حبب إليَّ من الدنيا ثلاثة ...
ما صحة هذا الحديث:
وروي أنه عليه الصلاة والسلام لما قال 'حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة'، قال أبو بكر: وأنا يا رسول الله حبب إلي من الدنيا النظر إلى وجهك، وجمع المال للإنفاق عليك، والتوسل بقرابتك إليك. وقال عمر: وأنا يا رسول الله، حبب إلي من الدنيا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقيام بأمر الله. وقال عثمان: وأنا يا رسول الله حبب إلي من الدنيا ثلاث: إشباع الجائع، وإرواء الظمآن، وكسوة العاري. وقال علي رضي الله عنه: وأنا يا رسول الله حبب إلي من الدنيا الصوم في الصيف، وإقراء الضيف، والضرب بين يديك بالسيف.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما قوله عليه الصلاة والسلام: "حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة"، فقد رواه: [أحمد والنسائي والبيهقي والطبراني وأبو يعلى وعبد الرزاق والحاكم وغيرهم وهو صحيح].
وأما ما نسبته إلى الخلفاء الراشدين فلم نقف عليه في شيء من الكتب التي تعنى بمثله إلا ما أورده إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي في كشف الخفاء ومزيل الإلباس حيث قال: قال في المواهب وههنا لطيفة روي أنه عليه الصلاة والسلام لما قال حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة قال أبو بكر وأنا يا رسول الله حبب إلي من الدنياالنظر إلى وجهك وجمع المال للإنفاق عليك والتوسل بقرابتك اليك والنهي عن المنكر والقيام بأمر الله وقال عثمان وأنا يا رسول الله حبب إلي من الدنيا ثلاث إشباع الجائع وإرواء الظمآن وكسوة العاري وقال علي رضي الله عنه وأنا يا رسول الله حبب إلي من الدنيا الصوم في الصيف وإقراء الضيف والضرب بين يديك بالسيف. قال الطبري خرجه الجندي والعهدة عليه انتهى
وفيه روايات أخرى عدلنا عنها تجنبا للإطالة، ويكفي للدليل على ضعف هذا الخبر أنه لم يرد في شيء من الكتب التي تعتني بالحديث.
والله أعلم.
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...d&Id=93090
رد: حبب إليَّ من الدنيا ثلاثة ...
الكلام على حديث ( حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ، وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال أحمد في مسنده 12293 : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ سَلَّامٍ أَبِي الْمُنْذِرِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ، وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ .
استنكر العقيلي هذا الحديث بعينه على سلام ، وقد تابع سلاماً جعفر بن سليمان الضبعي وهو نفسه متكلم في حديثه عن ثابت
و قال أبو الحسن بن البراء عن على ابن المدينى : أكثر عن ثابت ، و كتب مراسيل
و فيها أحاديث مناكير ، عن ثابت عن النبى صلى الله عليه وسلم .
وقد رجح الدارقطني الإرسال في هذا الخبر
جاء في علل الدارقطني :" 2385 : وسُئِل عَن حَديث ثابت ، عن أنس قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : حُبِّب إليّ النساء ، والطيب ، وجعل قرة عيني في الصلاة.
فقال : حَدَّث به سلام بن سليمان - أبو المنذر ، وسلام بن أبي الصهباء ، وجعفر بن سليمان الضبعي ، عن ثابت ، عن أنس.
وخالفهم حماد بن زيد ، فرواه عن ثابت مرسلاًً..
وكذلك رواه محمد بن عثمان ، عن ثابت البصري مرسلاًً.
والمرسل أشبه بالصواب"
وهذا يفسر عدم وجود الحديث عند أصحاب ثابت الكبار كحماد بن سلمة وسليمان بن المغيرة
قال عبد الرزاق في المصنف 7939 : عن بن التيمي عن أبيه و عن ليث قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حبب إلي الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة
وهذا لا يقوي مرسل ثابت فسليمان التيمي وثابت كلاهما طبقة واحدة وهما بصريان ، وليث ليس تابعياً وهو ضعيف
ثم إن كلاهما من صغار التابعين وصغار التابعين مراسيلهم لا تقبل التقوية
قال ابن كثير في الباعث الحثيث :" والذي عول عليه كلامه _ يعني الشافعي _ في الرسالة " أن مراسيل كبار التابعين حجة، إن جاءت من وجه آخر ولو مرسلة، أو اعتضدت بقول صحابي أو أكثر العلماء، أو كان المرسل لو سمى لا يسمي إلا ثقة، فحينئذ يكون مرسله حجة، ولا ينتهض إلى رتبة المتصل "
فخص مراسيل كبار التابعين بقابلية الاعتضاد
وقال العراقي في التقييد والإيضاح (1/39) :" "قوله" حكاية عن نص الشافعي رضى الله عنه في مراسل التابعين أنه يقبل منها المرسل الذي جاء نحوه مسندا وكذلك لو وافقه مرسل آخر أرسله من أخذ العلم عن غير رجال التابعى إلاول في كلام له ذكر فيه وجوها من إلاستدلال على صحة مخرج المرسل بمجيئه من وجه آخر انتهى كلامه وفيه نظر من حيث أن الشافعي رضى الله عنه إنما يقبل من المراسيل التي اعتضدت بما ذكر مراسيل كبار التابعين بشروط أخرى في من أرسل كما نص عليه في الرسالة"
وقال ابن حجر في النكت على ابن الصلاح (2/ 543) :" وهذا الذي عليه جمهور المحدثين، ولم أر تقييده بالكبير صريحا عن أحد، لكن نقله ابن عبد البر عن قوم ، بخلاف ما يوهمه كلام المصنف. نعم قيد الشافعي المرسل الذي يقبل - إذا اعتضد - بأن يكون من رواية التابعي الكبير.
