هل قصد أئمة الدعوة أن مشركي قريش أقروا بتوحيد الربوبية إقرارًا كاملًا؟
قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله في «القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد» (ص77، 78): «ثم هنا أمر لا بد من تقريره وإيضاحه؛ وهو: أنَّ قول أهل العلم عن المشركين بأنَّهم يعترفون بتوحيد الربوبية ليس المراد به أنَّهم اعترفوا بهذا القسم من التوحيد على التمام والكمال، فهذا لا يقول به أحد من أهل العلم، وإنَّما مرادهم تقرير ما ثبت في القرآن عن المشركين من اعترافهم بالخالق الرازق المدبر لشئون الخلق، فهذا من صفات الربوبية وخصائصها وقد آمن واعترف به المشركون، ثم هذا أيضًا ليس حُكمًا عامًّا مُطَّردًا على جميع المشركين؛ إذ منهم من وُجِد عنده حتى الشرك في الربوبية»اهـ.
رد: هل قصد أئمة الدعوة أن مشركي قريش أقروا بتوحيد الربوبية إقرارًا كاملًا؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان
ليس المراد به أنَّهم اعترفوا بهذا القسم من التوحيد على التمام والكمال
( هذا المنافق الذي يقرأ القرآن يحفظه ويتصور معانيه، وقد يصدق أنه كلام الله، وأن الرسول حق، ولا يكون مؤمنا، كما أن اليهود يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، وليسوا مؤمنين، وكذلك إبليس وفرعون وغيرهما. لكن من كان كذلك، لم يكن حصل له العلم التام والمعرفة التامة. فإن ذلك يستلزم العمل بموجبه لا محالة؛ ولهذا صار يقال لمن لم يعمل بعلمه: إنه جاهل، كما تقدم ) الايمان لابن تيمية
المعرفة التامة و العلم التام يستلزم العمل لا محالة . فعدم العمل بموجب المعرفة و العلم يدل على خلل في ذلك
لذلك يقرر العلماء ان توحيد الربوبية يستلزم توحيد الالوهية . و هذا اللازم لا يتخلف في حق اهل الايمان
و يعبر العلماء على الربوبية و الاسماء و الصفات بالتوحيد العلمي و بالالوهية بالعملي
و العلم التام ( اي المجزئ ) الذي لا يصح ايمان الا به يستلزم العمل و الانقياد لا محالة
فتخلف موجب المعرفة و العلم يدل على فساد ذلك
لذا يفرق العلماء بين التصديق اللغوي و التصديق الشرعي الذي يتضمنه الايمان
فمجرد التصديق بالخبر و المعرفة و العلم الذي لا يقارنه عمل القلب و الانقياد الظاهر لا يكون صاحبه مؤمنا
و لا يسمى صاحبه مصدقا شرعا . و يدل عدم ذلك على الفساد او النقصان الغير معتبر لتخلف لازمه .
الحاصل ان الكفار ليس لديهم المعرفة التامة المجزئة التي تستلزم موجبها في حال حصولها
فعدم الانقياد العملي في باب توحيد الالوهية يدل على انهم لم يحققوا التوحيد العلمي المعرفي (الربوبية ) و الله اعلم
في تطهير الاعتقاد للصنعاني رحمه الله
( المشركين لَم ينفعهم الإقرارُ بالله مع إشراكهم في العبادة، ولا يغني عنهم مِن الله شيئاً، وأنَّ عبادتَهم هي اعتقادُهم فيهم أنَّهم يَضرُّون وينفعون، وأنَّهم يقرِّبُونهم إلى الله زلفى، وأنَّهم يَشفعون لهم عند الله تعالى، فنَحَروا لهم النَّحائِر، وطافُوا بهم ونذروا النذور عليهم، وقاموا متذلِّلين متواضعين في خدمتهم وسجدوا لهم، ومع هذا كلِّه فهم مقرُّون لله بالربوبية وأنَّه الخالقُ، ولكنَّهم لَمَّا أشركوا في عبادته، جعلهم مشركين ولَم يَعْتَد بإقرارهم هذا؛ لأنَّه نافاه فعلُهم، فلم ينفعهم الإقرارُ بتوحيد الربوبية، فمِن شأن مَن أقرَّ لله تعالى بتوحيد الربوبية أن يُفردَه بتوحيد العبادة، فإذا لَم يفعل ذلك فالإقرارُ باطل. )
رد: هل قصد أئمة الدعوة أن مشركي قريش أقروا بتوحيد الربوبية إقرارًا كاملًا؟
