عرض للطباعة
قال ابن الصلاح رحمه الله في علوم الحديث :
النوع الخامس والثلاثون- معرفة المصحف من أسانيد الأحاديث ومتونها:
وروينا عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه أنه قال:
ومن يعرى من الخطأ والتصحيف ؟
فمثال التصحيف في الإسناد :
حديث شعبة عن العوام بن مراجم عن أبي عثمان النهدي عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتؤدن الحقوق إلى أهلها" الحديث.
صحف فيه يحيى بن معين فقال: ابن مزاحم بالزاي والحاء ، فرد عليه ، وإنما هو ابن مراجم بالراء المهملة والجيم.اهـ
وحكى قصة ذلك عبد الله بن أحمد في "العلل" (3564) قال:حدثني أبي قال حدثنا أبو قطن عن شعبة عن العوام بن مراجم فقال له يحيى بن معين إنما هو بن مزاحم فقال أبو قطن عليه وعليه أو قال ثيابه فيء المساكين إن لم يكن بن مراجم فقال يحيى حدثنا به وكيع وقال بن مزاحم فقلت أنا حدثنا به وكيع فقال بن مراجم فسكت يحيى قال أبي حدثنا يحيى عن شعبة عن العوام بن مراجم وهو الصواب".
والذي يظهر أن ابن معين صوب هذا، ففي "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (7/ 22): عن يحيى بن معين قال عوام بن مراجم ثقة. وفي "الثقات" لابن شاهين (1089): العوام بن مراجم ثقة قاله يحيى. ونقل عباس الدوري في "تاريخه" (4245): قال يحيى والعوام بن مراجم لم أسمع أحداً يحدث عنه إلا شعبة. والله أعلم.
وقد ذكر كثير من علماء المصطلح ليحيى بن معين هذا لندرة ذلك عنه .
جزاك الله خيراً: تتابع العلماء بعد ابن الصلاح في التمثيل بتصحيف يحيى بن معين في فروع "علوم الحديث (مقدمة ابن الصلاح)-اختصاراً، وتنكيتاً،وتقيدا ً وإيضاحاً إلى غير ذلك-"، ظاهر لكل من تصفح كتب علوم الحديث؛ هذا التصحيف الذي وقع من يحيى بن معين بالفعل، وهو من الأدلة الظاهر على أنه لم يسلم من التصحيف، وهذا مقصودك من إيراد تصحيفه، وكلامي ليس فيه تعقب لا من قريب ولا من بعيد على صنيع العلماء، ولا على صنيعك، ولا ينفي عن ابن معين التصحيف، بل يؤكده وإنما أردت ذكر ما يتعلق بهذا الراوي مع يحيى بن معين، فقد صحف اسمه وسكت لما رده الإمام أحمد، وذكر اسمه على الصواب ووثقه. فيبقى لك ما أردت من قولك:صحَّف فيه يحيى بن معين ! كما أرجو أن تكون مشاركتي ليس فيها تجاوز علمي، ولا شطط، وهذا ما أظنه. والله أعلم. وهناك أحاديث وقع فيها تصحيف المراجم إلى المزاحم، أرفقها بإذن الله في وقت لاحق. والله ولي التوفيق.
بارك الله فيك أخانا الفاضل .
مشاركاتك نافعة وفيها إثراء كبير للمواضيع أسعد به ، جزاك الله خيرا ، ولم أقصد بإيرادي ما ذكرته أنك تعقبت - ولو تعقبت فلك ذلك ، نفع الله بك - بل أردت التنبيه فقط على سبب إيراد الكثير من العلماء هذا الأمر عن ابن معين رحمه الله .