السلام عليكم ورحمة الله:
الفروق بين اللمز والهمز والغمز. فمن له موجزًا.
السلام عليكم ورحمة الله:
الفروق بين اللمز والهمز والغمز. فمن له موجزًا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((اللَّمْزُ: الْعَيْبُ وَالطَّعْنُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} [سُورَةُ التَّوْبَةِ: 58] أَيْ يَعِيبُكَ وَيَطْعَنُ عَلَيْكَ، وَقَوْلُهُ: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِين َ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [سُورَةُ التَّوْبَةِ: 79] وَقَوْلُهُ: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} [سُورَةُ الْحُجُرَاتِ: 49] أَيْ لَا يَلْمِزْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَقَوْلِهِ: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَات ُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا} [سُورَةُ النُّورِ: 12]وَقَوْلِهِ: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [سُورَةُ الْبَقَرَةِ: 54] وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} الْآيَةَ [سُورَةُ الْهُمَزَةِ: 1] وَالْهَمْزُ: الْعَيْبُ وَالطَّعْنُ بِشِدَّةٍ وَعُنْفٍ، وَمِنْهُ هَمَزَ الْأَرْضَ بِعَقِبِهِ، وَمِنْهُ الْهَمْزَةُ وَهِيَ نَبْرَةٌ مِنَ الصَّدْرِ))اهـ.
(منهاج السنة النبوية)) (5/ 234، 235).
وقال أبو الهلال العسكري: ((الْفرق بَين الْهَمْز واللمز: قَالَ الْمبرد: هُوَ أَن يهمز الْإِنْسَان بقول قَبِيح من حَيْثُ لَا يسمع أَو يحثه ويوسده على أَمر قَبِيح أَي يغريه بِهِ واللمز أَجْهَر من الْهَمْز وَفِي الْقُرْآن (همزات الشَّيَاطِين) وَلم يقل لمزات لِأَن مكايدة الشَّيْطَان خُفْيَة قَالَ الشَّيْخ رَحمَه الله الْمَشْهُور عِنْد الناء أَن اللمز الْعَيْب سرا والهمز الْعَيْب بِكَسْر الْعين وَقَالَ قَتَادَة (يَلْمِزك فِي الصَّدقَات) يطعن عَلَيْك وَهُوَ دَال على صِحَة القَوْل الأول))اهـ.
((الفروق اللغوية)) (53، 54).
وأما الغمز فيكون باليد والعين والحاجب والجفن .
قال ابن منظور في لسان العرب:
( غمز ) الغَمْزُ الإِشارة بالعين والحاجب والجَفْنِ غَمَزَه يَغْمِزُه غَمْزاً قال الله تعالى: ( وإِذا مَرُّوا بهم يَتَغامَزُون ). ومنه الغَمْزُ بالناس قال ابن الأَثير: وقد فسر الغمز في بعض الأَحاديث بالإِشارة كالرَّمْزِ بالعين والحاجب واليد ..
• غمز: قَالَ اللَّيْث: الغمْزُ: الْإِشَارَة بالجَفنِ والْحَاجبِ، والغمْزُ: العصرُ بِالْيَدِ. "تهذيب اللغة" (8/80).
• غمز: الغَمْزُ: الإِشارة بِالْعَيْنِ وَالْحَاجِبِ والجَفْنِ، غَمَزَه يَغْمِزُه غَمْزاً. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ}؛ وَمِنْهُ الغَمْزُ بِالنَّاسِ.
قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ فُسِّرَ الْغَمْزُ فِي بَعْضِ الأَحاديث بالإِشارة كالرَّمْزِ بِالْعَيْنِ وَالْحَاجِبِ وَالْيَدِ. وَجَارِيَةٌ غَمَّازَةٌ: حَسَنَةُ الغَمْزِ للأَعضاء. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: ((أَنه دَخَلَ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ غُلَيِّم يَغْمِزُ ظهرَه)). "لسان العرب" (5/388).
• مز: اللَّمْزُ: كالغَمْز فِي الْوَجْهِ تَلْمِزُه بِفِيكَ بِكَلَامٍ خَفِيٍّ، قَالَ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ} أَي: يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ.
- وَرَجُلٌ لُمَزَةٌ: يَعِيبُكَ فِي وَجْهِكَ، وَرَجُلٌ هُمَزَةٌ: يَعِيبُكَ بِالْغَيْبِ.
- وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الهُمَزَةُ اللُّمَزَةُ الَّذِي يَغْتَابُ النَّاسَ ويَغُضُّهم.
- قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والأَصل فِي الهَمْزِ واللَّمْزِ الدَّفْعُ.
قَالَ الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ هَمَزْتُه ولَمَزْتُه ولَهَزْتُه إِذا دَفَعْتُهُ.
- وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الهَمْزُ واللَّمْزُ والمَرْزُ واللَّقْسُ النَّقْسُ الْعَيْبُ.
- وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ : الهَمَّازُ واللَّمَّازُ النَّمَّامُ.
- وَيُقَالُ: لَمَزَه يَلْمِزُه لَمْزاً إِذا دَفَعَهُ وَضَرَبَهُ.
- واللَّمْزُ: الْعَيْبُ فِي الْوَجْهِ، وأَصله الإِشارة بِالْعَيْنِ والرأْس وَالشَّفَةِ مَعَ كَلَامٍ خَفِيٍّ، وَقِيلَ: هُوَ الِاغْتِيَابُ. "لسان العرب" (5/406).
• الهَمْزُ: الغَضُّ، والهَمْزُ الكَسْرُ، والهَمْزُ العَيْبُ.
- وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}؛ قَالَ: هُوَ المَشَّاءُ بِالنَّمِيمَةِ المُفَرِّقُ بَيْنَ الْجَمَاعَةِ المُغْري بَيْنَ الأَحبة.
- وهَمَزَ الشيطانُ الإِنسانَ هَمْزاً: هَمَسَ فِي قَلْبِهِ وَسْواساً. وهَمَزاتُ الشَّيْطَانِ: خَطَراتُه الَّتِي يُخْطِرُها بِقَلْبِ الإِنسان.
- وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((أَنه كَانَ إِذا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِني أَعوذ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِه ونَفْثِه ونَفْخِه، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَمْزه ونَفْثُه ونَفْخه؟ قَالَ: أَما هَمْزُه فالمُوتَةُ، وأَما نَفْثُهُ فالشِّعْرُ، وأَما نفخُه فالكِبْرُ)). قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُوتَةُ الجُنُون، قَالَ: وإِنما سَمَّاهُ هَمْزاً لأَنه جَعَلَهُ مِنَ النَّخْسِ وَالْغَمْزِ.
- وكلُّ شَيْءٍ دَفَعْتَهُ، فَقَدَ هَمَزْتَهُ.
- وَقَالَ اللَّيْثُ: الهَمْز العَصْر.
- يُقَالُ: هَمَزْتُ رأْسَه وهمزتُ الجَوْز بكفِّي.
- والهَمْزُ: النَّخْسُ وَالْغَمْزُ.
- والهَمْزُ: الغِيبَة وَالْوَقِيعَةُ فِي النَّاسِ وَذِكْرُ عُيُوبِهِمْ؛ وَقَدْ هَمَزَ يَهْمِزُ، فَهُوَ هَمَّاز وهُمَزَةٌ لِلْمُبَالَغَةِ . "لسان العرب" (5/426)
وجزى الله شيخي الكريمين (الشيخ محمد طه، والشيخ الجليل أبو مالك المديني) على الإيضاح.
عود أحمدُ حبيبنا الغالي .