يقول ابن ابي العز رحمه الله في شرحه على الطحاوية
و كَثِير مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ قَدْ يَظُنُّ فِي آلِهَتِهِ شَيْئًا مِنْ نَفْعٍ أَوْ ضُرٍّ، بِدُونِ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ ذَلِكَ. فَلَمَّا كَانَ هَذَا الشِّرْكُ فِي الرُّبُوبِيَّةِ مَوْجُودًا فِي النَّاسِ، بَيَّنَ الْقُرْآنُ بُطْلَانَهُ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ}
رد: هل قصد أئمة الدعوة أن مشركي قريش أقروا بتوحيد الربوبية إقرارًا كاملًا؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
يقول ابن ابي العز رحمه الله في شرحه على الطحاوية
و كَثِير مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ قَدْ يَظُنُّ فِي آلِهَتِهِ شَيْئًا مِنْ نَفْعٍ أَوْ ضُرٍّ، بِدُونِ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ ذَلِكَ. فَلَمَّا كَانَ هَذَا الشِّرْكُ فِي الرُّبُوبِيَّةِ مَوْجُودًا فِي النَّاسِ، بَيَّنَ الْقُرْآنُ بُطْلَانَهُ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ}
توحيد الربوبية يقرُّ به الإنسان بموجب فطرته ونظره في الكون.
والإقرار به وحده لا يكفي للإيمان بالله، والنجاة من النار، فقد أقرّ به إبليس والمشركون فلم ينفعهم،---- وكما تقدم
اقتباس:
المقصود: أن من أنكر رب العالمين من الكفرة المجرمين، فهو في الحقيقة مكابر لفطرته وعقله، فإن الفطرة والعقل يشهدان بوجود رب متصرف في الكون، مدبر للعباد، لا شبيه له، ولا شريك له، ولا ند له سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا، ولهذا قلنا: إن المشركين قد أقروا بتوحيد الربويية، والأسماء والصفات، ولم ينكروا ذلك؛ لأنهم يعلمون أن الله جل وعلا خالق العباد ورازقهم، ومدبر أمورهم، منزل المطر، المحيي المميت، الرزاق للعباد وغير ذلك، كما تقدم بيانه
اقتباس:
لأنه لو كان معناها توحيد الربوبية لما قال الرسول –ص- للمشركين : "قولوا لا إله إلا الله" , لأنهم يقولون إن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت , وإنه حينئذ يطلب منهم ما هو تحصيل حاصل , ويقاتلهم على شيء يعترفون به ويقرون به
-
اقتباس:
فَلَمَّا كَانَ هَذَا الشِّرْكُ فِي الرُّبُوبِيَّةِ مَوْجُودًا فِي النَّاسِ،
--توحيد الربوبية قامت به الحجة القاطعة للعذر، ولهذا كان زبدة الرسالة المحمدية هي الدعوة إلى لازم هذا التوحيد وهو توحيد الألوهية، وهو عبادة الله وحده دون شريك، إذ انحراف الناس غالباً ما يكون في هذا النوع من التوحيد، ولهذا احتاجوا على مدى التاريخ البشري إلى الرسل التي تدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده دون شريك، قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل: 36]، وقال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
اقتباس:
كَثِير مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ قَدْ يَظُنُّ فِي آلِهَتِهِ شَيْئًا مِنْ نَفْعٍ أَوْ ضُرٍّ، بِدُونِ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ ذَلِكَ. فَلَمَّا كَانَ هَذَا الشِّرْكُ فِي الرُّبُوبِيَّةِ مَوْجُودًا فِي النَّاسِ
نعم قد تجد عند كثير من المشركين سواء المتقدمين او المتأخرين مع اقرارهم بالربوبية -تجد كثير منهم يعتقدون فى اوثانهم انها تجلب لهم نفعا او تدفع عنهم ضرا- وهذا من لوازم الشرك فى الالوهية