خليل مطران
سَـلامٌ عَلَيْكُـمْ وَالْفُـوَادُ المُسَـلِّـمُ ••• وَيَـا حَبَّـذَا هَـذَا المَكَـانُ المُيَمَّـمُ
بَنِي مَنْبِتِـي شُكْـراً لَكُـمْ وَإِجَابَـةً ••• إِلَى سُؤْلِكُمْ مَا شَـاءَ فَلْيَأْمَـرِ الـدَّمُ
وَلَكِنَّنِـي إِنْ تَأْذَنُـوا لِـي سَـائِـلٌ ••• عَـلامَ الْتَمَسْتُـم شاعـراً يَتَـرَنَّـمُ
أَيُطْرِبُكُمْ نَظْـمُ الْخَيَـالِ وَهَـلْ لَـهُ ••• قِـوَامٌ بِـهِ عِنْـدَ الْفِعَـالِ يُـقَـوَّمُ
أَمِ المَدْحُ تَسْتَوْفُونَنِ ي مِنْـهُ قِسطَكُـمْ ••• فَحُبَاً لَكُمْ مَنْ يَخْـدُمُ الخَيْـرَ يُخْـدَمُ
سَأَمْـدَحُ هَـذَا الْعِقْـدَ مِنْكُـمْ بِأَنَّـهُ ••• عَدَتْـهُ الْعَـوَادِي وَهْـوَ لا يَتَفَصَّـمُ
وَأَشْكُـرُ مِنْكُـمْ أَنَّكُـمْ لائْتِلافِـنَـا ••• غَرَسْتُمْ رَجَاءً وَهْـوَ يَنْمُـو وَيَعْظُـمُ
وَأَدْعُـو لَكُـمْ أَنْ يُقْتَـدَى بِمِثَالِكُـمْ ••• فَيُبْعَـثَ فِينَـا مَجْدُنَـا المُتَـصَـرِّمُ
عَلَى أَنَّنِي أَرْجُو اغْتِفَارَ صَرَاحَتِـي ••• إِذَا أَنَـا آثَـرْتُ الْحَقَائِـقَ تُعْـلَـمُ
فَفِي جَنْبٍ مَا قَدْ سَرَّنَا مِنْ أُمُورِكُـمْ ••• حَوَادِثُ مِلْءُ الشَّرْقِ تُبْكِـي وَتُؤْلِـمُ
وَتَاللهِ إِنِّـي مِـنْ مُقَامِـي بَيْنَـكُـمْ ••• أَرَى الشَّرْقَ يُلْقِي السَّمْعَ وَهْوَ مُكَلَّـمُ
أَرَى الشَّرْقَ يَدْمَى مُسْتَمِدّاً لِجُرْحِـهِ ••• أَسـاً وَمُؤَاسَـاةً بِنُـصْـحٍ يُـقَـدَّمُ
أَرَى فِيهِ آفَـاتٍ لَنَـا مِـنْ ذُنُوبِهَـا ••• نَصِيبٌ فَـإِنْ نَعْرِفْـهُ ذَلِـكَ أَحْـزَمُ
لِيَصْدُرْ هُدىً عَنْكُـمْ يَعُـمُّ بِلادَكُـمْ ••• فَقَـدْ آنَ لِلـنُّـزَّاقِ أَنْ يَتَحَمَّـلُـوا
وَلا يُعْتَرَضْ قَصْدِي بِضَعْفٍ كِفَايَتِي ••• فَصَوْتُ النُّهَى مِنْ حَيْثما جَاءَ يُكْـرَمُ
بَنِي الشَّرْقِ فَلْنَفْقَـهْ حَقِيقَـةَ حَالِنَـا ••• لِنَنْجُوَ أَوْ يُقْضَى الْقَضَـاءُ المُحَتَّـمُ
يَصُولُ عَلَيْنَا الجَهْـلُ غَيْـرَ مُدَافِـعٍ ••• بِجَيْشٍ لَهُ فِـي كُـلِّ رَبْـعٍ مُخَيَّـمُ
وَيُعْوِزُنَا الإِخْلاصُ فِي كُلِّ مَطْلَـبٍ ••• وَيُعْوِزُنَـا الْحُلْـقُ المَتِيـنُ المُقَـوَّمُ
وَتَرْتَاحُ دُونَ الصِّدْقِ وَالصِّدْقُ مُتْعِبٌ ••• إِلَى الإِفْـكِ عَمَّـا لا نُكِـنُّ يُتَرْجَـمُ
وَنَعْزِمُ عَزْماً كُـلَّ يَـوْمٍ فَيَنْقَضِـي ••• بِلا أَثَرٍ مَن لَـمْ يُطِـقْ فِيـمَ يَعْـزِمُ
هِمَامَاتُ آمالٍ بِهَـا الْكَـوْنُ ضَائِـقٌ ••• وَرَنَّـاتُ آلامٍ بِهَـا الْجَـوُّ مُفْـعَـمُ
وَمَا تَحْتَهَـا إِلاَّ رُؤًى مِـنْ فَرَاغِهَـا ••• طَغَتْ وَمُنـىً مِـنْ وَهْيِهَـا تَتَكَهَّـمُ
أَهَـذَا الَّـذِي نَعْتَـدُّهُ عَـنْ تَيَـقُّـظٍ ••• إِصلاحِنَا الْمَرْجُـوِّ أَمْ نَحْـنُ نَحْلَـمُ
أَإِنْ تَصْطَخِبْ مِنَّا النُّفُوسُ وَتَضطَرِبْ ••• لِخَطْـبٍ تَخَـلْ أَنَّـا أَمِنَّـا فَنَجْثُـمُ
