرجوّة، فلابد من مراعاة المبادئ الأخلاقية التي هي العماد الأمثل لكلّ نجاح وازدهار، كما أن الطرق التربوية المختلفة تعتبر وسائط تعليمية مساعدة؛ تستثير المتعلم وتوجّه تقدّمه العلمي، وقيمة هذه الوسائل إنما تقاس بمقدار ما تثيره من تفاعل إيجابيّ في نفس المتعلمين؛ كبارا وصغارا وناشئة، ومن هنا كان مهمّا للمعلم أن يتعرّف على هذه الوسائل، ويراقب تجددها، ويحسن إدارتها واستعمالها، ذلك أنها تمثل نقطة التحول في قيامه بواجباته التعليمية.



كما أنّ المنهج التعليمي المطلوب يظلّ حبرا على ورق ما لم يتحوّل إلى عمل بنّاء يترجم مبادئ هذا المنهج ومعانيه، ولذلك حين خلا العلم في عصرنا من التربية؛ صار ضرر التعليم على الفرد والمجتمع أكثر من نفعِه؛ فالتقدّم التقنيّ مثلا سُخِّر للمُجون ووأد الفضيلة، وتلويث العقول بالأفكار المنحرفة، وكذا التقدّم العلميّ في الحضارة المادّية المعاصرة وَلَّد قوى متجبرة همجيّة، لا علاقة لها بالأخلاق؛ قوى سيطرةٍ واستبداد وامتصاصِ ثرواتِ الضعفاء، وسَحْق الأبرياء.
منقول