ولا يلزم من ذلك، أنه لا يسمى ما رواه التابعي الصغير مرسلا.
والشافعي مصرح بتسمية رواية من دون كبار التابعين مرسلة وذلك في قوله: "ومن نظر في العلم بخبرة وقلة غفلة استوحش من مرسل كل من دون كبار التابعين بدلائل ظاهرة"
وقال العقيلي في الضعفاء :" (2045) يحيى بن عثمان الحربي بغدادي عن هقل لا يتابع على حديثه عن الاوزاعي حدثنا محمد بن زكريا البلخي حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا هقل بن زياد عن الاوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت قرة عيني في الصلاة هذا يرويه سلام الطويل عن ثابت عن أنس وسلام فيه لين"
فاستنكر عليه هذا الحديث بعينه ، وقوله صواب إذ أن الانفراد عن أنس بسنة في هذه الطبقة ، محل استنكار خصوصاً من طريق الأوزاعي
قال الطبراني في الكبير 1012 : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَيْسَانَ الْمِصِّيصِيُّ قَالَا , ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ.
وهذا غريب جداً ولم يذكر (حبب إلي الطيب والنساء) وأبو حذيفة ضعيف جداً عن الثوري
قال عبد الله في العلل ومعرفة الرجال [ 758 ] سمعت أبي وذكر قبيصة وأبا حذيفة فقال قبيصة أثبت منه جدا يعني في حديث سفيان أبو حذيفة شبه لا شيء وقد كتبت عنهما جميعا
وهذا جرح شديد
وقال ابن رجب في شرح علل الحديث :" وقال الجوزجاني سمعت أحمد يقول : (( كأن سفيان الذي يحدث عنه أبو حذيفة ليس هو سفيان الثوري الذي يحدث عنه الناس )) .
قال العقيلي : (( جاء عن سفيان بأحاديث بواطيل لم يحدث بها عن سفيان غيره )) "
قد سقطت كلمة ( بواطيل ) من بعض الطبعات وهي مثبتة في طبعة الرشد ، ولا شك أن هذا الخبر منها لأنه لا يوجد في مصدر آخر غير معجم الطبراني الكبير ، والحديث معروف من حديث أنس ولم يتابعه أحد عن الثوري به
وله طريق ذكرها ابن حبان في المجروحين من حديث يوسف بن عطية الصفار وهو متروك [ المجروحين 2/488 ]
قال الشوكاني في الفوائد المجموعة :" 23- حديث: "حببت إليَّ من دنياكم: النساء، والطيب، وجلعت قرة عيني في الصلاة".
ضعفه العقيلي"
ولم يتعقبه بشيء وسكت عليه المعلمي فالظاهر أنهما يوافقانه على تضعيف وهذا ما أميل إليه بعد هذا البحث
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه / عبدالله الخليفي
رد: حبب إليَّ من الدنيا ثلاثة ...
لي تخريج موسع يسر الله إتمامه بمشيئته وفضله ومنه
رد: حبب إليَّ من الدنيا ثلاثة ...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى
لي تخريج موسع يسر الله إتمامه بمشيئته وفضله ومنه
اللهم آمين
موفق مسدد
رد: حبب إليَّ من الدنيا ثلاثة ...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة
وأما الثالثة، وهي الصلاة فهي قُرّة عينه عليه الصلاة والسلام، وليست مِن أمْر الدنيا، بل هي مِن أمر الدِّين.
ذُكِر لها توجيهات حسان صحيحة إن صحت روايةً:
الأولى: أن (من) بمعنى (في)، كقوله تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ}، أي في يوم الجمعة، وكقوله: {أروني ماذا خلقوا من الأرض}، والمعنى عند هؤلاء والله أعلم: (في الأرض)، ، وكقوله: {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ}، وكقول الشاعر:عَسى سَائل ذُو حَاجَةٍ إِن منعته ... من الْيَوْم سؤلا أَن يكون لَهُ غَد
أي: في اليوم.
