ماهذا الأقصاء . هذه جناية . أين حرية الرأي والفكر ؟!!!
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين وسيد الأولين والآخرين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإني رأيت بعض إخواني رعاهم الله وزادني وإياهم هدى وتقى يغضب من فعل إدارة هذا المنتدى المبارك وذلك لحذفه بعض المشاركات أو الردود .
فتجده يقول ما هذا الإقصاء ؟!!
ما هذا التعدي ؟!!
هذه جناية .!!
أين حرية الرأي والفكر . !!
أقول :
يا رعاك الله إن للنقاش والمشاركة آداباً جميلة وسنناً قويمة يحسن بالمرء مراعاتها ، ويجمل به أن يتخلق بها ، ويتجنب ما ينافيها ، ليكون نقاشه ماتعاً ومفيداً ، تسوده الحكمة ، وتغشاه السكينة .
إننا كثيراً ما نحتاج إلى الحوار لنصل من خلاله إلى نتيجة ما، سواء في المسائل العلمية ، أو غيرها ، وحتى يكون الحوار ماتعاً ومفيداً يجب
أن نحذر من :
أ – قلة الإخلاص : وذلك بأن يدخل المرء في حوار لا يريد به وجه الله ، ولا الوصول من خلاله إلى معرفة الحق . وإنما يريد أن يظهر
براعته ، ويبرز مقدرته ويبز أقرانه وينتزع إعجاب الحاضرين . قال الرافعي – رحمه الله - : (( متى ما وقع الخلاف بين اثنين وكانت النية صادقة مخلصة لم يكن اختلافهما إلا من تنوع الرأي وانتهيا إلى الاتفاق بغلبة أقوى الرأيين ما من ذلك بد )) .
ب – الدخول في النيات :
وذلك بإلصاق التهم بالمحاور وحمل كلامه على أسوأ المحامل , وأخذه بلازم قوله دون أن يلتزمه أو أن يقول له : أنت لم ترد بما قلت وجه الله أو نحو ذلك . فهذا مما يفسد جو الحوار ويفقده مصداقيته وفائدته ويخرجه إلى المهاترة والمسابة .
ج – الغضب :
فكثير من المحاورين إذا أبدى وجهة نظر قابلة للأخذ والرد ثم عارضه صاحبه ولم يوافقه عليها غضب لذلك أشد الغضب .
وهذا لا يحسن بالمحاور بل يحسن به أن يضبط نفسه وألا يحمل الناس على ما يراه صواباً .
هـ - إغفال الجوانب العاطفية :
فالجوانب العاطفية لها دور كبير في المحاورة وغيرها فكثير من المحاورين يغفل هذا الجانب ولا يأبه به .
وهذا خلل يحسن بالمحاور أن يتجنبه ففي بعض الأحيان قد لا ينفع المنطق والبرهان وإنما يجدي التودد والإحسان . فحينئذٍ ألق عصا المنطق والبيان واحمل راية الشفقة والحنان حينها تخطب الود وتستولي على الأمد .
فكثيراً ما تبدأ المناقشة أو المحاورة وروح العداوة تسيطر على أحد الطرفين .
فإذا ما دفع الآخر بالتي هي أحسن انقلبت العداوة إلى مودة والبغضة والوحشة إلى محبة وألفة .
و – قلة الإنصاف :
فقلة الإنصاف خصلة قبيحة تنساق بصاحبها إلى دركات سحيقة فتقوده إلى الظلم والكبر والتزيد والاعتساف وتنجر به إلى الصرم والهجر والقطيعة .
ز – التهكم بالمحاور :
وهذا مما يسلكه بعض الناس في محاوراته فتراه يزدري محاوره ويتهكم به ويغض من شأنه ويحط من مرتبته .
وهذا الصنيع من آفات الحوار وعلل المحاورين فهو دليل على الكبر والغرور ومن علامات الإعجاب بالنفس والاستطالة على الآخرين .
فالتهكم بالمحاور مما ينافي أدب الحوار فلا ينبغي للمحاور أن يلجأ إليه إلا إذا اقتضى الحال ذلك كأن تتحدث مع طائفة باعوا نفوسهم بمتاع هذه الحياة الدنيا واندفعوا لإغواء الأمة والكيد لها ولشريعتها بجميع ما يملكون من صفاقةٍ وعناد وسوء طوية .
ح – التحدي والإفحام : وهذه آفة يعاني منها بعض من المحاورين فتجد بعضهم يحرص كل الحرص على إفحام صاحبه وإسكاته وربما الإطاحة به .