أَفِـي ظَنِّكُـمْ أَنَّ الْمُحَـاقَ يُزِيـلُـهُ ••• عَزِيـفٌ بِـآلاتٍ وَغَوْغَـاءُ تَـنْـأَمُ
أَشَـرْطُ الْمَعَالِـي أَنْ نَقُـولَ بِوِدِّنَـا ••• وَيُمْنَـعَ إِزْمَـاعٌ وَيُحْبَـسُ دِرْهَـمُ
إِلَى أَيِّ حِينٍ فِـي وَنًـى وَتَقَاعُـسٍ ••• تُدَفِّعُنَـا الدُّنْيَـا أَمَـامـاً وَنُحْـجِـمُ
إِلَى أَيِّ حِينٍ فِـي قِلًـى وَتَخَـاذُلٍ ••• وَشَمْـلٍ شَتِيـتٍ وَالْعِـدَى تَتَحَكَّـمُ
إِلَى أَيِّ حِينٍ وَالصُّـرُوفُ زَوَاجِـرٌ ••• نَعِيشُ كَمَا يَقْضِـي عَلَيْنَـا التَّوَهُّـمُ
بِنَا مِنْ جِوَارِ المَوْتِ بَـرْدٌ نُحسُّـهُ ••• فَـإِنْ نَتَدَفَّـأْ فَالْمَجَـامِـر ُ أَنْـجُـمُ
ويُوشِكُ أَنْ تَهْوَى الزكَـامَ سِرَاتُنَـا ••• فَهَلْ عُذْرُهُـمْ أَنَّ الشَّوَامِـخَ تُزْكَـمُ
شُمُوخٌ بِلا مَعْنًى وَطَيْشٌ بِـلا مَـدًى ••• وَبَيْنَـهَـا أَمْـصَـارُنَـا تَـتَـهَـدَّمُ
نُحَارِبُ هَذَا الْغَـرْبَ فِكْـراً وَنِيَّـةً ••• وَيَضْحَـكُ منَّـا وَالْحَصَافَـةُ تَلْطِـمُ
مِنَ الْغَرْبِ مَا نُكْسَى لِنَسْتُرَ عُرْيَنَـا ••• وَمِنْـهُ شَـرَابٌ نَصْطَفِيـهِ وَمَطْعَـمُ
وَمِنْهُ مُعِـدَّاتُ الْجِـلادِ الَّتِـي بِهَـا ••• نُدَافِـعُ عَنَّـا مِنْـهُ مَـنْ يَتَقَـحَّـمُ
وَفِي كُـلِّ يَـوْمٍ مِنْـهُ لِلْعِلْـمِ آيَـةٌ ••• وَفِي كُـلِّ يَـوْمٍ مِنْـهُ فَـنٌّ مَتَمَّـمُ
إِذَا جَاءنَـا طَيَّـارُهُ كَشَـفَ الْعِـدَى ••• وَإِلاَّ اسْتَنَرْنَا الْيَأْسَ وَالْجَـوُّ مُظْلِـمُ
وَسِيَّـانَ فُزْنَـا أَوْ عَجَزْنَـا فَإِنَّـنَـا ••• لَنَغْرَمُ فِي الْحَالَيْنِ وَالْغَـرْبُ يغنَـمُ
إِذَا مَا شَقِينَا فِـي مُعَـادَاةِ بعْضِـهِ ••• فَبَاقِيهِ يَجْبِـي المَـالَ مِنَّـا وَيَنْعَـمُ
وَلَسْنَا عَلَى شَيْءٍ سِـوَى شَهَواتِنَـا ••• عَكَفْنَـا عَلَيْهَـا لا نَغَـصُّ وَنَبْشَـمُ
قرَانَا قُرَى التُّجَّـارِ مِنْهُـمْ وَأَهْلُهَـا ••• عَلَى كُـلِّ حَـرْثٍ لِلْمُرَابِيـنَ قُـوَّمُ
نَقَائِضُ فِينَـا لَـمْ لأُعَـدِّدْ جِسَامَهَـا ••• وَلَكِنَّنِي عَـدَّدْتُ مَـا هُـوَ أَجْسَـمُ
فَإِنْ بَقِيتَ فَهْيَ التَّأَخُّـرُ لَـمْ يَـزَلْ ••• وَإِنْ تُقْلِعُـوا عَنْهَـا فَـذَاكَ التَّقَـدُّمُ
عَذِيـري مِـنْ قَلْبِـي وَشِـدَّةِ بَثِّـهِ ••• وَلَكِـنَّـهُ يَـهْـوَى فَــلا يَتَكَـتَّـمُ
فَيَا فِئَـةً عَـزَّتْ بِفَضْـلِ اتِّحَادِهَـا ••• وَكَانَ لَهَـا الإِحْسَـانُ نِعْـمَ الْمُتَمِّـمُ
ذَكَرْتُ لَكُمْ فِي الْقُرْبِ بَعضَ عُيُوبِنَا ••• لِيَفْهَمَهُ فِي الْبُعْدِ مَـنْ لَيْـسَ يَفْهَـمُ
أَقِيمُوا عَلَى هَـذَا اْلإِخَـاءِ وَعَلِّمُـوا ••• فَضَائِلَهُ فِـي الشَّـرْقِ مَـنْ يَتَعَلَّـمُ
أَحَب إِلَى الأَوْطَانِ أَدْنَـى جِهَادِكُـمْ ••• مَنْ الآي نَثْـراً وَالأَعَاجِيـبِ تُنْظَـمُ