-
تظافروا أو تضافروا؟
جاء في تاج العروس: (ومما يستدرك عليه -أي: على صاحب القاموس -: تَظَافَرَ القَوْمُ وتَظَاهَرُوا بمعنًى واحدٍ قاله الصاغانيّ قلْتُ: وفي (إِضاءَة الأَدموس) لشيخِ مشايخِنا أَحْمَدَ بنِ عبدِ العَزِيزِ الفيلالي ما نَصُّه: وقد نَبَّه السَّعْدُ في شَرْح العَضُدِ أَن التّظافُرَ بالظَّاءِ لَحْن قال: لكِنّي رأَيتُ في تأْليفٍ لطيف لابن مالِكٍ فيما جاءَ بالوَجْهَيْنِ أَن التضافر مما يُقَالُ بالضَّادِ وبالظّاءِ انتهى. قلْت : يَعنِي بذلك التأْليفِ اللطيف كتابَه الاعْتِضاد في الفَرِقِ بين الظاء والضاد، واختصرَه أَبو حَيّان، فسماه الارتضاء وهذا القولُ مذكور فيهما.) اهـ
ما قولكم ؟
-
بارك الله فيكم .
وفي التاج أيضا :
( و ) من المَجَاز : ( تَضَافَرُوا على الأَمْرِ : تَظَاهَرُوا ) وتَعَاوَنُوا عليه ، كذا في المُحْكَم .
وزاد في الأَساس : وضَافَرْتُه : عاوَنْتُه ، ومنه حديث عليَ رضي الله عنه : ( عَجِبْتُ من تَضَافُرِهم على باطِلِهِمْ وفشَلِكُم عن حقِّكُم ) .
وعن ابن بُزُرْج ، يقال : تَضَافَرَ القَوْمُ على فُلانٍ ، وتَظَافَرُوا عليه ، وتَظَاهَرُوا ، بمعنًى واحِدٍ ، كلُّه ، إِذا تَعَاوَنوا وتَجَمَّعُوا عليه وتَأَلَّبُوا . وتَصَابَرُوا مثلُه . - ( قلت : وهو في : تهذيب اللغة للأزهري ) -
وفي الحَدِيثِ : ( ما علَى الأَرْضِ من نَفْس تَمُوتُ لهَا عند اللَّهِ خيرٌ تُحِبُّ أَن تَرجِعَ إِليكُم ، ولا تُضَافِرَ الدُّنْيَا إِلاّ القَتِيل في سَبِيلِ اللَّهِ فإِنه يُحِبّ أَن يَرجعَ فيُقْتَل مَرَّةً أُخْرَى ) ..اهـ
وفي كتاب الفرق بين الضاد والظاء فى كتاب الله عز وجل وفى المشهور من الكلام ، للداني ت 444 هـ :
...
ومن ذلك: تضافر القوم، إذا تعاونوا.
باب ذكر الفصل الثّامن والعشرين، وهو الظّفر
وذلك في موضع واحد في سورة الفتح ، قوله، عزّ وجلّ: مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ.
والظّفر: الفوز بما طلبت، والفلج على من خاصمت.
تقول: ظفّر الله فلانا على فلان تظفيرا، وأظفره إظفارا. وفلان ظافر، ومظفّر، ومظفور به .اهـ
أما صاحب اللسان - ابن منظور - فقد قال :
قوله « تضافروا » هو بالضاد الساقطة من ضفر الشعر إِذا ضم بعضه إِلى بعض لا بالظاء المشالة وان اشتهر ).اهـ
وفي معجم تصحيح لغة الإعلام العربي، للدكتور عبد الهادي بوطالب :
التضافر والتظافر
ينطق من لا يميزون بين الضاد والظاء بالكلمتين أعلاه بضاد مُعجمَة ولا ينطقون بالظاء المُشالة، أو يستعملون إحدى الكلمتين بدلا عن الأخرى. والصواب التفريق بينهما.
ضفَر يَضْفِر ضَفْرا الشَّعَرَ ونحوَه جَمَعَه وضمَّ بعضَه إلى بعض وجعله ضَفائِر وهذا جمعٌ مفردُه ضَفِيرة، أي الخَصْلة من الشعَر المضفورة برَبْطها مع الضفائر المماثلة.
وعلى ذلك فالمعنى هو الربط والجمع بإحكام.
من أجل ذلك نقول : "تضافرت الجهود". و"تضافرت الأدلة على إدانة المتهم". و"وقف الشعب متضافرا ضد كذا".
أما تظافر (بالظاء المُشالة) فاشتقاق كلماتها من الظَّفَر أي النصر والحصول على المراد. وتُستَعْمَل في تبادل النُّصرة، فنقول : "تظافرت شعوب المغرب العربي على مواجهة الاستعمار الفرنسي وانتصرت عليه". أي تناصرت وتعاونت وساعد بعضُها بعضا.
وأظفار اليد تتعاون فيما بينها لمساعدة الكف على اللمس والحركة.اهـ
-
-