هل يتم التسليم للقائلين بنجاة مَن لم يعمل خيرًا قطُّ من الخلود في النار؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يتم التسليم للقائلين بنجاة مَن لم يعمل خيرًا قطُّ من الخلود في النار؟
يستدل الكثيرون بأدلة من السنة في نجاة مَن لم يعمل خيرًا قطُّ من الخلود في النار، والأحاديث معروفة.
فهل يُسَلُّمُ لهم بهذا على الإطلاق؟
بمعنى أننا نعرف مثلاً قول الإمام ابن خزيمة رحمه الله – وقد أورد هذا الحديث تحت باب : " ذكر الدليل أن جميع الأخبار التي تقدم ذكري لها إلى هذا الموضع في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في إخراج أهل التوحيد من النار إنما هي ألفاظ عامة مرادها خاص " :
" هذه اللفظة : ( لم يعملوا خيرا قط ) من الجنس الذي يقول العرب ، ينفي الاسم عن الشيء لنقصه عن الكمال والتمام ، فمعنى هذه اللفظة على هذا الأصل : لم يعملوا خيرا قط على التمام والكمال ، لا على ما أوجب عليه وأمر به ، وقد بينت هذا المعنى في مواضع من كتبي "
وحديث الشفاعة واضحٌ فيه صراحةً أنهم لم يعملوا أيَّ خيرٍ، كما أنني لم أرَ لغيره هذا المعنى؛ بل العكس هو المشهور؛ إذ يثبتون النجاة من الخلود في النار بمجرد قول الكلمة ويبنون عليها اعتقادَ قائلها بها رغم تركه لكل الأعمال المفترضة عليه!
حتى أنَّ في ردِّه على المرجئة لم يقل بخلوده في النار لم يصل إلا إلى تكفير تارك الصلاة..
فليس كلامي عن خلود تارك (مفردات) الفرائض؛ إذ فيها خلافٌ معروف، ولكنني أتكلم عمَّا يسمونه بجنس العمل، وإن لم أكن أستجيز إطلاق هذه الكلمة إذ لا أعلمها في كلام السلف.
وإذا أمكن التكرم بالنظر في هذا الرابط لمزيد من التوضيح