الاستشهاد بالآية وحذف الواو منها!
يستشهد بعض الأئمة أحيانا بالآية، ويترك الواو، أو الفاء من البداية مثل قوله: (ولا يحسبن الذين يبخلون) فيقول: (لا يحسبن..)
وقد فعل ذلك الشافعي في كتابه العظيم "الرسالة"
فقال رحمه الله:
"قلنا معناه: قل لا أجد فيما يوحى إلي محرما مما كنتم تأكلون إلا أن يكون ميتة وما ذكر بعدها فأما ما تركتم أنكم لم تعدوه من الطيبات فلم يحرم عليكم مما كنتم تستحلون إلا ما سمى الله ودلت السنة على أنه حرم عليكم منه ما كنتم تحرمون لقول الله (يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)".اهـ
وقال رحمه الله:
وقال: (قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين)"اهـ
وغير ذلك من المواضع.
ووقع هذا في صحيح البخاري في حديث أبي هريرة في قوله :
(لا يحسبن الذين يبخلون..) هكذا بلا واو أيضا.
وكذا في صحيح مسلم.
قال النووي في شرح مسلم:
وأما قولها: أو لم تسمع أن الله تعالى يقول: (ما كان لبشر) فهكذا هو في معظم الاصول ما كان بحذف الواو والتلاوة وما كان باثبات الواو ولكن لا يضر هذا في الرواية والاستدلال لأن المستدل ليس مقصوده التلاوة على وجهها وانما مقصوده بيان موضع الدلالة ولا يؤثر حذف الواو في ذلك وقد جاء لهذا نظائر كثيرة في الحديث منها قوله فأنزل الله تعالى قم الصلاة طرفى النهار وقوله تعالى: (أقم الصلاة لذكرى) هكذا هو في روايات الحديثين في الصحيحين والتلاوة بالواو فيهما، والله أعلم.