سؤال: كيف يعرف طالب العلم أنه متواضع بعلمه غير متكبر؟
.
.
.
.
عرض للطباعة
سؤال: كيف يعرف طالب العلم أنه متواضع بعلمه غير متكبر؟
.
.
.
.
أن لا يأنف أن يتعلم العلم من صغير أو كبير، وممن هو دونه في منزلة الدنيا، وأن يقبله منه قبولًا حسنًا، ويشكر الله عز وجل على ما علمه.
ثم ليشكر من علمه من سائر الناس .
وإذا تعلم علمًا لم يكن عنده فلا يدعي أنه قد كان يعلمه.
طالب العلم يعلم من نفسه ويشعر في داخله أنه متواضع ، أو متصنع للتواضع أو متكبر - نسأل الله العافية - ويظهر هذا من كونه دائما أنه يعلم حقيقة أنه مهما بلغ من العلم مبلغه أنه جاهل لكثير من الأمور .
ولكن أليس العجب الذي سبب الكبر، يجعل الشخص لا يدرك أنه متكبر؟؟؟!!
هناك متكبرون يدعون الناس للتواضع، وتجد ذلك في دروسهم ومواعظهم.
نعم هناك من يدعو للفضيلة وهو أبعدهم عنها ، وكل ذلك سببه عدم إخلاصه لله تعالى ، ومن ثم يصاب بالعجب فيعميه ، نسأل الله السلامة .
إذن هل نقول أن المتكبر بعلمه وغيره لا يدرك أو لايستشعر أنه متكبر لوجود حجاب العجب؟! أم أنه يعلم ذلك ويجحد؟!
طالبُ العلمِ لا يتصدّرُ قبلَ أنْ يتأهَّلَ.
قالَ الإمامُ الشافعيُّ- رحمَهُ اللهُ - إذا تصدّرَ الحدَثُ؛فاتَهُ خيرٌ كثيرٌ.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
التواضع ككل فضيلةٍ نعمةُ من الله، فيُطْلَبُ منه أولا وآخرا هذه الفضيلة، أسأل الله التواضع والموت على الإسلام.
ولا مانع أن نُقَدِّمَ أسبابا للحصول عليها ومنها الدعاء الخالص، اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ" رواه مسلم
قَالَ النَّبِيُّ صلى اله عليه وسلم: "لَوْ لَمْ تَكُونُوا تُذْنِبُونَ خَشِيْتُ عَلَيكُمْ مَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ: الْعُجْبَ" رَوَاهُ الْبَزَّارُ في مُسْنَدِهِ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ في الصَّحِيحَةِ 658، والعجب أن المرء يتعجب من نفسه باجتنابه عن المعاصي وإتيانه بالأوامر، والعجب إثم عظيم من القلب لا من الجوارح فليتدبر...
وكأن العجب لا يُغفر مع أن الكبائر مثل الزنى يغفر ولو بإسقاء كلب من العطش.
أظن المتواضع يفضِّل الزنى من العجب ولا يبالي بما يقول الناس.
إن الفاسق يعترف بذنبه ويبكي له أما صاحب العجب فلا لا يرى نفسه عاصيا فكيف يبكي لهذا الذنب الخبيث النجس
ولعل التواضع أن المرء يرى نفسه دائما مقصِّرا، قَالَ اللهُ ﴿فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ النجم 32
والله أعلم
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين امامنا محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين , وبعد :
فيما يمكن ان يقال حول ذلك _والله تعالى اعلى واعلم _:
بما ان الموضوع عن العلم الشريف , فحتى يتواضع طالب العلم لا يتعلمه اطلاقا ولا يدخل اليه الا لله عز وجل , عبادة لله عز وجل واتباع لخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , لا يلج العلم لأي أحد من الناس, لا ليقال عالم , ولا للبروز , ولا يرغب _في هذا العلم الشريف _ الا رضى خالق السماوات والأرض ,حتى يكون متواضع بحق , و(التواضع في العلم هو لله عز وجل) .
أيضا بعد علمه وحفظه لا يغتر بذلك
ثم بعد اتمامه لذلك واجتيازه الكثير منه , لا يبخل على من سأله إياه , فان البخل في الشيء هو مما يمنع بركته .
وجزى الله الاخوة خيرا على ما تفضلوا له
نسأل الله تعالى مغفرة وتوفيقا , انه ولي ذلك والقادر عليه .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
- من هذا القبيل، قال شعبة: "لَأنْ أَزْنِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُدَلِّسَ"رواه الخطيب في الكفاية بإسناده في "باب الكلام في التدليس وأحكامه"
- ولا شك أن شعبة لا يحب الزنى فكلامه لا يعني أنه أثبت حُبًّا للزنى، كما أنه لا شك أن المتواضع لا يرى الزنى فضيلة
- أسأل الله العافية في الدنيا والآخرة
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكان استنكر العلماء هذا على شعبة وعدوه مبالغة وشدة منه في أمر التدليس .