والمعنى على هذا: (حبب إليَّ في دنياكم): والصلاة في الدنيا.
قال الكلاباذي الحنفي في بحر الفوائد (ص: 26): (فَكَأَنَّهُ قَالَ: «حُبِّبَ إِلَيَّ فِي الدُّنْيَا» أَيْ: مُدَّةُ كُونِي فِيهَا هَذِهِ الْأَشْيَاءُ الثَّلَاثَةُ، فيَكُونُ هَذِهِ الْأَشْيَاءُ فِي الدُّنْيَا لَا مِنَ الدُّنْيَا، وَإِنْ كَانَتْ فِيهَا)
الثانية: أن المعنى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبب إليه من الدنيا ثلاثة أمور، فذكر اثنين، وترك الثالثة، ذكر: (النساء والطيب)، وترك الثالثة المذكورة في حديث عائشة عند ابن سعد 1/398 بسند فيه رجل مبهم عن عائشة قالت: كان يُعجب نبى الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الدنيا ثلاثة أشياء: الطيب والنساء والطعام، فأصاب اثنتين ولم يُصب واحدة، أصاب النساء والطيب، ولم يُصِب الطعام.
ويشهد له هذا الحديث، وأحاديث حبه للقرع وللحم الكتف وللحلوى وغيرها من الأطعمة.
وقال الزمخشري (1/ 388) في تفسير قوله تعالى: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) }:
(ويجوز أن يراد: فيه آيات بينات مقام إبراهيم، وأمن من دخله، لأنّ الاثنين نوع من الجمع كالثلاثة والأربعاء. ويجوز أن تذكر هاتان الآيتان ويطوى ذكر غيرهما. دلالة على تكاثر الآيات، كأنه قبل: فيه آيات بينات مقام إبراهيم، وأمن من دخله، وكثير سواهما. ونحوه في طىِّ الذكر قول جرير:
كَانَتْ حَنِيفَةُ أثْلَاثاً فَثُلْثُهُمُو ... مِنَ الْعَبِيدِ وَثُلْثٌ مِنْ مَوَالِيهَا
ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: «حبب إلىّ من دنياكم ثلاث: الطيب، والنساء، وقرَّة عينى في الصلاة»).
وفسر قوله السمين الحلبي في الدر المصون (3/ 319) بعد نقله كلام الزمخشري: (ذَكَر اثنين وهما الطِّيب والنساءُ، وطَوَى ذِكْرَ الثالثة، لا يقال: إن الثالثة قوله: «وقُرَّةُ عيني في الصلاة» لأنها ليست من دُنْياهم، إنما هي من الأمورِ الأُخْروية، وفائدةُ الطيّ عندهم تكثير ذلك الشيء).
المهم أنه صلى الله عليه وسلم -إن صحت رواية- أمسك عن ذكر الثالثة، إما تكثيرا كما قاله الزمخشري، وإما لعدم إصابته الطعامَ كما في حديث عائشة.
ثم ابتدأ كلاما مستأنفا، فقال: (وجعلت قرة عيني في الصلاة)
وهذا الأسلوب كثير في كلام العرب.
الثالثة: أن الثالثة هي (قرة عيني في الصلاة)، وهو من الدنيا، فإنه ليس في الآخرة تكليف بالصلاة، فالصلاة دنيوية، وليس أخروية طلبا، وإنما هي أخروية أجرا وثوابا.
ويشهد لهذا المعنى: قوله صلى الله عليه وسلم: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا ذِكْرَ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ، أَوْ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا» خَرَّجَهُ ابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيّ ُ، وَحَسَّنَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا.
وَرُوِيَ نَحْوُهُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ مُرْسَلًا وَمُتَّصِلًا.
وَخَرَّجَ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَرْفُوعًا قَالَ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ».
وَخَرَّجَهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا مَوْقُوفًا، وَخَرَّجَهُ أَيْضًا مِنْ رِوَايَةِ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ عُبَادَةَ، أَرَاهُ رَفَعَهُ، قَالَ: «يُؤْتَى بِالدُّنْيَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ مَيِّزُوا مِنْهَا مَا كَانَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَلْقُوا سَائِرَهَا فِي النَّارِ».
