الإيضاح والتبيين للأوهام الواقعة فى كتب الشيخ ناصر الدين
الايضاح والتبيين للأوهام الواقعة فى كتب الشيخ ناصر الدين:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده
أما بعد:
فالشيخ الالبانى رحمه الله علم من أعلام الحديث له تحقيقات نفيسة وتدقيقات لطيفة لا يستغنى عنها طالب العلم .
إلا أنه قد صدق الازدى حين قال فى كتابه "الأوهام "(47/1) :" مع أنه لا يعرى بشر من السهو والغلط" أ.هـ
وسوف نبين بعضا من الأوهام التى فى كتب شيخنا الالبانى رحمه الله ،ولا يظن أحدا ممن فى قلبه مرض أن هذا طعنا فى الشيخ ، فحاشا وكلا ،فتخطئة العالم لا تستلزم الطعن فيه
وقد صدق الحافظ الناجى حين قال رحمه الله فى كتابه "عجالة الاملاء "(139/1):"ولا يظنن ظان بتنبيهي على ما هفا به الخاطر نسياناً، أو جرى به القلم طغياناً. أن ذلك نقص في الكتاب، أو في المصنف، أو قصدي به التثريب كلا، فإن الكامل من عُدت سقطاته، وُحدت غلطاته" انتهى كلامه
أولا :جاء فى "صحيح ابن خزيمة "(95/4):"باب فضل الصدقة على غيرها من الأعمال إن صح الخبر، فإني لا أعرف أبا فروة بعدالة ولا جرح... حدثنا محمد بن رافع، حدثنا أبو الحسن النضر بن إسماعيل، عن أبي فروة قال: سمعت سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب قال ذكر لي قال: يقول: إن الأعمال تتباهى، فتقول الصدقة أنا أفضلكم "أ.هـ
وعلق الألباني بقوله: إسناده ضعيف لجهالة أبي فروة والنضر ضعيف ثم هو موقوف
قلت (رفعت ):
هنا تصحيف لم ينتبه له الشيخ الالبانى رحمه الله ،النضر بن إسماعيل صوابه النضر بن شميل ،وأبى فروة صوابه أبو قرة
ويؤيد هذا أن الحافظ ابن حجر قال في ((تهذيب التهذيب)) (12/227): "أبو قرة الأسدي الصيداوي من أهل البادية. روى عن سعيد بن المسيب عن عمر في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء. وعنه النضر بن شميل. قلت: وأخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وقال: لا أعرفه بعدالة و لا جرح".أ.هـ
كذلك روى الحاكم فى "المستدرك "(576/1):" أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، ثنا الفضل بن عبد الجبار، ثنا النضر بن شميل، عن قرة، قال: سمعت سعيد بن المسيب يحدث، عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه قال: " ذكر لي أن الأعمال تباهى فتقول الصدقة: أنا أفضلكم" أ.هـ
أيضا مما يؤكد ذلك ما ورد فى شعب الايمان(34/5) للبيهقى :" أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس المحبوبي، حدثنا الفضل بن عبد الجبار، حدثنا النضر بن شميل، عن أبي قرة، قال: سمعت سعيد بن المسيب، يحدث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: " ذكر لي أن الأعمال تباهى فتقول الصدقة: أنا أفضلكم "أ.هـ
وفى "المطالب العالية "(641/5) لابن حجر :" النضر بن شميل أنبأنا أبو قرة هو الأسدي عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ذكر لي أن الأعمال تتباهى فتقول الصدقة أنا أفضلكم" أ.هـ
وقال مسلم في ((الكنى والأسماء)) (1/695): "أبو قرة الأسدي عن سعيد بن المسيب. روى عنه النضر بن شميل".أ.هـ
وقال ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (9/427): "أبو قرة الأسدي الصيداوي، من أهل البادية: سمع ابن المسيب. روى عنه النضر بن شميل. سمعت أبي يقول ذلك".أ.هـ
ثانيا :
جاء فى كتاب "السنة " لابن ابى عاصم ـ طبعة المكتب الاسلامى ـ (135/1):"حدثنا أسيد بن عاصم ثنا أبو سفيان عن النعمان عن ابن المبارك عن عبد الله بن أبي زياد قال: سمعت مجاهدا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لو قلت لشيء يسبق القدر لقلت العين تسبق القدر"أ.هـ قال الالبانى رحمه الله فى "ظلال الجنة" (135/1) :" غير عبد الله بن أبي زياد فلم أعرفه" أ.هـ
قلت (رفعت):
عبد الله بن أبي زياد تصحيف ، ولم ينتبه لهذا الشيخ الألبانى والصواب هو (عبيد الله بن أبى زياد( ، واسمه عبيد الله بن أبي زياد القداح)، وهو الذى يروى عن مجاهد بن جبر،قال المزى فى "تهذيب الكمال"(42/19):"روى عن: سلم الأفطس، وسعيد بن جبير، وشهر بن حوشب (د ت ق) ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة، وعبد الله بن عبيد بن عمير (د) ، وعطاء بن أبي رباح، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (د ت( ، ومجاهد بن جبر المكي (قد)" أ.هـ
كذلك هو الذى يروى عنه (عبد الله بن المبارك) ، كما فى "مسند أحمد " ،قال الزيلعى فى "نصب الراية "(46/3):"وأما حديث أبي الطفيل: فرواه أحمد في "مسنده" حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا عبيد الله بن أبي زياد، قال: سمعت أبا الطفيل عامر بن واثلة يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمل ثلاثا من الحجر إلى الحجر، انتهى.
