أخطاء ومغالطات في كتاب الإسلام والسحر لمحمد أسليم.

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين أما بعد:
فهذا ذكر لبعض الأخطاء الواقعة في كتاب الإسلام والسحر لمحمد أسليم
ابتداء من الصفحة 60 وربما سأعود لما قبلها لاحقا
والغرض من الموضوع ذكرها وسأبين ما قدرت عليه:
1- أسلوب الكتاب أسلوب غربي، من حيث اللغة والتفكير
ففي اللغة مثلا: يسقط المصطلحات الشرعية ويستبدلها بتوصيف للمعنى
ومن حيث التفكير مثلا: يحاول إرجاع أي ظاهرة دينية إلى ما قبلها من العصور
والغربيون يربطونها مباشرة مهما كان وجه الربط ضعيفا أو غير معقول
أما محمد أسليم فلا يصرح ويترك المجال لخيال القارئ.
2- زعم ص 60 أن البخاري وجد أكثر 596725 حديثا مكذوبا
وهذا بطرحه عدد أحاديث البخاري من 600000 حديث وهي محفوظاته
وهذه مغالطة كبرى بل هو الكذب بعينه
وإذا كان الرجل لم يدرس علم الحديث فلماذا يتقحم أسواره؟!
ولدي رد سابق على الفنجري الذي طرح نفس الشبهة سأضعه مساء
3- قال ص 60 ابتكروا علما دينيا يسمى الفقه موضوعه السهر على مراقبة تفسير القرآن!!
4- ص 62 عدَّ سعيد بن المسيب في الصحابة وهو كما لا يخفى على صغار الطلبة من التابعين.

5- يستعين بكتب الطوخي لفهم الإسلام!!
ص 63-64 نقل حكاية موضوعة من كتاب للطوخي
ولو كان النص موجودا في الكتب القديمة لوجدنا له عذرا في إيراده
رغم كونه موضوعا من جهة تأثر بعض الناس بما ورد فيه.
6- رغم اتفاق العلماء على حرمة السحر
ووضوح ذلك وعدم حاجته إلى بيان
ولا إلى إمكانية التغيير فيه من خلال أفهام خاطئة
إلا أن محمد أسليم حاول بجد أن يجد ثغرة تمكنه من خلالها
إيجاد مبررات شرعية للسحرة
وادعاء تعارض وجداني بين الأحاديث!!
ص 63-66

7- عدم وجود تسلسل منطقي في الطرح
فأفكاره مشتتة وأحيانا لا يربط بينها رابط
8- عدم الدقة في نقله للعبارات وتغييره فيها
بما يحيل المعاني وهذا كثير جدا في كلامه
من ذلك قوله عن سحر التخييل التنويم ص 71.

9- اعتمد في نقل تعريف السحر وحكم العلماء عليه
على كتاب الجزيري الفقه على المذاهب الأربعة
وكما هو معلوم فالكتاب ليس قويا في تحرير المذاهب
خصوصا الجزء الخامس الذي تكلم فيه عن السحر
فقد توفي مؤلفه قبل أن يدفعه إلى المطبعة فهي مجرد أصول
لكن صاحبنا لا يعرف ذلك ولذلك أثنى على ما أورده الجزيري
فقال عنه بحث أصيل عرض فيه مختلف تأملات المذاهب الأربعة في الخفي (السحر)
ومواقفها منه.
قلت: بل على العكس من ذلك فعلامات عدم التمام واضحة عليه ففي حكم السحر مثلا:
لم يذكر اسم عالم ولا سمى مذهبا خلافا لما عودنا عليه.
وقد أخطأ الجزيري في نسبته للجمهور حِلَّ السحر الذي لا يُبنى على الشرك ولا يتسبب في أثر سلبي.

10- خلط خلطا شديدا ص 70-71 في تعريف الساحر الذي لخصه من كتاب الجزيري
خمسة أخطاء او أكثر منها قوله في تعريف من التعريفات: إن الساحر هو الشخص الذي يتخيل!!.
11- لم يفهم كلام ابن زيد على وهائه في قول إبراهيم إني سقيم
وبدل أن يكون إبراهيم محررا للإنسان من عبودية الأوثان والكواكب
انقلب النص عند أسليم إلى إقرار بتأثير الكواكب على الناس ..

12- قال: يتفق جميع الفقهاء على اعتبار الساحر مرتدا!! ص75
وهذا افتراء عليهم فلم يتفقوا على ردته
وفيه نقض لما زعمه سابقا من اختلافهم في تجريم السحر
إذ كيف يتفقون على ردة الساحر ولا يحرمون فعله
وهذا الفعل وغيره يدل على عدم ضبط أسليم للمسائل وتغييره للحقائق بحسب حاجته لها.
13- اتهم الفقهاء بالانتقائية ص 75
وذلك أنهم يقرأون النصوص التي تنصر مذهبهم ويهملون الأخرى
وهذا هو البهتان
والمجلس هنا مجلس علمي فلا داعي للرد على هذه النقطة
فلا أظن أن هناك من يشك في بطلانها.

