التحفة اليسيرة في خير السيرة ج 1
مقدمة الطبعة الأولى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه , وبعد , فإن سيرة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - هي خير سيرة عرفتها البشرية , كيف لا ؟ وهو - صلى الله عليه وسلم - صفوة البرية وأفضل الأنبياء والمرسلين . وكيف لا ؟ وهو - صلى الله عليه وسلم – قد اصطفاه رب العالمين , ففضله على كل خلقه أجمعين , وجعل خلقه القرآن الكريم , فزكى فيه خلقه العظيم فقال عز وجل: ( وإنك لعلى خلق عظيم ) وقد جعله الله عز وجل الأسوة الحسنة لأمته كي تكون خير أمة أخرجت للناس فقال عز وجل: ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) ولا يتحقق هذا التأسي إلا بمعرفة سيرته - صلى الله عليه وسلم – ففي معرفة سيرته العطرة والتأسي به فيها كل الفلاح في الدنيا والآخرة .
وليس أدل على ذلك من جيل الصحابة الفريد ومن تبعهم من التابعين وأتباع التابعين , فقد أعزهم الله عز وجل ومكن لهم دينهم , وفتح بهم قلوب العباد وأطراف البلاد فعاشوا الجنة في الدنيا قبل الآخرة لما عرفوا سيرة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - وتأسوا به فيها .
فمن أراد للأمة عزها والتمكين لدينها فليدلها على سيرة نبيها - صلى الله عليه وسلم - لتتأسى به الأمة فتسعد وتفلح في الدنيا والآخرة .
أما إشغال الأمة بالديمقراطية الغربية وبالسياسة الوضعية , والبعد بها عن السياسة الشرعية التي هي جزء أصيل من سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم – فهو غش للأمة تتنكب به الطريق , وتهوي به في واد من الذل سحيق , والواقع المر – لمن ادعى فقه الواقع – يصرخ بلسان الحال وهو بليغ طليق , لكن هيهات لصاحب الهوى والجهل المركب أن يستفيق , فلا يزداد الغششة للأمة بجهلهم إلا النعيق ثم النعيق .
وقد منَّ الله عز وجل عليّ بفضله وكرمه فيسر لي وفتح علي بنظم هذه التحفة اليسيرة في سيرة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم – التي هي خير سيرة , وقد جعلتها في أجزاء لتكون أيسر على المتلقين صغارا كانوا أو كبارا , وجعلت كل جزء منها مائة بيت , وقد يسر الله عز وجل إتمام الجزء الأول منها , وقد نظمت فيه من سيرته العطرة - صلى الله عليه وسلم – من أول نسبه الشريف وحتى بيعة العقبة الثانية والاستعداد للهجرة الشريفة إلى مدينته المباركة - صلى الله عليه وسلم – .
وأحمد الله عز وجل أن هيأ من أطفال المسلمين – وهم دون السادسة -من بدأوا في حفظ هذه التحفة من أول ما نظمت أبوابها الأولى حتى كان إقبالهم وشوقهم إلى إكمال حفظها سببا من أسباب إنجازها بفضل الله وكرمه , وجزى الله خيرا من كان سببا في نظمها وفي إنجازها .
وقد بدأت في نظمها في يوم الجمعة الرابع من ربيع الأول سنة 1433هـ , وتمت بفضل الله تعالى في يوم الأربعاء آخر رجب 1433هـ فلله تعالى الحمد والمنة .
وأسأل الله عز وجل بمنه وكرمه أن يجعلني من المخلصين وأن يتقبل مني ما فتح به عليَّ وأن ينفع به المسلمين , وأن يجعلني من الناصحين الصابرين .
وصلى الله وسلم على سيد ولد عدنان ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان .
وكتبه / محمد بن عيد الشعباني ـ غفر الله له ولوالديه وللمسلمين ـ .الْمُقَدِّمَةُ ( 4)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عِيدٍ أوَّلا
مُصَليًا على النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى
وبعدُ هذِي تُحْفَةٌ يَسِيرَهْ
أرجوا بها محبةَ الرَّحْمنِ
|
|
بدأتُ نَظْمِي حامدًا مُبَسْمِلا
وآلهِ وصحبِهِ ومن قَفَى
في سيرةِ النبِيِّ خَيْرِ سِيرَهْ
والفوزَ بالقبولِ والرضوانِ |