فظاهر هذه الأحاديث أن الصلاة من الدنيا إذا جعل الاستثناء متصلا، فتكون الصلاة من أمر الدنيا الذي حبب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد أن كتبتُ الأوجه المذكورة وقفتُ على كلام للحافظ ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الحديثية (ص: 643) محقَّق كعادته رحمه الله تعالى، فليرجع إليه من شاء
فهذه أوجهٌ ترفع نكارة الكلمة، لكن يبقى إثباتها رواية، وقد قال الحافظ في التلخيص الحبير ط قرطبة (3/ 249): (وَعَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: «حُبِّبَ إلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا النِّسَاءُ، وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» . رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَزَادَ فِي أَوَّلِهِ: " إنَّمَا " وَقَدْ اُشْتُهِرَ عَلَى الْأَلْسُنِ بِزِيَادَةِ: " ثَلَاثٌ " وَشَرَحَهُ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ فِي جُزْءٍ مُفْرَدٍ عَلَى ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ الْغَزَالِيُّ فِي الْإِحْيَاءِ، وَلَمْ نَجِدْ لَفْظَ " ثَلَاثٌ " فِي شَيْءٌ مِنْ طُرُقِهِ الْمُسْنَدَةِ)
وقال تلميذه السخاوي في المقاصد الحسنة (ص: 293): (وأما ما استقر في هذا الحديث من زيادة ثلاث، فلم أقف عليها إلا في موضعين من الإحياء؛ وفي تفسير آل عمران، من الكشاف، وما رأيتها في شيء من طرق هذا الحديث بعد مزيد التفتيش؛ وبذلك صرح الزركشي فقال: إنه لم يرد فيه لفظ ثلاث، قال: وزيادته محيلة للمعنى، فإن الصلاة ليست من الدنيا، قال: وقد تكلم الإمام أبو بكر ابن فورك على معناه في جزء، ووجَّهَ ما ثبت فيه الثلاث.
ونحوه قول شيخنا في تخريج الرافعي تبعا لأصله: وقد اشتهر على الألسنة بزيادة: ثلاث، وشرحه الإمام أبو بكر ابن فورك في جزء مفرد، وكذلك ذكره الغزالي، ولم نجد لفظ ثلاث في شيء من طرقه المسندة.
وقال في موضع آخر: قد وقفت على جزء للإمام أبي بكر ابن فورك أفرده للكلام على هذا الحديث وشرحه على أنه ورد بلفظ الثلاث، ووجهه وأطنب في ذلك.
وقال في تخريج الكشاف: إن لفظ ثلاث لم يقع في شيء من طرقه، وزيادته تفسد المعنى، على أن الإمام أبا بكر ابن فورك شرحه في جزء مفرد بإثباته، وكذلك أورده الغزالي في الإحياء، واشتهر على الألسنة.
وكذا قال الولي العراقي في أماليه: ليست هذه اللفظة وهي ثلاث في شيء من كتب الحديث، وهي مفسدة للمعنى، فإن الصلاة ليست من أمور الدنيا انتهى.
وقد وجهناها في الجزء المشار إليه)، وللسخاوي جزء في بيان هذا الحديث لم أقف عليه.
وقول السخاوي: (لم أقف عليها إلا في موضعين من الإحياء؛ وفي تفسير آل عمران، من الكشاف)، هي موجود بغير أسناد في كثير من الكتب المتقدمة على هذين، ككتب الأدب، مثل:
المحب والمحبوب والمشموم والمشروب للرفاء، وأحكام القرآن للجصاص ت قمحاوي (5/ 217)، وقوت القلوب لمكي (2/ 413)، وأخلاق الوزيرين لأبي حيان التوحيدي (ص: 186)، واللطائف والظرائف للثعالبي (ص: 163)، وهؤلاء قبلهما.
وكذا في كتب ابن العربي تلميذ الغزالي، أحكام القرآن (3/ 114)، والمسالك في شرح موطأ مالك (2/ 308)، وعارضة الأحوذي (1/ 247).
وقد وقفتُ على سند له بهذه الزيادة في بحر الفوائد للكلاباذي الحنفي المتوفى سنة 384 هـ (ص: 25):
(حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ، مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ الْهَيْثَمِ [حمح، الصغدي السمرقندي، روى عنه غير واحد] قَالَ:
ح مُحَمَّدُ بْنُ بجيرِ بْنِ خازمٍ [بن راشد]، أَبُو جَعْفَرٍ، [الصغدي الهمداني السمرقندي، والد الحافظ عمر، سمع وحدث وصنف كتبًا، وأثنى عليه ابن ماكولا وعلى أهل بيته، توفي سنة 268 هـ، وثقه ابن حبان، وخرج له في صحيحه] قَالَ:
ح مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْحَضْرَمِيُّ، أَبُو عَمْرٍو، الْبَصْرِيُّ [لم يعرفه أبو حاتم، ووثقه ابن حبان، وضعفه الأزدي] قَالَ:
ح سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا ثَلَاثٌ: الطِّيبُ، وَالنِّسَاءُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ ").
رد: حبب إليَّ من الدنيا ثلاثة ...
رد: حبب إليَّ من الدنيا ثلاثة ...