عرض للطباعة
في "الجامع" لابن وهب، وغيره من الـمصادر:
وأخبرني مسلمة بن علي، قال : قال يزيد بن ميسرة : "إنّ الكذبَ يسقي بابَ كلِّ شرٍّ ، كمـا يسقي الـمـاءُ أصولَ الشجر".
سؤالي للمشايخ وطلبة العلم في مجلسنا:
أليس الأوجَه في قراءة هذا النص أن يقال: "إنّ الكذبَ يسقي نَباتَ كلِّ شرٍّ، كمـا يسقي الـمـاءُ أصولَ الشجر"، ويكون "باب" تحريفًا لـ "نبات"؟
ظني: (باب)، فهكذا وقع أيضًا في كتاب: (ذم الكذب وأهله)، للحافظ عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي البغدادي، المتوفي 281
وفي: (الترغيب والترهيب)، المعروف بقوام السنة، للحافظ أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الجوزي الأصبهاني المتوفى 535، (نار)، ولا شك أنها خطأ.
وعلى كل حال الأثر ضعيف جدًا، فيه: (مسلمة بن علي): متروك.
رواه أيضاً الديلمي في مسند الفردوس عن أنس رضي الله عنه بلفظ: الكذب يسقي أصول الشر كما يسقي الماء أصول الشجر، وشرب الخمر يعلو الخطايا كما أن شجرها يعلو الشجر. وورد من كلام بعض السلف: الكذب يسقي باب كل شر كما يسقي الماء أصول الشجر (ينظر كتاب الصمت وآداب اللسان) لابن أبي الدنيا.
بارك الله فيكمـا وجزاكمـا خير الجزاء.
الذي استغربته هو "سقي الباب" ومآلات وقوع السقي على الباب.
أمّا سقي النبات، فمعناه بيِّن واضح... والـمنبت يطلق على الأصل مجازًا...
وقد جاء معنى الأثر بما يكاد يطابق لفظه موقوفًا على أنس بن مالك، وفيه: "الكذبُ يسقي أصولَ الشَّرِّ".
فاحتمال طروء التحريف قديـمًـا على أثر ابن ميسرة وارد...