روايات الترمذي عن ابن لهيعة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فعبد الله بن لهيعة المصري قد اختلفت كلمة الأئمة فيه, لكن أغلبهم على ضعفه وترك الاحتجاج به
فقد ضعفه مطلقا ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة وقبلهم القطان وابن مهدي
ففي التهذيب
) و قال البخارى ، عن الحميدى : كان يحيى بن سعيد لا يراه شيئا .)انتهى
وقال بعض الأئمة ان سماع القدماء عنه صحيح مثل العبادلة , فهم سمعوا منه قبل احتراق كتبه وقبل اختلاطه, فرواية هؤلاء أرجح من رواية غيرهم
يضاف الى ذلك قبوله للتلقين وذلك بعد ذهاب أصوله
و وصفه ابن حبان ايضا بالتدليس وكان الامام أحمد يحسن القول فيه
وفي التهذيب ) و قال نعيم بن حماد : سمعت ابن مهدى ، يقول : ما أعتد بشىء سمعته من حديث ابن لهيعة إلا سماع ابن المبارك و نحوه...
و قال عبد الغنى بن سعيد الأزدى : إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح :
ابن المبارك ، و ابن وهب ، و المقرىء .
و ذكر الساجى و غيره مثله . ) انتهى
أما الترمذي فقد خرج له في أكثر من ثلاثين موضعا من رواية قتيبة بن سعيد واحيانا يحسن روايته اذا اعتضدت وفي كثير من المواضع يضعفها
فمما حسنه حديث المستورد بن شداد
40 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَاابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيِّ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ الْفِهْرِيِّ، قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَوَضَّأَ دَلَكَ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ بِخِنْصَرِهِ» .
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ)
وهو قد حسنه لأنه روي بمعناه من وجه آخر عن ابن عباس مرفوعا «إِذَا تَوَضَّأْتَ فَخَلِّلْ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدَيْكَ وَرِجْلَيْكَ»
وقوله (غريب) اي من هذا الوجه فلم يرو بهذا اللفظ الا من طريق ابن لهيعة ,مع أن البيهقي رواه مقرونا بالليث بن سعد
ويظهر من صنيع الترمذي انه لا يحتج به استقلالا فهو يستشهد به أو يعتبر بروايته اذا اعتضدت من وجه آخر لذلك فهو لا يصحح حديثه لهذا ضعفه في أكثر من موضع , من ذلك قوله
(وَابْنُ لَهِيعَةَ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ؛ ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُ)
وقال أيضا في زكاة الحلي
«وَالمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ وَابْنُ لَهِيعَةَ يُضَعَّفَانِ فِي الحَدِيثِ، وَلَا يَصِحُّ فِي هَذَا البَابِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ»
وقال أيضا ( حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ مِنْ قِبَلِ إِسْنَادِهِ» ، وَإِنَّمَا رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَالمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، «وَالمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، وَابْنُ لَهِيعَةَ يُضَعَّفَانِ فِي الحَدِيثِ»
مع أنه مقرون بغيره الا أنه ضعف حديثهما ولم يحسنه , لكنه حسن له حديثا آخر رواه مقرونا بوهب بن جريرعن أبيه ...
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَسْلَمْتُ وَتَحْتِي أُخْتَانِ، قَالَ: «اخْتَرْ أَيَّتَهُمَا شِئْتَ» هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ،)
فقد حسنه هنا وضعف الحديث السابق لأن المثنى بن الصباح شديد الضعف ومنهم من تركه بينما وهب بن جرير ثقة .
وقد روى أحاديث عدة عن ابن لهيعة ويحكم عليها بالغرابة فيقول «هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ»
واحيانا يقول (ليس اسناده بالقوي) وهذا لأجل ابن لهيعة ...
.
رد: روايات الترمذي عن ابن لهيعة
رد: روايات الترمذي عن ابن لهيعة
جزاكم الله خيرا شيخ أحمد
واصل وصلك الله بفضله