المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو خالد السكندرى
أصل الدين انه
القدر المشترك المتفق عليه بين الأنبياء والرسل فى أمر التوحيد والذى من أجله ارسلت الرسل
وأنه القدر الذى تدركه الفطره والعقل قبل مجيئ الرسل والكتب وهو الذى فطر عليه بنو آدم وأخذت عليه المواثيق فيه
إذن ما هو هذا القدر باعتبار مسالتناهذه
بداية التكفير حكم شرعى ويعرف بمتعلقاته وهى الحكام التى تتعلق بمن تلبس به فى الدنيا والآخرة ففى الدنيا لا تؤكل ذبيحته ولا يصلى عليه أن مات ولا يغسل ويقتل أن كان مرتدا ويعاهد أن كان ذميا وغير ذلك من الأحكام الدنيوية ويبغض ويعادى وغير ذلك والعذاب فى النار أن مات على كفره وغير ذلك من الأحكام هذه هى الأحكام المتعلقة بالتكفير لأن التكفير لغة التغطية كما هو معلوم فاضاف الشرع للمعنى اللغوي قيودا وأحكاما والفطرة والعقل لا يدركان قبل ورود النصوص شيئا من تلك الأحكام الشرعية لكلمة التكفير وبالتالى لا يدركون إلا بعض معانى التكفير كمسمى التضليل والتخطئة واصل البغض والعداوة وغيرها وهذا هو الذى أثبته الحنفاء الأول حيث ضلل عمرو بن عبسة قومه وكذا زيد بن عمرو بن نفيل واو ذر وغيرهم لكنهم لم يكونوا يدركوا معنى التكفير ولا أحكامه بل كثير ممن اسلم على يد النبى صلى الله عليه وسلم جهل بعض متعلقات التكفير كسؤال الصحابى أين أبى قال فى النار فهنا جهل حكم أبيه الاخروى وكذا بن جدعان لما سئل عن أعماله الصالحة أخبر بعدم انتفاعه بها وهذا حكم حبوط العمل المتعلق بالتكفير وهلم جرا
فالمشكلة الكبيرة عدم النظر إلى معنى التكفير الشرعى وما تدركه الفطرة والعقل وهو اصل الدين وهو باعتبار هذه المسألة عبادة الله وحده ومسمى تضليل المخالف المشرك وهذا ما يقول به العاذرية فى الأغلب يضللون المخالف قبورى أو قصورى لكن يعذرونهم بما معهم من شعائر وشبهات فحتى يسمونهم عباد قبور كما سمى عمرو بن عبسة المشركين عباد اوثان
أما تكفيره فهذا حكم شرعى عبارة عن أحكام جزئية لا تثبت إلا بنص وقد ثبتت الآن ببعثة النبى صلى الله عليه وسلم فصار واجبا كالصلاة والزكاة وغيره
فمن ثم التكفير ليس من الأصل بل من لوازمه التى لا يكفر من خالفها إلا بعد البيان واقامة الحجة هذا هو الاصل
ملحوظة هامة
فهنا النقاش والخلاف لابد أن ينصب حول مفهوم الحجة الذى هو البيان من حيث كيفية إقامتها ومن يقيمها وظهور المسائل من خفائها اى المسائل التى عذر فيها العاذر من وقع فى الكفر وهذا الذى ما زلت فى طور البحث فيه ولا أريد أن أتكلم فيه الا بعلم فالصمت أفضل من القول على الله بغير علم
فمن هنا يجب أن ننتقل من الكلام عن التكفير هل هو من الأصل ام لا الى الكلام عن إقامة الحجة فليس معنى إخراجه من الأصل أن عاذرية عباد القبور او القصور معذورين فقد يكونون كفارا أن كانت الحجة فى ذلك مجرد بلوغ القرآن فى هذه المسائل وعدم اشتراط كشف شبهاتهم فحينئذ يكفرون مباشرة وان كان الواجب كشف الشبهات وتفنيدها فلا يكفرون ابتداء وحينئذ ما هى درجات الشبه المعتبرة وكذلك هل يشترط أوصافا فى من يقيم الحجة هذا ما يحيرنى الآن ولا أدرى الحق فيه من غيره هدانا الله واياكم لأقوم سبيل وجزاك الله خيرا