أضف الى ذلك :
أنه جاء فى مسند ابى حنيفة(182/1) :" حدثناه أبو عبد الله الشعار، ثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، قال: ثنا أسد بن عاصم، ثنا أبو سفيان، عن النعمان، عن ابن المبارك، عن عبيد الله بن أبي زياد، سمعت مجاهدا، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو قلت أن شيئا يسبق القدر لقلت العين»أ.هـ
ايضا هذا الحديث أخرجه ابو القاسم اسماعيل الأصبهانى فقال فى كتاب "الحجة فى بيان المحجة"(438/2) طبعة( دار الراية)، بتحقيق محمد بن محمود أبو رحيمقال:" أخبرنا محمود بن إسماعيل، أخبرنا محمد بن عبد الله بن شاذان، أخبرنا عبد الله بن محمد أبو بكر، حدثنا ابن أبي عاصم، حدثنا أبوسفيان عن النعمان عن ابن المبارك عن عبيد الله بن أبي زياد قال: سمعت مجاهدا عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لو قلت إن شيئا يسبق القدر لقلت العين، تسبق القدر ".أ.هـ
ثالثا :عند حديث (توضأ فأتى بماء فى إناء قدر ثلثى المد ) ،قال الالبانى فى "ارواء الغليل"(172/1):"عزاه المؤلف للنسائى , وهو تابع فى ذلك لابن حجر فى " التلخيص " وللنووى وغيره , ولم يروه النسائى فى " الصغرى " ولذلك لم يعزه إليه النابلسى فى " الذخائر " (4/306) , فالظاهر أنه أخرجه فى " الكبرى " له" انتهى كلام الألبانى.
قلت (رفعت) :
هذا وهم من الشيخ الألبانى رحمه الله ،وقد أصاب النووى وابن حجر ، لأن الحديث فى سنن النسائى الصغرى "(58/1):" أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد - ثم ذكر كلمة معناها - حدثنا شعبة، عن حبيب قال: سمعت عباد بن تميم يحدث، عن جدتي وهي أم عمارة بنت كعب، أن النبي صلى الله عليه وسلم " توضأ فأتي بماء في إناء قدر ثلثي المد " أ.هـ
رابعا قال الألبانى رحمه الله فى "ارواء الغليل"(31/5):"أخرجه الطبرانى فى " المعجم الكبير " (1/191/2) : حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج وعمر بن عبد العزيز بن مقلاص: أخبرنا يوسف بن عدى أخبرنا حفص بن غياث به.وهذا سند رجاله ثقات رجال البخارى إلا أن ابن غياث كان تغير حفظه قليلا" أ.هـ
قلت (رفعت):
وهذا وهم من الشيخ الألبانى رحمه الله ، لأن أبا الزنباع روح بن الفرج ليس من رجال البخارى ،كما فى تهذيب التهذيب"(256/3) وكذلك "التقريب" ص 211 ،وانما هو مذكور هناك للتمييز .
خامسا : قال الشيخ الألبانى فى "الضعيفة"(335/4): فإن عثمان بن حكيم وجدته الرباب غير مشهورين بالعدالة، وهما من المقبولين عند الحافظ في " تقريبه "، وذلك عند المتابعة، كما نص عليه في المقدمة"انتهى كلام الألبانى.
قلت (رفعت):
وفى كلام الشيخ الالبانى نظر ، فبالرجوع الى كتاب"التقريب " للحافظ ابن حجر نجد أنه وثق (عثمان بن حكيم) الذى جدته الرباب.
قال الحافظ ابن حجر فى "التقريب"(383/1):" عثمان ابن حكيم ابن عباد ابن حنيف بالمهملة والنون مصغر الأنصاري الأوسي أبو سهل المدني ثم الكوفي [الأحلافي] ثقة من الخامسة مات قبل الأربعين " ا.هـ
وقال فى "التهذيب"(111/7):"عثمان" بن حكيم بن عباد بن حنيف الأنصاري الأوسي أبو سهل المدني ثم الكوفي الأحلافي روى عن عم أبيه أبي إمامة بن سهل بن حنيف وجدته الرباب" أ.هـ
ويبدو أن الأمر اختلط على الشيخ الالبانى رحمه الله فنقل ترجمة (عثمان بن حكيم الأزدى) ،فهو الذى قال فيه الحافظ ابن حجر فى "التقريب"(382/1):" عثمان ابن حكيم ابن ذبيان الأودي أبو عمر الكوفي مقبول من كبار العاشرة مات سنة تسع عشرة "أ.هـ
سادسا :قال الالبانى رحمه الله فى "الصحيحة" (106/2) عزى الحديث المنذري في " الترغيب " (2 / 94) وتبعه عليه الخطيب التبريزي في " المشكاة " (1998) إلى أبي داود وذلك وهم لا أدري من أين جاءهما "أ.هـ
قلت ( رفعت):
وهذا وهم منه رحمه الله ...فالحديث فى "سنن ابى داود" (203/2)
سابعا : قال الالبانى رحمه الله فى "مختصر العلو "ص 107:"فقد قال ابن ماجة 4010 حدّثنا سعيد بن سويد ثنا يحيى بن سليم عن عبد الله." أ.هـ
قلت: (رفعت):
وهذا وهم منه رحمه الله والصواب هو سويد ابن سعيد كما فى سنن ابن ماجه حديث رقم 4010