-
السكن في بلاد الكفر
قال رسول الله ﷺ :
*"برئت الذمة ممن أقام مع المشركين في بلادهم"*.
وقال رسول الله ﷺ :
*" أنا برئ من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين ،*
*قالوا يا رسول الله ولم ؟*
*قال : لا تراءى ناراهما "*
( حسن ) الصحيحة ٦٣٦
______________________________
قال ابن عثيمين رحمه الله :
*كيف تطيب نفس مؤمن أن يسكن في بلاد كفار تعلن فيها شعائر الكفر، ويكون الحكم فيها لغير الله ورسوله، وهو يشاهد ذلك بعينه ويسمعه بأذنيه، ويرضى به، بل ينتسب إلى تلك البلاد ويسكن فيها بأهله وأولاده، ويطمئن إليها كما يطمئن إلى بلاد المسلمين مع ما في ذلك من الخطر العظيم، عليه وعلى أهله وأولاده في دينهم وأخلاقهم.*
مجموع الفتاوى ( 3/30 )
-
رد: السكن في بلاد الكفر
قال أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله :
أما قوله : "لا تراءى ناراهما" ففيه قولان:
أما أحدهما : فيقول : لا يحل لمسلم أن يسكن بلاد المشركين ، فيكون منهم بقدر ما يرى كل واحد منهم نار صاحبه ، فيجعل الرؤية في هذا الحديث في النار ، ولا رؤية للنار ، وإنما معناه أن تدنو هذه من هذه ، و كان الكسائي يقول : العرب تقول : داري تنظر إلى دار فلان ودورنا تناظر ، ويقول : إذا أخذت في طريق كذا وكذا ، فنظر إليك الجبل : فخذ عن يمينه أو يساره ، هكذا كلام العرب .
قال الله عز وجل وذكر الأصنام فقال : "وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ . وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ" فهذا وجه .
وأما الوجه الآخر فيقال : أراد بقوله : "لا تراءى ناراهما" يريد نار الحرب ، قال الله تعالى : "كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ" فيقول : ناراهما مختلفتان ، هذه تدعو إلى الله تبارك وتعالى ، وهذه تدعو إلى الشيطان ، فكيف تتفقان ؟ وكيف يساكن المسلم المشركين في بلادهم ، وهذه حال هؤلاء وهؤلاء .
ويقال : إن أول هذا أن قوما من أهل مكة أسلموا وكانوا مقيمين بها على إسلامهم قبل فتح مكة ، فقال النبي عليه السلام هذه المقالة فيهم ، ثم صارت للعامة. اهـ
غريب الحديث