بارك الله فيكم أجمعين،
التواضع شقان، شق يظهر على العبد في الصلاة فتجده خاشعا ذاكرا للآخرة وخاصة في الليل والناس نيام تجده منيبا متضرعا باكيا، والعالم الذي لا يخشع في صلاته، الأفضل له أن يعود إلى طلب العلم، ويترك صدارة المجالس.
والشق الثاني: حب الناس، فحب الناس علامة التواضع، وهو دليل حسن الخلق، وحسن الخلق مفتاح الداعية والعلماء إلى قلوب الناس،،،
والله أعلم،،،
بارك الله فيكم
- كيف يداوي طالب العلم العجب
الأخلاق و السير/ ابن حزم:
إذا أعجبت بعلمك ,فاعلم أنه لا خصلة لك فيه و أنه موهبة من الله مجردة وهبك إياها ربك تعالى ,فلا تقابلها بما يسخطه فلعله ينسيك ذلك بعلة ,يمتحنك بها تولد عليك نسيان ما علمت وحفظت.
ولقد أخبرني عبد الملك بن طريف وهو من أهل الْعِلْم والذكاء واعتدال الأحوال وصحة البحث أنه كان ذا حظ من الحفظ عظيم لا يكاد يمر على سمعه شيء يحتاج إلى استعادته ,
وأنه ركب البحر فمر به فيه هول شديد أنساه أكثر ما كان يحفظ و أخل بقوة حفظه إخلالاً شديداً لم يعاوده ذلك الذكاء بعد.
و أنا أصابتني علة فأفقت منها وقد ذهب ما كنت أحفظ إلا ما لا قدر له فما عاودته إلا بعد أعوام.
واعلم أن كثيراً من أهل الحرص على الْعِلْم يجدون في القراءة و الإكباب على الدروس والطلب, ثم لا يرزقون منه حظاً.!!
فليعلم ذو الْعِلْم أنه لو كان بالإكباب وحده لكان غيره فوقه فصح أنه موهبة من الله تعالى
فأي مكان للعجب ها هنا!
ما هذا إلا موضع تواضع وشكر لله تعالى واستزادة من نعمه واستعاذة من سلبها.
ثم تفكر أيضاً في أن ما خفي عليك وجهلته من أنواع الْعِلْم ثم من أصناف علمك الذي تختص به.
فالذي أعجبت بنفاذك فيه أكثر مما تعلم من ذلك فاجعل مكان الْعُجْب استنقاصاً لنفسك واستقصاراً لها فهو أولى
و تفكر فيمن كان أعلم منك تجدهم كثيراً
فلتهن نفسك عندك حينئذ وتفكر في إخلالك بعلمك وأنك لا تعمل بما علمت منه
فلعلمك عليك حجة حينئذ ولقد كان أسلم لك لو لم تكن عالماً.
واعلم أن الجاهل حينئذ أعقل منك وأحسن حالاً وأعذر فليسقط عجبك بالكلية.
ثم لعل علمك الذي تعجب بنفاذك فيه من العلوم المتأخرة التي لا كبير خصلة فيها كالشعر و ما جرى مجراه فانظر حينئذ إلى من علمه أجل من علمك في مراتب الدنيا والآخرة فتهون نفسك عليك.
====
صيد الخاطر/ جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى : 597هـ)
ولقد حكي لي عن ابن عقيل: أنه كان يقول عن نفسه: أنا عملت في قارب ثم كسر وهذا غلط، فمن أين له؟!
فكم من معجب بنفسه كشف له من غيره ما عاد يحقر نفسه على ذلك!!
وكم من متأخر سبق متقدمًا!!
وقد قيل:
إنَّ اللَّيالِيَ وَالأَيَّامَ حَامِلَةٌ ... وَلَيْسَ يَعْلَمُ غَيْرُ اللهِ مَا تَلِدُ
جزاكم الله خيرا
جزاكم الله خيرا و كتب لكم الأجر
=======
رغم أن ابن الجوزي أنكر على ابن عقيل قوله فقد وقع فيما أنكره
و قال العلماء: لا كلمة أضر بالعلم وبالعلماء والمتعلمين من قول القائل ما ترك الأول للآخر شيئا
قال ابن كثير/ البداية والنهاية/ ترجمة ابن الجوزي
وبالجملة كان استاذا فردا في الوعظ وغيره وقد كان فيه بهاء وترفع في نفسه وإعجاب و سمو بنفسه أكثر من مقامه وذلك ظاهر في كلامه في نثره ونظمه فمن ذلك قوله
ما زلت أدرك ما غلا بل ما علا ... وأكابد النهج العسير الأطولا
تجري بي الآمال في حلباته ... جرى السعيد مدى ما أملا
أفضى بي التوفيق فيه إلى الذي ... اعيا سواي توصلا وتغلغلا
لو كان هذا العلم شخصا ناطقا ... وسألته هل زار مثلي ؟قال :لا
قال عبد الله بن المعتز: «المتواضع في طلاب العلم أكثرهم علما، كما أن المكان المنخفض أكثر البقاع ماء».
(الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)