-
نداء إلى أخي الجزار!.
نداء إلى أخي الجزَّار!
أخي الجزَّار! سُق الشاة إلى مذبحها سوقًا جميلاً؛ فادفعها من مؤخرتها، وأنت ممسك برقبتها:
فعن أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه – أنه " رأى رجلاً يَجُرُّ شاة ليذبحها؛ فضربه بالدِّرة، وقال: سُقها - لا أمَّ لك - إلى الموت سَوْقًا جميلاً! ". البيهقي: 19143. الدِّرَّة: العصا.
أخي الجزَّار! اخْفِ السكِّين عن نظر الشاة:
فعن عَبْدِ اللهِ ابْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما - قَالَ: " أَمَرَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ... بأَنْ تُوَارَى [الشِّفَارُ] عَنْ الْبَهَائِمِ ". ابن ماجه: 3172، صحيح. والشِّفار: جمعُ شَفْرة، وهي السكِّين.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: " مَرَّ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى رَجُلٍ وَاضِعٍ رِجْلَهُ عَلَى صَفْحَةِ شَاةٍ، وَهُوَ يَحُدُّ شَفْرَتَهُ، وَهِيَ تَلْحَظُ إِلَيْهِ بِبَصرِها، قَالَ: أَفَلاَ قَبْلَ هَذَا؟! أَوَ تُرِيدُ أَنْ تُمِيتَهَا مَوْتَتَيْنِ؟! ". وفي رواية: " أَتُرِيدُ أَنْ تُمِيتَهَا مَوْتاتٍ؟! هلاَّ حَدَدْتَ شَفْرَتَكَ قَبْلَ أَنْ تُضْجِعَهَا! " الطبراني: 11916، والحاكم: 7563، وهو صحيح.
فالرجل كان يَسُنُّ السكِّين ورِجله على عنق الشاة، وهي تنظر إليه!.
أخي الجزَّار! سُنَّ السكِّين، وأسرعْ بإمراره على عنق الشاة؛ فالإبطاء يؤخِّر موتها، ويُطيل عذابها:
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "... إِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ؛ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ ". مسلم: 1955. وقال أيضًا – صلى الله عليه وسلم –: " إِذَا ذَبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجْهِزْ ". ابن ماجه: 3172، صحيح، ومعناه: فليسرع بإمرار السكين.
-
بارك الله فيكم،، قال المحدث الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الصحيحة:
" تلك هي بعض الآثار التي وقفت عليها حتى الآن ـ وهي تدل على مبلغ تأثر المسلمين الأولين بتوجيهات النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرفق بالحيوان، وهي في الحقيقة قلّ من جُلّ، ونقطة من بحر، وفي ذلك بيان واضح أن الإسلام هو الذي وضع للناس مبدأ الرفق بالحيوان خلافًا لما يظنه بعض الجهال بالإسلام أنه من وضع الكفار الأوروبيين، بل ذلك من الآداب التي تلقوها عن المسلمين الأولين ثم توسعوا فيها ونظموها تنظيمًا دقيقًا، وتبنتها دولهم حتى صار الرفق بالحيوان من مزاياهم اليوم، حتى توهم الجهال أنه من خصوصياتهم! وغرهم في ذلك أنه لا يكاد يرى هذا النظام مطبقًا في دولة من دول الإسلام، وكانوا هم أحق بها وأهلها.".
-
بارك الله فيكم، وأحسن إليكم!.