واجب الوالدين بعد إسلامهما تجاه أولادهم الذين لا دين لهم ؟
السلام عليكم ورحمة الله
واجب الوالدين بعد إسلامهما تجاه أولادهم الذين لا دين لهم؟
فتوى رقم: 247435
موقع الإسلام سؤال وجواب
السؤال: في بلد مسلم والدان أسلما بعد أن بلغ أولادهم سنّ البلوغ ومنهم ومن تزوج وله أولاد...
هؤلاء الأولاد، لا دين لهم... قد يكونوا علمانيين أو كفار وموالين للكفار...
سؤالنا: فبعد إسلامهما هل هنالك واجب على هذين الوالدين تجاه أولادهم البالغين لتبرئة ذمّتهم ؟
إذا كان هنالك واجب عليهم فماذا إن قالوا لا نستطيع فعل شيء و "الله غالب" وكلام مثل هذا للتنصل من المسؤولية الشرعية إن ثبتت عليهم وجوبا ؟
صدقونا مثل هذه الحالات كثيرة جدا وسلوك الوالدين في مثل هذه الحالات هو اللامبالاة على أقل تقدير!.
أفيدونا بتفاصيل وبارك الله لكم في جهودكم.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله:
عليهما أن يدعوا أولادهما إلى الإسلام بقدر الاستطاعة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} -سورة التحريم:6-، فإن استجاب الأولاد فالحمد لله، وإلا فلا ملام على الوالدين إذا بذلا جهدهما ؛ لأن الهداية بيد الله {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين َ} -سورة القصص:56-.
والدعاء سلاح هؤلاء الآباء والأمهات، وسلاح كل داعية إلى الخير، فما لا تبلغه الدعوة يبلغه الدعاء،
وانظر إلى أبي هريرة كيف هدى الله أمه إلى الإسلام بالدعاء، قال أبو هريرة:
" كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَكْرَهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ، فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ. فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ، فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ، فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ، فَقَالَتْ: مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ، قَالَ: فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا، فَفَتَحَتِ الْبَابَ، ثُمَّ قَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَبْشِرْ قَدِ اسْتَجَابَ اللهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ خَيْرًا، قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ادْعُ اللهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيْنَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا - يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ - وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْ إِلَيْهِمِ الْمُؤْمِنِينَ. فَمَا خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بِي وَلَا يَرَانِي إِلَّا أَحَبَّنِي" -رواه مسلم (2491)-.
ينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (112042) .
إستغاثة من أم كان ابنها مستقيماً فوقع في الإلحاد !
http://islamqa.info/ar/112042
والله أعلم. اهـ.
*****
والله الموفق.