وهذا الأسلوب لا ينبغي ولو كان بالحجة والبرهان ذلك أنه يورث التنافر ويهيج العداوة ويبغض صاحبه للآخرين فلا تلجأ إليه لأن كسب القلوب أهم من كسب المواقف ثم إنك قد تفحم محاورك وتعجزه عن الجواب لكنك لا تقنعه .
وقد تسكته بقوة حجتك ولحن منطقك ومع ذلك لا يسلم لك لأنك قد أحرجته وملأت قلبه غيظاً وحنقاً عليك فيرفض التسليم لك بعاطفته وإن كان معك بعقله .
أخي المبارك :
لا بد أن تعرف أن المحاورة والمناقشة تؤثر في غالب الأحيان على القلوب وتكدر الخواطر ، فتذكر ذلك جيداً وأنت تحاور وتذكر قول الشاعر :
واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .
فليست المشكلة أن نختلف وإنما هي ألا نعرف كيف نختلف وليس الحل بألا نختلف أبداً فهذا غير ممكن ولا متصور وإنما هو ألا نصعد الخلاف وألا نسعى إلى إذكائه وأن نعرف كيف نختلف كما نعرف كيف نتفق كما كان الصحابة رضي الله عنهم فهم خير الناس حال الوفاق وحال الخلاف .
فمع أن الخلاف وقع بينهم في العديد من المسائل إلا أن قلوبهم كانت متوادة متحابة متقاربة متآلفة .
كانوا يأخذون العلم من بعض ويلتمسون المعاذير لبعض بل كانوا يثنون على بعض ويترحمون على بعض .
ثم ليسأل كل منا نفسه لماذا أشارك في هذا المنتدى العلمي ؟
1- أللتسلية وضياع الوقت والثرثرة ؟ :
خاب وخسر من كانت هذه همته قال صلى الله علية وسلم (( وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقاً الثرثارون …))
2- أم للماراة والمجادلة والخصومة ؟ :
قال أحد السلف ( ما رأيت شيئاً أذهب للدين ولا أنقص للمروءة ولا أضيع للذة ولا أثقل للقلب من الخصومة .
3- أم لِحُب الظهور والشهرة ؟ :
قال إبراهيم بن أدهم : ما صدق الله عبداً أحب الشهرة .
4- أم لنشر العلم والخير وحصول المعرفة والاستفادة من الآخرين من مشايخ وطلاب علم ؟
وهذا والله الظن بك حماك الله وصانك .
إذاً ما الفائدة من السب والتجريح أو السخرية والغضب .
أخي الحبيب لا تقل لي أنا أفعل ذلك نصرة للحق .
أعلم وفقك الله ولا أشك في ذلك ولكن الله أمرنا بان نجادل بالتي هي أحسن
أليس همك هو إيصال الحق ونفع الآخرين ؟
إذاً بالين تنال ما تريد
أذكر أن أحد المشاركين - وقد طرد ولله الحمد - رد بكلام تفوح منه رائحة البدعة فغضبت وكان ردي سريعاً وفيه جفاء وذلك على حسب ماتعودنا من بعض المنتديات ولكن رد عليه الأخ الكريم علي الحمادي وفقه الله بأدب وحكمه والعجيب سهل عليه الرد علي ولكن حار ولم يستطع أن يجيب على سؤال الأخ الكريم الحمادي فاعتذر بالمرض وخرج ولم يعد .
فأقول ياأخي الحبيب :
لا تخف فإن الحق يعلو ولا يعلى عليه فهو دين الله وما سواه باطل وسوف يسقط وإن علا حيناً من الدهر .
إخواني لقد أطلت عليكم وأخذت من وقتكم الثمين الشيء الكثير .
ولكن أقول لانريد لهذا المنتدى المبارك أن يقع فيما وقع فيه كثير من المنتديات من السب والتجريح والكلام الذي لايليق بشريف علمكم وجميل مقالكم وفقكم الله .
ليكن همنا جميعاً نشر العلم وإيصال الخير واحتساب الأجر من الله .
وختاما
أسأل الله أن يبارك في هذا المنتدى وأهله من إداريين ومشرفين
وأن يكتب لهم الأجر العظيم والعون والتوفيق والسداد وأن يخلف عليهم خيرا في الدنيا والآخرة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم / محمد بن علي آل عامر
رد: ماهذا الأقصاء . هذه جناية . أين حرية الرأي والفكر ؟!!!
جزاك الله خيرا
وهذا ما نريده من بقية المنتديات
وإذا سمحت أخي آل عامر بنقل ما كتبت أو الإقتباس منه إلى منتدى آخر
رد: ماهذا الأقصاء . هذه جناية . أين حرية الرأي والفكر ؟!!!
أهلا ومرحباً أبا أسامة
( صارو..) في ( نادي ..) طبعا سابقا
الفضل لكم ،ولكم سابق جميل لا يسهل نسيانه