هل صح حديث (إن الله تعالى يدخل بالحجة الواحدة ثلاثة نفر الجنة: )
هل صح حديث:
(إن الله تعالى يدخل بالحجة الواحدة ثلاثة نفر الجنة):
رد: هل صح حديث (إن الله تعالى يدخل بالحجة الواحدة ثلاثة نفر الجنة: )
حديث يدخل بالحجة الواحدة ثلاثة نفر الجنة
رُوِيَ من طرق عن أَبي مَعْشَرٍ نجيح، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَدْخُلُ بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ الْجَنَّةَ: الْمَيِّتُ وَالْحَاجُّ عَنْهُ وَالْمُنَفِّذُ ذَلِكَ "
وعلته أبو معشر: قال ابن الخراط في الأحكام الوسطى (2/ 327): (أبو معشر أكثر الناس: ضَعَّفَهُ، ومع ضعفه يكتب حديثه).
وفي ميزان الاعتدال (4/ 248): (قال ابن عدي: وأبو معشر مع ضعفه يكتب حديثه).
لكن له شاهدان:
الشاهد الأول:
قال السيوطي في اللآلئ المصنوعة (2/ 110): (قَالَ الدارَقُطْنيّ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن فَارس [هو الدلال، حافظٌ، عنده نزل البخاري لما قدم نيسابور، روى عنه التاريخ الكبير]،
حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن الْعَلاء الْبَصْرِيّ [هو الحسن بن المثنى بن معاذ العنبري، قال الخليلي: ثقة مشهور]،
حَدَّثَنَا مسْلَم بْن إِبْرَاهِيم [ثقة مأمون]،
حَدَّثَنَا هِشَام بْن سَنْبَر [هو الدَّسْتَوَائي، ثقة ثبت]،
عَنْ سَعِيد [الظاهر أنه ابن أبي عروبة، ثقة حافظ مدلس، من أثبت الناس في قتادة]
عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَس قَالَ: قَالَ رَسُول الله: حجَّة للْمَيت ثَلَاث: حجَّة للمحجوج عَنْهُ، وَحجَّة للْحَاج، وَحجَّة للْوَصِيّ).
ومن طريق الدارقطني رواية الديلمي في الفردوس كما في الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس لابن حجر العسقلاني (ص: 1368، رقم: 1433): (أخبرنا محمد بن طاهر بن ممان، أخبرنا أبو منصور العدل، أخبرنا الدارقطني ...)
وعلته عنعنة سعيد بن أبي عروبة.
لكن تابع قتادة أبو سلمة، ففي الترغيب لابن شاهين (ص: 296، رقم: 329)، وتاريخ أصبهان (2/ 333)، و السنن الكبرى للبيهقي (5/ 293، رقم: 9856) بطرقهم إلى: زَاجِرِ بْنِ الصَّلْتِ [ثقة]، ثنا زِيَادُ بْنُ سُفْيَانَ الناجي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ [هو ابن عبدالرحمن بن عوف، ثقة مكثر]، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَجُلٌ أَوْصَى بِحَجَّةٍ كُتِبَتْ بِأَرْبَعِ حَجَّاتٍ: حَجَّةٍ لِلَّذِي أَمَرَ بِهَا، وَحَجَّةٍ لِلَّذِي كَتَبَهَا، وَحَجَّةٍ لِلَّذِي حَجَّهَا، وَحَجَّةٍ لِلَّذِي أَنْفَذَهَا "
لكن قال البيهقي في السنن الكبرى (5/ 293): (زِيَادُ بْنُ سُفْيَانَ هَذَا مَجْهُولٌ، وَالْإِسْنَادُ ضَعِيفٌ).
وقد ذكر المزي في تهذيب الكمال (1/ 400) في ترجمة أَحْمَد الغداني البَصْرِيّ أنه يروي عن أبي سفيان زياد بن سفيان المدني الكاتب، ولا أعلم هل هو هذا أم غيره؟.
فإن كان هو: فيكون مجهول الحال لا العين
والشاهد الثاني:
في مسند الحارث (1/ 438، رقم: 356): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيْث الْمَدَنِيِّ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُ بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ: الْحَاجَّ عَنِ الْمَيِّتِ، وَالْمَيِّتَ , وَالْمُنَفِّذَ ذَلِكَ عَنِ الْمَيِّتِ "
قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (3/ 164): (رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، لِضَعْفِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيْثَ- بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ-)، فقد قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وذكره ابن حبان في الثقات.
وفيه أيضا: إسماعيل بن عيّاش الحمصي: صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم، وإبراهيم بن شعيث المدني عداده في المصريين، فهو من غير بلد ابن عياش.
وكذا فيه إسماعيل بن أبي إسماعيل واسمه إبراهيم المؤدب، وهو ضعيف.
فهذا حديث معضَلٌ، ضعيف جدًّا.
فأرجو إن شاء الله تعالى أن يكون الحديث حسنًا لغير .
والله أعلم