14- زعم أن ابن خلدون أول مؤلف مسلم يعاين الممارسات السحرية!!
رغم أن الممارسة السحرية بمفهومها الواسع منتشرة بين العامة
ويبعد أن لا يطلع عليها أحد من العلماء!!
وأما الممارسات السحرية بمفهومها الخاص فقد حكى عنها غير واحد من المؤلفين قبله.
15- ص 85-86 حاول أن يربط بين انتشار السحر في المغرب العربي
وبين حكم السحر في الإسلام
فكأن الإسلام متذبذب في حكمه على السحر
وهذا التذبذب هو سبب الانتشار
وقد تبين لي الآن سبب ادعائه في أولى صفحات الكتاب
اتفاق النصارى على تجريم السحر
واختلاف المسلمين في ذلك
- طيب سؤال: ما سبب انتشار السحر في أوربا القرون الوسطى بشكل لا مثيل له في العالم
رغم تجريم المسيحية له ورغم العقوبات الصارمة ضد السحرة؟!
- لو طبق نفس المقاييس على حكم السحر عند النصارى
لوجد نفس النتيجة بل لا اختلاف في حكم السحر عند المسلمين
لكن النصارى ابتداء من القرن الثالث عشر بدأوا يفرقون بين السحر المجرم المرتبط بالشيطان
والسحر الأبيض غير المجرم

16- سأحاول استخراج جميع الأخطاء من فقرة فيها تسعة أسطر
ليقيس القارئ عليها ويدرك حجم الكارثة التي أتى بها صاحبنا: ص86-87
- قال: ترى المالكية والحنفية وكلاهما يشتهر. الخطأ في التأنيث
- قال: وكلاهما (المالكية والحنفية) يشتهر بالتعلق بالسنة النبوية.
قلت: هذه جملة اعتراضية مليئة بالسم نسأل الله العافية
بالإضافة إلى عدم صدقيتها والخلاف فيها مشهور.
- قال: (المالكية والحنفية) إن من مارس السحر يجب أن ينفذ فيه حكم المرتد
وهو الموت بالسيف طبقا للحديث النبوي وسنة الصحابة فقد قال الرسول حد الساحر ضرب بالسيف.
قلت:
أولا: خلط بين الحكم والعقوبة
ثانيا: الحنفية لا يرون ردته وهم أبعد الناس عن التكفير.
ثالثا: عقوبة المرتد ليس الموت بالسيف
رابعا: دليل عقوبة المرتد ليس الحديث أو الأثر الذي ذكره
خامسا: الحديث الذي ذكره الصواب وقفه وقد أخطأ في ضبطه للحديث
قال: وقدم بنفسه (يعني النبي (ص)) المثال عندما أمر بقتل امرأة ساحرة وشاعرة
وهذا الكلام عجيب ولا أدري من أين أتى به
قال: أم حفصة والصواب حفصة
قال: هي وعمرا والصواب هي وعمر
قال: أن المصادر تقول إن عمرا أمر بقتل ثلاث سواحر والصواب أن عمر أمر بقتل كل ساحر وساحرة
هذا ما وجدته على عجالة وقد قرب وقت المغرب فالسلام عليكم ورحمة الله

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمزة بن محمد

2- زعم ص 60 أن البخاري وجد أكثر 596725 حديثا مكذوبا
وهذا بطرحه عدد أحاديث البخاري من 600000 حديث وهي محفوظاته
وهذه مغالطة كبرى بل هو الكذب بعينه
وإذا كان الرجل لم يدرس علم الحديث فلماذا يتقحم أسواره؟!
ولدي رد سابق على الفنجري الذي طرح نفس الشبهة سأضعه مساء

---

هذا رابط المشاركة
http://majles.alukah.net/t161454/#post858311

بعد إعادة قراءتي للموضوع وجدت أنه يحتاج إلى إعادة تحرير
فلم أكن موفقا في إيصال الكثير من المعاني للقراء
ولعل عذري في ذلك أني لا أتقصد الرد
أو تحرير مواقع الزلل
وإنما أحاول أن أذكر بعض الأخطاء التي صادفتها
دون أن يكلفني ذلك الوقت
فأُهمل البيان والتوثيق.
-غرضي من قراءة الكتاب ليس متابعة الأخطاء وإنما الاستفادة مما جاء فيه
وهذا لا يظهر في الموضوع بل خارجه-